أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - طار الكفرة إلى المريخ والقمر














المزيد.....

طار الكفرة إلى المريخ والقمر


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3727 - 2012 / 5 / 14 - 02:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الاستبداد الديني غلق باب الاجتهاد منذ القرن الرابع الهجري ظنا من فقهاء السلاطين أنه تم استيفاء كل مايهم الناس من مسائل وقضايا , وأنه لا مزيد يمكن إضافته لفقه السلف , وتوقفوا حيث لا ينبغي لأحد أن يتوقف . وبغلقهم باب الاجتهاد يصبح الأمر كهنوتا مثل كهنوت كنيسة القرون الوسطى . ورأوا أن ما لديهم هو العلم كل العلم , ولم يتجاوزوه , ومضوا مدة مئات السنين يجترُّون ما لديهم من علوم أصبحت متحفية وغريبة عن العصر , وعكفوا على شرح متونها وهوامش المتون وهوامش هوامش المتون . وكان لابد من إغراق المسلم في دوامة من التفاصيل المظنون أنها دينية فاصطنعت ضبابا كثيفا ضلل عقل المسلم وحجب عنه الفكر القرآني الأصيل الذي يفرد الله بالقداسة وينزعها عمن سواه , سواء أكان الخليفة أم رجل الدين . وداروا في حلقات مفرغة تخلفت فيها الأمة وتجاوزتها سائر الأمم إلى أجواز الفضاء , فطار" الكفرة " - غير المسلمين- إلى القمر والمريخ , وحتى بعد أن صعد الإنسان إلى السماء , وبعد أن بلغت عيونه المجرات البعيدة , لا يزال "الفقيه" يقول إن الله ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل كي يبلغ الإنسان بحضوره !( وواضع هذا الحديث لم يكن يعلم أنه لا يوجد على وجه الدقة ما يمكن وصفه بأنه ثلث الليل الأخير- مالم تكن الأرض مسطحة - فكروية الأرض تمنع هذا الوصف , كذلك فإن القول "بنزول" الله يعني أنه محدود بمكان إذ ينتقل من موضع إلى آخر , وماذا عن الوجود الإلهي في المكان الذي انتقل منه ؟ أيخلو المكان المتروك من الوجود الإلهي ؟ إن ذلك يتعارض ببساطة مع التصور الصحيح للذات الإلهية - وما الداعي لهذه الأحاجي إذا كان الله أقرب إلينا من حبل الوريد ويجيب الداعي إذا دعاه ! تعالى الله علوا كبيرا عما يصفون . ,ومن يصدق ذلك لا يعلم أنه انزلق إلى درك سفلي لم ينزلق إليه الوثنيون . وكم من متوضئ غسل رأسه ألوف المرات , ومع ذلك لم تتح له ولو لمرة واحدة فرصة غسل عقله من الأوهام .
ولا يزال المسلم يخطو متعثرا في أفكار العفاريت ومشْي المشايخ فوق الماء , وهو يجاهد لحماية قفاه من صفعات خلق الله , فقد أعوزه الرغيف والبندقية فتسولهما من كل الأكف وهو غارق في أوهام تشهد بغباوته وحمقه , ومع ذلك لم يكف عن ترديد أغاني الفخار: أمجاد يا عرب أمجاد في بلادنا كرام أسياد ! ولم يتنبه بعد إلى أنه بلا أمجاد أو سيادة , فأنَّى يكون لضعيف عِزة ؟
وإذا ما حل مثل هذا الجمود على الدين , تعطلت تعاليمه وآلت الأمور إلى بوار, الأمر الذي كان الله يبعث بأنبيائه أحدهم تلو الآخرلفك الحصار عن الدين وإعادة الحيوية إليه .
ويصف لنا "العقاد" أحوال حاخامات اليهود قبيل بعثة المسيح عليه السلام فيقول :" ومن الجامدين من يفخر بعلمه بالنصوص والشرائع, ويقيس علمه بمبلغ قدرته على خلق العقبات من خلال حروفها وسطورها أو من المقابلة بين سوابقها ولواحقها , ويحدث هذا لكل "شريعة" صارت إلى أيدي الجامدين والحرفيين ........, ويتمادى الأمر حتى تصبح الاستقامة براعة في اللعب بالألفاظ وتعجيزا للجهلاء بالحيل والفتاوى , وحتى يزول الجوهر في سبيل العرض , ويزول اللباب في سبيل القشور , وتزول الاستقامة وطهارة الضمير في سبيل الكلمات والنصوص , وتزول الحقائق في سبيل الظواهر والأشكال . إن الجمود والرياء كلاهما موكل بالظواهر, وعالم الظواهر غير عالم الضمير, وهذان هما العالمان اللذان تقابلا وجها لوجه عند قيام الدعوة المسيحية "انتهى كلام العقاد. أما وقد كان محمد خاتم النبيين يكون علينا تجديد النظر الديني عن طريق المخلصين والمستنيرين من مفكري المسلمين وعقلائهم ممن يرجون الله وليس أكياس الدنانير .



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمة أعدائنا ستكون بالدعاء أو الوباء -علينا فقط انتظار المع ...
- الميزان
- انشغلنا بالنقاب واللحى
- ضرب بالنعال
- لا فساد للسمكة ما لم يفسد رأسها
- الله والزمان (مقال في جزءين)
- عدم وجود مؤسسة رقابية على الحاكم
- تقبيل قدمي الحاكم واجب ديني
- كلمات لكل من يتوهم أن القرآن يحض على عداوة المسيحيين
- نعم اطردوا المسيحيين من بيوتهم
- صراع الأرستقراطيات :الملأ والمترفون
- أعلاج السرطان بأقراص الأسبرين؟
- استخدام البنادق في الحرب حرام ,لأن أسلافنا المسلمين كانوا يح ...
- كلب السيدة الأولى له جارية تخدمه
- يدين الشرقيون جميعابالعبودية لمن يحكمهم ,فهو الحر الوحيد
- تراثنا : تراث العبيد
- الله لن يحاسب الحاكم الظالم
- زراعة الأعضاء حرام-أو رُب حامل فقه غير فقيه
- هكذا يكون الحاكم الحرامي وإلا فلا
- المدرسة النبوية التي أغلقت أبوابها للأبد


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - طار الكفرة إلى المريخ والقمر