أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوفيا يحيا - تفجير لغة فائز الحداد في ظلال القرآن















المزيد.....



تفجير لغة فائز الحداد في ظلال القرآن


صوفيا يحيا

الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 19:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


للموضوع صلة بالرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=341351

في الرسم القرآني اسم (طه) يلفظ بحرف ألف= طاها يكتب صغيرا نهمله في كتابتنا خلافا للألف اللفيف الأجوف في العدد (مائة) يكتب و لا يلفظ = مئة!.. وقد اعتمد القرآن سجع الكهان؛ فلماذا قال مثلا: حية تسعى، ولم يقل: أفعى تسعى؟!..

قال الله، وأقول أنا: لعل الرسم العثماني أشكل في النقل عن أم المؤمنين عائشة في سورة (طه): {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} بالألف إن مشددة وقرأ ابن كثير وحفص عن عاصم إن مخففة وابن كثير يشدد نون (هذان) دون حفص والمشهورة قراءة نافع وابن عامر وحمزة والكسائي وأبي بكر عن عاصم أصح معنى لأن الاسم المثنى متواتر يعرب في حال النصب والخفض بالياء وفي حال الرفع بالألف فالأسماء المبنية كقوله: {ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك} ثم {فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث} و{ورفع أبويه على العرش } و{وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين} ولم يقل: الكعبان و{واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون} {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث} ولم يقل: اثنان و{قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين}.

وقال: {ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين} ولم يقل: اثنان ولا الذكران والأنثيان و{ومن كل شيء خلقنا زوجين} ولم يقل: زوجان وقال: {فإن كن نساء فوق اثنتين} ولم يقل: اثنتان. ظن النحاة أن الأسماء المبهمة المبنية مثل هذين واللذين تجري هذا المجرى وأن المبني في حال الرفع يكون بالألف ومن هنا نشأ الإشكال. أبو عمرو قرأ: إن هذين لساحران. وظن: أنه لايقرأ إلا بما يرويه لا بمجرد ما يراه و روي عنه: إني لأستحيي من الله أن أقرأ: {إن هذان} لأنه لم ير لها وجها من جهة العربية ومن خطأ أبا عمرو في هذه القراءة الزجاج قال: لا أجيز قراءة أبي عمرو خلاف المصحف. قال المهدوي: لغة بني الحارث بن كعب.. بنو الحارث بن كعب يقولون: ضربت الزيدان ومررت بالزيدان كما تقول: جاءني الزيدان: قال المهدوي: حكى ذلك أبو زيد والأخفش والكسائي والفراء وحكى أبو الخطاب أنها لغة بني كنانة وحكى غيره أنها لغة لخثعم ومثله قول الشاعر: تزود منا بين أذناه ضربة دعته إلى هاوي التراب عقيم وقال ابن الأنباري: هي لغة لبني الحارث بن كعب وقريش قال الزجاج: وحكى أبو عبيدة عن أبي الخطاب - من رءوس الرواة - أنها لغة كنانة يجعلون ألف الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد وأنشدوا: فأطرق إطراق الشجاع ولو يجد مساغا لناباه الشجاع لصمما وقال: يقول هؤلاء: ضربته بين أذناه. قلت بنو الحارث بن كعب هم أهل نجران ولا ريب أن القرآن لم ينزل بهذه اللغة بل المثنى من الأسماء المبنية في جميع القرآن هو بالياء في النصب والجر كما تقدمت شواهده.

وقد ثبت في الصحيح عن عثمان أنه قال: إن القرآن نزل بلغة قريش وقال للرهط القرشيين الذين كتبوا المصحف هم وزيد: إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش فإن القرآن نزل بلغتهم ولم يختلفوا إلا في حرف التابوت فرفعوه إلى عثمان فأمر أن يكتب بلغة قريش رواه البخاري في صحيحه.

عن أنس أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبدالله ابن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى [إذا] نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. هذه صحيفة أخذها من حفصة التي أمر أبو بكر وعمر بجمع القرآن فيها لزيد بن ثابت وحديثه معروف في الصحيحين وغيرهما وكانت بخطه لهذا أمر عثمان أن يكون أحد من ينسخ المصاحف من تلك الصحف ولكن جعل معه ثلاثة من قريش ليكتب بلسانهم فلم يختلف لسان قريش والأنصار إلا في لفظ التابوه والتابوت كتبوه التابوت بلغة قريش.

أن المصاحف التي نسخت كانت مصاحف متعددة وهذا مشهور ومما يبين غلط من قال في بعض الألفاظ: إنه غلط من الكاتب أو نقل ذلك عن عثمان فإن هذا ممتنع لوجوه. تعدد المصاحف واجتماع جماعة على كل مصحف ثم وصول كل مصحف إلى بلد كبير فيه كثير من الصحابة والتابعين يقرءون القرآن ويعتبرون ذلك بحفظهم والإنسان إذا نسخ مصحفا غلط في بعضه عرف غلطه بمخالفة حفظه القرآن وسائر المصاحف فلو قدر أنه كتب كاتب مصحفا ثم نسخ سائر الناس منه من غير اعتبار للأول والثاني أمكن وقوع الغلط في هذا وهنا كل مصحف إنما كتبه جماعة ووقف عليه خلق عظيم ممن يحصل التواتر بأقل منهم ولو قدر أن الصحيفة كان فيها لحن فقد كتب منها جماعة لا يكتبون إلا بلسان قريش ولم يكن لحنا فامتنعوا أن يكتبوه إلا بلسان قريش فكيف يتفقون كلهم على أن يكتبوا: {إن هذان} وهم يعلمون أن ذلك لحن لايجوز في شيء من لغاتهم أو: {المقيمين الصلاة} وهم يعلمون أن ذلك لحن كما زعم بعضهم. قال الزجاج في قوله: {المقيمين الصلاة} قول: خطأ - بعيد جدا لأن الذين جمعوا القرآن أهل لغة وقدوة فكيف يتركون شيئا يصلحه غيرهم فلا ينبغي أن ينسب هذا إليهم وقال ابن الأنباري: حديث عثمان لايصح لأنه غير متصل ومحال أن يؤخر عثمان شيئا ليصلحه من بعده. قلت: ومما يبين كذب ذلك: أن عثمان لو قدر ذلك فيه فإنما رأى ذلك في نسخة واحدة فإما أن تكون جميع المصاحف اتفقت على الغلط وعثمان قد رآه في جميعها وسكت: فهذا ممتنع عادة وشرعا: من الذين كتبوا ومن عثمان ثم من المسلمين الذين وصلت إليهم المصاحف ورأوا ما فيها وهم يحفظون القرآن ويعلمون أن فيه لحنا لا يجوز في اللغة فضلا عن التلاوة وكلهم يقر هذا المنكر لايغيره أحد فهذا مما يعلم بطلانه عادة ويعلم من دين القوم الذين لا يجتمعون على ضلالة ولو قيل لعثمان: مر الكاتب أن يغيره لكان تغييره من أسهل الأشياء عليه. هذا ونحوه ما يوجب القطع بخطأ من زعم أن في المصحف لحنا أو غلطا وإن نقل ذلك عن بعض الناس ممن ليس قوله حجة فالخطأ جائز عليه فيما قاله بخلاف الذين نقلوا مافي المصحف وكتبوه وقرءوه فإن الغلط ممتنع عليهم في ذلك وكما قال عثمان: إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش وكذلك قال عمر لابن مسعود أقرئ الناس بلغة قريش ولاتقرئهم بلغة هذيل فإن القرآن لم ينزل بلغة هذيل. وقول القرآن: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه} يدل على ذلك فإن قومه قريش قال: {وكذب به قومك وهو الحق}. كنانة جوار قريش والناقل عنهم ثقة ينقل ماسمع وقد يكون سمع ذلك في الأسماء المبهمة المبنية فظن أنهم يقولون [ذلك] في سائر الأسماء بخلاف من سمع "بين أذناه" و" لناباه" هذا صريح في الأسماء غير المبهمة. يجب أن يقال: إنه لم يثبت أنه لغة قريش ولا لغة سائر العرب: أنهم ينطقون في الأسماء المبهمة إذا ثنيت بالياء إنما قال ذلك من قاله من النحاة قياسا جعلوا باب التثنية في الأسماء المبهمة كما هو في سائر الأسماء وإلا فليس في القرآن شاهد يدل على ما قالوه وليس في القرآن اسم مبهم مبني في موضع نصب أو خفض إلا هذا ولفظه (هذان فهذا نقل ثابت متواتر لفظا ورسما.

كانوا يقرءون (سورة طه على عهد الرسول وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومن أول مانزل من قرآن قال ابن مسعود بنو إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء من العتاق الأول وهن من تلادى (رواه البخاري عنه). هي مكية باتفاق الناس قال أبو الفرج وغيره: مكية بإجماعهم بل من أول مانزل وروي: أنها كانت مكتوبة عند أخت عمر وأن سبب إسلام عمر كان لما بلغه إسلام أخته وكانت السورة تقرأ عندها. الصحابة لابد أن قرءوا هذا الحرف ومن الممتنع أن يكونوا كلهم قرءوه بالياء كأبي عمرو فإنه لو كان كذلك لم يقرأها أحد إلا بالياء ولم تكتب إلا بالياء فعلم أنهم أو أغلبهم كانوا يقرءونها بالألف والصحابة بمكة والمدينة والشام والكوفة والبصرة يقرءون هذه السورة في الصلاة وخارج الصلاة ومنهم سمعها التابعون ومن التابعين سمعها تابعوهم فيمتنع أن يكون الصحابة كلهم قرءوها بالياء مع أن جمهور القراء لم يقرءوها إلا بالألف وهم أخذوا قراءتهم عن الصحابة أو عن التابعين عن الصحابة.

أن الصحابة إنما قرءوا كما علمهم الرسول وكما لغة للعرب ثم لغة قريش فعلم أن هذه اللغة الفصيحة المعروفة عندهم في الأسماء المبهمة تقول: إن هذان ومررت بهذان: تقولها في الرفع والنصب والخفض بالألف ومن قال إن لغتهم أنها تكون في الرفع بالألف طولب بالشاهد على ذلك والنقل عن لغتهم المسموعة منهم نثرا ونظما وليس في القرآن ما يشهد له لكن عمدته القياس. نقول: قياس هذا بغيرها من الأسماء غلط فإن الفرق بينهما ثابت عقلا وسماعا: أما النقل والسماع فكما ذكرناه وأما العقل والقياس فقد تفطن للفرق غير واحد من حذاق النحاة فحكى ابن الأنباري وغيره عن الفراء قال: ألف التثنية في "هذان" ألف هذا والنون فرقت بين الواحد والاثنين كما فرقت بين الواحد والجمع نون الذين وحكاه المهدوي وغيره عن الفراء ولفظه قال: إنه ذكر أن الألف ليست علامة التثنية بل هي ألف هذا فزدت عليها نونا ولم أغيرها كما زدت على الياء من الذي فقلت الذين في كل حال قال وقال بعض الكوفيين: الألف في هذا مشبهة يفعلان فلم تغير كما [لم] تغير. قال: وقال الجرجاني: لما كان اسما على حرفين أحدهما حرف مد ولين وهو كالحركة ووجب حذف إحدى الألفين في التثنية لم يحسن حذف الأولى ; لئلا يبقى الاسم على حرف واحد فحذف علم التثنية وكان النون يدل على التثنية ولم يكن لتغيير النون الأصلية الألف وجه فثبت في كل حال كما يثبت في الواحد.

قال المهدوي: وسأل إسماعيل القاضي ابن كيسان عن هذه المسألة قال: لما لم يظهر في المبهم إعراب في الواحد ولا في الجمع جرت التثنية على ذلك مجرى الواحد إذ التثنية يجب أن لاتغير فقال إسماعيل: ما أحسن ما قلت لو تقدمك أحد بالقول فيه حتى يؤنس به فقال له ابن كيسان : فليقل القاضي حتى يؤنس به فتبسم. قلت: بل تقدمه الفراء وغيره والفراء في الكوفيين مثل سيبويه في البصريين لكن إسماعيل كان اعتماده على نحو البصريين والمبرد كان خصيصا به. وبيان هذا القول: أن المفرد "ذا" فلو جعلوه كسائر الأسماء لقالوا في التثنية: "ذوان" ولم يقولوا: "ذان" كما قالوا عصوان ورجوان ونحوهما من الأسماء الثلاثية "وها" حرف تنبيه وقد قالوا فيما حذفوا لامه: أبوان فردته التثنية إلى أصله وقالوا في غير هذا ويدان وأما "ذا" فلم يقولوا "ذوان" بل قالوا كما فعلوا في "ذو" و"ذات" التي بمعنى صاحب فقالوا: هو ذو علم وهما ذوا علم كما قال: {ذواتا أفنان} وفي اسم الإشارة قالوا: "ذان" و"تان" كما قال: {فذانك برهانان من ربك} فإن "ذا" بمعنى صاحب هو اسم معرب فتغير إعرابه في الرفع والنصب والجر فقيل: ذو وذا وذي. المستعمل في الإشارة والأسماء الموصولة والمضمرات مبنية لكن أسماء الإشارة لم تفرق لا في واحده ولا في جمعه بين حال الرفع والنصب والخفض فكذلك في تثنيته بل قالوا: قام هذا وأكرمت هذا ومررت بهذا وكذلك هؤلاء في الجمع فكذلك المثنى قال: هذان وأكرمت هذان ومررت بهذان فهذا قياس فيه أن يلحق مثناه بمفرده وبمجموعه لايلحق بمثنى غيره الذي هو أيضا معتبر بمفرده ومجموعه.

الأسماء المعربة ألحق مثناها بمفردها ومجموعها تقول: رجل ورجلان ورجال فهو معرب في الأحوال الثلاثة: يظهر الإعراب في مثناه كما ظهر في مفرده ومجموعه. أن الذين قالوا: إن مقتضى العربية أن يقال: إن هذين ليس معهم بذلك نقل عن اللغة المعروفة في القرآن التي نزل بها القرآن [بل] أن يكون المثنى من أسماء الإشارة مبنيا في الأحوال الثلاثة على لفظ واحد كمفرد أسماء الإشارة ومجموعها. إن الألف مفرد زيد عليها النون أو علم للتثنية وتلك حذفت أو قيل بل هذه الألف تجمع هذا وهذا معنى جواب ابن كيسان وقول الفراء مثله في المعنى وكذلك قول الجرجاني وكذلك قول من قال : إن الألف فيه تشبه ألف يفعلان. ثم قد يكون الموصول كذلك كقوله: {واللذان يأتيانها منكم} فإن ثبت أن لغة قريش أنهم يقولون رأيت الذين فعلا ومررت باللذين فعلا وإلا قد يقال: بالألف في الأحوال الثلاثة لأنه اسم مبني والألف فيه بدل الياء في الذين وما ذكره الفراء وابن كيسان وغيرهما يدل على هذا فإن الفراء شبه هذا بالذين وتشبيه اللذان به أولى وابن كيسان علل بأن المبهم مبني لا يظهر فيه الإعراب فجعل مثناه كمفرده ومجموعه وهذا العلم يأتي في الموصول. أن المضمرات من هذا الجنس والمرفوع والمنصوب لهما ضمير متصل ومنفصل بخلاف المجرور فإنه ليس له إلا متصل لأن المجرور لايكون إلا بحرف أو مضاف لايقدم على عامله فلا ينفصل عنه فالضمير المتصل في الواحد الكاف من أكرمتك ومررت بك وفي الجمع أكرمتكم ومررت بكم وفي التثنية زيدت الألف في النصب والجر فيقال: أكرمتكما ومررت بكما كما نقول في الرفع ففي الواحد والجمع فعلت وفعلتم وفي التثنية فعلتما بالألف وحدها زيدت علما على التثنية في حال الرفع والنصب والجر كما زيدت في المنفصل في قوله "إياكما" و"أنتما".

أن لفظ المثنى في الأسماء المبنية في الأحوال الثلاثة نوع واحد: لم يفرقوا بين مرفوعه وبين منصوبه ومجروره كما فعلوا ذلك في الأسماء المعربة وأن ذلك في المثنى أبلغ منه في لفظ الواحد والجمع إذ كانوا في الضمائر يفرقون بين ضمير المنصوب والمجرور وبين ضمير المرفوع في الواحد والمثنى ولا يفرقون في المثنى وفي لفظ الإشارة والموصول ولايفرقون بين الواحد والجمع وبين المرفوع وغيره ففي المثنى بطريق الأولى. {وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس} ولم يقل "اللذان أضلانا" كما قيل في الذين إنه بالياء في الأحوال الثلاثة وقال تعالى في قصة موسى: {إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين} ولم يقل "هاتان" و"هاتان" تبع لابنتي وقد يسمى عطف بيان و يشبه الصفة كقوله: {وإلى ثمود أخاهم صالحا} لكن الصفة تكون مشتقة أو في معنى المشتق وعطف البيان يكون بغير ذلك كأسماء الأعلام وأسماء الإشارة وهذه الآية نظير قوله: {إن هذان لساحران}. أما قوله: {أرنا الذين أضلانا} فقد يفرق بين اسم الإشارة والموصول بأن اسم الإشارة على حرفين بخلاف الموصول فإن الاسم هو "اللذا" عدة حروف وبعده يزاد علم الجمع فتكسر الذال وتفتح النون وعلم التثنية فتفتح الذال وتكسر النون والألف فقلت في النصب والجر لأن الاسم الصحيح إذا جمع جمع التصحيح كسر آخره في النصب وفي الجر وفتحت نونه وإذا ثني فتح آخره وكسرت نونه في الأحوال الثلاثة. الأصل في التثنية الألف في إعرابه لغتان جاء بهما القرآن: تارة يجعل كاللذان وتارة يجعل كاللذين لكن في قوله: {إحدى ابنتي هاتين} كان هذا أحسن من قوله "هاتان" لما فيه من اتباع لفظ المثنى بالياء فيهما ولو قيل هاتان لأشبه كما لو قيل: "إن ابنتي هاتان" فإذا جعل بالياء علم تابع مبين عطف بيان لتمام معنى الاسم لاخبر تتم به الجملة. وقوله: {إن هذان لساحران} فجاء اسما مبتدأ: اسم (إن وكان مجيئه بالألف أحسن في اللفظ من قولنا: "إن هذين لساحران "لأن الألف أخف من الياء ولأن الخبر بالألف فإذا كان كل من الاسم والخبر بالألف كان أتم مناسبة وهذا معنى صحيح وليس في القرآن ما يشبه هذا من كل وجه و بالياء. قياس صحيح ينقض لكن بينهما فروق دقيقة.

الصحيح: "إن هذين"، ولكننا نجده مرفوعا بالألف والنون [إن هذان] وقد علق الإمام النسفي على ذلك قائلا: [قرأ أبو عمر "إن هذين لساحران"] وهو ظاهرٌ، ولكنه مخالف للإمام (أي المصحف الإمام، وهو مصحف عثمان رض) {النسفي الجزء الثالث ص 90} وقالت السيدة عائشة أم المؤمنين عندما سئلت عن ذلك: "يا ابن أختي، هذا من عمل الكُتَّاب، أخطأوا في الكتابة" (السجستاني: كتاب المصاحف ص43). رفع إسم إن فى سورة المائدة5: 69 "إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخِر وعمل صالحا فلا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون". الصابؤن هنا: اسم مرفوع بالواو والنون، في حين أنه يجب أن يكون منصوبا بالياء والنون، "أي الصابئين"، لأنه معطوف عل منصوب لكونه إسم إن، ومما يزيد المشكلة تعقيدا أنه ورد كذلك منصوبا صحيحا في: (سورة البقرة2: 62) فقد وردت نفس الآية وفيها الصابئين منصوبة، "إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخِر وعمل صالحا فلهم أجرُهم عند ربهم فلا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون".

قالت السيدة عائشة أم المؤمنين عندما سئلت عن ذلك "يا ابن أختي، هذا من عمل الكتاب، أخطأوا في الكتاب" (السجستاني: كتاب المصاحف ص43). يقرر القرآن أن: لهم أجرهم عند ربهم ولا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون. قوم يعبدون الملائكة كما ذكر الإمام النسفي قائلا: [الصابئون: من "صبأ" إذا خرج من الدين، وهم قوم خرجوا من دين اليهودية والنصرانية وعبدوا الملائكة] (تفسير النسفي الجزء الأول ص 95) جاء عنهم في المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية: [الصابئون: قوم يعبدون الكواكب ويزعمون أنهم على ملة نوح، وقبلتهم مهب الشمال عند منتصف النهار] (المعجم الوسيط الجزء الأول ص 505) عجبا إذ يقول القرآن الكريم: لا خوف عليهم ولا هم يحزنون!.

نصب الفاعل (لاينال عهدى الظالمين). الآيات القرآنية الأخرى فأُرجِئُها، للحديث عنها مع المختصين في اللغة على انفراد. نصب الفاعل (سورة البقرة2: 124) "قال لاينالُ عهدي الظالمين". "الظالمين": كان يجب أن تكون "الظالمون" فهي جمع مذكر سالم مرفوع بالواو والنون لأنه فاعل الفعل "ينال". فكيف جاءت منصوبة بالياء والنون. حاول المفسرون تعليل ذلك بطرق غير مقنعة لأنها تلوى الحقائق، فمثلا قال الإمام النسفي: معنى الآية أنه "لا يصيب عهدي أي الإمامة أهلَ الظلم" فجعل "عهدي" فاعل، لتكون الظالمين هي المفعول المنصوب بالياء والنون. ونسي الإمام العظيم أن فعل "ينال" (كما جاء في المعجم الوسيط معناه أن الإنسان هو الذي ينال الشيء، إذ يقول [نال الشيء أي حصل عليه جز2 ص964] وليس الشيء الذي ينال الإنسان مثلا لا يمكن أن نقول: "نالت الجائزةُ المجتهدين"! الصحيح أن نقول: "نال المجتهدون الجائزة". خطأ نحوي في {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} [طه: 63]، حيث زعموا أن الآية يجب أن تكون: (إن هذين لساحران)؛ لأن "هذين" اسم (إن) ويجب أن يُنصَب بالياء، وحيث إنه بالألف في الآية فهو مرفوع، وهذا خطأ؛ لأنه لا يجوز أن يُرفع اسم "إن"!.

عن شقي إجمال وتفصيل: الإجمال، فيكون ببيان استحالة وقوع خطأ نحوي في القرآن؛ لعدة أسباب، منها: أن القرآن هو مصدر قواعد النحو، وهو الأصل الرئيس الذي استند إليه واضعو علم النحو في تقرير قواعدهم والاستدلال عليها؛ لأن أهل العربية قاطبةً من المؤمنين والكفار على السواء، قد اتَّفقوا على فصاحة القرآن وبلاغته، وخُلوِّه من اللحن أو الخطأ، وأنه قد جاء موافقًا للغات العرب المختلِفة في نثرهم وشعرهم، ومن ثمَّ صار القرآن المصدرَ الرَّئيس الذي يُحتَجُّ به في تقرير قواعد النَّحو النظرية التي جاءت لاحقةً له، ومستندة إليه، ومبنيَّة عليه؛ بل إن هذه القواعد قد وُضعتْ في الأساس لتكون خادمة لكتاب الله - تعالى. كيف يقال: إن القرآن يخالف قواعد النحو، وهو مصدرها الرئيس؟! كيف يقال ذلك وكل ما في القرآن يعدُّ حجةً في ذاته يستدل به على القاعدة، ويستشهد به على صحتها؟!. لقد كان الرسول أفصحَ العربِ؛ حيث نشأ في مواطن الفصاحة والبلاغة؛ هو عربي قرشي أبًا عن جدٍّ، وأكثر صحابته كانوا من العرب الأقحاح، وفيهم كبار شعراء العرب من أمثال حسان بن ثابت، والخنساء، وكعب بن زهير، وبجير بن زهير، وكعب بن مالك، وغيرهم. لو افترضنا جدلاً وقوع خطأ نحوي في القرآن، فكيف لم ينتبهوا له؟! وكيف تركوا هذا الخطأ؟! أم تراهم يجهلون أصول اللغة وقواعدها التي علِمها أولئك المنصِّرون؟! لم يُؤْثَر عن أحد من كفار قريش والعرب أنَّه خطَّأ القرآن، أو قال: إنَّه يُخالف شيئًا من قواعِد لغة العرب؛ بل شهدوا جميعًا ببلاغته وعظمة بيانه، رغم شدة حاجتهم لإثبات أي منقصة في القرآن الذي ما زال يتحدَّاهم فيعجزون عن الإتيان بسورة من مثله. أهل العربية من كفار قريش من أمثال أبي الحكم= جهل، وأبيِّ بن خلف، والوليد بن المغيرة القائل في القرآن - رغم عدم إيمانه به -: "والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته، وما يقول هذا بشرٌ". لم يُؤْثَر عن أحد من علماء النحو وأساطين اللغة أنَّه خطَّأ القرآن في كلمة واحدة؛ بل هم جميعًا مقرُّون ببلاغته، شاهدون بفصاحته، يعدُّونه حجةً لهم في تقرير قواعدهم، وشاهدًا ودليلاً في تأسيس مذاهبهم. مامصادر علوم نحو كبار علماء النحو؛ بلْه شعراء العرب وبلغاءهم؟!.

التخريجات النحوية الصحيحة أن نوضِّح القراءات الصحيحة المتواترة لهذه الآية ملخَّصة في الجدول التالي: القراءة القارئ بها نون (إن) اسم الإشارة (إنَّ هذينِ) أبو عمرو بن العلاء مشددة بالياء ونونه مخففة. (إنْ هذانِّ) قرأ بها ابن كثير مخففة بالألف ونونه مشددة (إنْ هذانِ) وقرأ بها حفص مخففة بالألف ونونه مخففة(إنَّ هذانِ) الجمهور كنافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر مشددة بالألف ونونه مخففة. جاء في الشاطبية: وَهَذَيْنِ فِي هَذَانِ حَجَّ وَثِقْلُهُ/ دَنَا فَاجْمَعُوا صِلْ وَافْتَحِ المِيمَ حُوَّلاَ. قال الشارح عبدالفتاح القاضي: "قرأ حفص وابن كثير (قالوا إنْ هذان) بتخفيف نون (إن) وتسكينها، وقرأ غيرهما بتشديدها مفتوحة. قرأ أبو عمرو (هذينِ) بالياء الساكنة في مكان الألف في قراءة غيره. وقرأ ابن كثير بتشديد نون (هذانِّ)، وقرأ غيره بتخفيفها". قال ابن عاشور: "واعلم أن جميع القراء المعتبَرين قرؤوا بإثبات الألف في اسم الإشارة من قوله (هذان)، ما عدا أبا عمرو من العشرة، وما عدا الحسن البصري من الأربعة عشر، وذلك يوجب اليقين بأن إثبات الألف في لفظ هذان أكثر تواترًا، بقطع النظر عن كيفية النطق بكلمة (إن) مشددة أو مخففة، وأن أكثر مشهور القراءات المتواترة قرؤوا بتشديد نون (إنَّ)، ما عدا ابنَ كثير وحفصًا عن عاصم، فهما قرأا (إنْ) بسكون النون على أنها مخففة من الثقيلة". اسم الإشارة قد جاء بالياء في قراءة أبي عمرو بن العلاء، وإعراب الآية على هذه القراءة يكون كالتالي: (إنَّ هذينِ لساحران): (إن) ناسخة، و(هذين) اسمها منصوب بالياء، واللام المزحلقة، و(ساحران) خبر إن مرفوع بالألف.

أما القراءات الأخرى التي جاء اسم الإشارة فيها بالألف، فلها تخريجات ووجوه إعرابية عدة، نذكر منها ما يلي: (إن) مخففة من الثقيلة ومهملة، فلا عمل لها؛ أي: إنها لا تنصب المبتدأ، و(هذان) اسم إشارة مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الألف، واللام الفارقة، و(ساحران) خبر (هذان) مرفوع بالألف. وهذا قول جملة من النحويين منهم علي بن عيسى. قال ابن عقيل في شرحه للألفية: "إذا خففت "إن" فالأكثر في لسان العرب إهمالها؛ فتقول: إن زيدٌ لقائم".

قال ابن مالك في ألفيته: وَخُفِّفَتْ إِنَّ فَقَلَّ العَمَلُ/ وَتَلْزَمُ اللاَّمُ إِذَا مَا تُهْمَلُ. فإن قيل: إنها جاءت مثقلة في قراءة صحيحة، فالرد كما قال الآلوسي: "(إن) ملغاة وإنْ كانت مشددة؛ حملاً لها على المخففة، كما أعملت المخففة حملاً لها عليها في قوله: {وَإِنْ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ} [هود: 111]، فهي مخففة في قراءة نافع وابن كثير وشعبة".. "إن" هنا ليست الناسخة؛ بل هي إن بمعنى "نعم"، ويكون المعنى: نعم هذان ساحران، وهو قول جماعة من النحويين، منهم المبرد والأخفش الصغير، وذكره أبو إسحاق الزجاج في تفسيره، وذكر أنه عرض هذا القول على المبرد وإسماعيل القاضي فقبِلاه. هل تأتي "إن" بمعنى "نعم" في اللغة العربية؟: نعم، ودليل ذلك قول الشاعر عبدالله بن قيس الرقيات: بَكَرَ العَوَاذِلُ فِي الصَّبُو/ حِ يَلُمْنَنِي وَأَلُومُهُنَّـهْ/ وَيَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلاَ/ كَ وَقَدْ كَبِرْتَ فَقُلْتُ: إِنَّهْ. أي: فقلت: نعم. أن رجلاً قال لابن الزبير: لعن الله ناقةً حملتْني إليك، فأجابه ابن الزبير: إنْ وراكبها، (أي: نعم، وراكبها أيضًا). على هذا الوجه يكون: (هذان ساحران) مبتدأ وخبرًا مرفوعين كالوجه السابق. "إن" هنا نافية، واللام الداخلة على (ساحران) بمعنى: إلا، فيكون المعنى: ما هذان إلا ساحران، وهذا قول الكوفيين من النحاة، وعلى هذا القول تكون (هذان) مبتدأ مرفوعًا. "إن" ناسخة وناصبة، و(هذان) اسمها، ومجيء اسم الإشارة بالألف مع أنه في محل نصب جَارٍ على لغة بعض العرب من إجراء المثنى وما يلحق به بالألف دائمًا، وهو قول أبي حيان وابن مالك والأخفش وأبي علي الفارسي. هل يمكن ذلك في اللغة العربية؟ هل يمكن أن يكون المثنى منصوبًا ورغم ذلك يكون بالألف؟. نعم، هذه لغة كنانة وبلحارث بن كعب، وبني العنبر وبني هجيم، وبطون من ربيعة وخثعم وهمدان وعذرة. يشهد قولُ الشاعر أبي النجم العجلي: وَاهًا لِرَيَّا ثُمَّ وَاهًا وَاهَا/ يَا لَيْتَ عَيْنَاهَا لَنَا وَفَاهَا. وَمَوْضِعَ الخَلْخَالِ مِنْ رِجْلاَهَا/ بِثَمَنٍ نُرْضِي بِهِ أَبَاهَا. كلمة (عيناها) في البيت الأول اسم "ليت" منصوب وهو مثنى، ورغم ذلك كتبت بالألف (عيناها)، وليس بالياء (عينيها). وكلمة (رجلاها) في البيت الثاني مجرورة بمن وهي مثنى، ورغم ذلك كتبت بالألف (رجلاها)، ولم تكتب بالياء (رجليها). قول الشاعر: تَزَوَّدَ مِنَّا بَيْنَ أُذْنَاهُ طَعْنَةً/ دَعَتْهُ إِلَى هَابِي التُّرَابِ عَقِيمِ. كلمة (أذناه) في موضع جر بالإضافة إلى الظرف بين، ورغم ذلك فهي بالألف (أذناه)، وليس بالياء (أذنيه)، والأمثلة على ذلك في لسان العرب كثيرة.قال ابن عقيل في شرح الألفية: "ومن العرب من يجعل المثنى والملحق به بالألف مطلقًا: رفعًا ونصبًا وجرًّا، فيقول: جاء الزيدان كلاهما، ورأيت الزيدان كلاهما، ومررت بالزيدان كلاهما". قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: "وهذه لغة لبعض العرب، جاءت هذه القراءة على إعرابها".

"إن" ناسخة ناصبة، واسمها ضمير الشأن محذوف، و(هذان ساحران) مبتدأ وخبر، والجملة في محل رفع خبر إن. المعنى إنه (أي: إن الحال والشأن) هذان لساحران، وإلى ذلك ذهب قدماء النحاة. يقول قائل: وما السرُّ في تعدُّد وجوه القراءات والإعراب في هذه الآية؟ هل يدل ذلك على اختلاف واضطراب؟. أن الاختلاف المعيب والاضطراب الذميم يقع إذا تناقضَتِ المعاني بحيث لا يمكن الجمعُ والتوفيق بينها، ومثل ذلك لا يمكن أن يقع في كتاب الله - عز وجل - القائل: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]. تعدد وجوه القراءة والإعراب، فهو من أسرار قوة القرآن ودلائل إعجازه، فالإعراب فرع المعنى، وفي تعدد الوجوه الإعرابية دون اضطراب تعددٌ للمعاني، فهي معانٍ متَّحدة في مقصودها، متَّفقة في مضمونها، وبذلك نجد أن العبارة ذات الحروف القليلة قد دلَّت على المعاني الكثيرة. قال الطاهر بن عاشور: "ونزول القرآن بهذه الوجوه الفصيحة في الاستعمال ضربٌ من ضروب إعجازه؛ لتجري تراكيبه على أفانين مختلفة المعاني، متحدة المقصود".

جملة: "إن هذان لساحران" تتعدد معانيها بحسب كل وجه إعرابي؛ لكن هذه المعاني تؤدي في النهاية إلى مقصود واحد، وبيان ذلك تخريج نحوي لمعنى "إن" مؤكِّدة لكنها مخففة ومهملة إن هذان ساحران "إن" بمعنى "نعم" نعم هذان ساحران "إن" نافية، واللام الداخلة على (ساحران) بمعنى إلا ما هذان إلا ساحران "إن" ناسخة وناصبة، و(هذان) اسمها منصوب لكنه جاء بالألف على لغة بعض العرب إن هذان ساحران الخامس "إن" ناسخة، واسمها ضمير الشأن محذوف، وجملة (هذان ساحران) في محل رفع خبر إن إنه (أي: الحال والشأن) هذان ساحران.



#صوفيا_يحيا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المائز فائز الحداد
- خلدون جاويد
- أبا إسراء المالكي؛ تذكر كلما صليت..!
- هَر ِمٌ مََطْلََع عامي 1949- 2013م
- السياب وجاسم المطير بصرة لاهاي
- أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً
- عصامي لاهاي الستيني
- مزور شهادة الحسين الدينية وشهادته الإبتدائية الدكثوراه!
- لغة القرآن والكرد والأمازيغ
- عاصمة ثقافة الفترة المظلمة
- هجرة كريم و أكرم الحكيم
- الفترة المظلمة زمن عثملبعثي OSMANLI BAATH TARiHi
- لاتقليد في أصل التشيع ولارهبانية
- «أيقونة» الملحمة الحسينية
- الرئيس مسعود برزاني جدير بتذكر ضيف أخيه أبي نيجرفان
- اسقاط تجريدي على رأس السنة
- لاهاي العاصمة السياسية للقطر الأوربي الغربي هولندا
- انتحال و تناص
- يحيى وحيدا العنكبوت ويموت
- التلفيق يتطاول على الناشطة النسوية الليبية


المزيد.....




- سوناك يدعو لحماية الطلاب اليهود بالجامعات ووقف معاداة السامي ...
- هل يتسبّب -الإسلاميون- الأتراك في إنهاء حقبة أردوغان؟!
- -المسلمون في أمريكا-.. كيف تتحدى هذه الصور المفاهيم الخاطئة ...
- سوناك يدعو إلى حماية الطلاب اليهود ويتهم -شرذمة- في الجامعات ...
- بسبب وصف المحرقة بـ-الأسطورة-.. احتجاج يهودي في هنغاريا
- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوفيا يحيا - تفجير لغة فائز الحداد في ظلال القرآن