أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهدي الداوودي - حركة الشباب: قوة محركة جديدة














المزيد.....

حركة الشباب: قوة محركة جديدة


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 3304 - 2011 / 3 / 13 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حركة الشباب: قوة محركة جديدة
تسلمت قبل أيام من صديق قديم، يهتم بشؤون علم التاريخ، رسالة الكترونية "إيميل" قصيرة يسألني فيها عن رأيي حول هذا الوضع الجديد الذي قلب الموازين وأطاح بحكومتين عريقتين مستبدتين في فترة قصيرة جدا وما زال في طريقه للإطاحة بنظام القذافي وغيره من الانظمة المتخلفة التي لا تزال تعيش في ظلام العصور الوسطى. في البدء أردت أن أعتذر منه لعدم تمكني من الإجابة العلمية عن سؤاله الذي هو في الحقيقة خليط من الأسئلة المتداخلة. وتوقفت قليلا عند هذا الجواب السلبي الذي قد أحبط به صديقي العزيز الذي خولني للإجابة على سؤاله المعقد الذي يحتاج إلى المعلومات الاولية في الفلسفة والتاريخ والاقتصاد السياسي، تلك المواد التي تركت عوالمها منذ سنوات غير قليلة.

لست الآن بصدد كتابة بحث مطول عن هذه الظاهرة الجديدة، موثوقا بالمصادر العلمية والهوامش، إذ أن ذلك فوق طاقتي كفرد. وعلينا أن نعلم أن مثل هذا المشروع يحتاج إلى جملة من الدراسات الميدانية في مجالات الثورة التقنية – الإعلامية والتطورات الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية والسياسية للمجتمعات التونسية والمصرية والليبية واليمنية الخ من المجتمعات العربية. إننا باختصار نحتاج إلى إنشاء معهد جديد يحمل أسم: ظاهرة حركة الشباب.

لماذا ظاهرة حركة الشباب؟

إذا تمعنا في هذه العبارة، نجدها متكونة عن مقطعين هما؛ الظاهرة وحركة الشباب وجملة حركة الشباب بدورها عبارة عن كلمتين هما؛ الحركة والشباب. إننا نجد أمامنا الآن مفهوما جديدا تجاوز المفهوم النظري الفلسفي إلى الواقع وهذا المفهوم هو: ظاهرة حركة الشباب. مفهوم جديد لم يسبق لنا أن رأيناه في كتب التاريخ والفلسفة والاقتصاد وغيرها. إنه مفهوم جديد لم ينتقل الينا عن طريق المطبوعات أو بصورة مجردة، بل أنتقل الينا عن طريق الوعي أو بالأحرى الوعي الجماعي الذي سببته الثورة التقنية – الاعلامية التي نشأت منذ حوالي أربعة عقود من الزمن وحولت كوكبنا إلى عالم صغير أشبه بقرية صغيرة لا أسرار فيها.
تبين لفئة الشباب أنها لا تتمكن من العيش في العالم البائس المتخلف الذي ولد فيه، ذلك أنه قارن حياته في الانترنت مع حياة أقرانه العائشين في أوروبا. أراد أن يهرب إلى ما وراء الآفاق الجميلة إلى أوروبا، ولكنه لم يتمكن وحتى إذا تمكن من الوصول إلى أوروبا، فإنه يعامل هناك معاملة قد لا تليق به. وفكر أن يجعل من بلاده أوروبا ثانية، بيد أن الحكام المستبدين العائشين في واحاتهم الجميلة راحوا يعرقلونه حتى عن التفكير في أقل تغيير. وتحول الانترنت، وسيلتهم الوحيدة للاتصال بالعالم الخارجي، إلى واسطة للاتصال بالشباب في كل مكان. وبمرور زمن غير طويل نشأت فئة كبيرة منظمة من الشباب بصورة عفوية. وهنا وجد الشباب نفسه بين نقيضين هو أن يكون أو لا يكون. ودفع به الوعي الجديد إلى أن يفكر في تغيير واقعه الذي لم يعد يحتمله. ومن حيث يريد أو لا يريد لجأ من حيث لا يدري إلى استعمال أسلوب غاندي في العصيان. عصيان سلمي بدون السلاح، فهو لا يملكه في كل الأحوال.
إذا اعتبرنا التناقض هو الينبوع والقوة المحركة للتطور، فانه – كما يرى الفيلسوف فشته – يشكل عملية تطور العقل والافكار . إن الأنا ينتج نفسه من خلال التناقض الداخلي، حيث يلعب قانون التأثير المتبادل بين الفرد والمجتمع دوره. وهكذا نجد أن ظاهرة حركة الشباب قد تحولت إلى قوة محركة جديدة وملموسة أثبتت نفسها كقانون يمكن أن يتكرر في الواقع تحت الظروف المواتية.
يطرح أنجلس السؤال التالي: "ما هي القوى المحركة التي تقف وراء الاسباب التاريخية للحركة وما هي الأفكار التي تدور في رؤوس المتعاملين بهذه التشكيلة؟". أعتقد أن هذا السؤال كان موجها إلى ثوار ثورة 1848 الألمانية. إذا أجرينا تحديثا على السؤال ووجهناه إلى الشباب، لوجدنا أجوبة متشابهة. أنا لا أسمح لنفسي التحدث باسم هؤلاء الشباب الابطال، ولكني أسمح لنفسي أن أتصور المسألة كما يأتي: بالنسبة للشق الاول من السؤال، يكون الجواب هم: الشباب. وأما بالنسبة إلى الشق الثاني فان الأفكار التي تدور في رؤوس المتعاملين مع الثورة فهي الحرية والديمقراطية والعيش برفاهية. وأعتقد أن الصراع على السلطة هو آخر ما يفكر فيه هؤلاء.

هناك معادلة أخرى لعبت دورها في إنجاح ثورة الشباب، هي معادلة الاخلال بعملية التوافق بين البنائين الفوقي والتحتي حيث تحولت كل من طغمتي بن علي ومبارك إلى عائقين على طريق تطور وانطلاق البناء التحتي (العلاقات الاجتماعية وقوى الانتاج).



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمن الرديء
- إلى الصديق ييلماز جاويد
- بين الديمقراطية والفوضى يسقط الظل
- صديقي العزيز كاظم حبيب
- زهرة الثلج
- نخب الشعب المصري العظيم
- المثقف المصري والانتفاضة
- ثورة أهل الكهف
- لمحة عن تطور الكورد منذ أقدم العصور
- موضوعات حول التيار الديمقراطي العراقي
- من تاريخ الحركة العمالية العالمية صعود وأفول حركة سوليدارنوش ...
- وداعا محي الدين زنكنه
- فصل من رواية -ذاكرة مدينة منقرضة-
- وزراء أم بلطجية
- إلى صديقي كاظم حبيب
- موت شاعر
- شيء عن الفدرالية
- أقليم كردستان، مكسب تاريخي لا يجوز التفريط به
- دناصير من هذا الزمن
- عار البعث في 8 شباط 1963


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهدي الداوودي - حركة الشباب: قوة محركة جديدة