أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهدي الداوودي - نقاط الانفتاح














المزيد.....

نقاط الانفتاح


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 08:56
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
كان ذلك في صيف العام 1971 حين زرت الوطن بعد انقطاع دام أربع سنوات مرت ببطء شديد بخلاف السرعة الصاروخية التي تمتاز بها الأعوام في زماننا هذا. وكانت لزيارتي تلك أهمية استثنائية لي ولأهلي، ذلك لأنني تركت الوطن في نهاية ربيع 1967 بجواز سفر مزور، الأمر الذي أدى إلى أن يتصور أهلي ولا سيما والدتي بأنهم لن يروني مرة أخرى. وفي الحقيقة كان الباعث الأول لزيارتي هو تجربة الجواز الجديد الذي حصلت عليه نتيجة للانفتاح المزعوم الذي قامت به السلطة آنذاك. ولا أدري كيف تم اختياري لمهمة السفر من قبل الطلبة الذين حصلوا على جوازات جديدة استنادا إلى الأمر الصادر بمنحي هذه الوثيقة المهمة. ولغرض في نفس يعقوب، قررت أن تكون سفرتي مفاجأة سواء بالنسبة لأهلي أم للسلطات الحكومية التي لا شك أنها لن تغمض عينيها عن مثل هذه الخطوة التي لا يمكن أن توصف من قبلهم، إلا بالوقاحة. كان من المفروض أن أحيط الرجل المسؤول من جانبنا في بغداد، المرشح لتسلم منصب وزير، بأمر زيارتي، كي يرسل أحدهم لاستقبالي في المطار. كنت أريد أن أعرف إذا ما كان الانفتاح عاماً أم أنه يشمل فئة معينة فقط؟ كان هذا الاقتراح في الحقيقة قد جاء من جمهرة الطلبة الملاعين الذين كانوا يعتبرون جوازاتهم فخا لإيقاعهم في شباك السلطة.
أدى إصراري على كتمان السفرة إلى أن أحل ضيفا ثقيلا على سجن المطار. كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل حين هبطت طائرة اليوشن في مطار بغداد. حاول رجل الأمن الذي قادني إلى الموقف أن يبرر موقفهم ويقدم لي شبه اعتذار، قائلا أن هناك عدة أسئلة روتينية يلقيها علي الضابط الخفر. وسوف تستغرق العملية كلها أقل من نصف ساعة ثم تنصرف إلى سبيلك. انتظرنا أكثر من نصف الساعة دون جدوى. قلت لرجل الأمن بكل هدوء:
"لا تنس يا صديقي إنني جئت إلى الوطن كي أسجل عليكم النقاط"
أحسست من نظراته وملامح وجهه الجامد أنه لم يفهمني أو اصطنع عدم الفهم. بيد أنه توجه إلى غرفة الضابط الخفر الذي كان مستغرقاً في نوم عميق. وبعد أن ايقظه شرح له أمري وضرورة قيامه بالتحقيق معي. قال له الضابط بخمول وهو يدفن رأسه في الوسادة:
"الآن ما عندي وقت. غدا مع بدء الدوام يجري التحقيق"
وما كان من رجل الأمن إلا وقادني إلى غرفة فارغة بسرير حديدي. وبعد أن أرغمني على الاستلقاء على السرير، ربط يدي اليمنى على مسنده بقيد قائلا بهدوء:
"ألعن أبوك، لأبو الانفتاح، لأبو الذي أعطاك الجواز، لأبو الذي يعترف بيكم..أنتم مو مال وجه.. هاي كم نقطة صارت؟ سجل ولا يهمك"



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار واليمين
- مواهب مخفية في -عودة الشمس-
- نشوء الوعي القومي وتطوره عند الكورد
- ما زلنا عجولاً
- فقهاء المسجد والملا
- دولتى عليئه ى عثمانية
- الأواني المستطرقة
- الحاج طرشي و الفأرة
- قسم
- معطف الشقيق الأكبر
- إلى روح الشهيد جالاك سعيد مجيد
- رجاء، أوجدوا هذا المخطوف
- ذكريات مع مظفر النواب
- أسطورة أسمها عرفة
- تحولات من نوع آخر
- حركة الشباب: قوة محركة جديدة
- الزمن الرديء
- إلى الصديق ييلماز جاويد
- بين الديمقراطية والفوضى يسقط الظل
- صديقي العزيز كاظم حبيب


المزيد.....




- استجابة لمناشدتها.. وفد حكومي يزور الفنانة المصرية نجوى فؤاد ...
- -أنقذ ابنه من الغرق ومات هو-.. تفاصيل وفاة الفنان المصري تيم ...
- حمزة شيماييف بطل العالم للفنون القتال المختلطة.. قدرات لغوية ...
- لتوعية المجتمع بالضمان الاجتماعي .. الموصل تحتضن اول عرض لمس ...
- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهدي الداوودي - نقاط الانفتاح