أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهدي الداوودي - خطوة جديدة على طريق الرواية الكردية















المزيد.....

خطوة جديدة على طريق الرواية الكردية


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 3963 - 2013 / 1 / 5 - 16:23
المحور: الادب والفن
    


زهـدي الـداوودي

خطوة جديدة على طريق الرواية الكردية
المدينة الحبلى بالهم
تأليف: سالار إسماعيل سمين
ترجمة: أنور حسن موسى

يعرف القاريء المطلع على جغرافية منطقة كرميان، لأول وهلة، بأن المقصود بالمدينة الحبلى هو قصبة كفري التي كانت فعلا (حبلى) بالحس الثوري، حيث "كان جده سمين كجاني من أحد وجهاء ورموز المدينة. أشترك مع الثائر إبراهيم خان الدلو لتحرير قصبة كفري من حكم البريطانيين في ثورة العشرين".
وجاء في هويته الثقافية والمهنية، ما يأتي: ( ننقلها نصاً)
القاص من مواليد 1945 ، أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في نفس المدينة.
تخرج من معهد التربية الرياضية في بغداد عام 1969، عين معلماً للتربية الرياضية في قضاء طوزخورماتو عام 1971، وأحيل للتقاعد في نفس المدينة.
- له ثلاثة أولاد.
- منذ ثمانينات من القرن الماضي بدأ بكتابة القصة القصيرة باللغة الكردية في الكثير من المجلات والصحف العراقية، كان ينشر قسم من نتاجاته الأدبية في وقتها في أقليم كردستان تحت أسم مستعار (غلام كرمياني).
- عضو اتحاد أدباء العراق
- عضو اتحاد أدباء كردستان
- عضو اتحاد الصحفيين – كردستان
- عضو الجمعية الثقافية والاجتماعية لمحافظة كركوك
- عضو جمعية كلاويز الثقافية
- عضو اتحاد الرياضيين القدامى في محافظة كركوك
- نائب رئيس المنتدى الأدبي في طوز.
كما وللقاص نتاجات عديدة منها:
- الزنجي – مجموعة قصصية عام 1998.
- حوافر السلطة – مجموعة قصصية عام 2004
- كهف الدم – رواية عام 2006
- سيطرة الجسر – مجموعة قصصية عام 2008
- المتاهة مجموعة قصصية – عربي 2009
- المدينة الحبلى بالهم – رواية 2011
- الشك مجموعة قصصية تحت الطبع.
- عمارة فيروز – جاهزة للطبع

في خضم هذه الفعاليات الإجتماعية والثقافية والأدبية المختلفة، ينبغي على الكاتب أن يجد الوقت الكافي كي يفكر بعمق ويتمكن من إنجاز روايته بالشكل المقبول، دون اللجوء إلى طريقة الكتابة المنقطعة التي تؤثر سلباً على إنسيابية الأحداث وتفككها. إن أحد شروط الكتابة الروائية الناجحة هو التفرغ التام ولو لعدة أسابيع، إن لم يكن لعدة أشهر، للتوغل في عالم الرواية ووضع المقومات الملموسة لهيكليتها الأساسية التي تتحرك ضمن الجدران المحكمة للزمان والمكان والعلاقة الجدلية بينهما من جهة وبين أبطال الرواية من جهة أخرى. ولابد للكاتب الروائي أن يكون على دراية بضبط ديناميكية وواقعية حركة الأحداث وتركها تتخذ مجراها دون التدخل في تكوين أبطاله ودمغهم بختمه.

تقع الرواية في 148 صفحة من القطع المتوسط وتحتوي على 42 فصلاً. وتتناول عالماً زاخراً بالأحداث المتناقضة والشخصيات المتنوعة والكثيرة، بقائمة طويلة من الأسماء التي يتيه فيها القاريء، والحكايات الشيقة والتطورات السريعة المتلاحقة في فترة زمنية أنحصرت في بداية الستينات إلى منتصفها، يمكن أن نقول عنها بأنها عادلت في عمقها الزمني قرناً كاملاً، تحرك في مكانين رئيسين هما المنطقة الممتدة من محلة قمبر علي إلى الحيدرخانه في بغداد ومنطقة قصبة كفري.
رغم أن الكاتب سالار إسماعيل سمين، اتبع في دهاليز روايته أسلوب سردي وخطابي مباشر، كسيرة ذاتية لنفسه أو لأبطاله، فإنه لم يقل لنا كل شيء. لقد أخفى على القاريء أشياء تدعوه إلى التفكير وطرح الأسئلة على نفسه. وهذا يعتبر – أحياناً - حق شرعي يمكن أن يتمتع به الروائي. ماذا يريد الكاتب أن يقول لنا في هذا المقطع ص 9 :
"الوقت أول موسم الصيف الحرارة خارج السرداب لا تطاق. المناخ حار جداً، هم الآن في منتصف موسم الحصاد ساكنوا المدينة الحبلى بالهم مقهورون ومغلبون على أمرهم، في تلك السنة ظهر شيء عجيب، مئات بل آلاف من الطيور مكسورة الجناح وميتة تهوى من السماء، لاحظوا العشرات منها بأيدي الصبية يلعبون بها فوق سطوع المنازل، وفي الدرابين والشوارع وساحات المدينة، أمام أبواب الجوامع والكنائس والمعابد.
الاف من الطيور المسمومة النافقة، الشيوخ والمعمرون يحذرون الأطفال والصبية الاقتراب من الطيور النافقة، لكن من غير جدوى، فالأطفال قليلو الدراية والفهم. هنا يتبادر إلى ذهن القاريء السؤال الآتي: "ما المقصود بالطيور المسمومة. من سممها ولماذا؟". كنت أتوقع أن يتطرق سالار إلى حكاية الطيور المسمومة ويكشف لنا عن لغز يغني محتوى روايته، ولكنه ترك مهمة حل اللغز لنا نحن القراء الذين نريد دوماً حلولاً جاهزة في كل شيء.
وقبل أن نتطرق إلى لغز آخر، ينبغي علينا أن نتناول الأبطال الذين وضعهم الكاتب في سياق روايته. إنهم مجموعة من الناس الذين تركوا ريف قصبة كفري لأسباب مختلفة ليحلوا في المنطقة الممتدة من الفضل وقمبر علي إلى الحيدرخانه. سبق لهؤلاء أن ناضلوا مع حركة اليسار المشغولة بصراعاتها الداخلية وأصيبوا بخيبة الأمل التي أدت بهم إلى حياة الإغتراب التي أسقطتهم في سرداب المخدرات في حين رفعت الإنتهازيين إلى الأعالي.
"أمين الأعرج حين يدخن (الحشيشة) والترياق نادراً ما يفقد صوابه، إلا أنه حين يكثر من ذلك تتغير سحنة وجهه، ويطغي بياض عينيه على سوادهما، وحتى يغدو شكله مخيفاً، عندها ينظر إلى صديقه لوشة الأحدب يضحك حد الإغماء.
في هذا الأثناء أخذ الأحدب ينظر إلى درجات السلم النازلة داخل السرداب وبدأ يعد....... واحدة، اثنتان، ثلاثة، أربعة، عندما وصل إلى الثمانية وعشرين اضطرب ووقعت النارجيلة من يده التقطها مرة أخرى، مصها مرات عديدة، وبدأ بالعد من حيث انتهى تغيرت سحنته واحمرت عيناه تماماً.
(آه يا ناس أبداً لا أنسى الليلة الثامنة والعشرين من شباط!!! تلك الليلة القارصة كان نوزاد (أبو القامة) يسير في المقدمة منذ تلك الليلة عرفت بأن (أبو الإبريق) رجل جبان حد العظم، وهو رغم كونه أحد أفراد فصيلنا لكنه انتهازي ووصولي لا يجيد سوى ملء الإبريق وغسل أيدي المسؤولين العسكريين، وهو اليوم من أكبر أثرياء المدينة الحبلى بالهم.
إن أبطال الرواية الأساسيون هم: أمين الأعرج، لوشه الأحدب ، عولي الخباز ونوزاد المحامي، أختاروا حياة الإدمان على المخدرات والعيش في سرداب معلق في الفراغ. كلهم فارقوا الحياة، سواء بالموت العادي أو الإنتحار، عدا نوزاد المحامي الذي تمكن من إنقاذ نفسه من سطوة السرداب الذي آثر العودة إلى البيت ودفن نفسه بين صفحات الكتب التاريخية والأدبية والروايات العالمية ليعد التوازن إلى نفسه الحائرة. وإلى جانب هذه النماذج اليائسة التي حبست نفسها في سرداب المخدرات، ثمة شخصيات إيجابية تلعب دورها الإيجابي في الحياة، منهم: قمري فوكا، المرأة الكردية الكادحة التي واصلت الحياة من خلال عملها اليومي وهو بيع أكلة (الفوكا) لطلاب الجامعات والجنود وتساعد زوجها رمزي الكبابجي في تربية وإعالة أولادها (لطفي، سعاد، صبيحة) وغيرها.
ويتخطى سالار أحياناً أجواء نثر أسلوبه الروائي السردي إلى التقريرية التي تقودنا إلى كتابة الريبورتاج: "خالي شوكت حين قام المرحوم عبد الكريم قاسم بثورة 14 تموز عام 1958 كنت في المرحلة المتوسطة من الدراسة، وكنت أفكر أن أكون محامياً في المستقبل، وسبب تفكيري في المحاماة يعود إلى أني حين كنت مع مجموعة من الطلاب ولما نمر من جانب مكتب المحامي (مكرم الطالباني) ننظر باعجاب إلى اللوحة المعلقة في واجهة مكتبه، وعندما كان والدي وأعمامي يسألونني، ماذا تريد أن تكون في المستقبل؟... كنت أقول سأكون محامياً... وأتذكر أن والدي حدثني مرة عنه فقال:
- كان مكرم الطالباني من الشيوعيين الرواد منذ بداية الأربعينات وكان شخصاً محبوباً لدى الفقراء، وخاصة الفلاحين والعمال، وزج بهف في السجن عدة مرات في العهد الملكي، ويقال أن السلطة الملكية قلعت أظافره" ص 80
وهنا ينبغي أن لا ننسى بأن الروائي سالار إسماعيل سمين وضعنا أمام لغز جديد، غريب المنشأ. لغز سرداب المخدرات. علينا أن نشغل تفكيرنا بحله هو الآخر. ولكننا رغم كل شيء يمكن أن نقول بأن سالار وقف أمام عمل أدبي جديد له الحق أن ينظر إلى الأشياء بعينيه هو وليس بعين كاميرا.
يقول الناقد الروسي دمتري ساتونسكي في كتابه: "الرواية والقرن العشرون". (الرواية هي قصة نثرية بحجم كبير". وأما الكاتب الألماني أرنولد سفايج، فيقول في بحثه: "جوهر ومحتوى وواجب الرواية": (الرواية هي مساحة ضخمة لعمل نثري). إذا انطلقنا من هذين المفهومين ونظرنا من خلالهما إلى رواية "المدينة الحبلى بالهم"، نجد أنها بين بين، ليست رواية، بل رواية قصيرة Novelle بمساحة ضيقة، حشرت فيها الأحداث، دون أن تفسح لها المجال للتطور، الأمر الذي حولها إلى مجموعة غير مترابطة من الذكريات التي كان من الممكن أن تتحول إلى رواية كبيرة خاضعة لخطة محكمة. لقد استعجل الأخ سالار لمعرفة مصير الوليد الذي تنجبه المدينة الحبلى بالفرح.
إن رواية (المدينة الحبلى بالهم) للروائي سالار إسماعيل سمين تشكل خطوة جدية وجديدة على طريق الرواية الكردية الناهضة والواعدة.



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أرشيفي.. ستون عاماً وما زلنا في بداية الطريق
- من أنت؟
- قصة قصيرة قطرات الماء
- أميرتي
- أخي الكردي
- جماعة كركوك: من أرشيف زهدي الداوودي
- الأب يوسف سعيد وداعاً
- من الذي قتل حليم دونر؟
- رهان
- نقاط الانفتاح
- اليسار واليمين
- مواهب مخفية في -عودة الشمس-
- نشوء الوعي القومي وتطوره عند الكورد
- ما زلنا عجولاً
- فقهاء المسجد والملا
- دولتى عليئه ى عثمانية
- الأواني المستطرقة
- الحاج طرشي و الفأرة
- قسم
- معطف الشقيق الأكبر


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهدي الداوودي - خطوة جديدة على طريق الرواية الكردية