أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مى مختار - و كذلك عادت الأرض كافرة بعد اسلامها - الحلقة الاولى - قراءة فى -الشيخان- ل طه حسين















المزيد.....

و كذلك عادت الأرض كافرة بعد اسلامها - الحلقة الاولى - قراءة فى -الشيخان- ل طه حسين


مى مختار

الحوار المتمدن-العدد: 3919 - 2012 / 11 / 22 - 12:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حلقاتنا تلك ستكون قراءات لما بين السطور التى تناول فيها د.طه حسين الايام الاخيرة لحياة النبى واستخلاف ابى بكر و من بعده عمر و الروايات التى أرّخت لملابسات تلك الحقبة اعمالا لمبدا الشك الذى انتهجه العميد فى نقد الروايات المختلفة و القصص الادبى و التاريخى عند العرب فى الجاهلية و الاسلام .

ظننا ,أن العميد كان يسرد الروايات كافة ثم يرجح-على استحياء- ما يغلّبه العقل و المنطق و ان تعارض مع الموروث او الثابت فى وجدان العرب و المسلمين
و لذلك نجد ان هناك من يقرا مؤلفات العميد فى هذا الشان دون اخضاعه للنقد و التمحيص او ادراك المعانى الناقدة المقصودة من خلف العبارات الممجدة للتاريخ الاسلامى المحبة لعناصره و مكوناته و المعتقدة فى صلاحه و خيريته و عدالته دون التوقف عن التشكك و التشكيك فى مجريات الاحداث الكبيرة و تناقضات التفاصيل الصغيرة.

ا لحلقة الاولى


كل شئ يدل على ان الله اختار محمدا الى جواره ومازال الأعراب مسلمين لم يدخل الايمان فى قلوبهم..يقول:

"قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ كل شئ يدل على ان الله قد اختار نبيه لجواره و مازال الاعراب مسلمين لم يدخل الايمان قلوبهم"


رأوا ان سلطانا جديدا قد ظهر فى الارض و أظل المدينة و مكة و الطائف و طالب الناس بان يدينوا دينه و يشهدوا بان لا اله الا الله و أن محمدا عبده و رسوله و يؤدوا ما يفرض عليهم من واجبات,

و رأوا هذا السلطان يعلن الحرب على كل عربى فى الجزيرة يستمسك بشركه و لا يذعن لهذا الدين الجديد,

و راوه يحول بين المشركين و بين المسجد الحرام بمكة و يعلن اليهم ان المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ,

ورأوا لهذا السلطان من القوة و البأس و رأوا فيه من السعة و الاسماح ما رهبهم و رغبهم فأعلنوا إذعانهم لهذا الدين الجديد طائعين له او كارهين.

و لو قد بقى محمد فيهم أعواما كثيرة او قليلة لكان من الممكن أن تذعن لهذا الدين قلوبهم كما أذعنت له ألسنتهم و لكنه فارق الحياة

فرأى المسلمون غير المؤمنين من العرب انه رجل كغيره من الرجال يعرض له الموت كما يعرض لغيره من الناس و ان الذي نهض بالامر من بعده ليس الا رجلا يعرفونه و يقدرون انه الاجدر ان يعرض الموت كما عرض للنبى الذى جاء بالقرىن و أتيح له ما اتيح من الظهور على كل من خالفه او ناوءه.

هنالك تكشفت قلوبهم عن دخائلها و أظهروا أنهم قد أسلموا لسلطان النبى دون ان تؤمن به قلوبهم فأظهروا ما اظهروا من الردة و جعلوا يساومون فى الزكاة و تقول وفودهم لأبى بكر : نقيم الصلاة و لا نؤدى الزكاة
كان المال احب اليهم من الدين و كانت نفوسهم أكرم عليهم من أن يؤدوا ضريبة الى رجل لا يوحى اليه و لا ياتيه خبر السماء.

بل ان ظاهرة اخرى دلت على ان فريقا من العرب لم ينتظروا وفاة النبى فأظهروا الردة قبل وفاته لا لأنهم ضاقوا بالزكاة او آثروا المال على الدين بل لانهم نفسوا على قريش أن تكون فيها النبوة و ان يهيا لها ما هيئ من هذا السلطان بماله من قوة و بأس , فظهر بينهم بدع جديد و هو التنبؤ.

فما ينبغى ان تستاثر قريش من دونهم بالنبوة و ما ينبغى أن تختص وحدها بهذا السلطان يبسطه على الارض.

و ماسرع ما ظهر التنبؤ فى ربيعة -و بالاخص فى بنى حنيفة - فأعلن مسيلمة نبوته فى اليمامة و جعل يهذى بكلام زعم أنه كان يوحى اليه و جعل يقول : لنا نصف الأرض و لقريش نصفها ,و لكن قريش قوم يظلمون.

و ظهرالتنبؤ فى اليمن,فثار الأسود العنسى و اعلن نبوته و ركبه شيطان السجع كما ركب مسيلمة.

و لم يكد النبى ينتقل الى الرفيق الاعلى ,حتى ظهر تنبؤ آخر فى بنى أسد ,فأعلن طليحة أنه نبى و جعل يهذى لقومه كما هذى من سبقه بالسجع ,بزعم انه يتنزل عليه من السماء.
و تنبات امراة من بنى تميم تدعى سجاح ,كانت نازله فى بنى تغلب ,فلما استاثر بها شيطان السجع ,أسرعت الى قومها من تميم فأغوت منهم خلقا كثيرا.

و كذلك عادت الارض كافرة بعد اسلامها
و اشتعلت فيها نار ما اسرع ما انتشر لهبها حتى شمل جزيرة العرب كلها و حصر الاسلام فى المدينة و مكة و الطائف.

و كان انتشار هذا اللهب و ارتداد الكثرة الكثيرة من العرب محنة امتحن بها ابوبكر و امتحن بها معه المسلمون بعد وفاة النبى.

و لم يواجه ابوبكر فى اول عهده بالخلافة ردة المانعين للزكاة و كفر التابعين لمن تنبأ من الكذابن فحسب و انما واجه فى الوقت نفسه تاهب العرب من نصارى الشام للغارة عليه.
وقد واجه النبى تحفز العرب فى الشام على حدود الجزيرة العربية فلم تكن مؤتة و لا تبوك الا محاولة لرد نصارى العرب فى الشام عن الجزيرة ,
ولم يكتفى النبى بمؤتة و تبوك و انما جهز جيشا لغزو هؤلاء العرب و أمّر على هذا الجيش أسامة ين زيد بن حارثة و كان لأسامة ثار عند هؤلاء العرب الذين قتلوا اباه يوم مؤتة و جعل النبى فى جيش اسامة على حداثة سنه ,خيرة اصحابه و فيهم ابو بكر و عمر .

و لكن النبى مرض قبل انفاذ هذا الجيش و لما احس الوفاة اوحى بإنفاذ جيش أسامة

فلما أصبح أبوبكر خليفة للمسلمين,نظر فإذا الأرض من حوله كافرة و اذا أولو القوة و البأس من اصحابه قد جندوا فى هذا الجيش المهيا للغارة على أطراف الشام .

فأبوبكر اذا امام نار مضطربة فى الجزيرة العربية كلها ,فاما ان ينفذ الجيش فيواجه هذه النار المتأججة غير قادر على اخمادها و اما ان يؤجل انفاذ جيش أسامة حتى يحاول به اخماد هذه النار فيبطئ فى انفاذ وصية النبى.
و من قبل هذه المحنة واجهته محنة أخرى قبل أن يلى امور المسلمين و هى وفاة النبى ,التى لم تكن مقصورة عليه بل كانت محنة عامة كادت تفتن المسلمين عن دينهم فهم كانوا يقدروت ان النبى سيبقى فيهم حتى يظهر دين الله على الدين كله كما يتلون فى سورة الفتح:

"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا "

وكان النبى قد أظهر دين الحق على الدين كله فى جزيرة العرب و لكنه لم يظهره على الدين كله فى سائر أقطار الأرض ثم انتفضت اليمن مع الاسود العنسى و انتفض بنو حنيفة مع مسيلمة فى حياة النبى فلم يتم له اذن اظهار دين الحق على الدين كله لا فى جزيرة العرب و لا فى غيرها من أقطار الأرض.

وهاهو ذا يفارق الدنيا و يختاره الله الى جواره فلا غرابة فى ان يشك الصادقون من المؤمنين فى انه قد مات كما شك عمر و لا غرابة فى أن يكفر الذين كانوا يعبدون الله حرف ,
كما كفر الاعراب الذين امتنعوا عن دفع الزكاة و لا غرابة فى ان يضطرب امر الناس فى المدينة أشد اضطراب .

تابعوا الحلقة الثانية - قراءة فى "الشيخان" لعميد الادب العربى د.طه حسين



#مى_مختار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روح و جسد
- إلهى أجب -3-
- سبوبة الفلسفة - الرد على فلسفة السبوبة للإخوان المسلمين
- مائة يوم لا تكفى !
- عودوا الى كنائسكم
- الطرطور التوافقى
- اهانة الذات الملكية
- الجدران الزجاجية
- لماذا لا يندم مبارك ((1))
- أبوالفتوح رئيسا
- المحور الاجتماعى للثورة المصرية
- هل الله عادل؟
- العلمانية هى الحل
- الهى ! أجب 2
- المرشح ال -توافقى- والمرشح ال-ثورى- و المرشح ال-مقاطع-
- لا تحزنى يا سميرة
- فى مواجهة الظلاميين
- تنظيم صفوف القوى الثورية فى الطور الثانى من الثورة المصرية ب ...
- الثورة السورية بعيون مصرية
- المدنية ضمانا للمواطنة و المساواة و حقوق الاقليات


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مى مختار - و كذلك عادت الأرض كافرة بعد اسلامها - الحلقة الاولى - قراءة فى -الشيخان- ل طه حسين