أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هانى جرجس عياد - كل عام وانتم بخير















المزيد.....

كل عام وانتم بخير


هانى جرجس عياد

الحوار المتمدن-العدد: 3824 - 2012 / 8 / 19 - 19:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


** فى سبعينيات القرن الماضى وعدنا الرئيس الأسبق أنور السادات ببناء دولة العلم والإيمان، وقال عن نفسه إنه رئيس مسلم يحكم دولة مسلمة، وكانت النتيجة دولة الانفتاح السداح مداح التى انزوى العلم فيها وانهار، مع انتشار تدين الزبيبة واللحية والجلابية البيضاء والدبلة الفضة، بينما الفساد ينتشر ويتفشى كما السرطان فى كل مفاصل وأركان دولة «العلم والإيمان»، ثم كانت الذروة الدرامية أن يهبط الرئيس المؤمن فى مطار بن جوريون ليعانق جولدا مائير ومناحيم بيجين!.
وفى مطلع الألفية الثالثة، وبعد ثورة سالت فيها دماء، وعدنا الرئيس محمد مرسى ببناء دولة العلم والقانون، وبغم أن أحدا لا يفتش فى النوايا، فإن الخبرة التاريخية تقول إن «الجواب يبان من عنوانه»، والعنوان الماثل أمامنا يقول إن القانون مازال حلما بعيد المنال، بشهادة أن جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها الرئيس، مازالت جماعة غير شرعية خارجة على القانون، والرئيس الذى واجه طنطاوى وعنان وأنهى حالة ازدواجية السلطة، يبدو حتى الآن عاجزا عن مواجهة بديع والشاطر لينهى حالة الخروج على القانون، وبشهادة انتهاك القانون فى دهشور على مرأى ومسمع الجميع وفى «عز الضهر»، والرئيس يبدو وكأنه لم يعرف بما جرى هناك.
بقاء الجماعة الخارجة على القانون، يحيل كل كلام الرئيس عن احترام القانون إلى مجرد كلام، وربما يحدد بالتالى معالم دولة العلم والقانون التى بشرنا بها سيادته.

** أدى الأستاذ محمد بديع زعيم الجماعة الخارجة على القانون صلاة العيد فى مرسى مطروح، حيث يمضى إجازة العيد، وعقب خطبة العيد أمسك السيد بديع بالميكروفون وطالب المصلين «بالإخلاص فى العبادة حتى يعم الخير البلاد». وبداية فأنا لا أعرف معنى محددا لمصطلح «يعم الخير»، ربما هو أقرب إلى مصطلحات «أهلى وعشيرتى» القادم إلينا من عصر الخيمة والقبيلة والماء والكلأ، و«ديوان المظالم» لصاحبه هارون الرشيد (هل يمكن أن نستورد النساء والخمر أيضا من زمن ذلك الخليفة؟)، لكن المؤكد أنه مصطلح لا علاقة له بدوران بسكيلتة الإنتاج الشهيرة، والزراعة والصناعة والمشروعات الصغيرة، ولا علاقة له حتى بمعارض السلع المعمرة. ثم أننى لم أفهم أيضا كيف أن الإخلاص فى العبادة يؤدى إلى تعميم الخير (حتى بمفهوم الماء والكلأ)، فالعبادة يا فضيلة مرشد الإخوان المسلمين شأن خاص جدا بين الخالق والمخلوق، تعود بالنفع (أو بالخير) على صاحبها وحده وحصرا، أما ما يعود بالخير على البلاد فهو الإخلاص فى العمل يا فضيلة المرشد، إلا إذا كانت دولة العلم والقانون هى إعادة إنتاج لدولة العلم والإيمان.
وفى تفاصيل خبر صلاة مرشد الجماعة فى مرسى مطروح أنه أدى الصلاة وراء السيد خلف فؤاد زغلول أمين حزب الحرية والعدالة فى المحافظة، فهل عضوية حزب الحرية والعدالة الجناح السياسى لجماعة خارجة على القانون تجعل من صاحبها إماما وخطيبا؟.
ثم أننى فى المحصلة لا أفهم معنى أو قيمة صلاة رجل خارج على القانون، تخصص سرقة ثورات، وتكفير المعارضين!.
(ملاحظة: ربما يعتقد فضيلة مرشد الجماعة أن هذا الكلام فيه مساس به أو إهانة له، فهل سيلجأ إلى القانون؟ أم سيتهمنى بالكفر ويدعى عليَّ فى ساعة مغربية؟)

** لا أستطيع أن أخفى إعجابى بجولات رئيس الوزراء الميدانية «المفاجئة!»، سواء للتسوق أو لتفقد بعض مواقع العمل، لكننى لا أفهم كيف تكون هناك دائما كاميرا تلتقط له الصور، حتى وهو يقطع تذكرة مترو من محطة محمد نجيب، ثم وهو ينزل من المترو –بعد حوالى ست دقائق- فى محطة الدقى؟

** من سمات ثورة 25 يناير أنها ثورة باسمة، حيث فجرت أيام التحرير كل ما فى المصريين من خفة دم وسرعة بديهة وأعادت البسمة مرة أخرى إلى وجوههم بعد غياب 30 سنة. ولأن الثورة الآن فى غيبوبة، فهناك من أخذ على عاتقه مسئولية رسم الابتسامة على وجوهنا، منهم حزب التحرير الإسلامى. دعك الآن من معنى كلمة «تحرير» فى اسم الحزب، وهل المقصود اسم مكان (ميدان التحرير)؟، أم هو فعل التحرير؟ وتحرير مَن مِن مَن؟ وهل هناك تحرير إسلامى وتحرير كافر مثلا؟، دعك من كل هذا وتأمل.. وابتسم.
أقام حزب «التحرير» الإسلامى حفل إفطار يوم الجمعة 17 أغسطس فى فندق هيلتون رمسيس (واخد بالك معايا هيلتون رمسيس)، وعلى هامش الإفطار أعلن الحزب ما قال عنه إنه مشروع دستور الدولة الإسلامية، الذى جاء فى مقدمته أنه يهدف «إلى تحقيق الدولة الإسلامية بكامل شكلها ونظامها» وليس مهما الآن أن الدستور لا يحقق دولة وإنما ينظم العلاقات داخل دولة متحققة بالفعل، فالمهم الآن أن الدستور المذكور «ليس مختصاً لدولة معينة وإنما لدول العالم أجمع تمهيدا لتحقيق الخلافة»، يعنى أن الأخوة فى حزب «التحرير» أخذوا على عاتقهم مسئولية وضع دستور واحد لدول العالم أجمع، لألمانيا والولايات المتحدة وأستراليا واليابان...الخ.. ربما على سبيل القيام بدورهم فى رسم الابتسامة على شفاهنا.
وفيه أيضا أن «الأمة هي التي تنصب الخليفة ولكنها لا تملك عزله متى تمت بيعته علي الوجه الشرعي»، وعلى شعوب الدول المذكورة أعلاه مراعاة ذلك والالتزام به، رغم أن الشعب اليابانى الذى أبهر العالم بأدبه وأخلاقه واختراعاته لا يعرف شيئا عن الوجه الشرعى للبيعة.
واهتم دستور حزب التحرير الإسلامى كذلك بالمرأة فنص على أن «الأصل في المرأة أنها أم وربة بيت، وهي عرض يجب أن يصان، والأصل أن نفصل الرجال عن النساء ولا يجتمعون إلا لحاجة يقرها الشرع ويقر الاجتماع من أجلها كالحج أو البيع»، ولنتجاوز مؤقتا عن اسطوانة أم وربة بيت المشروخة، ولنحاول أن نفسر معنى أن «البيع» من الضرورات التى تبيح الاختلاط، مثله مثل الحج؟ طيب الحج وفهمنا، إنما «البيع» يعنى أيه؟ هيبيعوا أيه ولمين؟ وليه لازم المرأة تبقى موجودة وتختلط بالرجال؟ وهذا أمر ضرورى ومهم حتى تفهم شعوب العالم أجمع حالات الاختلاط المسموح بها، فى دولة خلافة حزب «التحرير» الإسلامى.
ويا أيها الذين فى حزب التحرير الإسلامى، ما اعرفه أن هيلتون رمسيس بدعة قادمة إلينا من فسطاط الكفر، إلا إذا كنتم تقصدون استعادة زمن قصور وذهب وحرير خلفاء الدولتين الأموية والعباسية، بينما الناس فى مصر لازالت نائمة تحت الكبارى وستبقى، لأن دستور دولتكم لا يقدم لهم حلولا.
وفى كل الأحوال نحن نشكركم أن رسمتم ابتسامة على شفاهنا فى زمن «التحرير» الإسلامى والجماعة الخارجة على القانون. وما أدراك ما هذا الزمن.
وكل عام وانتم بخير



#هانى_جرجس_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعدما أصبح المشير مستشارا
- جريمة سيناء والرئيس منقوص الصلاحيات
- عودة «مجلس باطل»: المعركة الخطأ فى التوقيت الخطأ
- تأملات فى حالة سعادة
- هوامش على دفتر وطن مضطرب
- عن الرئيس «اللى سمع»... وأشياء أخرى
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس المصرى الجديد
- الثورة مستمرة حتى إسقاط العسكر... ومحاكمتهم
- لا جديد تحت الشمس... قاطعوا تصحوا
- بين المباركيين والإخوان: من ينقذ مصر من كوارث قادمة؟
- رسالة مفتوحة إلى الإخوان المسلمين: بعد الحكم فى قضية القرن ا ...
- لا تجهدوا أنفسكم... شفيق هو الرئيس وهذا هو السيناريو
- والإخوان أيضا فلول
- بين مرسى وشفيق: للثورة خيار أخر
- ملاحظات أولية على نتائج شبه نهائية
- حمدين صباحى هو الحل
- أحمد الجيزاوى يفضح حكام هذا الزمان
- إرضاء لله... تاجر يحكم مصر!!
- عن الإخوان والعسكر و«شوية العيال بتوع الثورة»
- «قانون الحرابة»... هروب من أزمات الوطن إلى تقنين «جرائم ضد ا ...


المزيد.....




- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هانى جرجس عياد - كل عام وانتم بخير