أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحميدة عياشى - بومدين رجل الدولة الذى تناسيناه.........














المزيد.....

بومدين رجل الدولة الذى تناسيناه.........


أحميدة عياشى

الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 12:25
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



هل كان فعلا هواري بومدين ديكتاتوريا بالمعنى السياسي للكلمة؟! هل كان مستبدا نيّرا، أم كان وطنيا متشددا أقرب إلى الروح البونابرتية؟! تمر 34 سنة على رحيل الكولونيل هواري بومدين.. ومرت الذكرى كالشبح لرجل وزعيم شغل الدنيا، دنيا الجزائر، ودنيا العالم الثالث والعرب ودنيا الغرب.. انقلب على أحمد بن بلة لكنه لم ينقلب على خيار الوجهة التقدمية للدولة الوطنية، انقلب على شعبوية أحمد بن بلة العروبية لكنه لم ينقلب على عقيدة الثورة الجزائرية المتعلقة بنصرة القضية الفلسطينية ظالمة ومظلومة ونصرة القضايا العادلة في إفريقيا، وآسيا وأمريكا اللاتينية، انقلب على المرض الطفولي ليسارية أحمد بن بلة لكنه لم ينقلب على إرث وروح نوفمبر الأصيلة في معاداة الكولونياليات الجديدة والإمبريالية.. يأخذ اليوم بعض المنظرين جانبه التسلطي وميله نحو الحكم الديكتاتوري.. لكن هل كان فعلا هواري بومدين ديكتاتوريا بالمعنى السياسي للكلمة؟! هل كان مستبدا نيّرا، أم كان وطنيا متشددا أقرب إلى الروح البونابرتية؟! للأسف، إن تجربة هواري بومدين في تحصين الجزائر على صعيد استقلالية القرار لم تأخذ نصيبها لدى الباحثين والجامعيين والمثقفين، فالرجل كان صاحب نظرة استراتيجية جلبت للجزائر احترام الأصدقاء والخصوم والأعداء، وصاحب رؤية منبثقة من الإيديولوجيا الثورية لحركة التحرير الوطني، تمثلت في فتح المجال واسعا لأبناء الفئات الدنيا، أبواب المعرفة، وأبواب العيش بكرامة، ونفس أبناء مثل هذه الفئات تحولوا خلال السبعينيات إلى النواة الصلبة لطبقة وسطى واعدة تم الإجهاض عليها في سنوات الشاذلي بن جديد الذي يقول أنه كان مقربا من بومدين، لكن في الواقع قام بتخريب تجربة بومدين في مجال بناء الدولة والمجتمع باسم إصلاح تجربة بومدين، وباسم الإنفتاح والإنخراط في النهج الليبرالي.. أكيد أن الجزائر في عهد بومدين لم تعرف تعددية سياسية وحزبية ولكن من أغلق باب التعددية الحزبية غداة الإستقلال كان الرئيس أحمد بن بلة، وأكيد أن بومدين واجه معارضين بالعصا الغليظة فأدخل السجون الشيوعيين واليساريين من غير الشيوعيين لكنه توجه إلى دمقرطة ضمن تفعيل ما كان يسمى بالجبهة الوطنية الديمقراطية عندما شجع على الحوار بين الحساسيات الإيديولوجية والسياسية داخل جبهة التحرير الوطني.. لكن أيضا فتح الباب أمام الحساسيات الإسلامية التي كان يمثلها أبناء جمعية العلماء المسلمين بمختلف أطيافهم وإن كان ذلك على حساب تيارات الإسلام الصوفي وعلى المقربين من فكر مالك بن نبي، بل ومن الفكر الإخواني عبر ملتقيات الفكر الإسلامي التي كان ينشطها العديد من رموز الفكر الإسلامي والحركات الإسلامية المتنوعة في العالم، من مصر، إلى باكستان إلى الهند إلى أندونيسيا إلى أمريكا...
وقد يؤخذ على بومدين عدم انفتاحه على المسألة الأمازيغية من وجهة نظر ثقافية، وقد يؤخذ عليه انشغاله بإدارة التوازنات الجهوية والثقافية بل والسياسية داخل جهاز الحكم، وهذا ما انتبه إليه في السنوات الأخيرة من حكمه..
لكن ما يحسب له، أن بومدين كان مثالا للإستقامة الأخلاقية فلم يعرف عنه بعد وفاته أنه كان فاسدا، فلم ينهب ولم يسرق ولم يصبح أبناء عشيرته أو قبيلته أو عائلته من الأثرياء أو من أصحاب السطوة في الفساد السياسي والمالي.. كان مسكونا بمشروع اسمه بناء الدولة الوطنية وانجاز الإستقلال السياسي والإقتصادي، فهل آن الأوان لإعادة الإعتبار لرجل دولة من خلال إنتاج معرفة حقيقية تتبناها الدولة ويقوضها مثقفون وباحثون من الجيل الجديد، وذلك خدمة للذاكرة، لكن أيضا خدمة للحقيقة وللمستقبل؟!
[email protected]



#أحميدة_عياشى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقلام منديالية في الجزائرنيوز 4
- خمس برقيات الي . .
- أيام عمانية - في الأنوثة الحرب والموت -الحلقة الخامسة
- أيام عمانية -عادل محمود وبريد الغرباء -الحلقة الرابعة
- أيام عمانية - عادل محمود وبريد الغرباء - الحلقة 4
- أيام عمانية - قلب الحدث - جمالية عراقية في وجه الموت
- أيام عمانية - فوانيس نادر وجمانة
- الجزائر والعراق. . قدر وقرينة؟
- في بلاغة المكان والزمان
- سليمي رحال في زمن البدء
- رسالة دبي
- يوم من فبراير
- المال. . التركة المسمومة
- نهاية مأساوية ومحاولة فهم
- في لعبة الكآبة والتفاؤل
- بين جان دانيال وهيكل
- الجمر والرماد
- الشيخ يوسف سلامة في -الجزائرنيوز-
- بين الجزائر وايران . . قصة خفية
- الصحافة والحقيقة


المزيد.....




- بعد محاولة اغتيال صدمت أوروبا.. رئيس وزراء سلوفاكيا يخضع لعم ...
- مقتل قيادي في حماس وإصابة اثنين في غارة إسرائيلية استهدفت سي ...
- إسرائيل تعثر على جثث 3 رهائن في غزة.. وقتال عنيف في جباليا
- شرطة فنلندا تفتح تحقيقا في تسرب كبير للبيانات بعد هجوم سيبرا ...
- بوشيلين: القوات الروسية تتقدم في مقاطعة خاركوف وعلى طول خطوط ...
- مدفيديف يدعو لإقامة منطقة عازلة -واسعة- تشمل كييف لحماية الم ...
- ما وراء سعي نتنياهو لفرض حكم عسكري على قطاع غزة؟
- بوتين : لا خطط حاليا للسيطرة على خاركوف
- غالانت من الحدود مع لبنان: العملية ضد حزب الله وشيكة
- حرية وسائل الإعلام الإيطالية تواجه ضغوطا متزايدة في عهد ميلو ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحميدة عياشى - بومدين رجل الدولة الذى تناسيناه.........