أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميثم الجنابي - -الحقيقة العقائدية- وقلق البحث عن اليقين في الموسوعات الإسلامية(1-2)















المزيد.....

-الحقيقة العقائدية- وقلق البحث عن اليقين في الموسوعات الإسلامية(1-2)


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 11:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن المقصود بالموسوعات الإسلامية هنا هي المؤلفات التي اعتنت بتاريخ الأفكار والأديان والمقالات، أي تلك التي تترادف مع معنى علم الملل والنحل وعلم المقالات وكتب الجدل الفكرية بشكل عام والكلامية بشكل خاص.
أدت حصيلة القرون الثلاثة الأولى لوعي الذات الإسلامي إلى ظهور تقاليد منهجية وفكرية في التعامل مع النفس والآخرين. وبالتالي ظهور رؤية موضوعية، لكنها لا تخلو من التحزب، كما هو الحال بالنسبة لكل رؤية موضوعية في عالم تتسم قواه الاجتماعية والسياسية بالصراع والمواجهة. وهي حقيقة جرى إدراكها من جانب مؤرخي الفكر. إلا أنها سارت جنبا إلى جنب مع استتباب الرؤية العلمية والتاريخية كما نراها بوضوح في مؤلفات الأشعري والبغدادي وابن حزم والشهرستاني وغيرهم، أي كل ما وجد انعكاسه في فن المقالات وعلم الملل والنحل. فقد كان كل منهما ينتمي إلى المدرسة الإسلامية الخالصة، لكنهما تداخلا مع علم تاريخ الأديان والعقائد. وفي الإطار العام كانت هذه العلوم من الناحية التاريخية مصادرا متنوعة لمدرسة وعي الذات الإسلامي. وتطور فن المقالات وعلم الملل والنحل باعتبارهما درجات متكاملة من الناحية التاريخية والثقافية والعلمية. لهذا نراهما يبتدأن شأن علم تاريخ الأديان منذ القرن الثاني للهجرة، بعد أن استتبت تقاليد المعرفة العلمية. وهي تقاليد ظلت وثيقة الصلة بتاريخ الفرق واحترابها السياسي والعقائدي، إلا أنها ساهمت في وضع أسس الدراسة العلمية التي شكل علم الملل والنحل ذروتها المنطقية. لهذا نرى اثر مختلف الفرق الكلامية فيه من خوارج وشيعة ومعتزلة واشاعرة ومتصوفة وفلاسفة وغيرهم. فبدأ من القرن الثاني للهجرة نلاحظ توسع وتعمق الكتابات بهذا الصدد، كما هو الحال عند الخارجي اليمان ابن الرباب في (كتاب المقالات)، والمعتزلي جعفر بن حرب (ت – 293) في (عقائد المعتزلة)، والزيدي سليمان بن جرير في كتابه عن (اختلافات الشيعة)، والحسين بن علي الكرابيسي (ت – 248)، الذي اهتم أساسا بمقالات الخوارج في كتابه (المقالات)، وأبو عيسى الوراق الذي كان من المهتمين بالمانوية، والجاحظ في كتبه عن (النابتة) و(بيان مذهب الشيعة) و(العثمانية)، وأبو الحسين الراوندي (ت - 298) في مختلف كتبه النقدية، وأبو الحسين الخياط في كتابه (الانتصار) وزرقان (ت – 289) في كتابه (المقالات)، وقاضي القضاة الهمداني (ت 415) في (طبقات المعتزلة)، وأبو تراب مرتضى ابن الداعي ( ت – 436) في كتابه (تبصرة العوام في مقالات الأنام)، وابن الجوزي (ت – 597) في (تلبيس إبليس)، وابن أبي الدم (ت – 642) في (فرق الإسلامية) و(ذكر جماعة من أهل الملل والنحل)، وابن تيمية (ت – 728) في (منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية) و(نقض الجهمية) و(الفرق بين الحق والباطل)، وابن المرتضى (ت – 840) في (المنية والأمل) والمقريزي (ت – 845) في (ذكر فرق الخليقة واختلاف عقائدها وتباينها). إضافة إلى كتب الاشعري والبلخي والكعبي والملطي والبغدادي والاسفرايني وابن حزم والشهرستاني وغيرهم.
ففي كتاباتهم نعثر على منهجيات ورؤى تتوزع بين الموضوعية والتحزب والمقارنة والعلمية الصارمة. وهي مبادئ منهجية تشكلت ونمت تاريخيا بالارتباط مع تطور الاحتدام الفكري والعقائدي، الذي لازم صيرورة الثقافة الإسلامية. فنرى النزعة الموضوعية الصارمة تميز "مقالات الإسلاميين" للاشعري، بينما تميز كتاب "الفرق بين الفرق" للبغدادي بنزعة الاتهام والجدل العقائدي، في حين غلب الجدل العقلي والدراسة المقارنة على "كتاب الفصل" لابن حزم. أما كتاب "الملل والنحل" للشهرستاني، فانه نموذج للعلمية الصارمة التي بلغتها الثقافة الإسلامية في موقفها من تاريخ الفكر وصراع مدارسه حتى النصف الأول للقرن السادس. إذ تعكس أسماء مؤلفاتهم نفسها الصورة التاريخية لتطور المناهج والرؤى العلمية. فنرى الأشعري يورد أساسا "مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين"، أي آراء مختلف الاتجاهات الإسلامية كما هي، بحيث لا يعلق عليها ولا يعرضها للنقد المباشر أو غير المباشر، إلا في حالات نادرة جدا. بعبارة أخرى، انه لم يصنف آراءهم حسب ناموس وقاموس الموقف العقائدي الصارم، لهذا نراه يدخل الجميع في حضيرة الإسلاميين والمصلين. وعلى خلاف ذلك نرى موقف البغدادي في اسم كتابه "الفرق بين الفرق". حيث نعثر فيه على منهجية انتقادية حادة تهدف إلى بيان "الحق عن الباطل" عند الفرق الإسلامية عبر تسليط الضوء على الفرق بينها في ما يتعلق باقترابها أو بعدها عن عقيدة "أهل السنة والجماعة". إلا أن ذلك لا يبعده عن الموضوعية في استعراض آراء الفرق التي يختلف معها. فهو يستعرض آراء الفرق بقدر لا بأس به من الموضوعية لكي يعرضها للنقد حسب قواعد "أهل السنة والجماعة"، كما هو الحال على سبيل المثال لا الحصر، في استعراضه ونقده لآراء الكعبي (ت - 317) في (مقالاته عن المعتزلة). أو في ترديده بين الحين والآخر على أن "الصحيح ما قال شيخنا أبو الحسن الأشعري".
بينما نرى في اسم كتاب ابن حزم محاولة "للفصل" بين آراء الفرق الدينية والمدارس الفلسفية استنادا إلى "ظاهريته" العقلية والجدلية. بمعنى محاولته الجمع بين الاستعراض الموضوعي لآراء الخصوم والأعداء ونقدها العقلي والعقائدي. أما "ملل ونحل" الشهرستاني، فإنها استعادة جديدة "لمقالات" الاشعري، عبر تصفيتها المنهجية المبنية على ما اسماه بقوانين تصنيف الفرق الدينية والمدارس الفلسفية. وبهذا يكون قد ذلل في آن واحد الرؤية المتفرجة على الفرق كما هي والحدود الضيقة للنزعة النقدية العقلية والعقائدية.
ولو نظرنا إلى ملامح التطور التاريخي في وعي الذات الإسلامي المتعلق بتقييم النفس والآخرين، باعتباره بحثا عن اليقين في صحة هذه الفرقة أو تلك، فإننا نرى تراكم المعرفة وتدقيقها من جهة، وتصنيفها على أسس منهجية من جهة أخرى. ففي بحث الأشعري نلاحظ فقدان التعصب الفرقي والعقائدي. وقد كان ذلك موقف منهجيا وضعه الاشعري في غاية تأليفه للكتاب. حيث أشار في المقدمة إلى أن الغاية منه هو "معرفة الديانات والتمييز بينها". وهو موقف حيّد منذ البداية نفسية الإدانة والتشويه والتعصب المذهبي. وهي غاية يصعب بلوغها دون "معرفة المذاهب والمقالات"، كما يقول الاشعري. لهذا فهو يبدأ بها من أجل تقديم حقيقة أفكار الفرق كما هي. وأشار في استعراض من كتب قبله بهذا الصدد مثل الحسين بن على الكرابيسي (ت - 248)، واليمان بن رباب وزرقان (ت - 297) وأبي القاسم البلخي وغيرهم، إلى أن مؤلفاتهم اتسمت بالتقصير والمغالطة عمن يخالفهم. وبالتالي احتواء البعض منها على الكذب والافتراء المتعمد في الرواية و"التشنيع على من يخالفه"، بينما تميزت كتابات العض الآخر بعدم "تقصي" القول، أي اخذ ما هو شائع ومنتشر وليس بالرجوع إلى آراء المدارس والفرق نفسها. في حين كان القسم الآخر "يضيف إلى قول مخالفيه ما يظن أن الحجة تلزمهم به". مما سبق يتضح منهج الاشعري الدقيق والموضوعي في نقد الصيغ الإيديولوجية ـ العقائدية السابقة. وهو نقد أدرك محدودية وضيق من سبقه وضموره الحتمي بسبب منافاته لحقيقة العلم.
فقد اخذ تطور الثقافة والمعرفة إلى إبراز أهمية الحقيقة كما هي، وما ترتب على ذلك من تذليل لمدح النفس المزيف، الذي لا يغني الأفراد والفرق والحقيقة، لأنه يسلبهم حصانة ومناعة المواجهة في غمار الجدل الفكري. وهي حصيلة وضعها الاشعري في عبارته القائلة "ما يظن أن الحجة تلزمهم به". لقد أراد القول، بأن "الحجة" المبنية على أساس تزييف أقوال الخصوم لا إلزام لها وبها. إنه مجرد جهد ضائع من وجهة نظر الفكر والتاريخ، ومضيعة للوقت ورذيلة من وجهة نظر الحقيقة والأخلاق. واعتبر هذا السلوك "ليس سبيل الربانيين ولا سبيل الفطناء المميزين".
لم يكن تقييم الاشعري الموضوعي ونزعته العلمية ـ الأخلاقية معزولا عن نشوئه وتكامله الفكري في أحضان المعتزلة وأدواتهم العلمية في البحث. وهي أدوات تراكمت في مجرى تطور الثقافة الإسلامية السابقة له، بعد أن مرت بغربال الرؤية النقدية والعقلانية العميقة لمدارس الاعتزال. بل يمكننا القول، بان الاشعري قد أنجز هذه المهمة على أفضل وجه. ولم يعد هناك من يشك في دقة وموضوعية "مقالات الإسلاميين واختلافاتهم" كما أوردها هو. بحيث تحول كتابه لاحقا إلى مصدر موثوق ولا يمكن الاستغناء عنه في دارسة وتقييم المدارس الفكرية الإسلامية. وذلك لأنه أرسى المقدمة الضرورية للتطور اللاحق، التي سيتمها ابن حزم ويدققها على أسس منهجية الشهرستاني.
أما البغدادي فقد ظل أسير "المقالات" الإسلامية والدوران ضمن فرقها. ولكنه قدم في نفس الوقت جملة من الملاحظات القيمة بصدد العلاقة الوثيقة بين المدارس المدروسة والاتجاهات غير الإسلامية مثل الزرادشتية والمانوية والمزدكية واليهودية والنصرانية والبراهمة والفلسفات الإغريقية والشرقية، وما دعاه بعلوم العرب في الجاهلية.
وهي ملاحظات ارتبطت بالمهمة التي وضعها أمام نفسه، التي انطلقت من تحقيق معنى الخبر المأثور عن النبي محمد، حول افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، الناجية منها واحدة (أهل السنة والجماعة). ذلك يعني أن اهتمامه كان موجها للدفاع عن "أهل السنة والجماعة"، حيث افرد لهم فصلا خاصا مليئا بالإعجاب والثقة. وهو موقف أصيل من حيث محاولته بيان خصوصية المدارس الإسلامية وتصنيفها الجديد، استنادا إلى اعتبارات أيديولوجية وعقائدية، كما هو جلي في تقديمه لموقفه هذا بشعار "ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من يحيا عن بينه". لقد أراد كشف صلة الأفكار في ما بينها وتأثيرها المتبادل، التي حولها لاحقا ابن حزم إلى موضوع اهتمامه الأساسي ومادة جدله الرئيسية.
فقد جمع ابن حزم في محاولة هذه إنجازات الاشعري والبغدادي، عبر تذويبها في جدله الرفيع. بمعنى جمعه بين الهجوم العنيف والدقة الموضوعية، التي توافقت مع شخصيته، التي جمعت في إحدى مراحلها رتبة الوزارة وممارسة الزهد. وإذا كان من الصعب اجتماع الموضوعية مع الجدل العنيف، فان هناك "قاعدة" تقول بان لكل قاعدة شواذ. وقد كان ابن حزم تجسيدا لها. غير أن ذلك لا ينفي وجود تحامله على من يختلف معه، كما هو جلي في بعض مواقفه من الأشعري، التي جعلت السبكي (ت - 771) يفرد صفحات عديدة في (طبقاته) للبرهنة على "تحامل ابن حزم على أهل السنة والجماعة"، وبالتالي افتقادها للدقة، مما يستلزم إهمال قراءتها. ومع أن السبكي أكثر هدوءا وحيادية من ابن حزم، إلا أن تقييمه هذا وموقفه من ابن حزم، لا يتسم بالحلم والموضوعية.
لقد تميزت منهجية ابن حزم بالجدل الشديد. وهو أمر يجعل منها وما فيها مادة فائقة الأهمية بالنسبة لدراسة وتحليل أساليب الجدل آنذاك. بل يمكن القول، بان أسلوبه الجدلي بحد ذاته يشكل مدرسة خاصة لعبت دورا كبيرا في تثوير وتطوير الكلام والفلسفة والعقائد الدينية وأساليبهم الجدلية. فقد ولع بالجدل للدرجة التي أثارت غضب الجميع عليه. وأشار ابن خلدون (ت - 809) في (مقدمته) إلى أن نقمة الناس بلغت درجة "بحيث أوسعوا مذهبه استهجانا وإنكارا وتلقوا كتبه بالإغفال والترك حتى أنها ليحظر بيعها في الأسواق وربما تمزق في بعض الأحيان". وليس غريبا إلا يتخلص من انتقاده حتى داود بن علي (ت - 270) مؤسس المذهب الذي ينتمي. وهو موقف يجعل تسميته بالظاهري موضوع جدل، أو على الأقل أنها تحتاج لتدقيق يستجيب لرؤية منظومته في وحدتها واستقلالها.
غير أن جدلية ابن حزم هي الجزء الحيوي من مساعي الثقافة الإسلامية لبلوغ يقينها في ظل احتراب الفرق. وهو يقين كان الجدل الحاد أحد نماذجه القلقة. وفيه نعثر على صدى الانتماء الوجداني للإسلام. وهو السبب القائم وراء نتوء المواقف والقيم الأيديولوجية والعقائدية عند الجميع بما في ذلك عند الشهرستاني. فقد كان ذلك أمرا طبيعيا بالنسبة لمؤرخي الفكر آنذاك، بفعل واحدية الثقافة ووحدانيتها العقائدية والدينية. ووجد ذلك انعكاسه في ما أسميته بالحقيقة السياسية ـ العقائدية والحقيقة المجردة. وهو واقع يمكن كشف حقائقه من خلال رؤيتهم لأسباب ظهور الفرق والمدارس وكيفية تصنيفهم لها وتقييم مقالاتها.
فعندما وقف ابن حزم أمام هذه القضية، فانه لم يقف بالضد من الإسهاب والإطناب فيها، لكنه وقف بالضد من أولئك الذين استعملوا فيها "الأغاليط والشغب". لأنه وجد فيها أساليب لا تحقق اليقين. أما الاختصار الشديد، الذي يهمل الجوانب القوية في "معارضات أصحاب المقالات"، حسب عبارة البغدادي، فانه وجد فيه أسلوبا لا إنصاف فيها تجاه النفس أولا وقبل كل شيء، لأنه يخفي ما في هذه المدارس من قوة وبالتالي يضعف النفس في الاستعداد لمواجهتها. إضافة لذلك أن أسلوبا كهذا هو "ظلم للخصم" في حالة عدم إيفائه "حق اعتراضه". ذلك يعني أن قلق ابن حزم هنا يقوم في البحث عن الحقيقة. وهو موقف يعتمد على ضرورة استناد الجدل إلى تحليل آراء المدارس والفرق من اجل البرهنة على خطأ أو صواب المقدمات النظرية للطرفين. وولع ابن حزم بهذه المنهجية للدرجة التي لم يناقش فيها فقط كتابات وآراء الآخرين، بل وما تحتمله هذه الكتب والآراء من تأويلات ممكنة، أو حسب عبارته "ما لا يعلم أن أحدا قاله". وسار في هذه الاتجاه بحيث اخذ يستخرج من خياله وعقله الجدليين الامتداد الممكن للجدل من أجل تتبعه.
بينما نقف أمام نموذج آخر في حال الشهرستاني، وبالأخص عندما ننظر إليه من زاوية ظهور وتطور علم الملل والنحل الإسلامي. فهو لم يضع أمام نفسه مهمة التمييز بين الديانات من أجل معرفتها، ولم يختط لنفسه شعار الدفاع عن إسلام أهل السنة والجماعة، ولا البحث عن الحقيقة من خلال الجدل، بل التأمل العقلي لتاريخ الفكر ووعي الذات التاريخي من خلاله. وسعى لتحقيق هذه المهمة من خلال جمع "ما تدين به المتدينون، وما انتحله المنتحلون" في كتاب هو "عبرة لمن استبصر، واستبصار لمن اعتبر". بمعنى جمعه آراء ومقالات مختلف الفرق الدينية والمدارس الفلسفية،
وبهذا تصبح المعرفة سيدة الموقف. لأنه يسعى إلى ما اسماه "باقتناص أوانس الحقيقة". غير أن "اقتناص أوانس الحقيقة"، لم يكن فعلا خاصا بالشهرستاني وحده. فهو فعل تراكم تاريخيا في مجرى تطور الثقافة الإسلامية، التي كدست كمية من المعارف شكلت المقدمة الأولية لتمييز الجوهري من العرضي. فعندما يفرد الشهرستاني مبحثا خاصا بمن اسماهم بمتأخرة فلاسفة الإسلام، فإنه يهمل أغلب فلاسفة الإسلام ليتكلم عن ابن سينا بوصفة "علامة القوم" الأرسطيين، وكذلك لما انفرد به من خصائص تجعل من الممكن الاستغناء عن غيره. وهو حكم يصعب تصوره دون التراكم الهائل في عدد الفلاسفة وتنوع إبداعهم، الذي أعطى له إمكانية المقارنة والتفضيل. وبالتالي اختيار العينة المناسبة منها لوضعها تحت مجهره الخاص. وهو تراكم بدأ منذ نشأة علوم العربية والعلوم الإسلامية مرورا بالكلام والفلسفة.
***



#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهرستاني ومنهج تأسيس أهمية العلم الفلسفي (2-2)
- الشهرستاني ومنهج تأسيس أهمية العلم الفلسفي (1-2)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي- (20) (المقال الأخير)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي- (19)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (18)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (17)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي(16)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (15)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي(14)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (13)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (12)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (11)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (10)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (9)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي(8)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (7)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (6)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (5)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (4)
- المصير التاريخي لثورة الربيع العربي (3)


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميثم الجنابي - -الحقيقة العقائدية- وقلق البحث عن اليقين في الموسوعات الإسلامية(1-2)