أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهدي الداوودي - اليسار واليمين














المزيد.....

اليسار واليمين


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 23:01
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
اعتقد في بادئ الأمر بأن الكلمتين: اليسار واليمين تدخلان في باب الأسرار الحزبية التي يجب أن تبقى شيئاً داخليا صرفا لا يجوز إخراجه إلى العلن. ولكنه بعد عدة لقاءات قصيرة وطويلة أحيانا مع أصحابه، وجد أنهم لا يتقيدون بالسرية عند التطرق إلى الكلمتين اللتين يبدو أنهما ليستا خطرتين بالشكل الذي تصورهما هو. وتبين له من خلال النقاشات البيزنطية، والبيزنطية اللعينة هذه هي في الحقيقة مشكلة أخرى ينبغي فهمها أيضاً، أن الكلمتين لا تطلقان على الناس فحسب، بل على الأحزاب والمنظمات أيضاً. والمشكلة العويصة التي زادت في الطين بلة هي أن الكلمتين أحيانا تحملان أوصافاً تزيد في تعقيدهما أكثر.
ما معنى:
يسار متطرف
يسار معتدل
يمين في بسار اليمين
يمين وسط.
الخ...

إنه ينبغي عليه أولا أن يفهم معنى اليسار واليمين فقط دون الملحقات الإضافية المعقدة.
هل من المعقول أنه الوحيد بين أقرانه الذي لا يعرف معنى الكلمتين؟
كيف سيكون موقف أقرانه منه إذا طرح السؤال عليهم؟ ألا يسخرون منه بسبب النقص في معلوماته؟ لقد بادر ذات يوم إلى الاستفسار عن صديق حميم عن معنى الكلمتين اللعينتين. وتبين له أن الصديق لا يعرف المعنى، حيث اكتفى بالقول: إحدى الكلمتين سيئة والأخرى جيدة. ولكن أي الكلمتين جيدة؟ العلم عند الله. ثم أضاف صديقه: من المستحسن أن توجه السؤال إلى المنظم، لأنه غالبا ما يستعمل الكلمتين.
المسألة أصبحت جدية، إذ أن مجرد طرح السؤال على المنظم يعني الجهل بالموضوع. ولا شك أنه سيحاسبه لعدم طرح السؤال عليه في الوقت المناسب. أي عند سماعه الكلمتين في المرة الأولى. قال له صديقه:
"لماذا تتعلق بالموضوع بهذه الجدية؟ حالك حالنا ولا تكن فضوليا"
أجل استفساره إلى إشعار آخر وأراد أن يكون لا اباليا مثل أقرانه. وأصبح الأمر في طي النسيان.
وجاء موعد الاجتماع التالي للمنظمة الفلاحية التي يعمل فيها، إلى جانب الكوادر الفلاحية، معلمان. وبدأ المنظم، الذي ينحدر من عائلة إقطاعية افتقرت، بالإكثار من ترديد كلمتي اليسار واليمين. وبدا أنه هو الآخر حديث عهد بالكلمتين، أو هكذا تصور المعلمان الأمر. عندها تذكر صاحبنا سؤاله:
"رفيق، هل تسمح لي بسؤال؟"
أجاب المنظم باستعلاء مفتعل:
"تفضل رفيق"
"رفيق الله يخليك. ما معنى اليسار واليمين؟"
سكت المنظم بانتباه وراح يلم خيوط أفكاره، قائلا:
"سؤال وجيه يحتاج إلى جواب معقول يا رفيق"
وبعد صمت قصير قال:
"تصور نفسك واقفا أمام مرحاضين، يعزلهما جدار خفيف، أحدهما مشغول برجل مصاب بالقبض الشديد، يعالج أمره بشق النفس. وفجأة يركض رجل مصاب بالإسهال ويحتل المرحاض الثاني ويطلق صلية محترمة، بحيث يقول الرجل الأول، حاسداً بصورة عفوية: هيجي ط... على رأسي. والآن نأتي إلى جواب سؤالك:
الرجل المصاب بالقبض هو اليمين.
وأما صاحب الصلية فهو اليسار،
هل فهمت؟"



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواهب مخفية في -عودة الشمس-
- نشوء الوعي القومي وتطوره عند الكورد
- ما زلنا عجولاً
- فقهاء المسجد والملا
- دولتى عليئه ى عثمانية
- الأواني المستطرقة
- الحاج طرشي و الفأرة
- قسم
- معطف الشقيق الأكبر
- إلى روح الشهيد جالاك سعيد مجيد
- رجاء، أوجدوا هذا المخطوف
- ذكريات مع مظفر النواب
- أسطورة أسمها عرفة
- تحولات من نوع آخر
- حركة الشباب: قوة محركة جديدة
- الزمن الرديء
- إلى الصديق ييلماز جاويد
- بين الديمقراطية والفوضى يسقط الظل
- صديقي العزيز كاظم حبيب
- زهرة الثلج


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهدي الداوودي - اليسار واليمين