أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روني علي - ليس للكردي إلا الريح *














المزيد.....

ليس للكردي إلا الريح *


روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 3977 - 2013 / 1 / 19 - 09:38
المحور: الادب والفن
    



حين يثور الكردي ..
يقضم رؤوس أنامله متغطرساً
يلوي رقبة جدِه المنكسرة
ينثر الغبار في دفتر مطبخه
ويعانق أحلام فرسانٍ
تواروا عن سجل الأبطال عنوة
يسلك الكردي من الطرقات أوعرها
يرمي بحباله شواطئ مهجورة
ويصطاد تابوت عشيقته
راميا بخطته الهجومية
في خرج أرملة
طافت الرجال والأوكار
كرمى لأبناء
لم يطلقوا صرخة الولادة
لم يهجروا عنق الزجاجة
وعلى وقع الحديد والنار
يتذكر مقتل غيفارا
تاركاً لنائحة مترملة
جديلة مقصوصة
وبضعة قروش
في سترة ملطخة

للكردي حبل بقامة التاريخ
بطول الزمن المتلاشي
يشد به جبل أحلامه إلى بؤر التناسل
يحفر في مقعده ثقوب الإنجاب
بماركات مسجلة
بتواريخ محددة
وبأرقام متسلسلة
من حبر قدمته الآلهة لثورة
قد تنجب صفعة وزعيقا
يقرأ تاريخه من سفح صنم جرفه الجليد
يقرأه بسواطير
كنست دماءً من عتبة لالش وبيادر حمرين
نقشت مراراً صفحات مخملية
على صدور أطفال
أنجبهم العقم من أخاديد الجبال
متأملاً غده
وفي غد غده خناجر تجز رقاب المخالفين
على بساط كان بالأمس
لحاف استغاثاته
مؤشر دقات قلبه
وجوارب ساقيه المتورمتين

حين يثور الكردي ..
ينهض الغول من سباته
راكعا أمام زلات السيف وحد الكلمات
متوسلاً الصياد أن يدع طريدته
فوق نعش وهبه البرق لكردي في ظهر كردي
يعانق مرتعشاً أضرحة قابيل وهابيل
رقصاً على سمفونية قروية
تبكي أبنا ودع أخاه
على طريقة الخوارج
وسنة أسماك البحار
فتجهش التماسيح في البكاء
ليت الكردي يمسح الجرح من دفتر مذكراته
ليت الكردي يستعيد ذاكرته
ليت الكردي يقرأ التاريخ في جرف الوديان
هناك حملته الشمس إلى قارعة الخطيئة
وهنا حمل الشمس إلى بوابة الجحيم
ثم يقف مدهوشاً متسائلاً
للحلم فرخت الصيصان بيوض التنين
في حريتي
بات الحجل في عش الدبابير
وانتحر في زفير الحالمين

للكردي جعبة بلا طلقة
طلقة بلا بارود
بارود بلا صوت
صوت بلا صدى
وعيون بلا خارطة ارتكاز
هكذا يحيى الكردي
وقد يموت
قربانا لميلاد لما يلده
شمعة في شتاء قارس
ايقظ في دمعته الظلام
وفي بواديه
نباح كلاب
خرجت للتو من مسالخ الجبناء
فالجبن عدو الكردي مذ عرف الطواغيت
والكردي عدو نفسه مذ نطقت الطاولة
له في عين الزمن ثأر بلا حدود
تدفعه الرياح صوب السراب
تنتشله الزوبعة من صحن الأسلاف
حارساً، فارساً، متمرداً
يغرز مسلته في عين الطاووس
ويسكن الموت في قبر خراسان

* العنوان مقتبس من قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش



#روني_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طيور متمردة
- لطفلتي دمعة لم تنفجر ..
- أملٌ مرَّ من هنا..
- أمنيات متجاورة
- كل عام وجنيني يكبر
- وإذا الموؤدة نحرت ..
- مخدع مسموم
- قران بلا شهود
- قرقعة الدبابير
- دروب متحركة
- وطن الأباطرة
- بلاد ما بين النهدين
- للحلم نافذة للنسيان
- مداعبات انهزامية
- زخات من ندى الوداد
- رصيف موبوء
- زنبقة مثلية
- للحياة بابين
- عيون لم تنم
- تأوهات الضجر المتعفن


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روني علي - ليس للكردي إلا الريح *