أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سهر العامري - سقوط الاخوان في مصر















المزيد.....

سقوط الاخوان في مصر


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 3936 - 2012 / 12 / 9 - 13:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



على طوال مسيرة الاخوان التنظيمية في مصر ، وبغض النظر عن دواعي نشأتهم ، وعلاقاتهم التي لم تنقطع في الدوائر الغربية ، وبغض النظر كذلك عن استخدامهم للدين كوسيلة للوصول للحكم ، لم يعمدوا أبدا الى الوقوف بوجه الشعب المصري ، فقد كانوا على الدوام يظهرون أنفسهم على أنهم هم الأقرب إليه ، والى فقرائه على وجه الخصوص ، متذرعين بأسباب أولها قربهم لله ، وثانيها وصايتهم على الدين دون سواهم من البشر مثلما يعتقدون هم .
يضاف الى ذلك تأسيسهم لبعض الجمعيات التي تمد بعضا من فقراء مصر ، خاصة أولئك الذين يقطنون الأرياف منهم ، بشيء من المساعدات المادية التي تأتي في الغالب من مصادر في دول الخليج العربية ، وبهذين العاملين ، الدين والمال ، صاروا قريبين من فقراء المدن والأرياف على حد سواء باستثناء فقراء أقباط مصر الذين لم يمسهم منهم غير الشر في الكثير من الأحيان خاصة في هباتهم الهوجاء ضدهم بين حين وآخر .

لقد انتعشت حركتهم زمن ردة الرئيس محمد أنور السادات عن كل ما حققه الشعب المصري من منجزات على عهد الرئيس جمال عبد الناصر ، وصاروا قريبين منه هذه المرة ، ولكن ليس للحد الذي يتطاولون فيه عليه حتى في بعض المظاهر التي يريدون من خلالها التدليل على وجود واضح لهم في الشوارع ، والمحلات العامة ، وكانوا هم أول المصفقين له ساعة البيان الذي أذاعه السادات من الإذاعات المصرية ، ذلك البيان الذي قرر فيه طرد الخبراء العسكريين القادمين من الاتحاد السوفيتي الذين ساهموا بإخلاص في عبور الجيش المصري الى الضفة الثانية من قناة السويس ، وتحطيم خط بارليف الدفاعي الذي أقامه الجيش الاسرائيلي بعد هزيمة الجيوش العربية على جميع الجبهات في الخامس من شهر حزيران سنة 1967م ، والتي أطلق عليها اسم " النكسة " فيما بعد.

وقت إذاعة البيان ذاك كنت أنا جالسا في مقهى من مقاهي القاهرة ، وكان يجلس الى جانبي رجل مصري من الذين غسل الاخوان أدمغتهم فقد أظهر أمامي الكثير من الفرح ببيان السادات المذكور ، وهذا ما دفعني لسؤاله عن الجريرة التي اقترفها الخبراء السوفيت أولئك بحق مصر ، وهم الذين قاتلوا ليلا ونهارا من أجل أن ينهض الجيش المصري من جديد كي يحطم خط بارليف في الساعة الأولى من اليوم السادس من شهر اكتوبر عام 1973م ، ذلك الخط الذي صورته الدعاية الصهيونية على أنه حصن منيع لا تستطيع أية قوة على الأرض أن تحطمه بتلك السهولة التي تهاوى فيها تحت ضربات الجنود المصريين ، وبالخبرة والسلاح السوفيتي .
صار السادات بعد ذاك البيان يسمى بالرئيس المؤمن ، وراح هو يتقمص شخصية رجال الدين المشعوذين ، تماما مثلما تقمص العقيد القذافي شخصية رجال الفكر المتطفلين من الاشتراكيين ، وبذاك التقمص اقترب السادات من أخوان مصر مثلما اقترب اخوانها منه ، وصاروا يجدون في عهده متنفسا رحبا ، لكنه لا يصل في رحابته الى المتنفس الكبير الذي وصلوه في عهد خليفة السادات ، الرئيس محمد حسني مبارك .

في هذا العهد ، وفي سنة 2005 م زرت أنا القاهرة من جديد ، وجدت أن الرئيس مبارك يتحكم في الدولة بكل مفاصلها ، بينما كان الاخوان يتحكمون في الشارع المصري ، وتحت سطوة الدين هذه المرة ، فبرغم من أن المساجد كانت على كثرة في تلك المدينة ، ويمكن لأي إنسان يريد الصلاة أن يصلي فيها ، لكنني وجدت عوضا عنها بعضا من الشوارع التي كانت تسد بوجه المارة من أجل أن يصلي فيها نفر من الناس ، وفي مظهر لا يخلو من التحدي للحكم والحكومة ، هذا على الرغم من أن الاخوان في مصر كانوا يشاركون حزب الرئيس حسني مبارك ، الحزب الوطني ، في الجلوس على مقاعد برلمانه .

يضاف الى مظهر التحدي ذاك مظهر آخر شاهدته بعيني ، وهو التعرض الوقح للنساء السافرات ، هذا التعرض الذي يصل بعض الأحيان الى ضربهن ، وأمام أعين المارة ، وهو الأمر الذي حد من حركتهن ، وصرن يخشين على أنفسهن من السير في الشوارع العامة والأسواق.
في مساء يوم من أيام هذه الزيارة جالست شخصا على مقربة من الاخوان في دار لأسرة كنت على معرفة قديمة بها ، ويبدو أنه كان يريد أن يبرر لي تلك التصرفات المشينة ، وبطريقة خبيثة ، فقال : أجرت منظمة ، لم يسمها ، إحصائية للنساء المتحجبات في مصر ، وقد وجدت تلك المنظمة أن نسبة 98% منهن كن قد تحجبن برغبة خالصة منهن ، ومن دون إكراه . فما كان مني إلا أن أقول له : إن النسبة التي ذكرتها أنت تشابه الى حد بعيد نسبة فوز الرؤساء العرب في الانتخابات التي تجري تحت اشراف أجهزة مخابراتهم ، ومع ذلك فإنك لم تحدثني عن صاحبات نسبة 2% ، هل كن مكرهات أم كن مجنونات مثلما أجاب نائب رئيس عربي مرة عن سؤال يطلب تفسيرا عن امتناع ما نسبته 1% من التصويت لرئيسه الذي فاز بنسبة 99% ، فقال : الممتنع ذاك كان مجنونا !؟

في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول ( يناير ) سنة 2011م اندلعت الثورة التي يتطاير شرارها لليوم ، وكان الاخوان ساعتها يغطون عنها في نوم عميق يدثرهم فيه نص قرآني هو : أطيعوا... أولي الأمر منكم...، ولهذا جاءت مشاركتهم في تلك الثورة بعد أشهر من اندلاعها . بعدها صار الواحد منهم يردد ألفاظا وكلمات ليس لها أي وجود في قاموس الحركات الرجعية ، فسمعنا منهم للمرة الاولى وفي هذه الأيام كلمات مثل: الثورية ، الثوار ، الثورة المضادة الخ ، ثم جاءت انتخابات رئيس الجمهورية التي فاز فيها ممثلهم ، محمد مرسي بفارق قليل عن أحمد شفيق ، وكان هذا الفوز ليس بسبب من كثرة المصوتين له ، وإنما بسبب فرقة القوى الوطنية المصرية ، فمثلا لو كانت تلك القوى الوطنية قد اتحدت في جبهة واحدة مثل جبهة الانقاذ التي ولدت من رحم رفض الاعلان الدستوري الذي اصدره محمد مرسي قبل أيام لما استطاع ممثل الاخوان من تحقيق الفوز في تلك الانتخابات التي كان من ثمرتها دستور ظلامي ، واعلان دستوري رفع محمد مرسي الى درجة فرعون لكنه من طينة أخرى ، وفي القرن الحادي والعشرين ما بعد الميلاد ، وهذا ما ثار حفيظة الشعب المصري ، وفي طليعته القوى الوطنية التي بادرت الى تشكيل جبهة الانقاذ الوطني التي دعت الشعب الى القيام بمظاهرات مليونية انطلقت في كل المحافظات المصرية ، مطالبة بإلغاء الاعلان الدستوري وتأجيل التصويت على الدستور ، ولم تكتف ِ تلك المطالبة بذلك فقط بل دعت الى إسقاط حكم الاخوان وحكم المرشد .

لقد وقفت حركة الاخوان المسلمين في مصر بضد من إرادة الشعب المصري ، وبالضد من أهداف ثورة 25 يناير التي نادت من خلالها ملايين الحناجر المصرية بالحرية والعدالة الاجتماعية ، ورفض الظلم ، وبهذا الوقوف سقطت تلك الحركة في أعين الأغلبية العظمى من الشعب المصري بعد أن كانت متسترة بالدين لسنوات طويلة ، ولكن بعد أشهر من حكمها تكشفت حقيقتها ، وفضحت نفسها بنفسها كحركة دينية استبدادية عفا الزمن على افكارها ومفاهيمها.
إن تجارب الحكومات الدينية المستبدة ، التي يراد لها أن تقود دولا في العالم العربي ، لن يكتب لها النجاح رغم الدعم الكبير الذي تحظى به تلك الحكومات من الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك بسبب من أن تلك الحكومات تعيش في زمان غير زمانها ، وفي وجود اجتماعي لا يتماشى مع جودها .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القذافي حيّا !
- وما أدراك ما لندن ! (4 )
- وما أدراك ما لندن ! (3 )
- وما أدراك ما لندن ! (2 )
- وما أدراك ما لندن ( 1 ) !
- الطبقات والصراع الطبقي
- حال المرأة بعد الثورات العربية !
- برافو
- حديث ليبيا ( 5 )
- حديث ليبيا (4)
- حديث ليبيا (3)
- حديث ليبيا ( 2 )
- حديث ليبيا (1)
- الأسماء المكروهة !
- الغرفة رقم 400
- مقابر تتسع باطراد !
- البلاد العظيمة (5)
- البلاد العظيمة (4)
- البلاد العظيمة ( 3 )
- البلاد العظيمة ( 2 )


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سهر العامري - سقوط الاخوان في مصر