أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - من أجل ضبط علم جغرافي أمازيغي ضبطا سليما (-إفْرانْ- و-يَفْرنْ- نموذجا)














المزيد.....

من أجل ضبط علم جغرافي أمازيغي ضبطا سليما (-إفْرانْ- و-يَفْرنْ- نموذجا)


الحسين أيت باحسين

الحوار المتمدن-العدد: 3966 - 2013 / 1 / 8 - 06:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أجل ضبط علم جغرافي أمازيغي ضبطا سليما
("إفْرانْ" و"يَفْرنْ" نموذجا)

حين "اختليت" بكتابات الفقيه والأديب والمؤرخ الاجتماعي الأمازيغي العلامة محمد المختار السوسي من أجل القيام بجرد لكل ما يتعلق في تآليفه بالأعلام الجغرافية الأمازيغية، سواء منها الواردة في صيغتها الأصلية (أي الأمازيغية) أو المترجمة (أي المعربة) استرعت انتباهي مساهمتان مهمتان جدا، ساهم بهما العلامة هو ومن سار في مثل دربه قبله وبعده.
الأولى تتجلى في كونه قام بتعريب سليم لتلك الأعلام الجغرافية وبذلك حافظ على المعنى الدقيق لها؛ الشيء الذي لم يعد قائما عند "المتداولين الطبيعيين للأمازيغية" (أي الذين لا يتحدثون إلا بالأمازيغية في التداول اليومي ولا يعرفون غيرها من اللغات الأخرى؛ وحين تسألهم عن معنى عَلَم جغرافي مّا، يجيبونك: "لا ندري، هذا ما وجدنا أسلافنا يقولونه". وبذلك تكون عملية التعريب لدى هؤلاء الفقهاء قد حافظت على معاني تلك الأعلام الجغرافية لكونهم يتقنون، على حد السواء، اللغتين الأمازيغية والعربية. لكن المهمة لن تستكمل مشروعها غير المعلن إلا إذا استطعنا استرجاع الصيغة الأصلية للعلم المعرب، ما دام أؤلئك الفقهاء لا يوردونه إلا ناذرا. وهذه العملية تستلزم العودة إلى الميدان للتعرف في المكان على الصيغ الأمازيغية لتلك الأعلام المعربة، أو الاستعانة بفقهاء يتقنون آليات ترجمة الأعلام الجغرافية الأمازيغية إلى العربية.
الثانية، وهي التي اكتشفت من خلالها بُعدا آخر لثقافة الفقيه والأديب والمؤرخ الاجتماعي العلامة محمد المختار السوسي المتعلقة بالجدال القائم حول علاقته الجدلية بين الأمازيغية والعربية وما بينهما من اتصال وانفصال. وقد تجلت لي هذه العلاقة الجدلية في موقفه، أو لنقول في غضبته المشهورة، تجاه كتابة العلم الجغرافي "إفران" بصيغة: "يفرن". فقامت قائمته اللغوية والأدبية والتاريخية والثقافية والهوياتية والحضارية لينبري لضبط العلم الجغرافي "إفران" ضبطا سليما لغة وتاريخا وثقافة وهوياتيا وحضارة. ولقد استدعت لدي غضبته تلك قولة لأرسطو، لم أقف عندها بشكل معمق حين اطلعت عليها لأول وهلة أثناء قراءاتي لبعض مؤلفات أرسطو؛ فأدركت مدى أهميتها حين امتثلت أمامي غضبة العلامة محمد المختار السوسي.
أما غضبة أرسطو فتتجلى في قوله:
"أن يغضب أي إنسان أمر سهل، ولكن أن يغضب الإنسان المناسب، ومن الشخص المناسب وبصدد القضية المناسبة وبالأسلوب المناسب فهذا ليس في متناول أي إنسان".
وأما غضبة الفقيه والمؤرخ الاجتماعي العلامة محمد المختار السوسي، فتتمثل في قوله:
"إيفْرانْ" !!! هذا نطقه الحقيقي، لا ("أفْرانْ" كأحمد) ولا ( "يَفْرًنْ" كيحمد) كما يضبط به اقتداء بصاحب القاموس. كأننا مكتوب علينا كتابة مسجلة. ومحكوم علينا مسمطا أن يكون أولنا وآخرنا إمعات للمشارقة حتى فيما بين أسماعنا وأبصارنا، كأن أهل مكة ليسوا أدرى بشعابها. فالحق في هذه الكلمة مطلقا لا اسم هذه القبيلة. ولا عَلَم القبيلة الأخرى التي مضت لها الدولة في أواخر القرن الرابع وأول القرن الخامس سكان سلا، أن نضبط هكذا. والأصل في ذلك - كما لا يخفى - أن "إفران" جمع "إفري" بكسر الراء و هي جمع كما نرى بهذا الضبط، ومعناه : "الغيران" جمع "غار" والكلمة "شلحية" وتبا للتقليد و ذويه".
المرجع: محمد المختار السوسي، كتاب من أفواه الرجال،ج.2، المطبعة المهدية، تطوان، المغرب، 1963، ص.39

ملحوظة: (مناسبة موقف فقيهنا تعود إلى القيام بكتابة اسم "إفران" في علامات التشوير بصيغة "يفرن". أما كل ما يتعلق بتفخيم الكلمات أو بعض الجمل أو وضع الأقواس وبعض الفواصل والنقط، فهو من وضعنا لإبراز تمفصلات فكرة الأديب والفقيه والمؤرخ الاجتماعي العلامة محمد المختار السوسي؛ الذي طالما وصف خصومه غير الأمازيغ كتابه "المعسول" ب "المغسول" ووصفه خصومه الأمازيغ بالفقيه الذي أسدى خدمة كبيرة للعربية ولم يهتم بالأمازيغية التي "عرب" كل أعلامها).

الحسين أيت باحسن

للاطلاع على بعض علامات التشوير وما تمت الإشارة إليه من ملاحظات بصدد بعض التعديلات الشكلية التي أدخلت على قولة المختار السوسي، يمكن العودة إلى موقع مجموعة "أسّاغن ئمازيغن" من خلال الرابط التالي: https://www.facebook.com/groups/112451555524004



#الحسين_أيت_باحسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأفكار تتضارب حول تواريخ الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية
- تيفيناغ: مقاربة أنتروبولوجية (أبجدية -تيفينّاغ- أو -الأبجدية ...
- المغرب مرجع لتدبير التعدد اللغوي
- التقاعد بين التكريم والكرامة
- الأمازيغية والعربية وما بينهما من اتصال وانفصال
- الأمازيغية وتكريس قيم الديمقراطية والحداثة والمواطنة الحقة
- الإنسان والحيوان (مقاربة أنتروبولوجية)
- الأمازيغية والحاجة إلى الحماية القانوية
- رأي حول الأمازيغية منذ 16 سنة خلت (1996) - فما الذي تغير بعد ...
- حدث دسترة الأمازيغية بالمغرب بداية تلمس طريق سليم
- الأمازيغ في المغرب، لا يناضلون للحصول على الجنسية المغربية
- علاقة الهجرة بأزمة الهوية في الأسطورة الأمازيغية (حمّو ؤنامي ...
- أسطورة -حمو ؤنامير- الأمازيغية وجدلية البداية والنهاية
- لمحة / إحالة ببليوغرافية حول موضوع: الهوية في علاقته بالأماز ...
- رمزية الشجرة في الأسطورة الأمازيغية
- مساهمة في دراسة بعض أنماط التحالف في المجتمع المغربي وآليات ...
- الأمازيغية وعلاقة السياسي بالثقافي
- الاحتفال برأس السنة الأمازيغية
- ظاهرة الاحتفال عند المغاربة (عاشوراء: طقوس ودلالات، نموذجا)
- الطوبونيميا والبيئة (بيئة بليونش - من خلال مصادر تاريخية وأد ...


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - من أجل ضبط علم جغرافي أمازيغي ضبطا سليما (-إفْرانْ- و-يَفْرنْ- نموذجا)