أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - بين الاستنعاج والاستلطاخ يا قلبي لا تحزن














المزيد.....

بين الاستنعاج والاستلطاخ يا قلبي لا تحزن


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3920 - 2012 / 11 / 23 - 20:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في التراث الشعبي المصري ما زال يعبر عن تولِّى الحاكم الحكم بأنه " رَكَب " , وهو تعبير لا يزال مستخدما في لغتنا العامية في الأوساط الريفية والشعبية . وما من مستبد إلا ويستخف "بالرعية", فالاستهانة أو الاستخفاف خصيصة للمستبد أثبتها الله في قرآنه لمَّا قال عن فرعون وهو إمام المستبدين : {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ }الزخرف 54 , وماذا عن المُستخَف بهم , رماهم الله بالفسق إذ وصفهم :" إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ " .
ولمّا أراد الحجاج بن يوسف الثقفي الحج خطب في الناس فقال : "أيها الناس إني أريد الحج وقد استخلفت عليكم ابني محمدا هذا وأوصيته فيكم بخلاف ما أوصى به رسول الله في الأنصار أن يقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم , ألا وإني قد أوصيته أن لا يقبل من محسنكم ولا يتجاوز عن مسيئكم , ألا وإنكم ستقولون بعدي مقالة ما يمنعكم من إظهارها إلا مخافتي , ألا وإنكم ستقولون بعدي لا أحسن الله له الصحبة , ألا وإني معجل لكم الإجابة : لا أحسن الله الخلافة عليكم " ثم نزل ! ومثل هذا الخطاب ينطق بالاستخفاف الشديد بالناس . والحاكم الظالم لا يستخف بالمحكوم على هذا النحو المفضوح ما لم يكن على يقين من قابليته " للاستنعاج ".
وكان الخلفاء الأمويون يختمون أعناق المسلمين من الموالي كما توسم البهائم والمواشي . ولما جلس مسلم بن عقبة والي المدينة من قِبل الخليفة يزيد بن معاوية (رضي الله عنه وعن أبيه) , في مسجد رسول الله لأخذ بيعة أهل المدينة , كان يبايعهم على أن كلا منهم عبد قِن (والعبد القِن هو الذي مُلِك هو وأبواه) لأمير المؤمنين يزيد بن معاوية , ولم يستثن من ذلك غير الحسين حفيد المصطفى- صلى الله عليه وسلم - الذي بايعه على أنه أخوه وابن عمه .
والمجتمع الذي يقهر فيه القوي الضعيف هو مجتمع غير حر, والمجتمع الذي تسيطر فيه طبقة على طبقة وتضيع فيه الحقوق , مجتمع غير حر, والسلطان الذي يستبد "بالرعايا" وينهب أموالهم , إنما يفعل ذلك بهم لأنهم غير أحرار. والطبيعة لا تجود على الناس بحريتهم , وإنما عليهم السعي لإحرازها , وما لم تَصدُق عزيمتهم على نيلها فسيبقون مصفدين بالأغلال ما بقوا .
وضرب الرسول المثل على احترام القانون وضرورة تطبيقه على الجميع بلا أي تمييز, فقال : والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها . لكننا لم نسمع عن محاسبة أحد ممن نهبوا المسلمين طوال تاريخهم , فقد كانوا من الأشراف والنبلاء من أصحاب الدم الأزرق ممن أرسوا في وجدان المسلم المروَّض أن الحاكم له أن يسلب المحكوم, تماما كما يسلب الغازي من يقتله في ساحة الوغى . ولم يقتصر الأمر على "ركوب" الخلفاء وحدهم فوق القانون , وإنما شاركهم في ذلك نوابهم على الأمصار فسرقوا ونهبوا واعتدوا ولم تطبق عليهم أحكام الشريعة التي تطبق على عموم الناس من البسطاء . ولم يوضع القانون في مكانة سامية حصينة بل اخترقه كل صاحب نفوذ سياسي أو تميُّز اجتماعي أو اقتصادي , أي لم تُكفل أي حصانة لحماية القانون من منتهكي القانون . بتصرف من كتاب خرافة اسمها الخلافة -قراءة في سقوط الدولة الدينية -متاح في مكتبة الحوار المتمدن-الرابط : http://www.4shared.com/rar/GZId9Xdz/___online.html



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمة وفحشاء الملوك
- السُّلطة (بضم السين) وليس السَّلطة (بفتح السين)
- التاريخ يعيد نفسه , ومامن متعظ
- قراءة في هراء تراثنا السياسي
- هل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هو من كتب القرآن ؟؟الجزء ...
- هل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هو من كتب القرآن ؟؟
- الله يتوعد المستضعفين بجهنم -المقال الثاني من سلسلة (لا تلوم ...
- لا تلوموا بشار الأسد , ولكن لوموا أنفسكم . (المقال الأول)
- العقل الشعبي :لا يجمعنا مثل الدينار ولا يفرقنا مثل العصا , م ...
- العقل الشعبي : من كانت مطيته الليل والنهار ,فإنه يُسار به ول ...
- العقل الشعبي :بقر البطن والقفز من حالق- مقال في عدة أجزاء-ال ...
- العقل الشعبي : القطة تعض والنار تحرق- مقال في عدة أجزاء
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الثالث
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الثاني
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الأول
- الفزاعة
- الضرب على القفا
- لا ترموه بالبيض الفاسد ,لكن قبلوا قدميه
- الله والقرآن -سنريهم آياتنا في الآفاق
- القرآن والزمان -الجزء الثاني


المزيد.....




- فرنسيس والكاثوليك الأميركيون
- إسرائيل تستهدف منطقة قرب القصر الرئاسي بدمشق وتتعهد بحماية ا ...
- سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفض ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - بين الاستنعاج والاستلطاخ يا قلبي لا تحزن