أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهدي الداوودي - دولتى عليئه ى عثمانية














المزيد.....

دولتى عليئه ى عثمانية


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 01:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نشرت جريدة كونه ش (الشمس) التركية خريطة جديدة لتركيا مع تعليق صغير جاء فيه ما معناه "إن كنت تريد خريطة حقيقية فهذه هي الخريطة". وكانت الخريطة تحتوي على بعض المدن والمحافظات العراقية من ضمنها دهوك والسليمانية وأربيل وكركوك والموصل وزاخو وتسع محافظات سورية وأقسام من اليونان وأرمينيا والقبرص والخ من المقاطعات الأوروبية والآسيوية.
لم استغرب من رسم الخريطة الجديدة بهذا الشكل وفي مثل هذا الوقت. ورغم أنها في الواقع من وحي أحلام العصافير، إلا أنها لها دلالاتها متعددة الجوانب، ولاسيما في هذا الوقت الذي تحتدم فيه حدة الصراع بين أردوخان والعسكرتارية. أقول إنني لم أستغرب من رسم الخريطة بهذا الشكل، بل الشيء الذي استغربت منه هو أن الخريطة العبقرية الجديدة لم تحتو على آدربايجان وتركستان وتترستان وقرغيزيا واوزبكستان وداغستان وغيرها من الدول الاسيوية، ولكنني عندما فكرت في الأمر قليلا، علمت بأن راسم الخريطة الجديدة يعتبر هذه البلدان في الجيب ولا خلاف على وقوعها تحت الخيمة العثمانية، ذلك أنها في الأصل تعود إلى القبائل التركية القديمة التي نزحت من أواسط آسيا بحثا عن الكلأ. أو لأنها أهملتها عمدا لعدم أهميتها اقتصاديا.
الخريطة تعكس في مضمونها الروح الطورانية التوسعية التي تحلم بتاسيس امبراطورية تركية تمتد من بلغاريا ورومانيا إلى حدود الصين ومنغوليا وتحت شعارها الشوفيني الفاشي "بوز قورت" (الذئب الأغبر) الذي يرى أن تركيا للأتراك فقط وسعيد من هو تركي. هذا إلى جانب النظرة العدائية والاستعلائية تجاه الشعوب والقوميات الأخرى ولا سيما الكورد والعرب. وهناك مثل تركي يقول: "آغاجده ن ماشه كورتدان باشا" أي ( من الخشب ماشه ومن الكورد باشا) ويطبقون نفس المثل على العرب بالاضافة إلى مقولتهم "بيس عرب" أي (العربي القذر). إن الشعب التركي طبعا برئ من مثل هذا العار الذي لا يمكن أن يوصم به غير جماعة (بوز قورت). هذا ومن الجدير بالذكر أن سياسة أتاتورك كانت ضد توجهات الطورانيين التوسعية. وكانت هذه هي أحد الأسباب الذي سمح له بتشكيل جمهورية تركيا الحالية على ضوء مقررات معاهدة لوزان، بعد أن تم ضرب مقررات معاهدة سيفر في عرض الحائط من قبل الدول الكبرى، والتي شكلت اعتداءا سافرا ضد الحقوق القومية للكورد والأرمن واليونانيين.
إنه ليس محض صدفة مجردة أن تقوم الجريدة المذكورة برسم ونشر مثل هذه الخريطة في مثل هذا الوقت الذي تحتشد فيه القوات التركية على الحدود العراقية – التركية – السورية – الايرانية. ويا لها من مصادفة عجيبة أيضا أن تقوم جماعة بوز قورت بالمظاهرات في مدن أوروبا الغربية، تحت شعاراتها الشوفينية التي هي ليست طبعا للدفاع عن مبدأ حق الأمم في تقرير مصيرها، بل معاداة الكورد في كل مكان.
ترى، ما هو موقف أردوخان من مثل هذه التحركات التوسعية التي تبدو بدائية جدا، ولكن خطرة قد تجلب الكوارث على المعتدى عليه وعلى المعتدي في نفس الوقت. وما هو موقف العسكرتارية من مجمل العملية؟ إنهم لا شك يبكون على ماضيهم وأمجادهم التي انتزعها منهم أردوخان بحزبه الاسلامي الذي قد يحلم هو الآخر بعودة الخلافة الاسلامية التركية التي أدخلت العالم العربي الاسلامي من الخليج الى المحيط في سبات عميق استمر خمسة قرون من الزمن. يبدو لي أن كل واحد منهما يفكر في الأمر على طريقته الخاصة، بيد أن أردوخان يبدو أكثر عقلانية. على أن السؤال يظل يطرح نفسه على كليهما: كيف كانت تكون استجابتهما لو أن صحيفة يونانية رسمت خارطة اليونان القديمة وجعلت من تركيا الحالية محافظة واحدة تحمل أسم بيزنطة ضمن خريطة واحدة تمتد من الهند إلى اسبانيا؟
هناك مثل يقول: "الهجوم هو خير دفاع" وذهب ضحية هذا المثل مئات الالوف من البشر في حروب غير عادلة سموها عادلة. نابليون بونابارت أخذ في حملته على موسكو 750000 مقاتلا باسم مبادئ الثورة الفرنسية، ولكنه عاد يجر أذيال الخيبة بعد أن فقد نصف مليون بشر. هتلر أراد احتلال العالم، فكان مصيره الانتحار في مخبئه. ولا نريد أن نحشر اسم صدام بين هؤلاء. ما أعظم جنون، من خلقوا من انفسهم، عظماء. انهم لا يعرفون بأن الدول العظمى لها مشاكلها العظمى أيضا.
إن ما أريد أن أقوله هنا هو أن بعض الاصابع في تركيا تريد أن تلعب بالنار. أو بالاحرى هناك من يحكه جلده ويريد أن يواجه العالم بمقولة:" علي وعلى أعدائي يا رب". بيت القصيد أن هناك صراعا دائرا بين أردوخان والعسكرتارية. والسبب الحقيقي واضح وضوح الشمس وهو الصراع على السلطة، بيد أنهما يحاولان اسدال الستار على السبب الرئيسي الذي يقف أمامهما مثل البعبع، ألا وهو وجود 20 مليون كردي يطالب بحقوقه المشروعة ضمن مبدأ حق الأمم في تقرير مصيرها. إن الفرق بين العسكرتارية وأردوغان، هو أن الأولى مازالت تعتقد بأن الكورد هم أتراك الجبال وأما الثاني، فأكتشف وجود شعب في تركيا أسمه الكورد، ولذلك التقى بهم ذات يوم واعطاهم كلام شرف جنتلمان بحل مشكلتهم. ولنر أي منهما سينتصر. إن تصريحات أردوخان الأخيرة التي يقول فيها:"إن تحسين الحقوق الديمقراطية للاكراد سيحد من النزعة الانفصالية.." مؤشر جيد على هذا الطريق. كما أنه أصاب كبد الحقيقة حين أشار أمام أعضاء البرلمان عن حزبه إلى مواقف أحزاب المعارضة التي تستفز الشعور القومي العدائي ضد الأكراد داخل تركيا.

كتب هذا المقال عزيزي القارئ بتاريخ 25.11.2007 ولم يرسل للنشر. وها أني أنشره اليوم لمناسبة تحركات أردوغان باسم دولة الخلافة العثمانية. وتخطيطه للهجوم البري على كردستان العراق.



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأواني المستطرقة
- الحاج طرشي و الفأرة
- قسم
- معطف الشقيق الأكبر
- إلى روح الشهيد جالاك سعيد مجيد
- رجاء، أوجدوا هذا المخطوف
- ذكريات مع مظفر النواب
- أسطورة أسمها عرفة
- تحولات من نوع آخر
- حركة الشباب: قوة محركة جديدة
- الزمن الرديء
- إلى الصديق ييلماز جاويد
- بين الديمقراطية والفوضى يسقط الظل
- صديقي العزيز كاظم حبيب
- زهرة الثلج
- نخب الشعب المصري العظيم
- المثقف المصري والانتفاضة
- ثورة أهل الكهف
- لمحة عن تطور الكورد منذ أقدم العصور
- موضوعات حول التيار الديمقراطي العراقي


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهدي الداوودي - دولتى عليئه ى عثمانية