أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البهائي - سوريا... ( الاسد برؤية شكسبيرية )















المزيد.....

سوريا... ( الاسد برؤية شكسبيرية )


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 3955 - 2012 / 12 / 28 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




قال الاخضر الإبراهيمي في مؤتمر صحفي عقده بالامس في العاصمة السورية التي يزورها بحثا عن حل للنزاع "يجب تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، وكاملة الصلاحية هي عبارة مفهومة تعني أن كل صلاحيات الدولة يجب أن تكون موجودة في هذه الحكومة".
حيث أعلنت روسيا أمس وصول فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إلي موسكو لاجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي، وقالت مصادرسورية إن بشار الأسد أوفد المقداد إلي موسكو لمناقشة مقترحات تقدم بها الإبراهيمي لانهاء الصراع ، وأن المبعوث الدولي والعربي الي سوريا الاخضر الابراهيمي سيصل الي موسكو غدا السبت لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بشأن كيفية إنهاء الصراع الممتد في سوريا منذ‏21‏ شهرا‏ .

ومن هنا تعالوا نبدأ "بهذا الحوار من رائعة شكسبير يوليوس قيصر "..
قيصر : هل في ذلك الجمع المحتشد من بنادينى انى اسمع صوتا أجلى من النغم يصيح قيصر من انت تكلم إن القيصر التفت يعيرك سمعه
عراف: اياك واليوم الخامس عشر من آزار
قيصر : من الرجل؟
بروتاس: هذا عراف يحذرك اليوم الخامس عشر من آزار
قيصر : احضره امامي كي اطلع على وجهه
كاشياس: ايها الرجل ابرز من بين الجمع وامثل امام القيصر
قيصر : ماذا قلت لى الآن اعده على
عراف : إياك واليوم الخامس عشر من آزار
قيصر : انه يهذي فاتركوه هيا بنا

هكذاالصراع بين قوتين متناقضتين هو قوام المسرح الشكسبيري وكذلك المقوم الجوهري في المآساة , فالانسان فيه دائما يكون في مواجهة القدرحيث فاعلية الانسان في وجوده لا تتحقق إلا بكونه مصارعا تحت سيطرة التطرف أو هواجس وهوس في صميم شخصيتة وهذا ما يميز مسرحيات شكسبير بلون خاص منفرد حيث انك تعرف النهاية من اول مشهد مع وحشية الشخصية تارك في ذهنك انه صراع مستحيل ونتيجته معروفة من طرف شخص متمرد على قوانين الطبيعة الصارمة والنهاية الموت المحتوم, وبهذا الموت التراجيدي تتضح الرسالة المراد ارسالها والمغزى السياسي على منصة المسرح .
اذن ما يحدث في سوريا اليوم يذكرنا بمسرحيات شكسبير وخاصة التي تستمد عناوينها من اسماء الملوك مثل ريتشارد الثاني, الملك لير, يوليوس قيصر...وغيرها من المسرحيات الشهيرة التي تقوم على المآسي فالانسان فيها دائما في صراع مع القدر, والذي يحاول عبثا مواجهة وتحديه بل منعه بكل مالديه من قوة دون حساب للكوارث والعواقب الوخيمة لهذا الصراع الفاشل .
ففي الحقيقة كنا نتمنى ان يكون شكسبير حاضرا معنا ليعاصر الحدث وشاهد على مآسي سوريا لينتج لنا نص ادبي جديد في شكل تراجيديا فريدة من نوعها مليئة بسلسلة من المؤامرات والجرائم والخيانة ليعطي عرض مسرحي كامل كان يتطلع اليه من خلال شخصية كان دائم البحث عنها فلم يجدها في وقته آلا وهي شخصية ""الاسد ""تلك الشخصية المركبة التي تعيش في عالم خاص بها هو عالم السلطة العابد له مستعينا بطقوس يقدم فيها شعبه على مزبح (المقاومة والممانعة)الذي اعانه الشيطان على بناءه .
تلك الشخصية الجامعة والحاملة لكل صفات شخصيات مسرحياته التاريخية فهى هاملت المترددة والمزبزبة التى تقوم على روح الانتقام من خلال المؤمرة والجريمة والمجازرالدموية من اجل شيطانه ,كذلك هى شخصية ماكبث التي من أجل السلطة والكرسي يقتل كل من يقف ضده حتى الحكام الشرعيين وورثة الحكم وابناء من يظن انهم معارضيه بدون شفقة او رحمة ،كذلك هي شخصية الحاقد شايلوك الدموية في مسرحية تاجر البندقية العاشقة للانتقام حيث روح الغدر رمزها.كذلك نجدها في يوليوس قيصر الطاغية التى تتمتع بالخبث السياسي وكيف استطاعت القضاء على الرفاق ومن ناصروه والمقربين منه حتى انفراد بالكرسي والقرار حتى ظن انه إله لا يقدرعليه، اما في مسرحية عطيل نجدها في شخصية ياجو الشريرة التى بلا ضميرالناكرة للجميل والتى لا يهدأ لها بال الا بالوقيعة وهنا شهوة التلذذ عندما يتحقق لها ما ارادت من حقد وغل وكراهية .تلك هي الشخصيات التى عْرفها شكسبير وانتهت بموتها المحتوم لانها تعدت الخطوط الحمراء ونظام الطبيعة وارادت ان تصارع القدر فكان لها الموت والفناء لتكون عبرة ومثل لكل من تسول له نفسه ان يخالف قانون الخليقة فما بالكم من شخصيتنا هنا الجامعة لكل الصفات تلك ، فأسد الغابة تحكمة قوانين الطبيعة فهو لايهاجم او يقتل الا في حالة الجوع فقط فإذا تحول الى أسد دموي مريض تقوم جماعة من فصيلته بقتلة من اجل العودة بقانون الغابة الى طبيعتة، تلك هي غابة الحيوان بينما غابة الانسان قد يحدث العكس احيانا !! فأسد سوريا كسر كل الاعراف والقوانين الانساتية والاخلاقية وتحول الى اسد مدمن على رؤية دم شعبة وعاشق الى اللون الاحمرالدموي.
ومن هنا ناسف ونتعجب من أناس ليس لهم دراية او افق عند قراءة وتدبير الاحداث والاستشعار بخواتمها، وخاصة عندما يقولون ان ما يحدث في سوريا ليست ثورة شعبية وطنية صادقة بل هي مؤامرة الهدف منها القضاء على جبهة الممانعة والمقاومة التي تقودها سوريا كما يظنون.فيزيد بن معاوية عندما اراد البيعة وفرض نفسه خليفة بالقوة وللقضاء على الثورة وقتها امر بقتل كل من يخالفه وبأحراق الاخضر واليابس بل تعدا ذلك عندما امر اتباعه بمحاصرة مكة ورمي الكعبة بالمنجنيق فاحرقت ...فهل كان يزيد وقتها يحافظ على جبهة المقاومة والممانعة بفعلته تلك ام من اجل السلطة والتاج كما هو حال بشار الاسد الان.. !! مع العلم عندما فعلها يزيد ابن معاوية انطلاق وقتها من دمشق وكأن تلك البلد على موعد مع الحرمات... فأي ممانعة ومقاومة يتحدثون عنها اذا كانت تقوم على القتل والتخريب واستباحة للحرمات وسفك الدماء .
فهؤلاء لا يخجلون من انفسهم ،فهتلر كان ارحم على الرغم من الاختلاف الجذري معه فالرجل كان يعشق بلاده وشعبه وما فعله من قتل واحتلال للاخرين كان لهذا الهدف اي بلاده وشعبه ،اما بشار سوف يكتب اسمه في التاريخ مع الطواغيت كأسوء شخصية على الاطلاق سفاح عاشق للدماء يفعل اي شئ من اجل السلطة والكرسي حتى ولو على حساب المقربين منه ،فمن اجل بقاءه وجلوسه على راس الحكم امر بسفك دماء شعبه وتخريب بوتقة التاريخ سوريا ومع ذلك تجد من يدافع عنه تحت شعارات كاذبة صنعوها هم من اجل الانتفاع والمتاجرة والتربح !! .
فبلاد الشام هي قلب جسد العالم الإسلامي فإضعاف هذا القلب هو إضعاف الجسم كله فسوريا هي المنظم لنبض هذا القلب, فنحن لا نريد سوريا ال( الفرعونية اوالاشورية اوالكلدانية اوالفارسية اوالكنعانية اوالفينيقية اوالبيزنطينية اواليونانية اوالبطالمة اوالرومانية او الاموية اوالعباسية اوالحشاشين والقرامطة اوالايوبية او العلوية او الصفوية) نريدها شامية عربية ...شامية عربية.
وهنا تستحضرني تلك المقولة وكأنها الان (عندما سئل احد قادة الفرس احد المسلمين يوماً في سخرية,,,,من أنتم؟؟ فقال لة واثقاً ,,""نحن قدر الله ابتلاكم الله بنا ,فلو كنتم في سحابة لهبطتم الينا ,أو لصعدنا اليكم , نحن قدر الله "") وسؤالي هنا الي هؤلاء الطواغيت واعوانهم متى تعترفوا بأن هؤلاء الشباب هم القدر الله الذي لايرد وقضائه النافذ؟؟ فالحق لابد ان ينتصر والسحب السوداء مسارها الزوال لتأتي بعدها اشراقة شمس.. فسوريا باقية خالدة لن تموت لانها التاريخ نفسه وصانعة الحضارات وسوف تعود كالنجم الساطع شاء من شاء وأبى من أبى فهذا قدرالله ومن فينا يستطيع ان يغير قدر الله عاشت سوريا حرة والمجد للشهداء.



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتأسلمين..(ألم تقرأوا دستور المدينة)
- الدستور..الجماعة تعود كهيئة لتصبح هى الدولة
- هكذا الرئيس مرسي.. (الفكر القطبي هو بعينه الفكر الهيجلي )
- هل أخطأ مرسي ؟ .. نعم
- الجماعة -متى تقرأ تاريخها ..؟! -
- قرض لا بد منه
- اوباما رئيسا --متى سيتعلم العرب--
- اوباما لايفعل ما يقول..
- المناظرة الثالثة وحقبة - الحرب الباردة -
- .. اذا فالدستور كما هو لم يتغير
- النظام المصرفي بين الأسلمة والتقليدي
- طبيا احيانا الموت بسبب المضاعفات ..كذلك اقتصاديا


المزيد.....




- دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية تصيب أهدافا في تل ابيب وحيف ...
- -مغامرة- ترامب بقصف إيران تهدد بصراع طويل الأمد في الشرق الأ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلق على الضربة الأمريكية لإيران: نفحص الوض ...
- إسرائيل تستعيد جثامين ثلاثة رهائن من غزة قُتلوا في هجوم 7 أك ...
- ماذا نعرف عن الضربة الأمريكية للمفاعلات النووية الإيرانية؟
- واشنطن -تدمر- مواقع نووية إيرانية.. وطهران تتوعد بالرد
- عباس عراقجي: الشعب الأيراني لن يساوم على استقلاله وسيادته
- ما خيارات الرد المتاحة أمام إيران وهل ستعود للمفاوضات؟
- كيف تسلل الموساد لمفاصل الدولة في إيران؟
- تغير المناخ يطيل مدة تعافي الغابات من الحرائق الكارثية


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد البهائي - سوريا... ( الاسد برؤية شكسبيرية )