أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حذام يوسف طاهر - المثقف وقلق الواقع والحلم














المزيد.....

المثقف وقلق الواقع والحلم


حذام يوسف طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3956 - 2012 / 12 / 29 - 17:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول المفكر علي شريعتي "إذا لم تكن شاهدا على عصرك ،ولم تقف في ساحة الكفاح الدائر بين الحق والباطل ، وإذا لم تتخذ موقفا صريحا من ذلك الصراع الدائر بالعالم ، فكن ماتشاء ، مصليا متعبدا في المحراب ، أم شاربا للخمر في الحانات ، فكلا الأمرين يصبحان سواء " ، كلمه غاية في الدقة ، وهو يصف الإنسان بشكل عام ، دون أن يحدد هل هو المثقف ، أم السياسي ، أم المواطن العادي ، أم القائد ، أم رجل الدين ، وهو بهذا إنما يريد أن يدعو الى الحركه والعمل ، أن لانتوارى ، ولاننحسر عن الانظار لانها ستلاحقنا في كل مكان ، وننظر الى المثقف عادة بأنه مستقل ويمتاز بإعتزازه بنفسه وبما لديه من فكر وتوجهات ، لكنه منشغل بتقديم الملاحظات والانتقادات للحكومه ، دون تقديم مقترحات ، وهو ينظر بتوجس لماحوله يصحبه خوف من ردة فعل السياسي ، فينشغل أكثر بالتنظير لينقسم الى مثقف يقف حاسد لما لدى السياسي من سلطه ومال ، وآخر يقف محايدا ، وليس لديه موقف من اي شيء ، ويكتفي بالتأمل والسباحه في بحر ملكوته الخاص ، وآخر ينظر بعين ويغمض أخرى ، بل في أحيان كثيرة يغمض الاثنتين معا ، طلبا للسلامه ! ، ومن أكثر الحالات حرجا بل ربما تصل حد الخطورة ، عندما يكون المثقف ، موظفا ، حينها يتحول الى أجير ، وعند هذه النقطة تنقطع الصله بين المثقف وبين المواطن ، الذي يفترض أن يكون هو الممثل الشرعي له من دون إنتخابات ، لانه (المثقف) ،وكما يحلم المواطن صادق وصريح وبعيد عن المراوغه والتلاعب بالاقوال ، لكننا وبنظرة سريعه لما يدور حولنا ندرك فشل المثقف في أن يكون قائدا لمجتمعه او حتى قائدا لنفسه ، لأنه ومن دون أن يعلم (أو ربما يعلم ويتغاضى) أصبح تابعا وليس متبوعا ، عبدا اذا جاز لنا التعبير لكل ما يحيط به ، فهو عبدا لمدير دائرته ، او رب العمل ، هو عبدا لتقاليد مجتمعه التي لايجرؤ على انتقادها حتى ، فكيف يجرؤ على الخروج من سجنها؟ ، وهنا يخسر مصداقيته ويفقد توهجه ومشروعية كلامه ، ويصبح حاله كحال السياسي الذي يستر أخطائه ويشوه أفكاره بدلا من أن يوضحها .. بدبلوماسيه ممسوخه ، وهو هنا قلق حد الخطيئة ، أقول هذا وأنا أؤمن وبشده أن هذا الطرح ينطبق على المثقف والسياسي معا ، عندما ينحصر إهتمامهم بمصالحهم الشخصيه مبتعدين عن مصلحة أسمى واعمق هي مصلحة الوطن والمواطن ، الذي ينظر لهم بعين الترقب والأمل ، وأؤمن أيضا أن للمثقف سلطةً معرفيةً ذات أثر سلوكي في مجتمعه ، مدركا لأهمية دوره في البناء وتشخيص الداء ليساهم بذلك في صنع حاضره ومستقبله ، ولايمنعه الخوف من قول الحق صونا لكلمته ومايعلنه عن فكره وعقيدته ، والا فليعلن استقالته فورا من ساحة عمله ، سواء كان مثقفا ، او سياسيا ، حتى لايسمى منافقا ، أو مثقفا خائفا ، أو سياسيا خائنا ، لان التأريخ سيكون شاهدا على سلبيتنا أو إيجابيتنا ، خسارتنا أو ربحنا ، فماذ سنختار ؟



#حذام_يوسف_طاهر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درجة الإلتزام عند المثقف العراقي
- نحول
- الحب .. وأشياؤه الاخرى
- تظاهرة
- مبدأ الإيثار والإحتفاء بمبدعينا
- سائق التاكسي
- فن الإعلان بين المهنية والاتجال
- ممكن؟ أم غير ممكن ؟
- سأنثر عليك شذى الرحمة
- لقاء شتائي
- الشاعرة آمنة محمود تؤمن جدا بعاطفتها وكتاب الحب على قاعة فؤا ...
- طعم بلون الحب
- جسور تئن من حمولتها .. والسبب سوء نصب السيطرات .
- نغمة ووتر على قاعة الجواهري
- الفنان والمسرحي طه سالم وحديث عن الذكريات في جلسة مميزة لملت ...
- ملتقى الخميس يحتفى بالباحث والمورخ زهير احمد القيسي
- لمناسبة الأسبوع العالمي للتعليم الذي حددته منظمة اليونسكو في ...
- لا تبخل بطعمك
- أديبات العراق يشرقن في مهرجانهن الرابع على ارض النجف الاشرف
- عطش دجلة


المزيد.....




- صيحة الفساتين البراقة تعود بقوة مع النجمات في صيف 2025
- -الصراع في السويداء ليس طائفيًا فقط-.. خبيرة توضح لـCNN ما ي ...
- مؤرخ إسرائيلي: أنا باحث في مجال الإبادة الجماعية وأميزها عند ...
- البالونات الحرارية آلية دفاعية لتضليل الصواريخ عن هدفها
- خبير عسكري: إسرائيل تحاول تطبيق نموذج الضفة في غزة
- استفاد منها ماسك وشركاته.. تعرف على تأشيرة العمل الأميركية - ...
- الطريق إلى الشرعية المؤجلة.. السلطة والاستثناء والديمقراطية ...
- شركة في دبي تأمل بإطلاق خدمة التاكسي الطائر في عام 2026
- ماذا قدّم أسبوع باريس للأزياء الراقية لعروس شتاء 2026؟
- أوروبا تمنح إيران مهلة: إما التفاوض بشأن برنامجها النووي أو ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حذام يوسف طاهر - المثقف وقلق الواقع والحلم