أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد علي أكبر - هل العراق دولة دستورية؟














المزيد.....

هل العراق دولة دستورية؟


فؤاد علي أكبر

الحوار المتمدن-العدد: 3950 - 2012 / 12 / 23 - 21:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتباين دول العالم تبايناً كبيراً في تبنيها للأنظمة السياسية المختلفة تبعاَ لطبيعة التنوع في الأنظمة والدساتير المعمولة بها في هذه الدول وبالرغم من الأهمية البالغة التي يمثلها الدستور كمرجعية قانونية لتنظيم أدارة الدولة والتحكم في مسارات سياستها الداخلية والخارجية وتطور بنيتها التشريعية والتنفيذية والقضائية ، تعتمد عملية تصنيفها الدستوري على شكل أداءها وتطبيقها للأنظمة والقوانين بغض النظر عن أمتلاكها للدستور من عدمه. فأمتلاك الدولة للدستور لا يمثل دليلاً على دستوريتها والعكس صحيح كذلك. حيث إن معظم الأنظمة الشمولية والدكتاتورية تتجاوز دساتيرها أو تعطل العمل بها مع ما تتضمنه الكثير من هذه الدساتير من مواد ونصوص تضمن للحاكم أو الحكومة صلاحيات مفرطة للإستمرار والتمادي في السلطة. في حين أن أعرق الدول دستورياً، كما هو الحال في إنكلترا، لا تمتلك دستوراَ. كما أن هناك دولاَ دستورية تمتلك دستوراَ فاعلاَ ومعمول به ولكن إكتسابها لصفة الدستورية إستغرق عقوداَ عديدة من التعديل والتغيير في مواد الدستور حتى تمكنت من أن تكون لها دستوراَ ثابتاَ ينظم ويحدد عملها بصورة دائمة.
وربما التساؤل عن دستورية الدولة في العراق يقع خارج الأطر المعروفة والتقليدية في تصنيف الدول دستورياَ فالعراق يمتلك دستوراَ يشوب مواده الكثير من التناقضات والغموض والمشاكل اللغوية في تفسيرها بسبب ظروف الإحتلال والإرهاب القاسية والتدخلات الإقليمية التي مر بها العراق بعد سقوط النظام السابق وخروج العراق من مرحلة حكم إستبدادية حالكة وطويلة كان لها الأثر الكبير في غياب المعرفة الحقيقية في العمل بالمفاهيم الديمقراطية والدستورية المعمول بها في العالم. بالإضافة إلى الأختلافات الآيدلوجية للقائمين على كتابة الدستور وإختلاف أجنداتهم السياسية وإفتقارهم لرؤية مستقبلية في التعامل مع المواد الدستورية ناهيك عن عدم مهنيتهم وفقدانهم لأبسط المقومات التي تؤهلهم للقيام بهذه المهمة الشاقة والصعبة. وهذا ما تجلى بوضوح في المعضلات والمشاكل الدستورية التي برزت لاحقا في العملية السياسية العراقية والتي أصبحت تشكل أخطاراَ حقيقية وإعاقات مستديمة تهدد الواقع السياسي برمته بين الحين والآخر مما تدفع بالأطراف السياسية إلى اللجوء لحلول ترقيعية توافقية مرحلية غير مجدية وتوفر مناخاَ وبيئة خصبة للفاسدين والمتلاعبين بالقانون وصناع الأزمات وللمتربصين بالعملية السياسية والعاملين على أفشالها من الداخل والخارج. ولعل من أخطر إنعكاسات هذه المشاكل الدستورية على الواقع هو تملص أحزاب وشخصيات سياسية كبيرة في الدولة من قبضة القانون بعد تورطها في عمليات قتل وإرهاب بشعة وأقترافها لجرائم فساد إقتصادية كبيرة مهدت لإنتشار الفساد بشكل واسع وخطير في جميع مؤسسات الدولة وأجهزتها الخدمية مما أدى بدوره إلى عزوف قطاعات واسعة من الشعب العراقي عن إحترام قوانين الدولة والإلتزام بها وتشكيلها ودعمها لتجمعات عشائرية تتبنى أعرافاَ ومفاهيم متخلفة لحل مشاكلها ونزاعاتها بعيداً عن المؤسسات القانونية للدولة التي يمكن تصنيفها كدولة لا قانون بالرغم من إمتلاكها لدستور وبرلمان منشغل في تشريع القوانين التي لا تجد لها أثر ملحوظاً في سياسية الدولة أو في حياة مواطنيها.



#فؤاد_علي_أكبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد الفيلييون بين سياسة الإحتواء والإقصاء والبحث عن الذات
- الشيطان متديناً...!
- -رَأْسُ المِحْنَةِ مخَافَةُ اللهِ-*
- مراجعات ذهنية بسيطة...
- الدين أكبر منزلة من الله والإنسان...!
- * اقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
- نِيران البوعزيزي تَصلِية سَعير وحُجُب دُخَان عن حَقيقة الكَث ...
- صاحب الزمان والسفياني أسلحة الربيع الطائفي لأبادة شعوب المنط ...
- الربيع الطائفي يحرق آخر أوراق الخريف الديمقراطي العربي
- لِنَعُد لِسِيرَتِنا الأُولى
- متلازمة ستوكهولم والمغرمون بصدام ومن على شاكلته من مجرمين وح ...
- المُتَدَيِّنون أَكثرُ جُرْأَةً عَلى الله
- نَزَغات الشَيطان العُظمى
- رِسالة إِلى ...فَخامَة دَولَة رَئيس مَعالي سَماحَة السَيد ال ...
- كُلُّكُمْ رُعاع وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ قَتلِ رَعِيَّتِه ...
- حَدَّثَني شَقيقيَ المَجْنُون...
- الديمقراطية العراقية وأنتاج البدائل الصدامية
- على قارعة الطريق ...
- جرائم لاتحضا بأهتمام الأنام والحكام والإعلام في العراق
- أشكالية المكون الكوردي الفيلي في المشهد العراقي


المزيد.....




- تحليل.. باستخدام المعادن النادرة والدبلوماسية البارعة والكثي ...
- كلب يشعل حريقًا في منزل مالكه.. كاميرا مراقبة ترصد مشهدًا صا ...
- ترامب يسعى للاستفادة من زخم اتفاق غزة.. كيف؟
- بعد انهيار الهدنة.. الدوحة تستضيف محادثات بين كابول وإسلام آ ...
- حملة -نحو قانون عادل للإجراءات الجنائية-: موقفنا من تعديلات ...
- اتهامات بوجود -أثار تعذيب- على جثامين فلسطينيين سلمتها إسرائ ...
- هل يتعلم الجنين اللغات الأجنبية وهو في رحم أمه؟
- بعد تدهور سمعته.. الأمير البريطاني أندرو يتخلى عن لقبه الملك ...
- بين الفَوضى الخَلّاقة والتَّدمير الخَلّاق
- وكالة التصنيف الائتماني -ستاندرد آند بورز- تخفض تصنيف فرنسا ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد علي أكبر - هل العراق دولة دستورية؟