أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - العقل الشعبي : القطة تعض والنار تحرق- مقال في عدة أجزاء














المزيد.....

العقل الشعبي : القطة تعض والنار تحرق- مقال في عدة أجزاء


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 02:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما يُغرس فى وجدان الطفل الذى لم يمتلك بعدُ أدوات المنطق والنقد والفهم , يظل مؤثرا فيه حتى الممات . وإلا فما بال اليابانى المعاصر الذى يصنع الكمبيوتر ويجري البحوث الذرية , ومع ذلك لا يزال يقدس الإمبراطور اعتقادا منه أنه من نسل الآلهة . أو ما بال المصرى القديم الذى صنع حضارة قامت على التقدم العلمى فى الهندسة والطب والفلك , وهو يعبد الفرعون , بل لم يستنكف من عبادة الحيوانات من قطط وكلاب وخنافس . إنه الموروث الدينى الذى يكتسبه الإنسان صغيرا فيترسخ فى وجدانه وتتوارثه الأجيال عن طريق التربية والعرف والتقاليد والتعليم . وربما جاء من يثبت أن هذا الموروث الدينى يترسخ فى الجينات التى تورّث سائر الخصائص البدنية والنفسية , بالضبط كما نتوارث الخوف من الزواحف من أجدادنا الذين عاشوا فى الكهوف منذ ألوف السنين .
قليل هم من يفكرون بعقولهم فى الدين الذى يعتنقون , وإنما الأمر للعاطفة والعادة والإرث الذى ورثه المرء منذ كان طفلا يتعرف على العالم لأول مرة عن طريق والديه ومن يربونه , فيلقّنونه الأمور البديهية التى يتقبلها دون تفكير, مثل أن النار تحرق , والماء يُغرق , والقطة تعض , نتعلم تلك الأشياء منذ الصغرحتى قبل أن تتفتح عقولنا ومداركنا , وإنما نتلقى تلك المعارف مباشرة من الأهل والمربين ثم نختزنها فى الذاكرة الحافظة وتؤثر بعد ذلك فى سلوكياتنا دون أن نفكر فيها , ويتلقى الناس جميعا معارفهم الدينية الأولى بنفس الطريقة , وينشأ الناس على دين آبائهم على هذا النحو.
يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه " . وبعد أن تترسخ هذه الأفكار تكتسب قداسة لا تلبث أن تتحول الى تعصب يُلتمس له البراهين لبيان صواب هذه الأفكار وبطلان غيرها , وحيثما اشتد التعصب اشتد الاختلاف , ونادرا ما يكون سبب التعصب هو قوة الإيمان . ولا يقتصر السقوط فى براثن التعصب أو اختلاف الرؤى على هذا النحو , على الدهماء وعامة الناس , بل قد تجد من" العلماء " من تعمى بصائرهم فلا يرون الحقائق على وجهها إما لقصور أو ابتغاء مصلحة , فليس كل الفقهاء بالذين يتنزهون عن الغرض دائما.
ومن الناس من يكون دقيق التمييز , ومنهم الغبي وأعمى القلب وذلك من أسباب اختلاف العلماء في الآراء والمذاهب , فباختلاف إدراكاتهم تختلف معتقداتهم . ويعز على المرء التسليم ببطلان ما يؤمن به من أفكار , ويتعذر عليه التبرؤ من آرائه التي اعتنقها طوال سنوات طويلة هي عمره , وإلا كان معنى ذلك الاعتراف بخطئه وجهله طوال تلك السنوات , وهو ما لا يقدم عليه المرء ولا يحبه . لذا قد تستمر المجادلة واللجج ليس بسبب غموض الأفكار المتجادَل بشأنها وإنما بسبب مواقف المتجادلين وتمسكهم بوجهات نظرهم للأسباب المذكورة . (يتبع)






#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الثالث
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الثاني
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الأول
- الفزاعة
- الضرب على القفا
- لا ترموه بالبيض الفاسد ,لكن قبلوا قدميه
- الله والقرآن -سنريهم آياتنا في الآفاق
- القرآن والزمان -الجزء الثاني
- طار الكفرة إلى المريخ والقمر
- هزيمة أعدائنا ستكون بالدعاء أو الوباء -علينا فقط انتظار المع ...
- الميزان
- انشغلنا بالنقاب واللحى
- ضرب بالنعال
- لا فساد للسمكة ما لم يفسد رأسها
- الله والزمان (مقال في جزءين)
- عدم وجود مؤسسة رقابية على الحاكم
- تقبيل قدمي الحاكم واجب ديني
- كلمات لكل من يتوهم أن القرآن يحض على عداوة المسيحيين
- نعم اطردوا المسيحيين من بيوتهم
- صراع الأرستقراطيات :الملأ والمترفون


المزيد.....




- 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
- الإفراج عن خطيب المسجد الأقصى وقاضي قضاة مدينة القدس بعد أن ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست ليهود نيويورك: هذا دليلكم للإطاحة ب ...
- رئيس تحرير جيروزالم بوست: هكذا يمكن ليهود نيويورك إسقاط ممدا ...
- أوليفييه روا: الغرب لا يرى الإسلام مشكلة ثقافية بل كتهديد وج ...
- البيت الأبيض: واشنطن قد تدعم تصنيف جماعة الإخوان -إرهابية-
- المحامي العام يكشف تفاصيل تتعلق بوفاة شاب في الجامع الأموي
- من سوريا إلى ألمانيا .. العنف الطائفي وصل الشتات السوري
- صحيفة سويسرية: الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط بين التهديد ...
- حركات يهودية مناهضة للصهيونية تتحدى إسرائيل من أوروبا


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - العقل الشعبي : القطة تعض والنار تحرق- مقال في عدة أجزاء