أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - حاكموا الرئيس














المزيد.....

حاكموا الرئيس


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 3915 - 2012 / 11 / 18 - 09:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مازال الرئيس الإخوانى محمد مرسى يجوب مساجد مصر خطيبا، ويصلى الفجر حاضرا، بينما دماء المصريين تسيل أنهارا على الإسفلت وتحت عجلات القطارات، وأنا لا أعرف لماذا لم تشفع صلوات مرسى لحماية الأطفال من الموت، تماما مثلما لا أعرف لماذا لم يرشد الله رئيسنا المؤمن لاختيار حكومة قادرة وقوية؟ ثم تأخذنى الحيرة وأنا أتساءل إذا كان مرسى اختيارا ربانيا، كما يتنطع سفهاء هذا الزمان، فلماذا كانت كل اختياراته بائسة وكل معاركه فاشلة؟
كنا نبحث عن حقوق المصريين فى دستور الجماعة الخارجة على القانون، فإذ بنا نجد أنفسنا نبحث عن جثث المصريين الذين قتلهم إهمال حكومة فاشلة عاجزة مرتعشة، اختارها رئيس لا يكف عن الوعظ والإرشاد، بينما وظيفته هى تطبيق القانون وليس نصح الناس.
دعونا الآن من كلمات العزاء وعبارات الرثاء، فنحن أمام جريمة بشعة راح ضحيتها خمسون طفلا مصريا، فى كارثة تعيد إلى الأذهان كارثة بورسعيد التى راح ضحيتها أكثر من سبعين شهيد، وتُحيى ذكرى شهداء الثورة المصرية الأبرار.
يوما ما وقف الرئيس محمد مرسى فاتحا صدره قائلا بثقة لا أعرف من أين أتى بها «دماء الشهداء فى رقبتى»، لكن مسلسل البراءة للجميع لم يتوقف، وقتلة شهداء بورسعيد أقرب ما يكونوا إلى البراءة، والمصريين مازالوا يلملمون أشلاءهم كل يوم من الطرق - وأخرهم خمسون طفلا، راحوا جمعيا ضحية إهمال وزير وتراخى رئيس.
لا تحيلوا كارثة مروعة إلى مسخرة، لا أعنى هنا عصام العريان الذى انتهز مناسبة مقتل خمسين طفلا لينعى البرلمان، فالرجل مريض وليس على المريض حرج، لكننى أقصد –أولا- محاولات تبرير الفشل. التبرير لا يعفى من المسئولية، كما أنه فى ذاته يثبت الفشل ولا ينفيه. والادعاء أن تركة مبارك ثقيلة يستدعى على الفور سؤال ومن الذى أجبرك على التصدى لتركة ثقيلة؟ فضلا عن أنه ادعاء يبدو أحيانا وكأنه كلمة حق يراد بها باطل، بعض تركة مبارك استدعاهم الرئيس محمد مرسى فى وزارته الأولى، وبعضهم حاضر فى الصفوف الأولى فى لقاءات الرئيس، كما أن جماعة الرئيس الخارجة على القانون استدعت بعض تركة مبارك فى تعيينات رؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف القومية، وبعض تركة مبارك من رجال أعمال لجنة سياسات ولى العهد أصبحت قبلتهم فى المقطم. لا يحدثنا احد عن «تركة ثقيلة» بينما هو يتعايش معها ولا يرف له جفن لاستمرار فسادها وإهمالها.
لا تحيلوا كارثة مروعة إلى مسخرة، وأقصد –ثانيا- كيفية التعامل مع الحدث-الكارثة، إذ لا يكفى أن يستقيل رئيس هيئة السكك الحديدية، ولا وزير النقل ولا حتى رئيس الوزراء. إحدى ذرى المسخرة أن تأتى بمسئول يقتل بإهماله أطفالنا، ثم يعود إلى بيته (أو إلى وظيفته السابقة) ويتقاضى معاش وزير!. وإحدى ذرى المسخرة أن تحاسب المهمل وحده دون من قرر تعينه فى منصبه وغض النظر عن إهماله وتراخيه، وربما فساده، أياما وأسابيع وشهورا مصبوغة بدماء ضحايا حوادث الطرق.
الرئيس المخلوع يمضى الآن عقوبة السجن المؤبد، ليس لأنه نزل إلى ميادين التحرير وقتل الشهداء، لم يقل أحد ذلك، وليس لأنه أصدر أوامره بقتل المتظاهرين، المحكمة لم تجد دليلا قاطعا على ذلك، لكنه استحق العقوبة فقط لأنه أهمل وتراخى فى أداء مهام وظيفته كرئيس للجمهورية، وفى مقدمتها حماية الأرواح والأنفس. وبالمقابل فإن حوادث الطرق والقطارات أصبحت مسلسلا يوميا منذ أن تولى الرئيس مرسى مسئوليته رئيسا للجمهورية، لكن الرجل أهمل وتراخى فى أداء مهام عمله كرئيس للجمهورية وفى مقدمتها حماية الأنفس والأرواح.
الرئيس هو من تقدم مرشحا للمنصب الرئاسى، ولا يجب، أن يتحمل من انتخبوه عجزه عن التعامل مع تركة لم يكن يعلم أنها ثقيلة، والرئيس هو من قال «دماء الشهداء فى رقبتى»، وإن لم يكن قادرا على التعامل مع تركة مبارك، فليتحمل على الأقل مسئولية كلمته.
دماء المصريين ليست رخيصة، بل قادرة على «هز العرش» وإسقاط الحاكم، ولكم فى دماء شهداء يناير ومؤبد الرئيس المخلوع عبرة.



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دماء غزة والموقف المصرى المطلوب
- عصام العريان داعية ضد جماعته وحزبه ورئيسه
- الرئيس يناشد الفاسدين ويهددهم بثورة جديدة!!
- وطن جريح بين نادية حافظ وياسر على
- دستور 2012.. قراءة أولية فى مسودة أولى
- بؤس المثقف وثقافة البؤس.. د. رفيق حبيب نموذجا
- بديع يتكلم...!
- حكم الإخوان.. بين قرض الصندوق ومشروع الفنكوش
- ... ومازال الإخوانى عصام العريان يتجلى!!
- «الشريعة».. أزمة مجتمع أم أزمة إسلاميين؟
- كل عام وانتم بخير
- بعدما أصبح المشير مستشارا
- جريمة سيناء والرئيس منقوص الصلاحيات
- عودة «مجلس باطل»: المعركة الخطأ فى التوقيت الخطأ
- تأملات فى حالة سعادة
- هوامش على دفتر وطن مضطرب
- عن الرئيس «اللى سمع»... وأشياء أخرى
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس المصرى الجديد
- الثورة مستمرة حتى إسقاط العسكر... ومحاكمتهم
- لا جديد تحت الشمس... قاطعوا تصحوا


المزيد.....




- للكسل جائزة في كوريا.. مسابقة تكافئ من يجلس أطول فترة ممكنة ...
- وكالة أمن بحري: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليمن
- مراسلنا في ليبيا: اشتباكات مسلحة في الزاوية ونداءات لإخلاء ا ...
- قتيل وجريح.. مسيرة أوكرانية تهاجم سيارة بلدية في مقاطعة كورس ...
- نواب ألمان يقترحون حماية جزء من المجال الجوي الأوكراني من أر ...
- ردود قوية بين ناشط على مواقع التواصل ورجل الأعمال المصري نجي ...
- البرلمان العراقي يستعد لانتخاب رئيس جديد
- الزيارة الأولى منذ خمس سنوات.. محمد بن سلمان يتوجه قريبا إلى ...
- استشهاد طفلة ووالديها بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في غزة
- قصف إسرائيلي استهدف عدة منازل بمخيم بربرة وسط رفح


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هانى جرجس عياد - حاكموا الرئيس