رسالة إلى بابا نويل - من العربنجي

حبيب العربنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3944 - 2012 / 12 / 17 - 16:16
المحور: كتابات ساخرة
    

عزيزي عمو بابا... مو قصدي أبو سامي الرائع...بس إحنا العراقيين من نطلب شي من واحد نصيحه عمو، بكيفك لواگة لو إحترام، المهم يا عمو بابا ما ظل عدنا أحد غيرك بلكن يشوف إلنا صرفة حتى لو ببالوعة تصريف ترى استوينا وداعتك.
ها...نسيت أگوللك...العراقي من يحب واحد بس بالوجه مو وجه وگفة ويريد يضربه دبة يحلف بداعته، بس صدگني ترى آني مدا أقصد أضربك دبة، لأن انت شنو صوچك إحنا دودتنا من وبينا، ولو أكو جماعة يگولون هذولة مو ديدان عراقية لأن أصلاً ماكو تفاح عراقي غير تفاح أخضر حامض محمض چنا نأكله أيام إمتحانات البكالوريا من نصعد نقرا بالسطح وما أعرف شنو علاقته بالبكالوريا.
مولانا
في 2013 راح يصير إلنا عشر سنوات وإحنا بسفينة مضيعة بوصلتها بنص بحر ما نعرف أسمه، وكل ساعة صاعد واحد وكامش الدفة ويگول هو يعرف هذا البحر، وبعدين يطلع عفطي حاشاك وچذاب همين إذا تريد حاشاك ويطير أفيالة مو حاشاك لأن أنت تطير غزلان شادهم على عربانتك عبالك محرك فيراري. عشر سنوات واحدنا صار مدمن هوا من كثر أكلان هوا، منفوخين شعارات، عيني عمو إذا عندك دوا للغازات جيب إلنا ترى صايرين مثل تاتا (هاي سيارة يستخدمها أغنياء العراق) نمشي ونطلع صوت ولا تسأل من وين يطلع الصوت حتى لا تتعرض إلى أسئلة هيئة النزاهة من تشك بمصادر الصوت.
عمو
صح إحنا قبل 2003 چنا مهتوكين من حصار 13 سنة، أكلنا بسنين الحصار مو بس الهوا، أكلنا أشياء ما تنكل ولا تنهضم، بس صدگني أخوي العزيز ما أكلنا ببعضنا بسنين الحصار مثل ما ناكل هسة، 13 سنة مشؤومة بالحصار تحملنا ..وگلنا بلكن ينصلح الحال، تالي ويار يت ما چنا گايلين (بلكن) لأن طلعت الدول والأحلام ما تنبني بـ(بلكن) وهذا ما حد علمنا هالشي، لا ماما ولا حزب الأزلام إللي چان بابا كل عراقي وإن لم ينتمِ غصباً على شوارب أبوه لأن بس هم الأزلام چانوا أهل شوارب ترگص وتهتز وتبزغ بطريقة – يا بابا عمو – ما توصل العلم الحديث إلى إكتشاف فسيولوجية هز الشوارب إللي چانوا الأزلام بارعين بيها.
مولانا بابا
أنت شغلك وي الاطفال، لا لا تفمهني غلط مدا أقصد تدور فروخ حاشاك، بس قصدي أنت عملائك في العملية النويلية هم أطفال زغار، إحنا نريدك مو لأن همين عدنا اطفال، لا أطفالنا إحنا نتولاهم بچذبات الأمهات الرائعات إللي بكل ليلة أي أم عراقية تؤلف روايات خيالية رائعة أجمل من غرائبيات ماركيز ، إحنا نريدك تتولى إللي دا يتصورون نفسهم كبار، ترى هذولة عملاء ممتازين وبكيفك تفهم كلمة (عملاء) بالمفهوم الإقتصادي أو بمفهوم الادبيات الحزبية من حزب الأزلام حتى حزب الدعوة إلى الفساد او التيار الصفري (ما كو أمپيرية إلا بالجيب) او جبهة التوافه او القائمة العراكية إللي كل يوم عدهم عرس واوية...يايابة عمو إشگد عدهم واوية، او حتى جماعة (تاني)...وضيف هاي الوصلة على أي شي راح يصير هالشي بقدرة قادر لا نعرفه، منطقة متنازع عليها تطالب بيها جماعة (تاني)...يا عمو...و(تانيك وتانيك وأذوب على الدرب شمعة) مثل ما گال عبد فلك الأصلي مو الشبيه والتقليد. صدگني يا عمو إحنا عراقيين نتانيك، وبكل سنة هيچ وكت نتمناك تجينا.
اية الله بابا
ترى أنت صدگ تستاهل لقب (آية الله)..أشو عندك لحية بيضة مثل باقي الآيات ووجهك منور صلوات على محمد وآل محمد، وتحب الناس مثل باقي الآيات، وتلبس عمامة مثلهم ولو دا نشوف لو تبدل عمامتك الحمرا إلى عمامة سودة أهيب لك وأنت بهالعمر ما يليق بيك لابس احمر، مولاي لا تعتبر هذا تدخلا في الشأن الداخلي مالتك ولا في حرية التعبير عن توجهاتك، بكيفك، بس حبيت أنبهك إلى الشي إللي دا نشوفه أهيب لك ونوصي بتبني توصيتنا قبل ما تروح إلى المادة الرابعة إرهاب دولة،طبعاً حقهم لأن شنو فرد شي أحمر طاير بالسما، اكيد هاون خارق حارق لو صاروخ عابر للكلاوات ! وبعدين يا بابا إنت همين تسكـّت الناس بالوعود والإنتظار تماما مثل آيات الله إللي تارسين كل فلكة عدنا، خلصنا من عباس فلكة وإبتلينا بالآغا فلكة، وبعد ما چانت الجداريات كلها لچهرة القائد الأوحد، صارت جداريات عدنا لچهرات متعددة عبالك دعايات لانواع تسريحات اللحية وتصاميم العمامة والخنزرة إللي تطيّر البركة من البلاد والعباد.
بابا..يا بابا
مثل ما غنت بيداء عبدالرحمن قبل ثلاثين سنة (هسة يجي بابا البطل)..راح أگعد من هسة لحد السكند أوف جانواري 2013 أغنيلك هاي الأغنية:
هسة يجي بابا البطل ويوزع الهدايا
هسة يجي مثل الصبح ويسكت المطايا
يا بابا..يا بابا
..
بس بداعتك يا بابا...بداعة كل شي مقدس عندك..لا تشتلنا، ترى عشر سنوات، لحگت البذور عد غير الناس صارن أشجار وأثمرت، وإحنا بعدنا ننتظر ننتظر نشوف البذرة شقت التربة، والمصيبة ناسين وين زرعنا البذرة !
بابا نويل
أنتظرك...كعادتي كل سنة...من سنوات نسيت بدايتها وحسابها.

#حبيب_العربنجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات