أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهر العامري - برافو















المزيد.....

برافو


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 3560 - 2011 / 11 / 28 - 10:20
المحور: الادب والفن
    


تتشكل الكتيبة رقم 101 المحمولة جوا من قادة وضباط لصوص وحمقى ينحدرون من أسر تعيش حياة وضيعة ، تقوم على تعاطي المخدرات وبيعها ، وعلى السرقة واقتراف الجرائم ، وينضم الكثير من أفرادها الى عصابات جريمة منظمة تلاحق هذا فتقتله ، وتسطو على ذاك فتسرق أمواله ، وعلى هذا يكون أي عضو من أعضاء تلك العصابات قادرا على أن يقتل إنسانا بدم بارد ، سواء كان هذا الإنسان رجلا أم امرأة ، شابا أم شيخا .
هذه البيئة التي عاش فيها ضباط وجنود تلك الكتيبة هي التي خلقت منهم رجالا قساة القلوب تستهويهم مناظر الدماء ، وهي تسيل من أجساد ضحاياهم ، وهي ذاتها التي ساعدتهم على الفوز بوظيفة في الجيش الأمريكي الذي لا يقهر كما يردد ذلك قادة الجيش على مسامعهم في قاعات الدروس ، وقبل أن تنقض وحوشه على هذا الشعب أو ذاك .
- قالوا لنا : اسمعوا ! أنتم تنتمون إلى الجيش الأميركي ، القوة العظمى التي تقهر ، والقوة التي لا تدانيها قوة في هذا الكون ، ولهذا عليكم أن تضعوا في الحسبان أنكم تحملون في دمكم ميزة أنكم من أميركا ، وأنكم الأقوى والأقوى...!
- قالوا لنا : إن الحرب على العراق لن تطول كثيرا ، فإنكم ستمضون هناك أياما قلائل ، وستعودون الى دياركم منتصرين ، فنحن نراهن على بطولاتكم وصولاتكم بالدرجة الأولى ، مثلما نراهن على بعض العملاء من العراقيين .
- لكننا اكتشفنا الحقيقة في سوح المعارك ، وتحديدا في المنطقة الواقعة جنوب بغداد ، بعد أن صرنا نتلقى الأوامر من ضباط اسرائيلين تزيوا بزينا العسكري عندها أدركنا أن الحرب ستطول ، وأن هناك مقاومة عراقية شرسة بدأت تتبلور في الوسط والجنوب دفاعا عن العراق ، ووفق استراتيجية أخرى لم يكن البنتاغون يحسب لها أي حساب .
- لقد فهمنا اللعبة جيدا حين سمعنا بوجود عدد كبير من الضباط الإسرائيلين الذين يقاتلون معنا ، فاسرائيل التي تقاتل الشعب الفلسطيني بانتفاضاته المستمرة متعودة على هذا النوع من الحروب ، ولكننا مع ذلك كنا نرفض أن نتلقى الأوامر من أولئك الضباط ، لأننا درسنا طوال سنوات أن القوة العظمى هي القوة الأمريكية المطلقة ، فكيف يمكننا القبول بأخذ أوامرنا من جنود إسرائيليين !؟ هكذا صرح الرقيب الأمريكي جيمي ماسي ذات مرة.
كان من بين تلك الكتيبة سرية أطلق عليها اسم برافو ، انتشرت على طريق يتجه الى الجنوب من بغداد ، وعلى هذا الطريق أقام جنود منها سيطرة لا تبعد أكثر من مئتي متر عن أحد بيوت العراقيين الساكنين بمحاذاة ذلك الطريق ، تكونت تلك المفرزة من جنود أربعة هم : بول كورتيز ، جون باركر ، ستيفن جرين الذي أعلن وهو يشرب الخمرة مع البقية في مقر تلك المفرزة أنه يريد أن يذهب الى منزل قريب ليقتل بعض العراقيين فيه ! فهو يرى أن الحروب تعني المعارك ، والمعركة تعني القتل ، وكان هو بعد ذلك قد رُشح للعمل في الجيش الأمريكي وفقا للقواعد السائدة في ذلك الجيش ، والتي تفضل المجندين من بيئات تسودها الجريمة على شتى صنوفها ، ووفقا لاعترافات ستيفن جرين نفسه فقد تعرض هو في البيئة التي نشأ فيها لاعتداءات جنسية متكررة ، وهو مازال طفلا بعد ، وكانت تلك الاعتداءات تتم في الغالب ببقالية يبيع صاحبها بعض الفاكهة والخضار بالاضافة الى الأفيون ، وكثيرا ما كان صاحب هذه البقالية ، وعن طريق إغرائه له ببعض الفاكهة المتنوعة يضاجعه في غرفة صغيرة ملحقة بتلك البقالية . هذه الطفولة البائسة هي التي دفعت هذا الوغد المتوحش الى التصريح أكثر من مرة ، وأمام زملائه : إن شغلى الشاغل فى الحياة هو رغبتى فى قتل العراقيين أيا كانوا وأينما كانوا. !!
لقد كان هو في تصرفاته وحماقاته تلك لا يختلف عن قادته الذين كانوا يغطون على الجرائم التي يرتكبها جنود سرية برافو خاصة المسؤول المباشر عنها ، وهو العقيد توم كانك الملقب بالنسر الأصلع ، والذي كان مشهورا بانتهاك الحرمات ، واحتقار الناس ، وارتكاب الجرائم النكراء ، وبذلك تساوى القادة والجنود بحب القتل من أجل القتل ، وصار الواحد من هؤلاء يقتل العراقيين نساء ورجالا لتافه الأسباب ، ومثل ذاك النسر الأصلع ! فقد ضمت هذه العصابة مجرما آخر يدعى العريف أنتوني يريب الذي قام بقتل امرأة عراقية بريئة رميا بالرصاص لمجرد أنها اقتربت قليلا من نقطة تفتيش ، ثم بعد ذلك أصدر أمرا بإعدام رجل تبلغ سنه اثنتين وسبعين سنة رميا بالرصاص بعد أن هوجم من قبل هؤلاء المجرمين في بيته ليلا .
على يد هؤلاء كان يشيد الرئيس دوما في خطبه ، ولكي يبرهن على بطولات هؤلاء المزيفة فقد أعلن من على حاملة الطائرات أبراهام لينكولن انتهاء العمليات العسكري في العراق ، ولكن بعد سبع سنوات من هذا الإعلان جاء الرئيس الثاني ليفضح كذبة الرئيس السابق فيعلن انتهاء الحرب نفسها مرة أخرى ، وفي البلد ذاته .
حين سمع أبو ناصر هذين الكذبتين من الرئيسين علق أمام حشد من العراقيين كانوا يتجاذبوا أطراف الحديث من مقهى في علاوي الحلة من بغداد قائلا : سنجعلكم تفكرون ألف مرة من الآن فصاعد في غزو أي بلد آخر بعد غزوكما لبلدنا العراق الأبي أيها الأوغاد !
كان الجميع في تلك المقهى يستعرض جرائم جنود الجيش الذي لا يقهر ، خاصة تلك الجريمة البشعة التي تظل تلطخ جباه دعاة الديمقراطية بالعار والشنار على مدى عهود قادمة وذلك حين قامت عصابة برافو بقيادة المجرم المأبون ستيفن جرين بعد جلسة سكر باقتحام بيت رجل عراقي يدعى قاسم حمزة الجنابي ، وذلك بهدف اغتصاب ابنته عبير البالغة من العمر اربع عشرة سنة ، والتي كانت هدفا سهلا حسب تصورهم ، إذا لا يوجد في الدار معها سوى رجل واحد ليس بإمكانه الدفاع عنها هو والدها ، ووفقا للخطة يقوم المجرم المأبون ستيفن جرين بحجز الأب ، قاسم ، والأم فخرية ، والإخت الصغيرة ، هديل في غرفة من غرف الدار ، ومن ثم يقوم بقتلهم جميعا ، في الوقت الذي يقوم فيه المجرم الآخر ، كورتيز باغتصاب عبير التي أظهرت مقاومة قوية وهي تصرخ ، ولهذا هبّ مجرم ثالث هو جون باركر لمساعدته وذلك بتقيد يديها ، ثم راح المجرمان يتناوبان على اغتصابها بعد أن جرداها من ملابسها ، هذا في الوقت الذي كان فيه يسمعان هدير الرصاص وهو ينهمر من رشاش المجرم ستيفن جرين على صدور افراد الأسرة العزل ثم انتقل على عجل لاغتصاب عبير وهو ملطخ بدماء أمها وأبيها ، ورغم أنها كانت فاقدة الوعي لكنه امتطها مثل ثور هائج ، وحين فرغ من فعلته أطلق على جسدها الغض رصاصات الديمقراطية ثم غطاها بغطاء ثقيل كان الآخران قد سكبا عليه كمية كبيرة من النفط ، ثم تعاونوا على إضرام النار فيه لتحترق عبير ، وليحترق المنزل على من فيه .
بعدها عاد المجرمون الى نقطة السيطرة ، وهم يغنون للرئيس وللديمقراطية ، وللجيش القوي الذي لا قوة فوق قوته ، شربوا أنخاب انتصارهم على قاسم حمزة وأسرته ، وراحوا يقضمون بأسنانهم أجنحة الدجاج بعد شيها على موقد كبير أمامهم كانوا قد أوقدوا به نارا بذات الأداة التي أوقدوا فيها النيران التي التهمت جسد عبير .



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث ليبيا ( 5 )
- حديث ليبيا (4)
- حديث ليبيا (3)
- حديث ليبيا ( 2 )
- حديث ليبيا (1)
- الأسماء المكروهة !
- الغرفة رقم 400
- مقابر تتسع باطراد !
- البلاد العظيمة (5)
- البلاد العظيمة (4)
- البلاد العظيمة ( 3 )
- البلاد العظيمة ( 2 )
- البلاد العظيمة ( 1 )
- العراق بعد اثنتين وثلاثين سنة (4 )
- العراق بعد اثنتين وثلاثين سنة (3)
- العراق بعد اثنتين وثلاثين سنة ( 2 )
- العراق بعد اثنتين وثلاثين سنة (1)
- حسين السراج*
- الحكومة تتظاهر ضد المعارضة !
- مقلب غوار الطوشي يرتد عليه !


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سهر العامري - برافو