مهاجرون من العربية الى العبرية - سيد قشوع

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 11:47
المحور: القضية الفلسطينية
    

مهاجرون من العربية الى العبرية
سيد قشوع


سيد قشوع -كاتب وروائي عربي ،يكتب باللغة العبرية ويعتبره النقاد من افضل الروائيين الذين يكتبون بالعبرية . وظاهرة الكتاب العرب الذين يستخدمون العبرية كلغة الكتابة الابداعية ، ليست يالظاهرة الجديدة فقد سبقه كتاب اخرون اذكر منهم ، ومما يرد لذهني الأن ، الكاتب سلمان ناطور ، والشاعر نعيم عرايدي ، الشاعر محمد حمزة غنايم واخرين كثر . ناهيك هن الذين يكتبون ابحاثهم او مقالاتهم العلمية بالعبرية ، وخاصة منهم المشتغلين بالعمل الاكاديمي . لكن ما يهمنا في هذا السياق هم الادباء والشعراء والمبدعين الاخرين ، الذين هاجروا الى اللغة العبرية كوطن ابداعي . وكلهم ودون استثناء حظوا ويحظون بالمكانة المرموقة في الصفوف الاولى مع كتاب العبرية الكبار . وهذه ظاهرة جديرة بالانتباه وسأحاول تخصيص مقالة خاصة عن العرب الذين قدموا اعمالهم الابداعية باللغة العبرية .ومن اشهر روايات سيد قشوع رواية بعنوان : ضمير المخاطب المفرد .

اضافة لى ذلك ،فأن سيد قشوع ،يكتب زاوية اسبوعية في جريدة هأرتس ، وكان مقاله الاسبوعي بعنوان :ماذا تريدون ؟ ويخاطب فيه ساسة اسرائيل ومواطنيها ،الذي قررت ترجمته بتصرف لمنفعة القراء في الحوار المتمدن .
ماذا تريدون ؟
لا اخرج من البيت دون علم ابيض ،اعرف الذين اتعامل معهم ، لكن لدي بعض الاسئلة حول هذا الترتيب بيني وبينهم.
كنت ارغب في الكتابة عن معرض الكتب الذي استضافني في جنوب فرنسا ،لكن اخبار الحرب وصلتني الى هناك . انا لا اعرف حقا ، ماذا تريد اسرائيل ؟ ماذا تريدون ؟ اسمع صوت احتجاجكم وصراخكم ، ماذا نريد؟ نحن ؟ ام حماس ، الفلسطينيون والعرب هم من يجب أن تسألهم ماذا يريدون ؟ نحن نريد العيش بهدوء ، نريد ان يتوقف القصف . حسنا فهمت، لأنني اريد نفس الشيء، لكن ماذا تريدون من الفلسطينيين؟ ماذا تتوقعون منهم ان يفعلوا؟ ومنعا لأي لبس ،فأنا لا استلطف اي تنظيم ديني سياسي ، ايا كان دينه . لكن متى ترضى اسرائيل عن الفلسطينيين؟ ربما حين يجلسون بهدوء ؟ ام حينما يتوقفون عن ممارسة العنف بحق المدنيين؟ماذا ربح، ابو مازن ، السلطة الفلسطينية وسكان الضفة الغربية؟ على ماذا حصل كل اولئك الذين لا يستعملون استراتيجية الارهاب ؟
ان وضع السلطة الفلسطينية يؤسفني ، واشفق على ابي مازن الذي تنازل عن حق العودة مقابل لقاء مع القناة الثانية .احزن كثيرا عليه ، فأنا احترمه واحترم افكاره ومواقفه المسالمة .وبالمقابل ما هي الرسالة التي توجهها اسرائيل لكل الذين يتمسكون بخيار الهدوء المطلق؟
ما زلت من المحسوبين على الجبناء الذين يفضلون رفع لعلم الابيض ،على رؤية اب يحمل جثث ابناءه الصغار.
لكن ماذا تريدون بحق السماء؟ فهمنا وامنا بأن حماس تؤمن باستراتيجية الارهاب ، لكن ما هي استراتيجيتكم ؟ هل هي مختلفة ؟ هل لدى اسرائيل استراتيجية اخرى غير التي نسمعها " اغلقوا افواهكم ايها العرب الاغبياء ، المتعطشون للدماء ، سكروا افواهكم وقولوا شكرا.لا الاحتجاجات ولا التوجه للامم المتحدة ، مقبول علينا .سكروا ، والا قصفناكم ، وانتم تعرفون كم نحن اقوياء . اصمتوا لانكم تعلمون مع من تتعاملون ، ارفعوا الاعلام البيضاء ، ونحن الذين نقرر متى سندخل اليكم .
والله العظيم ، ليست عندي مشكلة مع هكذا اقوال ، واقسم انني سأحترمها ، لأنني الطرف الخاسر الذي يرفع العلم الابيض . ما يضايقني هو انكم ما تزالون متمسكين بنظرية انكم الضحية ، ما يضايقني انكم تعملون ما تعملون ،بأسم حق الدولة في الدفاع عن مواطنيها. اذن قولوا ذلك بصراحة من بعد اذنكم ، ونحن سنقبل الضيم . قولوها بصوت عال " من يحاول تجاوز الاسوار ستتم اصابته" ، قولوا بصوت عال " من يحاول الخروج من الغيتو ،فدمه مهدور".
وانا الذي اردت الحديث عن معرض الكتاب في فرنسا ، وعن تلاميذ المدارس من كل الأجيال الذين حضروا الى المعرض بصحبة معلماتهم .وأنا ، ولكي لا تفهموني غلط ، انا من هؤلاء الذين لا يخرجون من بيوتهم قبل ان يرفعوا العلم الابيض ، انا من هؤلاء الذين يفتحون ارجلهم ويقولون لكم بتأدب ، تفضلوا سيداتي سادتي .
انتهى المقال الذي ترجمته بتصرف وليعذرني ،سيد قشوع ، الذي لا يعرفني .

#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل