أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - العقل الشعبي :بقر البطن والقفز من حالق- مقال في عدة أجزاء-الجزء الثاني














المزيد.....

العقل الشعبي :بقر البطن والقفز من حالق- مقال في عدة أجزاء-الجزء الثاني


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 21:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يقتصر أثر البيئة على إجبار العقل على مهادنة الأفكار غير المعقولة وقبولها دونما رفض , بل المدهش حقا أنه يتعدى ذلك إلى التأثير فى العقل ذاته من حيث إمكان تغيير نسبة ذكائه . ولقد تكونت مفردات المجتمع الإسلامي الأول من العرب والفرس والروم والمصريين واليهود والنصارى ,منهم من بقي على ديانته , ومنهم من دخل في الإسلام . ولكل من هذه الأعراق لغته وثقافته وتراثه , وكان لهذا المزيج المتباين أثره البالغ في تشكيل العقلية "الشعبية" التي يمكن أن تتقبل الشيء وضده , وتتسع لتحتوي الحق والباطل معا , وتتسامح مع الخطأ وتتشدد مع الصواب . وبقيت الأباطيل الصوفية والشيعية مؤثرة في ضمير المسلم لأنها وُضعت خارج دائرة العقل , وأصبحت مقدسة , فباتت فوق التمحيص والانتقاد .
وزهَّدوا الناس في استخدام عقولهم لفهم النص قائلين إنه لا عقل متى ثبت النص عن الشارع , أجل النص مقدس وثابت فهو من عند الله , ولكن ما الداعي إلى تعطيل العقل أمام النص , وكيف يُفهم النص بلا عقل يكون هو الأداة لهذا الفهم وللعقل حدود لا يتجاوزها , وهذه الحدود هو أيضا - أي العقل - هو الذي يحددها. فالفقه " وهو بمعنى الفهم " يتفاوت بحسب العقل الفاهم والمعطيات المتاحة , والنص نفسه ثابت لا يتغير . والأمر يشبه السماء العالية يحاول كل من الطير والإنس والجن بلوغها , ولكل وسيلته , وهي عالية يسعى إليها من يسعى. والقول بتعطيل العقل على أي نحو من الأنحاء إنما هي دعوة إلى الضلال والإضلال . فبالعقل يعلم الإنسان حدوده التي لا ينبغي تجاوزها , وبالعقل يعرف الإنسان أن الإيمان بالغيب من شروط الإيمان ولا جدوى من محاولة إعمال العقل في الغيبيات إذ تقع خارج نطاق قدرته . ونرى أن الدعوة إلى تعطيل العقل حتى أمام النصوص هو إفساح الطريق أمام التفسيرات الباطنية التي أخذت بها كثير من الفرق المغالية , فالعقل هو آلة فهم النص إذ يدور بتواضع في فلك النص الإلهي يستنبط منه المعاني والأحكام . ولا يقولن منصف بتحييد العقل فهو أداة الإنسان الذي يعرف أين ومتى يُعمل عقله لاستخلاص المعاني والأفكار والعبر , كما يعرف متى يقف معترفا بعجزه عن تجاوز حدوده . والحذر الحذر ممن يدَّعون امتلاكهم سلطات روحية ، فهم يفعلون بالناس الأفاعيل زعما أنهم مقدسون , فالقداسة ابتداء تنفى المساواة , إذ تضع الشيخ الصوفي والولى والأئمة والآيات الشيعية على طرفى نقيض في مواجهة البسطاء والعوام ، فتجرد أحدهما من حقه ، وتثبت للآخر ما ليس له من الحقوق .
وكان فدائيو فرقة الإسماعيلية الشيعية يُؤمرون بطعن أنفسهم بالخناجر فلا يترددون لحظة فى بقر بطونهم أو نحر أنفسهم فتلك إرادة أربابهم الشيوخ , ويُطلب منهم إلقاء أنفسهم من حالق , فيقفزون عن طيب خاطر. وكان المشركون يقدسون أصنام أجدادهم ويتبعون معتقدات آبائهم الأولين وينافحون عنها بأرواحهم , وقد ندد القرآن الكريم بهذا الاتباع الأعمى والقدسية الباطلة . ويجب تمحيص الأفكار لمعرفة ما إذا كانت تحمل داخلها حقائق يقرها المنطق أم هى مجرد موروثات ألِفناها بمرور الوقت وصدقناها مع الزمن , أو استمالنا أحد الى تصديقها , أو أجبرنا أحد على اعتناقها. (يُتبع)



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل الشعبي : القطة تعض والنار تحرق- مقال في عدة أجزاء
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الثالث
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الثاني
- الآية التي جعلها الفقيه شوكة في خاصرة الإسلام - الجزء الأول
- الفزاعة
- الضرب على القفا
- لا ترموه بالبيض الفاسد ,لكن قبلوا قدميه
- الله والقرآن -سنريهم آياتنا في الآفاق
- القرآن والزمان -الجزء الثاني
- طار الكفرة إلى المريخ والقمر
- هزيمة أعدائنا ستكون بالدعاء أو الوباء -علينا فقط انتظار المع ...
- الميزان
- انشغلنا بالنقاب واللحى
- ضرب بالنعال
- لا فساد للسمكة ما لم يفسد رأسها
- الله والزمان (مقال في جزءين)
- عدم وجود مؤسسة رقابية على الحاكم
- تقبيل قدمي الحاكم واجب ديني
- كلمات لكل من يتوهم أن القرآن يحض على عداوة المسيحيين
- نعم اطردوا المسيحيين من بيوتهم


المزيد.....




- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - العقل الشعبي :بقر البطن والقفز من حالق- مقال في عدة أجزاء-الجزء الثاني