أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحميدة عياشي - في لعبة الكآبة والتفاؤل














المزيد.....

في لعبة الكآبة والتفاؤل


أحميدة عياشي

الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 13:50
المحور: الادب والفن
    


كيف يمكن أن تعيش في الوقت ذاته كئيبا ومتفائلا؟ هذا تساؤل طرح نفسه علي بشدة وعناد طيلة هذه الفترة المليئة بالخيبات لكن أيضا بالتشبث والمقاومة على مدى توالي اللحظات والساعات والأيام••
مقاومة على كل الأصعدة، الاستمرار في بقاء الجسد قادرا على التحمل والتجدد، الاستمرار في نسج العلاقات برغم الخيبات والصدمات، الاستمرار في إنتاج وإعادة إنتاج دلالات ومعاني الأمل على المستوى الفردي والجماعي•• تحمل كل ما يثير فيك الغضب والرغبة في الصراخ والتمرد وتحويله إلى قوة هادئة ترفض أن تتحول إلى صمود وخمود•• فمنذ وقت طويل عندما كنت طالبا وجدتني مأسورا بغرامشي، وربما كان السر الذي جعلني شديد الانجذاب إلى أفكاره لكن أيضا حياة هذا الفيلسوف والمناضل الذي بعد أن قضى وقتا في سجون موسوليني في التأمل ومقاومة المرض والظلم والتغلب على الزمن المظلم بالتفكير المبدع والكتابة•• كانت حياته إلتزاما بالمعنى وتحويل المعنى المتشابك والمعقد والمثقب بنتوءات النور والدجى والقنوط والرجاء وجمعا خلاقا على صعيد حياته الشخصية والفلسفية بين الكآبة والتفاؤل•• بحيث كان التفاؤل وقودا حيا من أجل تكوين الكآبة، كآبة إيجابية، حية، يقظة ومتفتحة•• وبحيث تكون الكآبة الروح الغناء للتفاؤل، بحيث يحافظ على عيونه متفتحة وهنا تتحقق للتفاؤل سجية التواضع، والتواضع هو مفتاح لكل الأبواب المغلقة، والشطآن المليئة بالشياطين واللعنات•••
الجمع بين الكآبة والتفاؤل، ممكن، وعبره فقط يمكننا التعاطي مع يومنا المتجدد والمتقلب والمريح والجريح في الوقت ذاته•• الكآبة تحافظ على الجزء اليقظ فينا، يقظة القلب والروح والعقل معا•• تجعلنا لا ننسى أنفسنا في محيط أنفسنا، تجعلنا نعطي الانتباه حقه•• ولا تألم الآخر واهتمامنا بالألم حقه، وإلى النظر إلى أنفسنا من خلال عالم الآخرين حقه، وإلى التنفس مع الآخرين في عالمنا وعالم الآخرين حقه••
2
صعدت إلى المنزل على الساعة السادسة مساء، بعد أن أخذت حماما ساخنا، استرخيت قليلا على السرير وأنا أداعب ابني مؤنس•• ثم أخذت كتاب لورنس العرب ورحت من جديد أعيد قراءته•• سجلت بعض الملاحظات ثم توقفت عن القراءة عندما اتصل بي صديقي جيم على التلفون ليقول لي أنه بقرب المنزل•• خرجت وسلمت عليه، ثم قضينا حوالي الساعة نتناقش حول الأحداث التي ميزت الساحة السياسية، في الفترة الأخيرة، تناولنا الشاي، وقلت له، أنني مسرور على أنه قبل دعوتي للعشاء الذي سيكون فيها الشيخ يوسف جمعة خطيب الأقصى ضيف الشرف على مأدبة العشاء•• بعد ساعة، وصل الشيخ يوسف والصديق عزالدين•• ومنذ اللحظة الأولى، كانت فلسطين هي قضية نقاشنا•• كان الشيخ يوسف برغم حماسته في الحديث، وتلك الطلاقة في الكلام وهو يحدثنا عن اللقاء الذي جمعه ظهر اليوم بطلبة الماجستير لمعهد العلوم السياسية، وأيضا عن حبه للجزائر•• وعن ذكرياته مع أبو عمار، والشيخ ياسين وعن تجربته في إقامة الجسور في سبيل دفع الحوار بعيدا بين أبناء القضية الواحدة، فلسطين، كان يبدو على ملامحه بعض التعب•• عندما وضعنا الكسكسي على المائدة، خاطب صديقي جيم فضيلة الشيخ يوسف، أن هذه الأكلة مغاربية، وتتربع على عرش المأكولات المغاربية، إلا أن الصديق عزالدين، والشيخ يوسف، قالا له أنها أيضا تعتبر الأكلة الرئيسية في فلسطين، وهنا بدت على ملامح صديقي جيم علامة استغراب، ولم يفهم كيف كانت هذه الأكلة المغاربية معروفة لدى إخواننا في فلسطين•• وفكرت أنا أيضا، ربما تكون أكلة الكسكسي { المفتول } انتقلت مع هجرة المغاربة إلى فلسطين ومكوثهم هناك في القدس، حيث حي المغاربة، وغزة وغيرها من المدن الفلسطينية•••
3
استيقظت باكرا، وقبل مغادرتي البيت، تابعت بمتعة روبورتاجا صغيرا في قناة روسيا اليوم، عن معرض نظمته يليا اندروفا، عن القبلة•• وبالفعل كان المعرض مثيرا ودالا على أكثر من صعيد•• كانت القبلة في حياتنا الإنسانية هي بداية البدايات•• بداية الحب•• بداية العاطفة•• بداية التعارف•• بداية الأمومة•• بداية الإنسان كإنسان•• ما الفرق بين كل القبلات التي نعرفها•• قبلة العشيق والعشيقة، قبلة الأم لإبنها أو ابنتها•• قبلة الطفل الصغير لأمه ووالده•• قبلة السياسي للسياسي•• قبلة اللاعب الرياضي لزميله المسجل للهدف•• قبلة الحيوان للحيوان•• قبلة النفاق•• قبلة القائد لجماهيره وهو يلوح بيده وشفتيه•• ما هي كل هذه الدلالات التي حملتها القبلة وكيف تطورت وتواصلت ولم تختف برغم اختلاف الأزمنة والشعوب•• كيف تحولت إلى دلالة مشتركة عند كل الشعوب•• برغم اختلاف عقائدها وثقافتها وديانتها وأعرافها؟!
4
أيضا، انقلاب آخر في النيجر•• الإنقلابيون حاصروا قصر الرئيس النيجيري الذي انقلب هو الآخر على الديمقراطية في النيجر وعدّل الدستور لصالحه، ليضيف عهدة أخرى•• لينتقل بعد ذلك إلى لحظة الاستبداد، لقد ألقى الانقلابيون القبض عليه، وألغوا الدستور وجمدوا كل المؤسسات الرسمية ليخلقوا مجلسا عسكريا حاكما••• متى تخرج إفريقيا من الانقلابات؟! لا أحد يعلم، ما دامت الديمقراطية ظلت شبهة في نظر الحكام•• وما دامت الجماهير بعيدة عن تسيير شؤونها••
5
وأخيرا قرر البرادعي العودة إلى القاهرة، لكن هل سيترشح إلى الرئاسيات كما يتمنى ذلك أنصاره، أو الذين تعبوا من حكم مبارك وآل مبارك؟!
6
منذ أيام عين روبرت سفيرا للولايات المتحدة الأمريكية بدمشق، عرفت روبرت فورد في الجزائر من 1993 إلى 1998 عندما كان مكلفا بالملف الإسلامي والسياسي والاقتصادي بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر•• ثم عرفته كسفير بعد عودته من العراق إلى الجزائر منذ ثلاث سنوات••• هل يدل تعيين سفير عالم باللغة العربية والقضايا العربية والإسلامية•• في دمشق إشارة إيجابية من واشنطن، أم العكس؟!



#أحميدة_عياشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين جان دانيال وهيكل
- الجمر والرماد
- الشيخ يوسف سلامة في -الجزائرنيوز-
- بين الجزائر وايران . . قصة خفية
- الصحافة والحقيقة
- محقورتي يامرتي
- صدام , ستالين , واليهودالمغاربة
- لخضر شودار
- سعدان يتمادي في عناده . . هل نصمت ؟
- رضا مالك
- الحياة السرية للجنرال العربي بلخير { الحلقة الخامسة} في لعبة ...
- الحياة السرية للجنرال العربي بلخير { الحلقة الرابعة } يوم أن ...
- الحياة السرية للجنرال العربي بلخير 3 - مناورات في القصر وحرب ...
- الحياة السرية للجنرال العربي بلخير - حرب الخفاء - الحلقة الث ...
- روراوة وسعدان الاستقالة من فضلكما
- الحياة السرية للجنرال العربي بلخير { الحلقة الاولي }
- ذكريات فلسطينية
- شكرا لكم أيها الخضر
- رجل من هذا الزمان
- جميلات الجزائر


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحميدة عياشي - في لعبة الكآبة والتفاؤل