أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض حسن محرم - ساعة ونصف من المتعة والنكد














المزيد.....

ساعة ونصف من المتعة والنكد


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 21:31
المحور: الادب والفن
    


رغم أن فكرة الفيلم قد تكررت كثيرا فى العديد من الأفلام العربية والأجنبية الا أن القصة والاخراج صاغاها لنا فى اطار معاصر يعكس لقطات أشبه بالتسجيلية من واقع مهزوم وشديد المرارة، وقد نجح المخرج وائل احسان رغم حداثة عهده بالاخراج فى ادارة كاست كبير يتكون من عشرات الممثلين من أجيال مختلفة فمنهم من الجيل الأقدم الرائعة كريمة مختار ومن القدامى أحمد بدير وسوسن بدر ورجاء الجداوى ومحمود الجندى وهالة فاخر وانعام الجريتلى ومحمد فريد ومن الجيل الأحدث فتحى عبد الوهاب وسمية الخشاب واحمد الفيشاوى وماجد كدوانى بالاضافة الى كوكبة من الجيل الجديد الصاعد معظمهم من أبناء المشاهير الورثة لآبائهم حتى ان البعض علق ساخرا ان الصورة كانت تحتاج لعلاء وجمال حتى تكتمل.
يحاول المؤلف تشبيه مصر بقطار يتحرك على قضبان معروف ساعة وصوله وخط سيره ولكن الطريق خطر وغير مضمون وربما يمكن لبعض السلوكيات الاجرامية ان تدمر الواقع على رؤوس الجميع، ولكن يعاب على الفيلم من وجهة نظرى كل هذا الحشد من الأنماط فى اذدحام مبالغ فيه بحيث أدى الى ضعف فى التخديم على الشخصيات وعمل نسبيا الى تشتيت المتلقى وعدم نضج العمل ككل، فليس القطار سفينة نوح التى تجمع جميع الاصناف وكان يمكن الإستغناء عن بعض تلك الأنماط دون إخلال بالعمل، مثال ذلك الدور الساذج الذى لعبه أحمد الفيشاوى وماجد كدوانى بالرغم من نقله عن فكرة مماثلة الا ان حذف تلك المشاهد لم تكن تؤثر على قيمة العمل او رسالته، ولعل هذا العمل يذكرنا بفيلم الراحل العظيم صلاح ابو سيف "بين السماء والأرض" فى اشتباك مجموعة من البشر فى اسانسير لمدة مشابهه لزمن الفيلم وكذلك ايضا بفيلم "تيتانيك" المأخوذ كذلك عن قصة واقعية تنتهى بالموت الجماعى فى رحلة مأساوية غير ان المخرج "جيمس كاميرون" قد استطاع عمل فرشة اكثر تماسكا لشخصياته قبل ركوب السفينة.
لقد استطاع "أحمد عبد الله" من خلال سيناريو محكم أن يقدم رؤية إجتماعية شديدة الواقعية لعينة من البشر المسحوقين الذين يعيشون على هامش المجتمع والذين لا تساوى حياتهم او موتهم الكثير ومنهم من يتمنى الموت خلاصا لعدم قدرته على مواجهة هذا الواقع كتلك الشخصيات التى لعبها أحمد بدير وكريمة مختار وكريم محمودعبد العزيز ومعظم شخصيات الفيلم، ويثبت هذا العمل التطور الفنى لكاتب السيناريو بعد أعماله السابقة كفيلم الفرح وكباريه ومسلسل الحارة الذى ينحو ناحية ان المكان او الحدث هو البطل وليس الممثلين وتجلى ذلك بعدم تقديم الأسماء فى تتر البداية ولكن بعد نهاية الفيلم.
رغم قسوة الفيلم فإن الواقع أشد قساوة وعنفا، كانت هذه إجابة الروائى الجزائرى "محمد ديب" ردا على سؤال حول سوداوية أعماله حين ذكر ان الواقع أكثر قسوة بكثير مما يكتب، على ان اى عمل يجب ان يعطى خيطا من الأمل أو ثقبا من نور بدلا من طرح مشاكل بلا حل او املا فى المستقبل، وجاء منظر طاحونة الطعمية فى مشهدى البداية والنهاية لتدل بمباشرة تقريرية على مدى إنسحاق البشر فى المجتمعات المتخلفة، وكان واضحا أن المؤلف متعاطفا مع شخصياته التى صنعها بشكل مبالغ فيه أحيانا مثل محاولة تبريره لسرقة فلنكات القطار بأن من يصنعوا ذلك يعلمون أنه لن يؤدى الى كارثة أو ايذاء للآخرين وأن ضميرهم الحى هو الذى دفعهم لمحاولة انقاذ الركاب حتى لو ضحوا بحياتهم.
أخيرا يجب تحية جميع من صنعوا هذا العمل الجميل وعلى رأسهم المنتج الشجاع أحمد السبكى لإصراره على تقديم هذه النوعية المحترمة من الأفلام فى زمن يجبن فيه الكثيرون، كذلك كانت الموسيقى التصويرية لياسر عبد الرحمن عملا رائعا ومتناغما مع الأحداث، أيضا أدى معظم الممثلين أدوارهم ببراعة وصدق ولن أنسى دور الممثل الأردنى أياد نصار فى أدائه المتميز لشخصية الشاب الذى كان مناضلا ثوريا وكيف مسخه الواقع المرير الى بائع لكتب تافهه، والى مشاهد الماستر سين بينه والقديرة كريمة محتار.
يمكن اعتبار هذ الفيلم الجيد امتدادا لاعمال يوسف شاهين الأخيرة وعلى رأسها "هى فوضى" ولاعمال خالد يوسف وان كان تفوق عليها بخلوه من التحبيشات التجارية فى أعماله.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من التاريخ الأسود للإخوان ...إن لله جنودا من حلاوة
- الصراع مع إسرائيل..والثورات العربية
- وحدة فصائل اليسار... وحتى لا تفلت اللحظة
- انتخابات المجلس الوطنى الليبى، أول إنتصار كبير للتيار المدنى
- عملية رفح... محاولة لتفكيك الحدث
- عملية سوزانا..فصل فى الصراع العربى الإسرائيلى
- القاعدة فى سينا..هل هى ظاهرة طارئه؟
- حديث عن البهائية والدستور
- أمريكا والإخوان... زواج متعة أم زواج مصلحة
- الدولة الدينية..محاولة ضبط المفاهيم
- الإنحراف اليسارى..ونهاية حزب 1924 الشيوعى
- ذكريات من أرض الفيروزماذا فعل 15 عاما من الإحتلال الإسرائيلى ...
- بهيج نصار ..والنضال الثورى لآخر نَفس
- الى ثوار 25 يناير...إحذروا ألاعيب الإخوان...الخومينى ورأس ال ...
- المسألة اليهودية...بين الماركسية والإسلام
- عن خيرت الشاطر أتحدث
- ثورة الزنج..إنتفاضة العبيد على دولة الخلافة
- دولة القرامطة..تجربة إشتراكية إسلامية
- الحشاشون..فرقة إسلامية إرهابية
- مابين 21 فبراير 1946 و21فبراير 2012


المزيد.....




- شوقي عبد الأمير: اللغة العربية هي الحصن الأخير لحماية الوجود ...
- ماذا يعني انتقال بث حفل الأوسكار إلى يوتيوب؟
- جليل إبراهيم المندلاوي: بقايا اعتذار
- مهرجان الرياض للمسرح يقدّم «اللوحة الثالثة» ويقيم أمسية لمحم ...
- -العربية- منذ الصغر، مبادرة إماراتية ورحلة هوية وانتماء
- اللغة العربية.. هل هي في خطر أم تتطور؟
- بعد أكثر من 70 عاما.. الأوسكار يغادر التلفزيون إلى يوتيوب
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: بين الأمس واليوم.. عن فيلم -الس ...
- الجامعة العربية: اللغة العربية قوة ناعمة لا تشيخ وحصن يحمي ه ...
- تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والاداب في احتفالي ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض حسن محرم - ساعة ونصف من المتعة والنكد