أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - من التاريخ الأسود للإخوان ...إن لله جنودا من حلاوة















المزيد.....

من التاريخ الأسود للإخوان ...إن لله جنودا من حلاوة


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 3880 - 2012 / 10 / 14 - 23:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تذكرنى الطريقة التى تم بهاإغتيال النظام الخاص للإخوان مسئوله السابق "السيد فايز" بواسطة طرد من حلاوة المولد مليئ بالمتفجرات بتلك الطريقة التى تمت فى حادثة إغتيال الإمام الحسن بن على بواسطة دس السم له فى العسل بواسطة إحدى زوجاته وما ذكرته كتب السيرة عن رد فعل معاوية بن ابى سفيان عندما نقلوا اليه خبر مقتل الحسن أنه ابتسم وقال قولة صارت مثلا ( إن لله جنودا من عسل)، ويعترف الإخوان فى مذكرات قادتهم أنه قد تم إغتيال المهندس سيد فايز فى 20 نوفمبر 1953 فى منزله وقتل معه فى الحادث شقيقه الصغير وعمره 9 سنوات وطفلة كانت تسير فى الشارع سقطت عليها بلكونة الشقة التى حدث فيها الإنفجار بينما جرح من كانوا معه.
يقول محمود عبد الحليم العضو البارز فى التنظيم فى كتابه " الإخوان المسلمين فى الميزان" (إن السندى تخلص منه بأسلوب فقد فيه دينه وإنسانيته ورجولته وعقله .. ..وقد ثبت ثبوتًا قاطعًا أن هذه الجريمة الأثيمة الغادرة ، كانت بتدبير منه .. وقد قامت مجموعة من كبار المسئولين في هذا النظام بتقصي الأمور في شأن هذه الجريمة وأخذوا في تضييق الخناق حول هذا السندى حتى صدر منه اعتراف ضمني بالجريمة).
ولد سيد فايز فى عام 1919 وتخرج من كلية الهندسة عام 1941 وفى نفس العام انضم الى النظام السرى الخاص بالاخوان بعد أن أقسم على المصحف والمسدس فى الغرفة المظلمة بحارة الصليبة فى السيدة زينب قسما بالسمع والطاعة فى المنشط والمكره، واثبت جدارته فى التدريب على الأسلحة وضرب النار وتم تعيينه مسئولا للنظام الخاص بالقاهرة، وبعد حادث سيارة الجيب المشهور فى نوفمبر 1948 والتى تم فيه ضبط السيارة المحملة بالاسلحة والمتفجرات وقائمة بالإغتيالات وأسماء جميع الاعضاء بالتنظيم الخاص وعلى إثر ذلك قامت حكومة النقراشى باصدار قرار حل الجماعة والقبض على قادة النظام الخاص وعلى رأسهم "عبد الرحمن السندى" المسئول الأول فعهد المرشد العام حسن البنا الى سيد فايز بقيادة التنظيم خلال هذه المرحلة العصيبة.
سرعان ما أظهر المسئول الجديد سيد فايز وجها عنفيا لم يكن معروفا عنه والانفراد بشكل شخصى ودون الرجوع للمرشد العام بتدبير عملية إغتيال رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى ردا على قرار حل الجماعة ومصادرة مقاراتها وأموالها والقبض على قادتها ( وهو ما ينسب بشكل خاطيئ فى معظم ما كتب عن الاخوان الى عبد الرحمن السندى الذى كان وقتها بالسجن) ثم أعقب عملية الإغتيال محاولة طمس الأدلة المضبوطة فى سيارة الجيب وذلك عن طريق نسف غرفة التحقيق بمحكمة الإستئناف بباب الخلق فى 12 يناير 1949 ولكن هذه العملية لم تكتمل وتم ضبط الشنطة التى تحتوى المتفجرات مع المتهم قبل اتمام العملية وتم تفجيرها بالشارع أمام المحكمة وإفساد المحاولة، مما تسبب فى زيادة الضغط من حكومة ابراهيم عبد الهادى على حسن البنا الذى أصبح وحيدا بعد القبض على قيادات الجماعة وتم دفعه لإصدار بيانه الشهير " ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين"، واستمر حظر الجماعة والتضييق عليها حتى بعد إغتيال قائدها ومؤسسها الشيخ حسن البنا فى 12 فبراير 1949 أمام مقر جمعية الشبان المسلمين بشارع رمسيس، ورغم انه لم يتم التوصل الى القاتل فقد تم تبادل الكثير من الإتهامات حول ضلوع القصر أو السعديين أو الإنجليز فى الحادث وهناك رأى قوى من داخل الجماعة أن الذى قام بتصفية الرجل هو النظام الداخلى ذاته.
بعد قيام ثورة يوليو 52 أعيدت الشرعية لحركة الإخوان المسلمين واعيدت اليها مقارها واموالها بل قام أعضاء مجلس قيادة الثورة بزيارة قبر حسن البنا وتم فتح ملف الإغتيال مرة أخرى للتحقيق وقاموا كذلك بلقاء المرشد العام المستشار "حسن الهضيبى" بمقره وفتحت صفحة جديدة فى التعامل معهم، وعاد عبد الرحمن السندى لقيادة التنظيم الخاص بعد الافراج عنه وسيد فايز على رأس التنظيم بالقاهرة وقد تم الصدام مبكرا بين المرشد الجديد والتنظيم الخاص حيث اعتبر السندى أن الهضيبى لا يصلح لهذا المنصب وعمل على الإمساك بجميع خيوط الجماعة بين يديه وقرر إزاحة المرشد عن موقعة وتولية صالح عشماوى مكانه بعملية إنقلابية فذهب اليه مع آخرين من النظام الخاص الى بيته لإرغامه على توقيع استقالته تحت تهديد المسدس بينما مجموعة أخرى من النظام الخاص ذهبت لتحتل المقر العام للجماعة، ولم تنجح تلك المحاولة بسبب تمسك الهضيبى بموقعه وتمسك اغلبية الاخوان به وعلى إثرهذا الحادث أصدر الهضيبى قرارا بفصل السندى وآخرين والاتفاق مع سيد فايز الذى انحاز ضد السندى على كشف خبايا وأسرار التنظيم الخاص له وتسليم أعضاء تنظيم القاهرة، وفى إطار هذا التجاذب بين الاتجاهين والإستقطاب الحاد قرر عبدالرحمن السندى التخلص من سيد فايز.
لم يكن عبدالناصر بعيدا عما يحدث من خلافات داخل الاخوان فحاول التقرب الى عبدالرحمن السندى وجماعته على حساب الهضيبى الذى كان يريد فرض سيطرته على مجلس قيادة الثورة ومراقبة القوانين، وأحس عبدالناصر أن الاخوان يتآمرون فى الخفاء مع الإنجليز ويلتقون بهم ويتفاوضون على موضوعات من صميم سيادة الدولة وذلك فى عز تفاوض الانجليزمع عبدالناصر على اتفاقية الجلاء، ومما زاد الطين بلّه محاولتهم الإنحياز الى اللواء محمد نجيب فى صراعه مع المجلس، وقد أدى كل ذلك الى إصدار القرار بحل الجماعة مرة ثانية بعد ان كان فد تم استثنائهم من قرار حل الاحزاب، ووقع على البيان جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة وعلى رأسهم محمد نجيب، وكرد من الإخوان فقد استعرضوا قدرتهم على الحشد فى مظاهرة كبيرة أمام قصر عابدين تطالب بالانتقام.
فى الثانى عشر من شهر ربيع الأول 1373 ( يوم المولد النبوى) الموافق 19 نوفمبر 1953 توجه شخص مجهول ادعى أن اسمه "كمال القزاز" الى منزل السيد فايز فى العباسية حاملا معه صندوقا من حلوى المولد وطرق الباب ففتحته له السيدة فايز شقيقته فأعطاها العلبة وشدّد عليها أن لا تفتحها الا بعد حضور شقيقها على أن يفتحها بنفسه، وبعد عودة سيد فايز الثالثة والنصف مساءا سلمته أخته الصندوق وقصت عليه ما حدث وبمجرد محاولة السيد فايز فتحه إنفجر الطرد بفرقعة شديدة سقط على اثرها ميتا وشقيقه الأصغر وجرح جميع من بالمنزل ومن شدة الإنفجار سقطت بلكونة الغرفة على طفلة كانت فى الشارع فقتلتها، وفى الجنازة شارك المرشد العام والقيادات الموالية له وكان غاضبا بشدة وحزينا واتجهت أصابع الاتهام فى البداية الى جمال عبدالناصر عدوهم السياسى، وفى اليوم التالى بدأ تحقيق داخلى فى الحادث فى إجتماع لمكتب الإرشاد طوال ليلة 21 نوفمبر ( 14 ربيع الاول) فى اليوم التالى للجنازة وتبين من التحقيق ضلوع عبدالرحمن السندى وجماعته فى التنظيم الخاص فى الاغتيال وأصدر المرشد قرارا بفصل عبدالرحمن السندى واحمد عادل كمال واحمد الصباغ وأحمد زكى حسن من التنظيم الخاص والجماعة وتعيين "يوسف طلعت" مسئولا عن النظام الخاص، واكتفى الهضيبى بهذا القرار دون إضافة أو شرح ولكن تواترت الإعترافات من قادة الجماعة الذين أكدوا أن المستشار الهضيبى وقر فى ضمير القاضى لديه بعد التحقيق ان الإغتيال تم بتخطيط من السندى وقد ورد ذلك فى شهادات وحوارات صحفية ومذكرات عدد كبير من القادة الثقاة فى الجماعة منهم الأساتذة فتحى العسال المراقب العام للإخوان ومحمود عبد الحليم فى كتابه "الاخوان المسلمين فى الميزان" وصلاح شادى فى كتابه "حصاد العمر" وأحمد عادل كمال فى كتابه "النقط فوق الحروف" وعباس السيسى فى كتابه "فى قافلة الاخوان" والدكتور محمود عساف مستشار حسن البنا وابراهيم زهمول من قيادات الجماعة والشيخ سيد سابق الفقيه المعروف ومفتى الجماعة والشيخ محمد الغزالى وآخرون.
تلك مجرد واحدة من القضايا التى يحاول الإخوان المسلمين طمسها من تاريخهم، فليس من المعقول أن يعترف "رهبان الليل وفرسان النهار" كما وصفهم حسن البنا بأنهم قد قاموا بمثل هذا الفعل الشنيع لقتل أحد رفاقهم الذي أعطى عمره فى خدمة أهداف الجماعة والدفاع عنها، ولكن هذا غيض من فيض مدرار من الجرائم التى ارتكبتها الجماعة ضد أعضائها فما بالك بخصومها.
للحديث بقية



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع مع إسرائيل..والثورات العربية
- وحدة فصائل اليسار... وحتى لا تفلت اللحظة
- انتخابات المجلس الوطنى الليبى، أول إنتصار كبير للتيار المدنى
- عملية رفح... محاولة لتفكيك الحدث
- عملية سوزانا..فصل فى الصراع العربى الإسرائيلى
- القاعدة فى سينا..هل هى ظاهرة طارئه؟
- حديث عن البهائية والدستور
- أمريكا والإخوان... زواج متعة أم زواج مصلحة
- الدولة الدينية..محاولة ضبط المفاهيم
- الإنحراف اليسارى..ونهاية حزب 1924 الشيوعى
- ذكريات من أرض الفيروزماذا فعل 15 عاما من الإحتلال الإسرائيلى ...
- بهيج نصار ..والنضال الثورى لآخر نَفس
- الى ثوار 25 يناير...إحذروا ألاعيب الإخوان...الخومينى ورأس ال ...
- المسألة اليهودية...بين الماركسية والإسلام
- عن خيرت الشاطر أتحدث
- ثورة الزنج..إنتفاضة العبيد على دولة الخلافة
- دولة القرامطة..تجربة إشتراكية إسلامية
- الحشاشون..فرقة إسلامية إرهابية
- مابين 21 فبراير 1946 و21فبراير 2012
- اليهودية...ديانة مصرية


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - من التاريخ الأسود للإخوان ...إن لله جنودا من حلاوة