أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - تحية فخر واعزاز الى أحفاد -محمد نور الدين-














المزيد.....

تحية فخر واعزاز الى أحفاد -محمد نور الدين-


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 3946 - 2012 / 12 / 19 - 08:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هؤلاء الأبطال من وكلاء النيابة ومعاونوها الذين إحتشدوا أمام مكتب النائب العام "طلعت إبراهيم" فى غضبة مضرية ضد الطريقة التى تم بها تعيينه على أنقاض القانون والدستور، هؤلاء الفتية الذين آمنوا بثورتهم وبحرياتهم رفضوا تدخل النائب العام المفروض على الشعب وعليهم فى الضغط على وكلاء ومعاونى النيابة للإشراف على إستفتاء مشبوه لدستور إخوانى تم الإنتهاء منه وتشطيبه فى ليل طويل ومن خلال فصيل واحد من الاسلاميين ومن لف لفهم بعد انسحاب ممثلى جميع القوى المدنية و الثورية من عمال وفلاحين ومبدعين وقضاة ومحامين وصحفيين وممثلى نقابات.
أذكّر هذا الجيل من شباب النيابة بأن وكلاء النيابة فى مصر دون غيرها يفخرون بلقبهم "وكيل النائب العام" فكل واحد منهم فى مكانه يفخر بأنه محامى الشعب ووكيل مفوض من النائب العام، وليتذكروا أن أديبنا العظيم "توفيق الحكيم" عندما كتب عمله "يوميات نائب فى الرياف" وكان يعمل وكيل نيابة فى إحدى قرى الصعيد لم يطلق على عمله يوميات وكيل نيابة بل حبذ أن يكون نائبا ، وأيضا لهم أن يفخرون بجدهم الرائد التنويرى "قاسم أمين" تلميذ الأفغانى فى قاهرة المعز وفى مونبلييه بفرنسا عندما كان يدرس القانون فى نهاية القرن التاسع عشر وصاحب الأفغانى فى باريس وإشتغل مترجما للمجدد الدينى الأشهر الشيخ "محمد عبده"، وعندما عاد قاسم أمين من بعثته إشتغل وكيلا للنائب العام بالأزبكية ثم فى طنطا حيث تم القبض على خطيب الثورة العرابية الثائر "عبد الله النديم" بعد وشاية تمت عنه وبعد قصة هروب معقدة استمرت لمدة 9 سنوات وتم اخفاؤه خلالها بواسطة ريفيين بسطاء وعمد وأعيان، وبعد الإمساك بالرجل تم عرضه على رئيس النيابة العامة فى الغربية وقتها "قاسم أمين" وحينما تعرف عليه الرجل أكرم وفادته وأنزله منزلا حسنا وأعطاه من ماله ولم يسلمه الى السلطات فى القاهرة حتى نجحت وساطته وتأكد من الإفراج عنه، يقول الثائر عبد الله النديم فى مذكراته (وعندما وجدت في طنطا وسألني الفاضل الماجد قاسم بك أمين رئيس النيابة إذ ذاك قال لي أنت حر في كلامك فقل ما شئت فلم يسمع مني أن أحداً من الناس آواني على أني فلان المطلوب للحكومة بل قلت له أني كني أدخل بدعوى ادعيها وأخرج خوفاً من تفرس صاحب البيت في).
هكذا كان التصرف النبيل لتلميذ الأفغانى وصاحب "تحرير المرأة" و "المرأة الجديدة"، على أن موقف رئيس نيابة آخر هو النائب الشاب "محمد نور الدين" فى حدث آخر إهتزت له مصر كلها بعد أن أصدر "طه حسين" كتابه "فى الشعر الجاهلى" فكان كمن ألقى فى بركة من الماء الراكد فأحدث دويا شديدا شمل المجتمع المصرى باكمله، حدث هذا بعد أن نالت مصر نصف إستقلال بعد ثورتها المجيدة فى 1919 وإقرار دستور 1923 الذى يعد من أعظم الدساتير فى تاريخ مصر، ولأن طه حسين إنطلق فى أطروحته من منطق الشك الديكارتى طاعنا فى بعض الثوابت الدينية الراسخة فى المجتمع وشكك فى أن الشعر الجاهلى معظمه منحولا بعد ظهور الإسلام، وتم سحب الكتاب من الأسواق واتهم طه حسين فى إيمانه وقامت وزارة "إسماعيل صدقى" جلاد الشعب بفصله من الجامعة كعميد لكلية الاداب، فاحتج على ذلك أستاذ الجيل "أحمد لطفى السيد" وقدم إستقالته.
فى هذه الأجواء قدم العميد الى المحاكمة بتهمة إذدراء الأديان أمام "محمد نور الدين" رئيس نيابة مصر الذى إستجوب "طه حسين" فى جلسات مطولة وخلص الى كتابة تقريرا ضافيا سيذكره التاريخ طويلا جاء فيه (ومن حيث إن العبارات التي يقول المبلغون إن فيها طعنا على الدين إنما جاءت في كتاب في سياق الكلام على موضوعات كلها متعلقة بالغرض الذي ألف الكتاب من أجله، فلأجل الفصل في هذه الشكوى لا يجوز انتزاع تلك العبارات من موضعها والنظر إليها منفصلة، وإنما الواجب توصلا إلي تقديرها تقديرا صحيحا وبحثها حيث هي في موضعها من الكتاب ومناقشتها في السياق الذي وردت فيه، وبذلك يمكن الوقوف على قصد المؤلف منها وتقدير مسئوليته تقديرا صحيحا).
هذا هو تاريخ النيابة العامة المصرية الذى نفخر به كما نفخر بقضائنا الشامخ وكان وكلاء النيابة فى وقفتهم الشجاعة الغيورة على إستقلالهم وحياديتهم بإسلوب متحضر فى مواجهة نائب عام مشكوك فى تعيينه وفى شفافيته حتى أجبروه على النزول لمنطق القاضى وغصبوه على الإنحياز لإستقلال السلطة القضائية وتقديم استقالته وسطروا صفحة جديدة ناصعة فى تاريخ القضاء المصرى.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمون ..محنة رابعة أم جرس النهاية
- البلتاجى ...تلك الشخصية الغامضة.. طبيب أم جنرال
- ما أشبه الليلة بالبارحة.. بين مارس 54 ونوفمبر 2012 وتبادل ال ...
- الإعلان الدستورى الجديد شرعنة لدولة فاشية
- ساعة ونصف من المتعة والنكد
- من التاريخ الأسود للإخوان ...إن لله جنودا من حلاوة
- الصراع مع إسرائيل..والثورات العربية
- وحدة فصائل اليسار... وحتى لا تفلت اللحظة
- انتخابات المجلس الوطنى الليبى، أول إنتصار كبير للتيار المدنى
- عملية رفح... محاولة لتفكيك الحدث
- عملية سوزانا..فصل فى الصراع العربى الإسرائيلى
- القاعدة فى سينا..هل هى ظاهرة طارئه؟
- حديث عن البهائية والدستور
- أمريكا والإخوان... زواج متعة أم زواج مصلحة
- الدولة الدينية..محاولة ضبط المفاهيم
- الإنحراف اليسارى..ونهاية حزب 1924 الشيوعى
- ذكريات من أرض الفيروزماذا فعل 15 عاما من الإحتلال الإسرائيلى ...
- بهيج نصار ..والنضال الثورى لآخر نَفس
- الى ثوار 25 يناير...إحذروا ألاعيب الإخوان...الخومينى ورأس ال ...
- المسألة اليهودية...بين الماركسية والإسلام


المزيد.....




- الأردن.. ميلاد ولي العهد الأمير حسين وكم بلغ عمره يثير تفاعل ...
- -صفقة معادن-.. ترامب يرعى اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الد ...
- الولايات المتحدة: المحكمة العليا تحد من صلاحيات القضاة في تع ...
- فجوة -صارخة- في توزيع الملاجئ في القدس
- احتجاجات في إسرائيل للمطالبة بصفقة تبادل ووقف حرب غزة
- الاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة ويدمر منازل بجنين
- هل انتهى حلم إيران النووي بضربة واحدة؟
- ماذا أرادت إسرائيل من الغارات على جنوب لبنان؟
- في حال التطبيع مع سوريا.. ساعر يتحدث عن -شرط الجولان-
- بينها الكركم.. أفضل 5 أطعمة لتخفيف آلام التهاب المفاصل


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - تحية فخر واعزاز الى أحفاد -محمد نور الدين-