أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - الأمازيغية وتكريس قيم الديمقراطية والحداثة والمواطنة الحقة















المزيد.....

الأمازيغية وتكريس قيم الديمقراطية والحداثة والمواطنة الحقة


الحسين أيت باحسين

الحوار المتمدن-العدد: 3864 - 2012 / 9 / 28 - 04:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقديم: نفتح هذه الشرفة من أجل استقراء مواقف وآراء مختصرة متنوعة تمس مختلف مجالات الثقافة والإعلام والتعليم المرتبطة بالأمازيغية لنشطاء الحقل السياسي والثقافي والاجتماعي والفني، إسهاما منا في إعطاء القارئ الكريم فطرة عن كل ما يقال ويكتب عن الأمازيغية، وهذا ما يعكس بطبيعة الحال الاهتمام الذي بدأت تحظى به هذه الأخيرة داخل الساحة السياسية والثقافية. إذن فسحة إضافية للقثاء بهذه الوجوه الثقافية واإبداعية قصد الإجابة عن تساؤلات مطروحة تطبع المرحلة الراهنة بخصوص الأمازيغية وتبقى مساهمتنا هذه إشارة لبداية حوار ونقاش تاركين الفرصة للجميع ليعلق على هذه الآراء والمواقف كيف يشاء ويستنتج ما يمكن استنتاجه.
ضيف اليوم: الأستاذ الحسين آيت باحسين، باحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (مركز الدراسات الأنتروبولوجية والسوسيولوجية).

السؤال الأول: مرت سنة على إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التعليمية، كيف ترون هذه الخطوة؟
الجواب: إذا كان الأمر يتعلق بتقييم حصيلة تجربة السنة من إدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التعليمية، فالجواب على سؤالكم ليس من السهولة بمكان إذ ينبغي ألا يتم الاعتماد على ما يقال ويشاع شفويا ويؤسس على خلفيات أيديولوجية صرفة. فلا بد - للإجابة على سؤال من هذا القبيل – من الرجوع إلى من أسندت إليه مسؤولية إدماج اللغة الأمازيغية مؤسساتيا كل في إطار اختصاصاته واعتمادا على طرق وأدوات التقييم المتعارف عليها اليوم في مجال التقييم التربوي الحديث. وذلك بالأخذ بعين الاعتبار مختلف الأطراف المشاركة في العملية (من تلاميذ ومدرسين ومفتشين ومكونين وواضعي البرامج ومؤلفي الكتب المدرسية والوثائق التربوية) من أجل وضع خطة وعُدَّة تقييم حصيلة التجربة تقييما موضوعيا من شأنها أن تساهم – كتغذية راجعة – في تطوير التجربة وتحسين مردوديتها.

السوال الثاني: كيف تقرؤون وضع الأمازيغية الآن بالمغرب بعد إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغة؟
الجواب: مرة أخرى، إذا كان الأمر يتعلق – من خلال سؤالكم – بتقييم وضع الأمازيغية الآن بالمغرب بعد أن استحدث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، فالجواب عنه أيضا ليس من السهولة بمكان. ذلك لأن تقييم "وضع الأمازيغية الآن بالمغرب" في علاقته باستحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يستدعي أولا البدء بتقييم وضع الأمازيغية في المستويات الثلاث الآتية:
1 – دور المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في تغيير وضع الأمازيغية بالمغرب، هذا الدور الذي يتمثل قبل كل شيء في العمل على ضمان إشعاع الأمازيغية وفق ما يؤكد عليه خطاب أجدير؛ وذلك من أجل بلورة الصورة الإيجابية للأمازيغية، تلك الصورة التي من شأنها أن تساهم في تغيير الذهنيات التي تعتبر "البربرية" بلهجاتها معرقلة لوحدة المغرب اللغوية، كما ستساهم في تكريس قيم الديمقراطية والحداثة والمواطنة الحقة.
2 – وضع الأمازيغية لغة وثقافة في التعليم وفي الإعلام، كفضائيين أنيطت بكل من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبالمؤسسات المعنية مسؤولية إدماجها (أي الأمازيغية) فيهما (أي في التعليم وفي اإعلام) كأولويات لتدبير الشأن الأمازيغي بالمغرب، وذلك على أساس التفاوض مع السلطات الحكومية وغير الحكومية من أجل وضع تصور متكامل لإعلام أمازيغي قادر على بث القيم الاجتماعية والتاريخية والحضارية التي تختزنها الأمازيغية منذ آلاف السنين والتي كانت تشكل سر انكسار كل الأطماع الاستعمارية على أبواب المغرب خاصة وشمال إفريقيا عامة.
3 – وضع الأمازيغية بكل أبعادها في مختلف الفضاءات سواء منها المهتمة بها قبل استحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أو التي من المنتظر أن تدمج فيها، سواء منها الرسمية أو غير الرسمية، وسواء تعلق الأمر بفضاءات المجتمع السياسي أو بفضاءات المجتمع المدني.
لكن – بالرغم من أن ثلاث سنوات غير كافية للإجابة بعدُ على مثل هذا السؤال الذي يهم مكونا يعتبر المكون الأساسي لهوية مجتمع برمته ومكونا عرف مختلف أنواع التهميش والإقصاء والتبخيس والدونية منذ قرون، أحيانا حتى من طرف ذويه – يمكن القول أن الأمازيغية الآن بالمغرب تتمتع بالاعتراف السياسي والقانوني وبالمشروعية السياسية وبالإرادة السياسية، ومن طرف أعلى سلطة في البلاد، ولأول مرة في تاريخ المغرب، وهذا مكسب جد إيجابي علنيا جميعا العمل على تفعيله بشكل جد إيجابي أيضا.

السؤال الثالث: لمسنا تخصيص نشرة تلفزية خاصة بالأمازيغية وهي بادرة طبية سوف تساهم في التعريف بالأمازيغية وتطويرها، في نظركم إلى أي مدى يمكن أن يسمو الإعلام المغربي بهذا الهدف؟
الجواب: أولا وقبل كل شيء تجدر الإشارة إلى أن الاقتصار على الحديث عن النشرة التلفزية الخاصة بالأمازيغية لا يكفي للحديث عن دور الإعلام المغربي في المساهمة في التعريف بالأمازيغية وتطورها، فالنشرة التلفزية الخاصة بالأمازيغية لا تشكل إلا عنصرا من بين عناصر إعلامية أخرى من شأنها أن تقوم بالدور المنوط بالإعلام للتعريف بالأمازيغية ولتطويرها. كما تجدر الإشارة إلى أن التعريف بالأمازيغية وتطويرها إعلاميا يتطلب تصورا إعلاميا متكاملا يشمل الإعلام السمعي والسمعي البصري وكذا الإعلام المكتوب.
بالنسبة للبادرة المشار إليها في سؤالكم، لا يمكن إلا التنويه بها، ونتمنى أن تشمل أيضا البرامج الإذاعية التي لا زالت موزعة بين برامج تاريفيت وتامازيغت وتاشلحيت، بحيث يعاد النظر في التصور الحالي الذي لو تمت الاستفادة من حصته الزمنية في إطار تصور جديد يأخذ بعين الاعتبار الحاجيات الجديدة التي أفرزها خطاب أجدير وكذا مطالب الحركة الثقافية الأمازيغية ومختلف فعاليات ومكونات المجتمع برمته.

السؤال الرابع: يرى الكثير من المتتبعين للشأن الأمازيغي بالمغرب أن القرار الذي سيجعل الأمازيغية فعلا تخطو خطوات مهمة من أجل الرقي بها وإعطائها المكانة اللائقة بها والتي تستحقها هو إدراجها في الدستور المغربي بجانب اللغة العربية كلغة وطنية ورسمية، نود أن نعرف رأيكم في هذا القرار.
الجواب: قبل كل شيء تجدر الإشارة إلى أن ما سيجعل الأمازيغية تخطو خطوات مهمة من أجل الرقي بها وإعطائها المكانة اللائقة بها والتي تستحقها هو أولا وقبل كل شيء الاقتناع والإقناع على أن إدماج الأمازيغية في مختلف دواليب مؤسسات المجتمع من شأنه أن يلعب دورا كبيرا في التنمية المستدامة وفي السلم الاجتماعي والأمن الثقافي وبالتالي في ردم مختلف الهوات التي لا زالت قائمة أمام تحقيق التنمية المستدامة والشاملة.
أما دسترة الأمازيغية فهي شأن مغربي بديهي ومطلب مهم تطرحه الحركة الثقافية الأمازيغية بحدة، وتحقيقه يقتضي توفير مجموعة من الشروط وعلى رأسها استكمال معيرة اللغة الأمازيغية لكي تقوم بوظيفتها كلغة رسمية في مجتمع ديمقراطي وحداثي ومتآزر وقادر على رفع مختلف التحديات المطروحة الآن والآتية مستقبلا.



#الحسين_أيت_باحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان والحيوان (مقاربة أنتروبولوجية)
- الأمازيغية والحاجة إلى الحماية القانوية
- رأي حول الأمازيغية منذ 16 سنة خلت (1996) - فما الذي تغير بعد ...
- حدث دسترة الأمازيغية بالمغرب بداية تلمس طريق سليم
- الأمازيغ في المغرب، لا يناضلون للحصول على الجنسية المغربية
- علاقة الهجرة بأزمة الهوية في الأسطورة الأمازيغية (حمّو ؤنامي ...
- أسطورة -حمو ؤنامير- الأمازيغية وجدلية البداية والنهاية
- لمحة / إحالة ببليوغرافية حول موضوع: الهوية في علاقته بالأماز ...
- رمزية الشجرة في الأسطورة الأمازيغية
- مساهمة في دراسة بعض أنماط التحالف في المجتمع المغربي وآليات ...
- الأمازيغية وعلاقة السياسي بالثقافي
- الاحتفال برأس السنة الأمازيغية
- ظاهرة الاحتفال عند المغاربة (عاشوراء: طقوس ودلالات، نموذجا)
- الطوبونيميا والبيئة (بيئة بليونش - من خلال مصادر تاريخية وأد ...
- حول المرجعية الفلسفية لكتابات الصافي مومن علي
- دور المرأة الأمازيغية في الحفاظ على البعد الأمازيغي للهوية ا ...


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - الأمازيغية وتكريس قيم الديمقراطية والحداثة والمواطنة الحقة