أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هانى جرجس عياد - بديع يتكلم...!















المزيد.....

بديع يتكلم...!


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 3838 - 2012 / 9 / 2 - 13:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وبديع هذا أيها السادة الكرام هو الرجل الذى أعلن فى صيف 2010 (عشية الثورة) عن اكتشافه العبقرى أن الرئيس محمد حسنى مبارك هو والد كل المصريين، وكشف النقاب فى برنامج تلفزيونى على الهواء، أنه أرسل له (يقصد الوالد) رسالة تهنئة بمناسبة عودته سالما من ألمانيا بعد إجراء عملية جراحية هناك.
أما إن سألت عن وظيفته فهو ليس شيخ حارة ولا شيخ طريقة كما تساءل الكاتب الصحفى الأستاذ حمدى رزق، لكنه زعيم «جماعة» خارجة على القانون، تمارس عملها فى «الظلام»، تتحدى القانون وترفضه، لا يعرف أحد أوجه نشاطها، وما هى طبيعة عملها، ولا يعرف أحد مصادر تمويلها ولا حجم أموالها ولا مسارب إنفاقها، ولا عدد العاملين فيها بأجر، ولا المتطوعين ولا عدد أعضائها (وهذه بالمصادفة! سمات العصابات!!).
ورغم ما تبين من أن «الجماعة» تخصص سرقة ثورات واتهام الثوار بالكفر والعمالة، وتدعى أنها تحمل توكيلا سماويا للحكم على الأرض، وتحتقر مصر (طز فى مصر)، وتهين المصريات (البنت اللى مش فى الإخوان تبقى جاية من ع الرصيف)، وتزدرى كل مصر «فلوطة» ليس عضوا فى «الجماعة»، أقول رغم كل هذا يبقى على “الجماعة» أن تخرج من ظلام العصابات إلى نور الجمعيات والمؤسسات الأهلية.
وعندما يتكلم الزعيم (أقصد محمد بديع وليس عادل إمام) على الجميع أن ينصت، فالرجل ينطق الحكمة، وله من الأقوال ما أذهل العالم بحكمته وفصاحته، وما سوف يسجله التاريخ فى باب الأقوال المأثورة، فقد أفتانا من قبل أن محصول القمح زاد ستة أضعاف بعد انتخاب الرئيس مرسى (انبهر العالم بعد اكتشاف بديع أن زراعة القمح وحصاده تستغرق خمسة أيام إلا ربع!)، ودعا الشعب إلى الإخلاص فى الصلاة حتى يعم الخير (وقد كان الناس يعتقدون –عن جهل- أن العمل وحده هو الكفيل بتعميم الخير، إلى أن اكتشف بديع أن الصلاة هى التى تفعل ذلك وأن عجلة الإنتاج يمكن أن تسير ببركة دعا الوالدين).
جديد هذا البديع اليوم أنه أكتشف أن «أعداء مصر فى الداخل والخارج لن يألوا جهداً فى سبيل وقف مسيرتنا، وسوف يسخرون أموالهم وعملاءهم لوقف (النهضة) أو تعطيلها، ووضع العقبات فى طريقها»، والراجح عندى أن الرجل لا يكذب، لكنه ربما كان نائما عندما أعلن نائبه القوى خيرت الشاطر أنه ليس لديهم لا مشروع ولا نهضة، إنما فقط «شوية أفكار»، وعندما استيقظ لم يبلغه أحد أن «رجل النهضة» قد كشف سر الفنكوش، فبقى الرجل يتحدث عن النهضة، غصب عنه، مخدش باله!!.
بديع لم يقل لنا من هم هؤلاء الأعداء الذين يتربصون بهم فى الداخل والخارج؟ فما أعرفه أن أمريكا راضية عن “الجماعة» ومسرورة بها، وإسرائيل تبدو مطمئنة مرتاحة البال، وأوربا الغربية لم يصدر عنها ما يشير إلى قلقلها من وجود جماعة خارجة على القانون فى السلطة، والصين فتحها الرئيس الإخوانى محمد مرسى منذ ساعات قليلة، وطوال العمر فى الخليج راضون عن “الجماعة» ويمولونها، فهل يقصد الأخ بديع أن عصابة بشار الأسد فى دمشق هى «أعداء الخارج»؟ لا استبعد ذلك، ربما «بحكم المنافسة وحكم الجوار» على رأى عمنا أحمد فؤاد نجم، وإن كنت أظن أن المأزق الذى يعانى منه بشار الآن لا يمنحه أية فرصة لا للمنافسة ولا حتى للجوار، ليبقى السؤال معلقا فى رقبة الأخ الزعيم «من هم أعداء الخارج؟».
أما فى الداخل فقد جاء لنا الرئيس محمد مرسى بحكومة هى مزيج من فلول نظام المخلوع (عفوا أقصد والد كل المصريين!!)، مع بعض «الجماعة» والمتعاطفين معها، وأعاد توزيع كعكة الصحافة القومية بين الفريقين، رجال «الجماعة» ورجال المخلوع (عفوا أقصد والد كل المصريين!!)، ثم أكرم العساكر أخر كرم فلم يبخل عليهم لا بقلادة ولا بمنصب، فمن هم هؤلاء «أعداء الداخل» إذن؟
لم يبق أمامنا سوى اليسار والاشتراكيين والليبراليين والناصريين، وكل من يرفض دولة (الابن البار لأبيه مبارك) أقصد الأخ بديع زعيم «الجماعة»، والمعروف أن «الجماعة» ومنذ استفتاء مارس 2011، سيء الصيت والسمعة، قد وضعت كل هؤلاء على قائمة العملاء الذين ينفذون أجندات أجنبية ويتلقون تمويلا من الخارج، وزادت أنهم «كفار»، ثم عاد الإخوانى عصام العريان قبل أيام قليلة ليهاجمهم من جديد وبنفس التهم (تحولت تهمة الكفر إلى احتقار الدين)، وانضم إليه لاحقا السيد حسن البرنس بنفس المعزوفة، ثم أطل علينا الزعيم باتهامات لأعداء وهميين، لم يقل لنا من هم!! رغم أن الأمر لا يستدعى بحثا لتكتشف أن تلاميذ بديع يرون فى اليسار بكل مدارسه عدوا لهم، فراحوا يحاربونه ويشهونه.
لعشرات السنين صدعتنا «الجماعة» بشعار «الإسلام هو الحل»، وعندما وصلت إلى السلطة التشريعية، بقيت ستة شهور (من 23 مايو وحتى 14 يونيو) دون أن تقدم لنا تشريعا واحدا لحل أى مشكلة من مشاكل مصر التى لا حصر لها، اللهم إلا إذا كانت اللغة الإنجليزية والقنوات الإباحية هى أزمات ومشاكل مصر!!
ومنذ أكثر من شهرين ومصر يحكمها رئيس إخوانى، أعرف أنها فترة غير كافية لحل أى مشكلة، لكنها بالقطع فترة أكثر من كافية ليعلن لنا الرئيس كيف سيحل مشاكلنا، فقط كيف؟ ومع ذلك لم نر ولم نسمع أكثر من قرض صندوق النقد الدولى، رغم أن «الجماعة» ترفع شعار «الإسلام هو الحل» منذ عشرات السنين، ويفترض أنها تعرف (منذ عشرات السنين) كيف تحل مشاكلنا وأزماتنا!! لكنهم حتى بعد أن صدعونا بمشروع النهضة، إذا بالرجل الذى قالوا أنه سيأتى بما لم تأته الأوائل يطل علينا باسما «هيييييييه ضحكت عليكم، مفيش مشروع ومفيش نهضة»، بينما الزعيم بديع مازال مصرا أن هناك أعداء يريدون تعطيل النهضة!!
ويا زعيم «الجماعة»، اليسار لا يعادى أحدا إلا أعداء الوطن والشعب، اليسار يعارض سلطة وحكم الإخوان، ليس لأنهم إخوان، لكن لأن ليس لديهم ما يقدمونه لفقراء هذا البلد سوى معونات الزيت والسكر فى مواسم الانتخابات، اليسار يا زعيم «الجماعة» يملك مشروعا حقيقيا للنهضة وليس فنكوشا، وسوف يظل اليسار مدافعا أمينا عن مصالح هؤلاء الذين تسعون لتزييف وعيهم وتخدعونهم بمشاريع وهمية وشعارات لا تعرفون لها مضمون.
اليسار أيها الابن البار للرئيس المخلوع يعارض جماعتك الخارجة على القانون، بينما أنتم من يعادى اليسار لأنكم تعرفون تماما أن «اليسار هو الحل»، وهذا هو كابوسكم.



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكم الإخوان.. بين قرض الصندوق ومشروع الفنكوش
- ... ومازال الإخوانى عصام العريان يتجلى!!
- «الشريعة».. أزمة مجتمع أم أزمة إسلاميين؟
- كل عام وانتم بخير
- بعدما أصبح المشير مستشارا
- جريمة سيناء والرئيس منقوص الصلاحيات
- عودة «مجلس باطل»: المعركة الخطأ فى التوقيت الخطأ
- تأملات فى حالة سعادة
- هوامش على دفتر وطن مضطرب
- عن الرئيس «اللى سمع»... وأشياء أخرى
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس المصرى الجديد
- الثورة مستمرة حتى إسقاط العسكر... ومحاكمتهم
- لا جديد تحت الشمس... قاطعوا تصحوا
- بين المباركيين والإخوان: من ينقذ مصر من كوارث قادمة؟
- رسالة مفتوحة إلى الإخوان المسلمين: بعد الحكم فى قضية القرن ا ...
- لا تجهدوا أنفسكم... شفيق هو الرئيس وهذا هو السيناريو
- والإخوان أيضا فلول
- بين مرسى وشفيق: للثورة خيار أخر
- ملاحظات أولية على نتائج شبه نهائية
- حمدين صباحى هو الحل


المزيد.....




- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هانى جرجس عياد - بديع يتكلم...!