زياد شاهين
الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 20:24
المحور:
الادب والفن
وحدي بجانب خيبتي
في المسْـرحِ الوَطـنيِّ، أجلـسُ خِـلـسَة ً
وحْدي بجانبِ خيبَـتي، أتأمّلُ الأضْواءَ
والـديـكورَ والأشـخـاصَ والأدوارَ،
لم أَرَ مشْهـداً مُسْتَحْدَثـاً ،
مُسْتأصَلاً أو ساطِعاً من حاضرٍ مُتأنّقاً
مُتجدّداً، كلُّ المَشاهدِ قدْ تكررَّ سُـمُّها،
أفـعىً مُرقّـشَة تُـبـدّلُ جلـدَها البُـنيَّ،
والجمهورُ مقسومٌ ومبهورٌ يصفّـقُ
تارةً جَذِلاً وأخرى يمْتـطي خيلاً،
ويعْزِفُ رقـصةَ الثـعبانِ في شبَـقٍ
على نايٍ حزينٍ قَـدَّهُ مـنْ ضِلـعِـهِ
المثقوبِ، والأفعى تواصِل ُرقصَها
المسْحورَ، في تيهٍ تُـبدّلُ جلدَها
وفحيحَها، الكلُّ مجنونٌ بها،
يتقاسَمونَ ويأكلونَ بغبْطةٍ مأثورةٍ تفّـاحَها .
في المسْرحِ الوطنيّ أترُكُ مَجْلسي
وحْدي بصُحْبةِ خيبتي، أنسلُّ مكتئباً شريداً
الفَحيحُ يَطنُّ في أذُني، وفي العتمِ الطريقُ
تلفُّ لي قدَمي كأفعىً تُـشْبُهُ الأفعى
الّتي أبصرْتُها في المسرَحِ الوطنَيْ .
#زياد_شاهين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟