أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - شخبطات الدستور !!














المزيد.....

شخبطات الدستور !!


نورالدين محمد عثمان نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجدل المحتدم اليوم حول الدستور وهويته .. وماهية الدستور الذي يجب أن يحكم به السودان هل هو ( دستور علماني ) أم ( دستور إسلامي ) أم ( دستور مختلط ) هو فى تقديري جدل بيظنطي لا يقدم ولا يؤخر ، ويظهر بكل وضوح تلك المصالح التى يبحث عنها كل جانب ليضع دستور يخدم مصالحه ..

ومن المعروف أن السودان منذ أن نال ذلك الإستقلال بإنفصاله عن التاج البريطاني حتى هذه اللحظة لم يضع دستور دائم للبلاد ، والسبب بكل بساطة هو عدم الإتفاق حول هوية الدستور ، والمسؤولية الأكبر تقع على تلك النخب التى كانت تحكم هذه البلاد وتسيطر على أجهزتها القضائية والتنفيذية دون أن تجتهد فى وضع ( دستور دائم ) للبلاد ، وكل مافعلته تلك النخب هو أن سعت لبناء مجد ذاتي لها ولأسرها حتى أصبح كل مثقف أو وزير أو مستشار حينها له أسرة ذات صيت وذات مال وذات إسم تجاري ، وكل هذا فى غفلة من هذا الشعب ..

واليوم يتواصل ذات الجدل الذي ورثته النخب الحالية ، حول ماشكل وهوية دستور السودان ، والقضية الأهم من كل هذا ليست هوية الدستور كما يصورها كثير من النخب ، فالزمن تجاوز منذ زمن تلك السيطرة التى تتم من قبل جماعة معينة أو حزب معين على صياغة الدستور بل والحكم بالقوة ، كما يتم اليوم من تكوين أجسام ك ( جبهة الدستور ) وغيرها من واجهات الحزب الحاكم ، فكل هذا لن يتم الإعتراف به ، فالحزب الحاكم ذات نفسه اليوم إعترف بعدم شرعيته فى حكم البلاد منفرداً ويحاول جاهداً إشراك الآخريين بل ودعوتهم لصياغة الدستور حتى وصل به الأمر لدعوة ( حملة السلاح ) للمشاركة ( دون السعى لحل أسباب الأزمة ) وعندما يفشل ، يستند على شرعية تلك الإنتخابات التى أجراها بنفسه ، كما تفعل كل الأنظمة الأحادية ، ولكنها ستظل فى صراع مع الأخريين حتى تخضع وتقتنع بعدم جدوى العناد والتمترس خلف شعارات تجاوزها التاريخ ..

فمن أراد أن يحكم البلاد عليه بالإحتكام للدستور والقانون ، ومن أراد أن ينفذ ( مشروعاً حضارياً ) أو يصنع مجتمعاً فاضلاً أو يدعو ( لعدالة إجتماعية ) ماعليه إلا أن يطرح برنامجه عبر الإنتخابات ( بكل بساطة ) ، والخيار هو من يختاره الشعب ، أما حكاية أن يفرض حزب معين مشروعه وبرنامجه بالقوة والسطوة والجبروت ، فهذا مسلك مرفوض حتى لو كان هو البرنامج الأصلح للمجتمع ..

وأهمية الدستور ( المتفق عليه ) لا تاتي من تلك ( الشخبطات ) على صفحات الورق ، فكم من دستور جيد ومعبر عن التنوع ومعبر عن الإختلاف ويمنح ( الحريات ) ويتعامل على أساس ( المواطنة ) والحقوق والواجبات ، يتم تجاهله ولا يتم تنفيذه وحتى السلطات المنوط بها المحافظة على قدسيته ، تتملص منه بأوامر الحكام ، فالتحدي الحقيقي ليس فى كتابة نصوص الدستور- فكلما ننشده فى الدستور هو أن يعبر عن( تنوع ) الشعب السوداني ويمنح ( الحريات ) كاملة غير منقوصة - وإنما التحدي الحقيقي هو فى حماية الدستور وتنفيذه وتطبيقه عبر سلطة قضائية مستقلة ، وليس كما يحدث اليوم أن تأخذ الدولة بالشمال ما أعطاه لنا الدستور باليمين ، والواقع هو الذي يتحدث ..

ولكم ودي ..



#نورالدين_محمد_عثمان_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستعمار .. 1/1
- يوم الصور كنتي وين ؟
- كتمت !!
- حق الإحتفاظ بالرد ..
- سر الرقمين 47 و 48
- حكم المجوس اللصوص على أرض السود والمحوس !!
- ستحلو المظاهرات فى شهر رمضان حتى نشهد العيد فى ظل ديموقراطية ...
- الدستور الإسلامي .. دعاية سياسية رخيصة .. كلما وقع النظام فى ...
- رداً على د. فيصل القاسم فى الإتجاه المعاكس ..
- القصة الكاملة لخطاب البشير الذى وصف فيه الشعب بشذاذ الآفاق و ...
- جمعة الكتاحة ..
- رحل العمالي من الله عبد الوهاب
- قريباً عشرة ألف جنيه مقابل واحد دولار
- هل هذه هي عروبة السودانيين ؟
- إستحالة السلام في وجود الشعبين
- الحرب تحت مسؤولية مشعلها
- فاجعة اليسار .. فى رحيل الأبرار
- الحريات فى تونس ومصر ..
- دونية المرأة ..
- رسالة إلى الإمام : الصادق الصديق عبد الرحمن المهدى .. مع فائ ...


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نورالدين محمد عثمان نورالدين - شخبطات الدستور !!