أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - الأمازيغية والعربية وما بينهما من اتصال وانفصال














المزيد.....

الأمازيغية والعربية وما بينهما من اتصال وانفصال


الحسين أيت باحسين

الحوار المتمدن-العدد: 3868 - 2012 / 10 / 2 - 17:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأمازيغية والعربية وما بينهما من اتصال وانفصال

لقد عادت، في الآونة الأخيرة، إلى واجهة النقاش المسألة اللغوية بالمغرب. أثارتها مجموعة من المبادرات (من بينها تأسيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية) والتحاليل (من بينها مقال للأستاذ عبد الحق المريني حول "مسار القضية الأمازيغية الوطنية بين التعريب والتمزغ") والتقويمات (من بينها التقرير السنوي للمجلي العلى للتعليم) والتوظيفات السياسية (من بينها تدشين ساحة تحمل اسم "وحدة المغرب العربي"، وذلك من قِبَل ممثلين عن أحواب كل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريطانيا بمناسبة مرور خمسين سنة من لثائها لأول مرة في هذه المدينة) وكذا التصريحات الإعىلامية (من بينها عودة أصوات تستنكر جعل تدريس الأمازيغية قضية تهم كل المغاربة بدون استثناء وأخرى تضع حدودا لوظائف اللغات المتداولة في المغرب، وغيرها ترفض اعتبار الأمازيغية لغة بل ويؤكد البعض منها على أنها لم تكن وليست ولن تكون إلا لهجات لمجموعات لا تجمع بينها لا الجغرافية ولا القواعد اللغوية).
وقد ترتب عن هذا طرح مجموعة من التساؤلات من بينها:
ما هي حدود الالتقاء والانفصال بين اللغة الأمازيغية واللغة العربية وسط المجتمع المغربي؟
ألم يكن الأمازيغ أنفسهم من رسخ أقداما للعربية في المجتمع المغربي سواء في الماضي أو في الحاضر؟
وما الذي يمكن أن يكون محور النقاش بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبين الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية أثناء اللقاء الذي جمع بينهما في الأسبوع الماضي بمقر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية؟
أولا وقبل كل شيء، تجدر الإشارة إلى ضرورة فصل "اللغة العربية" المختزلة في بعدها الأيديولوجي عن "الدين الإسلامي" في بعد المتسيس. فمما لا شك فيه أن اللغة العربية "لغة دين ودولة" لأن الإسلام نفسه "دين ودولة" كما أن العربية حين احتك بها الأمازيغ كانت لغة كتابة في حين عرفت فيه كتابة الأمازيغية اندحارا فرضته المحاولات الاستعمارية المتتالية من قبل الرومان والوندال والقوط والفيزيقوط والبزنطيين. لكن مما لا شك فيه أيضا هو أن الأمازيغ حين ساهموا في نشر الإسلام في القارة شبه الإيبيرية وفي القارة الإفريقية وألفوا في الفقه والتصوف وعلاقة العرف بالشريعة؛ قاموا بذلك لا بواسطة اللغة العربية وحدها بل وبلغتهم أيضا؛ حيث ألفوا أيضا في النحو والأدب والشعر وكذا في مختلف العلوم النظرية (الفلسفة والرياضيات) والتطبيقية (الطب وعلوم الزراعة وعلم الفلك) بالعربية وبالأمازيغية، كما ألفوا في غير العربية من لغات أخرى قبل ذلك وبعده. وكانت اللغة العربية من بين العلوم التي يدرسونها بالأمازيغية لفهم الشريعة؛ فهي لم تكن، في المدارس العتيقة، أداة بقدر ما كانت موضوعا يكاد يعتبر من بين العلوم الدينية (ولنتذكر شروط ابن رشد في القيام بتأويل صحيح وسليم لفهم مقاصد الدين الإسلامي والفصل بين ما هو موجه لعامة الناس وما يستهدف خاصتهم وما هو خاص بأخص الخواص). لكن مما لا يناله أيضا الشك هو أن الأمازيغ قد ألفوا بلغات أخرى كاليونانية واللاتينية والفرنسية وغيرها من وأغنوا لغاتها وثقافتها وحضاراتها.
وهذا ناتج عن انفتاح الأمازيغ على كل اللغات والثقافات والشعوب منذ أقدم العصور بدءا باللغات الإفريقية (مثل القبطية – المصرية والحبشية وبعض لغات جنوب الصحراء الكبرى) مرورا بلغات شرق البحر البيض المتوسط (الفينيقية والعبرية والسريانية والعربية وكذا الفارسية بل وحتى بالروموزيات؛ فقد كان كاتب المهدي ابن تومرت كما يقول أبو بطر الصنهاجي المكنى بالبيدق: "فصيحا بديها باللسن يكتب بالسريانية والرموزيات وغير ذلك وينفذ في ذلك" (المقتبس من كتاب الأنساب في معرفة الأصحاب، 1971، 41) وشماله (اليونانية واللاتينية والبرتغالية والإسبانية والفرنسية والإيطالية والإنجليزية والألمانية) وانتهاء بالروسية والصينية واليابانية (التي تدرس ببعض الجامعات المغربية وكذا ببعض المراكز الثقافية الأجنبية بالمغرب).
ومن بين ما ترتب عن هذا الوضع اللغوي عند الأمازيغ عامة والمغاربة خاصة هو أنهم عبر محتلف العصور "ينحتون" لغة ثالثة هي لغة التداول اليومي في التواصل والمعاملات اليومية خاصة في المجالات الحضرية حيث يتواجد الأمازيغ والعناصر البشرية الوافدة من شعوب أخرى ذات لغات مختلفة عن الأمازيغية كما هو الشأن مثلا بالنسبة لالتقاء الأمازيغية بالفينقية وباللاتينية في العصور القديمة، والعربية في العصور الوسطى، والفرنسية والإسبانية في العصور الحديثة؛ حيث تنشأ دوارج: لا هي أمازيغية ولا هي لغة الوارد؛ تستعير من هذه الأخيرة (اللغات الواردة) بعض معجمها ومن الأولى (الأمازيغية) بنيتها وتركيبها وبعض معجمها؛ الشيء الذي يجعل المشارقة، بل وبعض جيراننا الذين احتكوا بلغات أخرى كالتركية مثلا لا يفهمون جيدا دوارجنا.
أما بصدد التساؤل عن محور النقاش الذي يمكن أن يجمع بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وبين الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية بالمغرب، فحسب علمي فإن هذه الأخيرة (الجمعية) هي التي طلبت عقد لقاء وجلسة عمل مع المعهد ولا يمكن لهذا الأخير، أن ينصت لما قد تقترحه الجمعية من أجل النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين؛ وبدون شك سيصدر إخبار مشترك حول هذا اللقاء من قبل الجمعية والمعهد.



#الحسين_أيت_باحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمازيغية وتكريس قيم الديمقراطية والحداثة والمواطنة الحقة
- الإنسان والحيوان (مقاربة أنتروبولوجية)
- الأمازيغية والحاجة إلى الحماية القانوية
- رأي حول الأمازيغية منذ 16 سنة خلت (1996) - فما الذي تغير بعد ...
- حدث دسترة الأمازيغية بالمغرب بداية تلمس طريق سليم
- الأمازيغ في المغرب، لا يناضلون للحصول على الجنسية المغربية
- علاقة الهجرة بأزمة الهوية في الأسطورة الأمازيغية (حمّو ؤنامي ...
- أسطورة -حمو ؤنامير- الأمازيغية وجدلية البداية والنهاية
- لمحة / إحالة ببليوغرافية حول موضوع: الهوية في علاقته بالأماز ...
- رمزية الشجرة في الأسطورة الأمازيغية
- مساهمة في دراسة بعض أنماط التحالف في المجتمع المغربي وآليات ...
- الأمازيغية وعلاقة السياسي بالثقافي
- الاحتفال برأس السنة الأمازيغية
- ظاهرة الاحتفال عند المغاربة (عاشوراء: طقوس ودلالات، نموذجا)
- الطوبونيميا والبيئة (بيئة بليونش - من خلال مصادر تاريخية وأد ...
- حول المرجعية الفلسفية لكتابات الصافي مومن علي
- دور المرأة الأمازيغية في الحفاظ على البعد الأمازيغي للهوية ا ...


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحسين أيت باحسين - الأمازيغية والعربية وما بينهما من اتصال وانفصال