أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فالح المشهداني - أسطورة شق القلب














المزيد.....

أسطورة شق القلب


فالح المشهداني

الحوار المتمدن-العدد: 3924 - 2012 / 11 / 27 - 09:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نقلت هذه المناقشة التحليل للدكتور عبد الامير الغول
من كتابه ( عفواً صحيح البخاري )
ونقلتها كما كتبها صاحبها دون زيادة او نقصان
صفحة 81




أسطورة شق القلب
في القرآن الكريم سورة الشرح وهي مكية ، آية 94 ، وتبدأ بالآية الكريمة ( ألم نشرح لك صدرك )
في صحيح البخاري ج 1 كتاب الصلاة باب كيف فرضت الصلاة . وج 4 باب ذكر أدريس وباب ذكر الملائكة وج 5 باب حديث الاسراء ، وج 9 باب قوله تعالى : ( وكلم الله موسى تكليما ) ، كل هذه المواضع يتطرق الحديث الى أسطورة شق القلب وتفصيلها ، ولقد ربط ذلك كله حسب تفسير القرآن لقوله ( ألم نشرح لك صدرك ) سورة الشرح 94 .


عن أنس بن مالك ، إن رسول الله أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب ، فاستخرج منه علقه ، فقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه وجاء الغلمان يسعون الى أمه يعني ظئره فقالوا : إن محمداً قد قتل فاستقبلوه وهو منتقع اللون . قال أنس : وقد كنت أرى أثر المخيط في صدره .


ويتكرر الحديث عن أنس بن مالك .
وعن أنس بن مالك . قال : كان أبو ذر يحدث أن رسول الله قال : فرج عن سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل ففرج صدري ، ثم غسله بماء زمزم ، حتى جاء بطست من ذهب ممتلىء حكمة و إيماناً فأفرغه في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي الى السماء الدنيا .


هذه العجائب وهذه الغرائب كلها حصلت مع النبي وذكرها الشيخان في كتبهم ورددوها في عدة مواضع منها ،
وتناقلها عنهم المؤرخون والمحققون ودونوها في معظم كتبهم .


إن من يقرأ ما ذكره أنس بن مالك في أحاديثه هذه مع تفصيله للعملية الجراحية بالشكل المبسط ليؤكد لك ذلك أن انس بن مالك كان موجوداً حينذاك . ورأى كل شيء بأم عينه وإلأ فكيف تسنى له ذكر ذلك والنبي مصروع ؟


ثانباّ : أن أنس يروي عن أبي ذر الغفاري قائلاً عن النبي أنه فرج عن سقف بيتي وأنا في مكة . ففرج جبريل صدري ثم غسله بماء زمزم وأفرغ كامل محتوى الطست من الحكمة والأيمان في صدري . ثم عرج به الى السماء .


إن عروج النبي الى السماء كان في زمن نزول القرآن وكان حينذاك بعمر الاربعين ومسافة اربعين سنة منذ طفولة النبي وحتى بلوغه الاربعين لهو فارق زمني كبير وليس من الممكن التغاضي عنه ، فكيف تسنى لآنس بن مالك أن يتناول حديثاً بهذه الاهمية ويعزوه الى النبي قولاً وفعلاً.

ويمثل هذا التناقض في التوقيت . وإذا تبحرنا في التخبط الذي وقع منه نجد أنه تناول مسألة الشق وهو في الصحراء. حيث كان النبي يلعب مع أترابه الصبيان ،
وفي حديث آخر نجده يتطرق بحديثه الى شق القلب والنبي جالس في بيته في مكة . حيث فرج عن سقف البيت وتمت العملية الجراحية الكاملة وبعدها عرج به الى السماء مباشرة .

ولكون الحديث قد تشعب عن هذه الاسطورة كماً ونوعاً نجد فيه شيئاً من الارتباك ، فبعض رواته يذكر أنه كان في المسجد الحرام ورواية أخرى تذكر أن النبي كان قد ذهب الى بئر زمزم . فإذا كانت هذه الروايات قد اختلفت في المكان فإنها كذلك اختلفت في الزمان ولوعورة ما سقط فيه أنس بن مالك من اختلاف في الحديث مع تنوعه نجده في كل ما تطرق إليه وتحدث عنه هو عار من الصحة إن هذه الآحاديث باتت واردة وأكيدة فهل ياترى كان من سبب لكي نوصم رسول الله وحافظ أمانته بوجود علقة في قلبه يجب استئصالها كي يبرأ جسده من الأدران وما علق به بما زرعه فيه الشيطان .


إن سورة الشرح معناها واضح وآياتها مرتبة ومنسجمة كلياً والخروج عن فحوى القصد من ترتيبها وشرحها يذهب بنا كلياً عن كنه معناها ورصانة ترتيبها وقوة بنيانها وليس القصد منها ما رواه أنس في أسطورته الغريبة .
بل القصد منها هو الدليل على ملكة سعة صدر النبي ومدى تحمله للمشاق والمصاعب وما واجهه في سبيل إبلاغ رسالته ونشرها بين الناس وما تجشمه من عقبات ومصاعب كأداء تحول دون ذلك .
ولقد سبقه في ذلك النبي موسى حينما التمس من ربه بقوله ( رب إشرح لي صدري ويسر لي أمري ) عندما كان يناجي بها الله في تعبده وصلاته


ولذا فإن التناقض وارد في مكان الاسطورة وشرحها بالتفصيل الآنف الذكر ، لذالك وجدنا في الكثير من الكتب من سلك سبيل التوضيح حول ذلك ، ولكثرة ما استفيض في ذكره في كتب التاريخ والتفسيروالتحقيق وكله ينبغي أن يراد به من وراء ذلك إيصال الحقيقة لفسير سورة واضحة وضوح الشمس وليس لسرد اسطورة تطمس معناها .



#فالح_المشهداني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطفال سورة العلّاسينيين
- دعوة ل إقامة دولة جوشمسلم بدلاً من فلسطين او اسرائيل
- الطماطة بن حرام لو بن حلال
- ثلاثة ارباع النكاح بسبب الخجل
- هل كان النبي شاكاً في نبوّته
- رحلتي من شمبازية العبودية
- لو عندي قرد شمبازي لن ائتمنه عند جماعة المالكية ولا الحنبلية ...
- أنتقلت بصعوبة وتحولت شيئا فشيئا
- أهدي كلماتي ل مناة الانثى
- طبختُ قصيدة واهديتها لروح خروفي البريء
- شامبو سريالي لغسيل اللغة الكهربائية
- تذكرت جبهات الموت الموت في العراق
- الى جوليا كيلرد أجمل رئيسة
- يوميات كنّاس
- سأكتب يومياتي
- جون صياد السمك
- استطيع إيصال صوت البعير الى آخر بقعة في العالم
- انا احبّ المحُجبين
- رجل عذراء
- قطّتي علمتني بأن لا اتسرّع باتخاذ القرار


المزيد.....




- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...
- 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فالح المشهداني - أسطورة شق القلب