أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسين أيت باحسين - الإنسان والحيوان (مقاربة أنتروبولوجية)















المزيد.....

الإنسان والحيوان (مقاربة أنتروبولوجية)


الحسين أيت باحسين

الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 04:59
المحور: الادب والفن
    


إن الأمم التي نجحت في ربط ماضيها بحاضرها، واستغلت كل مكامن القوة في ثقافتها الموروثة، هي التي تبوأت الآن مكان الصدارة في عالم الاقتصاد والثقافة والعلوم، وهي التي أمنت وحصنت نفسها من مخاطر الاستلاب وضياع الهوية والمسخ أو الانحلال والذوبان في ثقافة الغير. أما في البلدان النامية فلا زال البحث مستمرا عن استعادة الهوية المفقودة بفعل التأخر التاريخي، وضعف النمو الاقتصادي واستمرار انعكاسات الاستعمار الغربي، وطغيان وسيادة الفكر الواحد والرأي الواحد، هذا البحث المستمر يشكل عند فعاليات مجتمعنا التي ناضلت في كل الواجهات – وسباقا مع الزمن – لجمع وصيانة كل ما هدده الضياع من مكونات ثقافتنا.
إن هذا الانشغال هو الذي دفع الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، التي يعتبر المؤلف أحد أعضائها النشيطين، منذ أواخر الستينيات إلى الاهتمام بكل تعابير ومظاهر ثقافتنا الأمازيغية المهددة أكثر من غيرها بالاندثار والضياع. لذا قررت، إضافة إلى ما تقوم به بتوثيقه وطبعه ونشره عبر جريدتها ومجلاتها ونشراتها التوثيقية ("أرّاتن" و"التبادل الثقافي")، تشجيع ودعم الباحثين بطبع ونشر أبحاتهم بمختلف مجالاتها وتعابيرها، تلك الأهداف التي تستجيب للأهداف المشار إليها أعلاه (صيانة ما هو مهدد بالاندثار والضياع)، والتي من شأنها إغناء ثقافتنا الوطنية.
إن الكتاب الذي نقدم له يدخل ضمن الأبحاث المتعلقة بالأدب الأمازيغي، هذا الأدب الذي يعد أحد أهم مظاهر غنى وتنوع الثقافة الأمازيغية خاصة، والثقافة المغربية عامة، فهو يضم إلى جانب الأجناس المعروفة عالميا، كالشعر والحكاية والأسطورة، أجناسا أخرى شديدة الخصوصية، استمرت في الحياة والتواجد رغم كل أشكال الطمس واللامبالاة وزحف التمدن بثقافته المعولمة، وكغيره من الآداب العالمية، يحمل الأدب الأمازيغي مواصفات إنسانية كونية تدل على وحدة التجربة الإنسانية، وتكامل الكائن البشري رغم الاختلافات الجنسية والخصوصيات الثقافية والمسافات الجغرافية. ومن أهم هذه العناصر والمواصفات المشتركة استعمال الحيوان للترميز والتدليل على الحكمة الجماعية المكتسبة، وهو استعمال لجأ إليه الإنسان منذ القديم، انطلاقا مما يمثله الحيوان في حياة الإنسان من أهمية، سواء في الطقوس التعبدية الدينية – تقديس الرموز الحيوانية – أو في الحياة الفلاحية حيث يمثل الحيوان قيمة كبرى.
لقد اعتقد الإنسان دائما – قبل أن تثبت العلوم المعاصرة العكس - بأن الحيوان يتكلم لغة كلغتنا وإن كنا لا نسمع كلامه، وهذا الاعتقاد اقترن بدوره بفكرة أن الحيوانات كانت تتكلم في ما بينها من قبل، وبينها وبين الإنسان، وتوقفت عن ذلك لأسباب شرحتها الأساطير القديمة بأشكال مختلفة. كل هذا جعل الإنسان يلجأ إلى الحيوان للتعبير عن مكتسباته من تجارب وحكم ومبادئ في السياسة والأخلاق والمجتمع وعلى شتى المستويات. وقد دفع الخوف من ألاضطهاد وانعدام الأمان والحرية بالأفراد والجماعات إلى تفصيل التعبير المرموز على ألسن الحيوان على التعبير المباشر الذي لم تكن تحمد عقباه دائما، وترك ذلك في ثقافة بني الإنسان آثارا عميقة. ولهذا نلاحظ اقتران بروز صوت الإنسان والاختفاء التدريجي لصوت الحيوان في التعبير الأدبي عند الشعوب التي قطعت أشواطا كبيرة في الحضارة والتمدن بعد انتشار ثقافة حقوق الإنسان وترسيخ الحريات العامة الفردية والجماعية، ولكن مع ذلك ظلت صورة الحيوان حاضرة في آداب وثقافات هذه الشعوب، بعد أن أفلحت في إعادة تقييم رأسمالها الاجتماعي والثقافي، وصياغة فنونها الأدبية الموروثة في حلة جديدة تتوافق مع متطلبات العصر الحديث والتطورات التكنولوجية في مجالي اإعلام والاتصال، وينطبق ذلك على جميع الأشكال الأدبية القديمة – الحكايات، الأساطير، الألغاز والتشخيص المسرحي، إلخ ... – وهذا التطور نلمسه بشكل واضح في مجالي السينما والتلفزيون ومجالات التنشيط الثقافي وفنون الفرجة والترفيه الفني.
قد يلاحظ قارئ بأن "استمرار حضور الرموز الحيوانية لم يعد له وجود إلا في ثقافة البلدان المتخلفة التي لا زالت تحتفظ في إنتاجها الثقافي بآليات الترميز القديمة المتوارثة عن عهود غابرة" ! قد يبدو ذلك صحيحا ! لكن – ليس فقط من وجهة نظر انتروبولوجية، بل من وجهة نظر متعددة الاختصاصات – العلاقة بين الإنسان والحيوان كانت، ولا زالت، وستبقى: "ذات وجوه متعددة، منها السيء ومنها الحسن وعلى أبسط الصور ترى الإنسان يتعلم باستمرار من الحيوان" (الحيوانات والحضارة، عياد موسى العوامي، 1977، 9)، فقد تعددت نواحي استفادة الإنسان من الحيوانات – كما بين ذلك صاحب المرجع المشار إليه أعلاه – بدءا من الأكل إلى الاستعمال التقني في الصناعة والزراعة والطب وإلى غير ذلك، كما استفاد من قوة بعضها لبناء حضارته، واستلهم منها وسائل النقل، واستنتج كثيرا من المكتشفات في فروع العلم المختلفة من خلال التجارب المختلفة عليها، كما استلهم منها طرق الدفاع عن النفس، ومن بعضها قيم الصداقة والوفاء وكذا طرق خداع الأعداء بل وطرق الادخار عند بعضها الآخر.
لقد استعمل بعض أنواعها في الإضاءة واستعمل كثيرا منها في حروبه قصد الانتصار على بني جنسه، وساهم كثير منها في شفاء الكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان سواء بمنتجاتها أو بأجزاء من أجسامها، وكانت مصدرا رئيسيا وعاملا مهما في نجاح كثير من الصناعات، بل إن مشاهدة تصرفات بعضها أنقدت مجموعة بشرية من حوادث طبيعية مميتة نظرا لما تبث لديها من إحساس بالظروف الجوية التي ستحدث مستقبلا.
إن الارتباط بين الحيوان والإنسان فنيا، والمتمثل في ممارسة رسم الحيوانات على صخور جدران الكهوف والنقش على عظامها، أدى إلى ثورة من أكبر الثورات البشرية ألا وهي الكتابة من خلال تحول كثير من الصور البدائية إلى كتابة حقيقية، وبعض الحروف في معظم اللغات الحية كانت صورا لحيوانات وأشياء أخرى (العوامي، 1997، 48).
إن توظيف الحيوان والاستفادة منه لم يكن حصرا على الاشتغال الأدبي وعلى ما تمت الإشارة إليه أعلاه من مجالات وميادين، بل تعداه إلى مجال قد لا تتبادر العلاقة بينهما إلى الذهن، ألا وهو مجال الفلسفة. ففي مقال – جد مهم من هذه الزاوية لكل مهتم بالفلسفة – نشره الأستاذ مصطفى الحسناوي ب "الملحق الثقافي" لجريدة "الاتحاد الاشتراكي" بتاريخ 20 أكتوبر 2000 بعنوان: "حيوانات فلسفية"، تمت معالجة العلاقة بين الحيوان والفلسفة معالجة معمقة، يستحق عليها كل تنويه !
استهل المقال بقوله: "كثيرا ما اشتغل الأدباء والفلاسفة على الحيوانات التي قد تخرج من جلدها لتتماهى، والتأمل الفلسفي أو التخيل الأدبي، يكفي هذا استحضار "كليلة ودمنة" لابن المقفع وحيوانات نيتشة كالنسر والثعبان والحمار والجمل والعنكبوت والقرد والأسد وحيوانات كافكا وحشراته (...) أو بومة مينرفا الهيجيلية أو عنكبوت سبينوزا ... إلى غير ذلك من الأمثلة"، ويضيف موضحا: "إن الحيوان الفلسفي كما الحيوان الأدبي ليس موضوعا جاهزا للمحاكاة، إذ لا يحاكي سمات وأوصاف الموضوع المعطى المسمى "حيوان"، إنه بالأحرى حيز لثقافات وتجاوزات لا متعينة ولا مدركة". وبذلك يكون استحضار الإنسان للحيوان في إبداعاته هو: "اشتغال لقوة حيوانية تهز أس الأنا وتنتزعها من إنسانيتها، فحين قال هوبز بأن الإنسان ذئب لأخيه الإنسان، حدد بدقة الموقع العام للسياسي ( Le Politique) فقد اقترب عميقا من العمق الحيواني لما هو إنساني حيث يندمج التجسيد السياسي لحرب الكل ضد الكل" (الحسناوي، نفس المصدر).
إن الإنسان، كان ولا زال منبهرا ومتفننا بالحيوانات منذ جسد تأملاته حولها في رسومه على صخور جدران الكهوف في مراحله البدائية إلى أن أصبح صغيره – أي صغير الإنسان – ينتظر بشوق، كل يوم، ساعات بث الرسوم المتحركة ل "طوم وجيري" وغيرهما من "الشخوص الحيوانية المتحركة" التي يتعلم منها بكل دافعية طرق الدفاع عن النفس وكذا طرق الخداع، مرورا بالأفلام الوثائقية للحيوانات التي ننبهر بها – صغارا وكبارا – أمام أساليبها في العيش والتكيف مع محيطها وبيئتها وأمام طرق دفاعها عن نفسها من أجل البقاء في الحياة خداعها للمتربصين بها !
هذا فيما يتعلق بانبهار وافتنان الإنسان العادي بالحيوانات، أما انبهار وافتننان الفيلسوف أو الأديب – كما يقول مصطفى الحسناوي – "بعصبة الحيوانات أو بتعددية حيوانية، فهو الانبهار / الافتننان بالخارج وهذه التعددية قد تكون سلفا في علاقة مع تعددية تسكنه من الداخل".
إن أهمية الكتاب الذي نقدم له تكمن في كونه، من جهة، يدخل ضمن اهمام الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي المشار إليه أعلاه، ومن جهة أخرى، يستجيب للحاجة إلى الاشتغال الأنتروبولوجي على هذا الجزء من ثراتنا الوطني الذي كثيرا ما أوله بعض الإثنولوجيين الغربيين لأغراض ذات طابع استعماري يحكمها شعار: "فرق تسد" ! فنحن اليوم في أمس الحاجة إلى إعادة جمع وتدوين ونشر هذا التراث الذي لازال شفويا والذي من شأنه، إذا ما قمنا بإعادة النظر فيه عن طريق مقاربات انتروبولوجية ذات طابع وطني، أن يقوم بردم الهوة التي أوجدتها بعض المقاربات الاستعمارية بين ما هو أمازيغي وما هو عربي وبين ما هو أمازيغي وما هو إسلامي وذلك قصد استعادة قوة الوحدة المتمثلة في تنوع الشعب المغربي وتنوع ثقافته وعاداته وغيرها من أسس شخصيته الوطنية الأساسية، والتي تجسدت عبر تاريخه في كل المحاولات الأجنبية التي استهدفت تشتيت تلك القوة.
إن كتاب "الحيوان في الأمثال والحكايات الأمازيغية"، لمؤلفه الباحث والمبدع، السيد رشيد الحسين، يدخل ضمن هذا السياق، فهو كتاب لم يحقق فحسب جمع وتصنيف عدد وافر من الأمثال والحكايات التي وظف فيها الحيوان، بل حاول – من خلال ذلك – الاقتراب من سيكولوجية الإنسان المغربي من تعامله اليومي، وأخلاقه وقيمه، ونظرته إلى محيطه وبيئته وإلى القضايا الكونية بصفة عامة. إنه مرآة تعكس ذاته وصورته ولو بشكل مقنع، وتعكس تاريخه الذي شكل فيه الحيوان إلى وقتنا الحاضر وسيلة من الوسائل المساعدة على التعبير والإبداع.
نمتنى أن يجد فيه القارئ المغربي وسيلة مساعدة لاستعادة الذاكرة، وإعادة تركيب الصورة، ويجد فيه الباحث المهتم أداة مساعدة على المزيد من البحث والتعمق في هذا الجانب من ثقافتنا.
الحسين أيت باحسين
تقديم لكتاب "الحيوان في الأمثال والحكايات الأمازيغية"
الصادر عن منشورات الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي،
سنة 2000، بارباط



#الحسين_أيت_باحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمازيغية والحاجة إلى الحماية القانوية
- رأي حول الأمازيغية منذ 16 سنة خلت (1996) - فما الذي تغير بعد ...
- حدث دسترة الأمازيغية بالمغرب بداية تلمس طريق سليم
- الأمازيغ في المغرب، لا يناضلون للحصول على الجنسية المغربية
- علاقة الهجرة بأزمة الهوية في الأسطورة الأمازيغية (حمّو ؤنامي ...
- أسطورة -حمو ؤنامير- الأمازيغية وجدلية البداية والنهاية
- لمحة / إحالة ببليوغرافية حول موضوع: الهوية في علاقته بالأماز ...
- رمزية الشجرة في الأسطورة الأمازيغية
- مساهمة في دراسة بعض أنماط التحالف في المجتمع المغربي وآليات ...
- الأمازيغية وعلاقة السياسي بالثقافي
- الاحتفال برأس السنة الأمازيغية
- ظاهرة الاحتفال عند المغاربة (عاشوراء: طقوس ودلالات، نموذجا)
- الطوبونيميا والبيئة (بيئة بليونش - من خلال مصادر تاريخية وأد ...
- حول المرجعية الفلسفية لكتابات الصافي مومن علي
- دور المرأة الأمازيغية في الحفاظ على البعد الأمازيغي للهوية ا ...


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسين أيت باحسين - الإنسان والحيوان (مقاربة أنتروبولوجية)