أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - قراءة في هراء تراثنا السياسي














المزيد.....

قراءة في هراء تراثنا السياسي


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 22:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نوقشـت فى الغـرب مشـكلة جواز اغتيـال الطاغيـة طوال العصـور الوسطى وخلال القرن السـادس عشـر، فعلى الرغم من أن قتـل الطاغيـة يتعارض مع الوصية الثانيـة (لا تقتـل)، فإن النزاعات التى كانت قائمـة فى القـرن الثـانى عشـر بين الكنيسـة والإمبراطوريـة الجرمانيـة قد أجازت ذلك لصالح الكنيسة على اعتبـار أن الطاغيـة "هرطيـق"!، أما يوحنا السالسبورى فهو أول من دافع بصراحة عن مبـدأ قتل الحاكم المستبد إذ يرى "أن من يغتصب السيف خليق أن يموت به "، أما القديس توما الاكوينى فقـد أعلن عدم جواز اغتيـال المسـتبد، لأن العقـوبة الفرديـة ضد المسـتبد عمل غير شرعى، فالسلطة الإلهية وحدها هى التى تعلو عليـه، وهى وحدها التى يمكنها أن تعاقبه، فعلى المواطن طاعة الحاكم بغض النظـر عن طغيـانه. وقادت الملكيةُ المطلقة الفقهاءَ والمشرعين للوقوف فى وجه اللاهوتيين الذين ينادون بجواز اغتيال المسـتبد ، ونلاحظ تشابه ذلك مع فكر جماعة المرجئة التى ظهرت فى العصـر الأموى، ومن جهـة أخرى فإن أصـحاب الحديث من أهل السنة، يحرمون استخدام العنف والقـوة (السيف) فى النهى عن المنكر، ومن ثم ينكرون "الخروج" أى الثـورة على أئمة الجور وظلمة الحكام، وهم يقولون وفقـا لعبـارة الأشـعرى: إن السـيف باطل، ولو قتلت الرجال وسبيت الذرية، وإن الإمام قد يكون عادلا، ويكون غير عادل، وليس لنـا إزالته وإن كان فاسقا!!!!، ووفقـا لعبـارة ابن حنبـل، التى ينقلها أبو يعلى الفراء: فإن" من غلب بالسيف حتى صار خليفة، وسمى أمير المؤمنين، فلا يحل لأحد يؤمن باللـه واليـوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماما عليه، برا كان أو فاجرا، فهو أمير المؤمنين !!!، "ويقـول ابن حنبـل بأن طاعة ولى الأمر واجبـة: حتى ولو كان فاجرا فاسـقا، والثـورة عليـه منكر لما تجلبه من الأخطـار، وتعطله من مصالح النـاس فى حيـاتهم اليوميـة " . ويتفق ذلك مع قول مارتن لوثـر (1483-1546) أنـه "ليس من الصواب بأى حال أن يقف أى مسـيحى ضـد حكومته سواء أكانت أفعـالها عادلة أم جائرة!، فليس ثمة أفعـال أفضل من طاعة وخدمة رؤسـائنا، ولهذا السبب أيضا فالعصيان خطيئة أكبر من القتل والدس والسرقة وخيانة الأمانة وكل ما تشـتمل عليه هذه الرذائل " . ويقول الحسن البصرى لنفر من تلامذته الذين ثاروا على الحجاج بن يوسف الثقفى طاغية بنى أمية، وطلبـوا منه تأييـدهم .... " وقد قالوا له: يا أبا سعيد، ما تقـول فى قتـال هذا الطاغية – أى الحجاج – الذى سـفك الدم الحرام، وأخذ المال الحرام، وترك الصلاة، وفعل وفعل؟ فيقول البصرى: أرى أن لا تقاتلوه، فإنها إن تكن عقـوبة من اللـه فما أنتم برادى عقوبة اللـه بأسيافكم، وإن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم اللـه وهو خير الحاكمين " !، "وقوله لمن دعوا إلى الخروج على الحجاج: إنه، والله ، ما سلط اللـه الحجـاج عليكم إلا عقـوبة، فلا تعارضوا عقـوبة اللـه بالسيف، ولكن عليكم بالسكينة والتضرع!، فلو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا، ما لبثوا أن يفـرج عنهم، ولكنهم يجزعون إلى السيف، ويتوكلون إليه، فواللـه ما جاءوا بيوم خير قط، إن اللـه إنما يغير بالتوبة لا بالسيف " ، ويتشابه ذلك مع ما جاء فى رسالة القديس بولس إلى أهل رومية: "فالحاكم المسـتبد لا يحمل السـيف عبثـا، إذ هو خادم اللـه ينتقم للغضب من الذى يفعـل الشر " ، كما يردد جون كالفن (1509-1564) ذلك التبـرير السـاذج الغريب الذى يقـول إن الطغيان، والهزائم الحربية، والنكبـات السـياسية، إنما هى غضب من اللـه، وعقـاب للنـاس لأنهم ابتعـدوا عنه، وتخلوا عن الصراط المسـتقيم " . ويرى أبو حامد الغزالى، وهو من الأشعرية، خلع المستبد الذى لم يستكمل شروط الإمامة إذا أمكن تمام ذلك دون قتال، وإلا فالرأى عنـده هو وجوب طاعته، والحكم بإمامته " ، ويصور الأمر ابن جماعة (639-773هـ) كما لو كان غابة تجب الطاعة فيها للأقوى من المستبدين حتى لو كان جاهلا فاسقا، فإذا أطاح به جاهل فاسق آخر كان هو الإمام المطاع ,فيقول :" إنه إن خلا الوقت عن إمام ,فتصدى لها من هو ليس من أهلها، وقهـر النـاس بشوكته وجنـوده بغير بيعة أو استخلاف، انعقـدت بيعته ولزمت طاعتـه، لينتظم شمل المسلمين وتجتمع كلمتهم، ولا يقـدح فى ذلك كونـه جاهلا أو فاسـقا، فى الأصح، وإذا انعقدت الإمامة بالشوكة والغلبـة لواحد، ثم قام آخر فقهـر الأول بشـوكته وجنـوده انعـزل الأول وصـار الثـانى إماما " !!، هكذا كما لو كانت الأمة مجمـوعة من الخراف مسلوبة الإرادة والعقل يهشها أى راع بعصاه أى وجهة أراد، وتلك كانت أرآء "فقهـاء" السلاطين الذين ابتليت بهم الأمم . بتصرف من كتاب الاستبداد ودوره في انحطاط المسلمين لنبيل هلال هلال (متاح على النت)



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هو من كتب القرآن ؟؟الجزء ...
- هل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هو من كتب القرآن ؟؟
- الله يتوعد المستضعفين بجهنم -المقال الثاني من سلسلة (لا تلوم ...
- لا تلوموا بشار الأسد , ولكن لوموا أنفسكم . (المقال الأول)
- العقل الشعبي :لا يجمعنا مثل الدينار ولا يفرقنا مثل العصا , م ...
- العقل الشعبي : من كانت مطيته الليل والنهار ,فإنه يُسار به ول ...
- العقل الشعبي :بقر البطن والقفز من حالق- مقال في عدة أجزاء-ال ...
- العقل الشعبي : القطة تعض والنار تحرق- مقال في عدة أجزاء
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الثالث
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الثاني
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الأول
- الفزاعة
- الضرب على القفا
- لا ترموه بالبيض الفاسد ,لكن قبلوا قدميه
- الله والقرآن -سنريهم آياتنا في الآفاق
- القرآن والزمان -الجزء الثاني
- طار الكفرة إلى المريخ والقمر
- هزيمة أعدائنا ستكون بالدعاء أو الوباء -علينا فقط انتظار المع ...
- الميزان
- انشغلنا بالنقاب واللحى


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - قراءة في هراء تراثنا السياسي