أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خلف علي الخلف - قاموس الرطانة السياسية (2 ) : الامن القومي العربي ...المنتهك















المزيد.....

قاموس الرطانة السياسية (2 ) : الامن القومي العربي ...المنتهك


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 1001 - 2004 / 10 / 29 - 11:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا يخفى على احد ان الانسان العربي يصاب بالهلع الشديد والذعر وتوقف التفكير حين يسمع بمفردة "أمن" سواءً وردت مفردة او مضافة الى مفردات اخرى لا تزيده الا هلعا مثل" أمن الدولة" على سبيل المثال لا الحصر. ويبدو ان المنظرين الاستراتيجيين القوميين العرب لم يأخذوا هذا الامر بالحسبان حين اشتقوا مصطلح الامن القومي العربي (وهو مصطلح استنبطنه القوالون العرب ليصفوا شيئا لا وجود له على ارض الواقع ويدور في اذهانهم فقط) وكتبوا المجلدات عنه رغم الحقيقة الفادحة التي تقول ان اغلب ماكتب عن وحول هذا (المصطلح) منذ تاسيسه يتناول اختراقه والتحديات التي تواجهه والانتهاكات التي يتعرض لها ولكم ان تتخيلوا استغراب المواطن العربي حين يسمع ان "امن" يتعرض للانتهاك وقد تعود من الامن ان ينتهك الجميع!!؟
ويبدوا ان الدول العربية كان لديها نزوع نحو الحداثة الشعرية منذ بداية نيلها استقلالها وانها اخذت بتنظيرات نقاد الحداثة حول انزياح مدلولات المفردة فأسمت اجهزة مخابراتها بأسم "الامن" وهكذا اصبح لديها اجهزة (وفروع) امنية تخص كل شؤون الحياة مثل الامن السياسي -الامن العسكري -الامن الجوي -الامن الجنائي الامن القومي(وهو غير الامن القومي الذي يخص المحللين بل انه جهاز يختص في الدول العربية التي تنتهج نهجا قوميا بملاحقة ابناء الدول العربية الاخرى ) - وسيدها اوكبيرها امن الدولة- اضافة الى ان هناك في بعض الدول جهاز امني يسمى امن فلسطين وهو من اخطر اجهزة (وفروع )الامن ولا يخص تحرير فلسطين كجزء من الامن القومي المنتهك!! كما قد يبدو للوهلة الاولى من الاسم بل ان الداخل اليه لابد ان يعترف بشيء (اي شيء) ولابد ان يقر بالمؤامرة التي حاكها مع جهات !!ضد امن البلد ولابد ان يقضي ردحا من عمره في المعتقلات التي يحوله اليها هذا الجهاز

وفق هذا المفهوم الذي تاسس لمفردة "أمن " في ذهن (المواطن) العربي فانه حين يسمع احد المحللين الاستراتيجين يصرخ مستنجدا: يا سيدي ان الامن القومي العربي اصبح منتهكا من كل الجهات وان الاحداث الخطيرة التي يمر بها "الوطن" العربي تجعل الدول العربية غير قادرة على مواجهة الغطرسة (...) مالم تبني امنها القومي فانه (اي المواطن ) يتمنى ان يبقى هذا الامن منتهكا ويتمنى ان لا يبنى لان بناءه يعني مزيدا من اذلاله ومزيدا من رعبه. واذا كانت اجهزة الامن في الدول العربية لم تغط كافة شؤون الحياة فان مفكري الامة الاستراتيجيين عوضوا هذا النقص فافتتحوا فروعا فكرية تخصهم مثل الامن الاستراتيجي العربي: ويعتبر ابو الفروع كلها وهو جهاز غامض ولاندري بما يختص لان العرب في حياتهم كلها لا يستخدمون الاستراتيجية في حياتهم التي تقوم على المثل القائل / عشني اليوم واقطع رأسي غدا.

الامن الغذائي العربي: ويختص بتوفير الخبز وتدبيره اذا انقطعت معونات القمح الامريكية لبعض البلدان العربية.
الامن المائي العربي: ويختص يتقنين المياه على الناس وملاطفة تركيا كي لا تقطع نهري دجلة والفرات نهائيا
الامن الصحي العربي : ويختص بابتكار دواء للاسهال العربي وتلقي المعونات الطبية في حال الكوارث الصحية
الامن الثقافي العربي : وهو فرع حديث تم انشاؤه على عجل لمواجهة العولمة والغزو الثقافي القادم من الغرب " الشرير " الذي يريد ان يبلبل عقولنا بالحقائق التي يعرفها عن بلداننا وبالمعلومات الدقيقة التي يزودنا بها عن انفسنا

وهناك فرع جديد تم تدشينه من قبل بعض المفكرين الذين ليس لديهم اجهزة كمبيوتر ولا اشتراك بالانترنت ولا يحسنون التعامل معها وهو الامن المعلوماتي العربي: ويختص بأمر محدد وهو: يتعذر الوصول الى هذه الصفحة، او ان هذا الموقع قد تم حجبه في بلدان اخرى

ويتشارك الاستراتيجيون مع دولهم في تسميات الامن التي انشأت لها اجهزة وفروع كالامن السياسي والامن العسكري الخ الخ

....ورغم ان أمن في لسان العرب: هي(...) الأَمانُ والأَمانةُ بمعنى. وقد أَمِنْتُ فأَنا أَمِنٌ، وآمَنْتُ غيري من الأَمْن والأَمان. والأَمْنُ: ضدُّ الخوف.
فان( المواطن) العربي يظل دائم القلق في حياته من الامن الذي تكاثرت اجهزته في دوله اكثر من جيوش العاطلين عن العمل حتى وان كان لا يقوم باي عمل يعكر صفو هذا الامن(اي الاجهزة )

واذ يستطرد لسان العرب(...): الأَمْنُ نقيض الخوف، أَمِن فلانٌ يأْمَنُ أَمْناً وأَمَناً؛ حكى هذه الزجاج، وأَمَنةً وأَماناً فهو أَمِنٌ.. ورجل أَمَنةٌ، بالفتح: للذي يُصَدِّق بكل ما يسمع ولا يُكَذِّب بشيء. ورجل أَمَنةٌ أَيضاًإذا كان يطمئنّ إلى كل واحد ويَثِقُ بكل أَحد. ومن هنا نعرف لما تطالب اجهزة الامن(المواطن) بان يصدق كل ما تقوله له عن المخربين الذين يجب الوشاية بهم وهم عادة من اولئك الذين ليس لديهم من ادوات التخريب سوى اقلام جافة الحبر ولا تضير احدا وان عليه ا(اي هذا المواطن) ان يصدقها في ان هناك مؤامرة تحاك ضد امن البلد وتستوجب يقظته وتعاونه معها (...) الحديث: المُؤَذِّنُ مؤتَمَنٌ؛ مُؤْتَمَنُ القوم: الذي يثِقون إليه ويتخذونه أَمِيناً حافظاً، والمَأْمَنُ: موضعُ الأَمْنِ. والأمنُ: المستجيرُ ليَأْمَنَ على نفسسه
ووفق هذا نعرف لما امتاز العاملين في هذه الاجهزة بفصاحتهم في الجلد والتعذيب عوضا عن فصاحتهم اللغوية وذلك لكي تقنع الجميع بان يستجيرو بها كواشين باخوتهم او اصدقائهم او جيرانهم وذلك ليامنوا انفسهم (...)

وفي الحديث: المَجالِسُ بالأَمانةِ؛ هذا ندْبٌ إلى تركِ إعادةِ ما يَجْرِي في المجلس من قولٍ أَو فعلٍ، فكأَنَّ ذلك أَمانةٌ عند مَن سَمِعه أَو رآه،
الا ان التاويل الامني لهذا الحديث ان المجالس بالامانة وهي ان تنقل كل ما دار فيها بدون انقاص ولو حرف واحد واحيانا تطالب بعض الاجهزة ناقلي هذه المجالس اليها (...)بوصف تعابير الوجه وحركة القائل اذا كانت الجملة حيادية وتحتمل وجهين

والأَمينُ: القويُّ لأَنه يُوثَقُ بقوَّتِه. ولذا نجد ان الامناء العامين للاحزاب الشمولية في البلدان العربية هم من الاقوياء الذين جزروا كل معارضيهم وحتى اصدقائهم ورفاقهم

كما ولا يعين رئيس لاي جهاز امني اذا لم يكن شديد وقوي وله سوابق في البطش وارهاب غير الموالين وليس المعارضين فقط .(...) قال الحُوَيْدرة
ونَقِي بآمِنِ مالِنا أَحْـسـابَـنـا

ونُجِرُّ في الهَيْجا الرِّماحَ وندَّعي


وهنا نعلم لما اعتاد( المواطن) المسكين ان يدفع الرشاوى والخوات لاجهزة الامن وذلك كي يقي بامن ماله احسابه تلك التي تنتهكها اجهزة الامن وعناصرها غير انه من الشطر الاخير ليس له حتى ان يدعي

الا اني دائم التساؤل لماذا دائما تعقد كل هذه الندوات (من المفكرين الاستراتيجيين)وتقام المحاضرات وتدبج المقالات والابحاث والرسائل الجامعية اضافة الى برامج الفضائيات (العربية) التي برزت مؤخرا عن الامن القومي فقط وهو لا يمثل كل اجهزة وفروع الامن الاخرى (اذ ان اجهزة الامن تعمل بشكل منفرد ولا يطلع اي جهاز امني اي جهاز اخر"في نفس الدولة طبعا " على عمله خوفا من تحقيق سبق "امني" عليه)

لماذا لا يتحدثون ايضا عن امن الدولة مثلا وهو ارسخ واقوى واهم بكثير من الامن القومي اذ "يقال" ان عناصر امن الدولة اكثر مهارة في انتزاع الاعترافات كما ان لديهم وسائل حديثة لانتزاعها بعكس عناصر الامن القومي الذين لا يزالون يعتمدون على وسيلة بدائية في انتزاع الاعترافات هي الضرب بالكرباج بعد وضع المعتقل في الدولاب.



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاموس الرطانة السياسية (1) : ناقوس الخطر ومايلي قرعه
- لماذا لايخطف السوريون مثل بقية خلق الله؟
- مطلب وحيد لمواطن سوري من حكومته الجديدة
- وريث البراري
- الاصلاح لدى المثقفين السعوديين واعادة انتاج الاصولية
- الامن النسائي العربي
- لماذا يا وزير الثقافة !!؟
- كلام مقاهي (9 ) : عبر بحماسة عن حبك للآخرين
- كلام مقاهي (8 ) : شعراء الحداثة والتجارة الالكترونية
- كلام مقاهي (7) : عوالم الشعر الحديث وعالم الجوارب
- كلام مقاهي (6 ) : شعراء الحداثة والحب
- كلام مقاهي (5) : نانسي عجرم وشعراء الحداثة
- كلام مقاهي (4) : الشعر الحديث وعلم التسويق الحديث ج 2
- كلام مقاهي (2) : شاعر الحداثة وشاعر الزمارة
- كلام مقاهي (3) : الشعر الحديث وعلم التسويق الحديث ج1
- كلام مقاهي(1) : شاعر الحداثة وشاعر الربابة
- ديمقراطية عالريق
- عراقهم ...يا منذر مصري


المزيد.....




- كولومبيا تعلن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب الحرب ...
- السعودية تؤكد اصدار حكم بسجن مدربة رياضية 11 عاما في -جرائم ...
- مصر.. إحالة المتهم بقتل طفلة سودانية لمحكمة الجنايات
- السعودية.. السيول تقتلع النخيل وتغمر الأخضر واليابس في بعض م ...
- إعلام: الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي يمارسون ...
- بلينكن: لا وقت للتأخير وعلى حماس قبول المقترح ولا نؤيد هجوما ...
- قطة حية في طرد لشركة أمازون في أمريكا، ما قصتها؟
- يوزيف فريتسل.. الرجل الذي اغتصب ابنته طيلة 25 عاما وأنجب منه ...
- ما وضع قوانين الهجرة واللجوء في المجر اليوم؟
- الحوثيون: نمتلك أسلحة ردع استراتيجية


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خلف علي الخلف - قاموس الرطانة السياسية (2 ) : الامن القومي العربي ...المنتهك