أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - مصر: الطريق الى الديمقراطية..!














المزيد.....

مصر: الطريق الى الديمقراطية..!


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 3941 - 2012 / 12 / 14 - 01:48
المحور: حقوق الانسان
    


لقد أثبتت مسارات العامين 2011 و2012 ، على صعيد الحراك اليومي بأن معركة الديمقراطية، هي من أصعب وأعقد المعارك التي تخوضها الشعوب في سبيل حريتها وخلاصها من نير الإستبداد، كما وأثبتت جميع الوقائع الميدانية، بأن معركة الديمقراطية، أو بمعنى آخر [الديمقراطية] نفسها، هي سلاح ذو حدين، فبقدر ما هي نتاج طبيعي للتطور الإقتصاإجتماعي لشعوب البلدان المختلفة، بقدر ما هي وسيلة وواسطة يمكن إستخدامها وركوبها للوصول الى الأهداف والغايات التي ينشدها كل من له مصالح تدفعه الى التحكم بشؤون ومصالح الآخرين، وتقنينها بالشكل الذي تصب فيه في النهاية، في مستودع مصالحه الخاصة، سواء برضى الآخرين جهلاً، أم بإذعانهم قسراً من خلال التشريع والقانون..!؟


فمصر الدولة العربية التي كانت وما تزال، تقف في مقدمة الدول العربية بكونها قد سبقت الجميع في المنطقة، في ترسيخها لأسس وقواعد الدولة المدنية الحديثة بمؤسساتها الرصينة وتقاليدها الثابته، وهي من تعتبر في طليعة دول المنطقة في تصدرها للتنوع الثقافي والعلمي، ناهيك عما تتمتع به من سمات حضارية عريقة، أوما تتميز به من موقع جغرافي ذي تأثير دولي، ومن قدرات وإمكانات بشرية كبيرة؛


إن دولة مصر، وبكل جبروتها وعظمتها التأريخية، تتعرض اليوم الى عاصفة " الربيع العربي" الخريفية، التي باتت أوراقها الصفراء تغطي وتنتشر فوق مساحات واسعة من السهب المصري الأخضر الفسيح؛ فعلى حين غرة، إنقلبت كل حسابات الملايين التي هزت كيان الهيكل الحكومي المصري القديم، وأنزلت رأس الهرم من عرشه، لتجد هذه الملايين من كادحي ومثقفي الشعب المصري ونخبه السياسية التي تطلعت وبكل شغف الى حصاد ربيعها الحقيقي في شباط 2011، أن هذا الحصاد قد إستأثرت به جماعة من هذا الشعب، هي أبعد ما تكون في تطلعاتها ومبادئها عن تطلعات ومباديء أغلبية الشعب الساحقة، ممن أرخصت دمائها في سبيل الخلاص من عنت وجبروت الإستبداد..!؟


لقد تمكنت تلك الجماعة السياسية، وعن طريق إستخدام سلاح "الديمقراطية"، لا بمفهومه كنتاجٍ وحصيلةٍ لجهد قرون من الكدح والمثابرة للشعب المصري ولتطوره الإقتصاإجتماعي، أو كونه وفي أقل الإحتمالات، نهجاً راسخاً في عقيدة ومباديء تلك الجماعة السياسية، بل وعلى العكس من ذلك، إنما جرى إستخدامه، ك "حصان طروادة" من أجل التسلل الى مراكز السلطة، ومن ثم الهيمنة على كافة مؤسسات الدولة القائمة، وتسخيرها لأهداف تلك الجماعة السياسية، بعد تفريغها من مضامينها الديمقراطية، في الإستقلال والحيادية، وإسباغ الصفة القانونية الشرعية عليها كأمر واقع..!؟


فلا وجه للغرابة أن تلجأ الجماعة الإسلامية المذكورة وحلفائها من الجماعات السلفية الأخرى، الى الدين والى الشعارات الإسلامية، بإعتبارها الوسيلة والطريق الأكثر تأثيراً على جموع المواطنين، من الكادحين ومن بسطاء الناس، لكونهم يمثلون الأغلبية الكاسحة من المجتمع المصري، والتي في العادة، يكون إيمانها أقرب للفطرة منه الى الإكتساب، ومحاولة التقرب اليها من خلال ما يشبع إحتياجات أبنائها اليومية من وسائل العيش والحياة، بهدف ضمان أصواتهم الإنتخابية في صناديق الإنتخابات، حتى لو شكل مثل ذلك السلوك جريمة سياسية بالمعنى القانوني للكلمة..!؟


فالإجراءات المتلاحقة التي أقدمت عليها السلطات الجديدة بعد إكتسابها للشرعية القانونية عن طريق الصناديق الإنتخابية، وبالوسائل والطرق التي أشرنا الى بعضها فيما تقدم، لا تخرج عن كونها في الحقيقة، إلا إنعكاساً لتطلعات تلك السلطات، في الوصول الى السلطة وإحتكارها، وفرض أحكامها وشرائعها، التي لا تخدم في جوهرها مصالح ملايين الكادحين من عمال وفلاحي وعموم شغيلة مصر، بل وفيها الكثير مما يغلق كل آفاق النهج الديمقراطي في الحياة السياسية العامة، ويفرغ مؤسسات الدولة من مضامينها الديمقراطية وتحويلها الى توابع تأتمر بأمر الحاكم بأمره ، وتسدل ستاراً معتماً من الإنعزال والتقوقع على أية تطلعات نيرة وحضارية للمرأة المصرية، بل وتجعلها رهينة عادات وتقاليد قديمة قد تجاوزتها المرأة المصرية منذ عهد بعيد..!!؟


إن مشروع الدستور الجديد، التي أقرت السلطات الجديدة أن تجري الإستفتاء عليه السبت القادم، والذي قوبل بالرفض من قبل أغلب النخب والأحزاب السياسية المصرية المعارضة، لبطلان شرعيته والمقترنة ببطلان شرعية الجمعية التأسيسية التي كتبت نصوصه، وحده كاف لتأكيد ما أشرنا اليه فيما تقدم عن إستخدام سلاح "الديمقراطية" كإحدى الوسائل للإستئثار بالسلطة، وإفراغ مؤسسات الدولة، من كل ما له علاقة بمضامينها الديمقراطية الحقيقية، وهذا ما سبق وأن جرى تناوله في مقالة سابقة..!(*)
باقر الفضلي 13/12/2012
_________________________________________________
(*)http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=333714



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق : القوات المسلحة ودلالات حيادية السلطة المدنية..!2_2
- فلسطين: شعب ودولة..!
- فلسطين : المجتمع الدولي أمام الإمتحان التأريخي..!
- مصر: الى أين..؟!
- فلسطين : الأمانة العامة في ربيعها العربي..!؟
- فلسطين _ غزة : شدي على الجرح..!
- فلسطين: -عامود الضباب- ، عدوان سافر..!؟
- فلسطين: لا تُلجِمْ السَفنَ..!(*)
- العراق: -البرلمانية- وتاء التأنيث..!!؟
- سوريا: بين النخوة العربية والصولة التركية..!؟
- سوريا: حرب غير معلنة أم ثورة شعبية..؟؟! (*)
- فلسطين: تراجيديا تتواصل وأمل يتكرر..!
- فلسطين: إنهضْ بحملِكَ...!(*)
- مؤتمر حركة عدم الإنحياز: دلالات ومؤشرات..!
- العراق: إشكالية المحكمة الإتحادية العليا..!
- فلسطين: ما الذي يخشاه ليبرمان..؟!(*)
- سوريا: سيناريو قديم جديد..؟!
- سوريا: تحت أي عنوان...؟!!
- سوريا: الثمن الباهض..!!؟
- العراق: -العملية السياسية- _ إن بعض الظن إثم..!؟


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باقر الفضلي - مصر: الطريق الى الديمقراطية..!