أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عوني الداوودي - بلقيس العاشقة














المزيد.....

بلقيس العاشقة


عوني الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 3913 - 2012 / 11 / 16 - 16:06
المحور: الادب والفن
    


العشق درجة فوق الحب ... ومن يبتلي به يتحول إلى متصوف، وبلقيس تعشق الحب، والكلمة، والموسيقى، والإنسان بمسارات متوازية ... والشاعر العاشق أمامه حالتين لا أكثر، أما الإبداع أو الجنون .. وهي أخذت من هذا وذاك، أنها مبدعة فذة، وقد مس الجنون جوانب من روحها العاشقة.

بلقيس شاعرة تعشق مفردات الحياة اليومية بأدق تفاصيلها، وما يحيط بكينونة الإنسان وأحاسيسه، وتتميز بحس ٍ مرهف واع ٍ لما يدور حواليّ الكلمة والعبارة، أنها تسمع إيقاع الكلمة وموسيقاها عن بعد وتميزها، ومدى صلاحيتها للزمكان، وهي شاعرة مثقفة تشربت بأبجديات الثقافة الأدبية والسياسية منذ نعومة أضفارها، وتربت في بيئة شعرية أدبية سياسية إنسانية، في بيت من بيوتات عراق الستينات والسبعينات التي كانت عامرة بحب الإنسان وضد ثقافة الزيتوني والمسدس، أنها أبنة سوق الشيوخ إحدى مدن محافظة الناصرية في الجنوب العراقي، وهذه المدينة أم ولادة لكبار الشعراء العراقيين.

نظمت الشعرعمودياً وهي لم تزل طفلة بمقاييس الأعمار، لم تتعدى الحادية عشرة ربيعاً،

أحيت الشاعرة بلقيس أمسية شعرية حوارية في البيت الثقافي العراقي، وتوقيع ديوانها الثالث " أجمل المخلوقات رجل " في مدينة غوتنبورغ السويدية تلبية لدعوة كريمة من البيت الثقافي العراقي، وجمعية المرأة العراقية ... وبعد تقديمها من قبل الصديق الأستاذ عباس سميسم، بدأت الشاعرة. بتلقائية، وسلاسة، الحديث عن بداياتها الأولى، وكيفية حرص والدها الشاعر العراقي المعروف عبدالحميد السنيد على بث روح الأدب والشعر في نفوسهم هي وأخوانها، وتشجيعهم مادياً ومعنوياً على حفظ الشعر والإطلاع على أمهات الكتب في مكتبتهم العامرة التي تجاوزت عناوينه الثلاثة آلاف كتاب.
و تقول عن والدها: كان يكتب أحياناً صدر بيت من الشعر ثم يطلب منهم تكملة البيت، أي من يكتب العجز المكمل معنى وأيقاعا وموسيقى، ومن يأتي بالأجمل كانت الهدية المفعمة بالحب والتشجيع بإنتظاره.
وبعد سرد حكايا دافئة تدغدغ المشاعر عن ذاك الماضي البعيد بلسانٍ فصيح، وعيونٍ براقة تشع بالمعرفة والإمكانيات اللغوية والثقافية، عرجت على جوانب من حياتها السياسية وكيفية هروبها رغم قرارات المنع بحقها للسفر خارج العراق ..

بلقيس تتقن نطق مخارج الحروف وسلامة إيصالها للمتلقي برقي وتمكن يدل على عشق صافٍ، واتصال يومي بلغتها العربية لا من باب النطق وبديهية الحديث والإستماع، حسب، بل في حالة من التأمل لإستنباط الجميل والأجمل من اللغة، كما تتصف بدرجة عالية من الجودة في الإلقاء الشعري الذي ينقل المتلقي لا سيما المثقف لعوالم صوفية، والإستسلام لحالة من الخدر الجميل.
وبينما يجهد الكثير من شعراء الحداثة وكُتاب قصيدة النثر بإتيان قصيدة عمودية واحدة للتفاخر بإظهار الإمكانيات اللغوية، نرى بلقيس وكما تقول بأنها تكتب القصيدة العمودية بتلقائية، ومن ثم تحاول تكسيرها لقصيدة التفعيلة، وتحويلها للشعر الحر. وفي هذا دلالات واضحة لإمكانياتها اللغوية، وكتابتها القصيدة في وقت مبكر من عمرها، والاستمرار في التلقي والإطلاع وصقل الموهبة.

تتوزع الخارطة الشعرية لإنتاج بلقيس الأدبي، على حقول عدة تتمحور في مجملها على الإنسان وخفايا مكنوناته، فالحب علامة بارزة في شعر بلقيس، والمرأة وما يحيط بها من تابوات مجتمعية ذكورية تأخذ مساحة كبيرة، كمبدأ لا يقبل المساومة والتدليس تحت أي مسمى كان ... كذلك أحتل نضال الشعوب في سبيل التحرر من قيود الإحتلال، والإستغلال والظلم حيزاً كبيراً من نتاجها الشعري.

وعلى الغلاف الثاني لديوانها الجديد اختارت أبيات من قصيدة " رجل من عسل "

تومئُ لوحدتي أنْ اتبعيني
رجلٌ من عسل ٍ أنت
كيف لي، وأنا النحلةُ، التوقف عن الدوران من حولكَ ؟
.......
تومئ لورحي بالحب
رجلٌ من عسل ٍ أنت
كيف لي، وأنا الغارقة بالحرمان، التوقف عن الجري وراء ظلك ؟
.......
تومئ لشفتيّ بقبلة
رجلٌ من عسل ٍ أنت
كيف لي، وأنا الحالمة بجناحين، التوقف عن الرحيل إلى
حيث تزقزق العصافير ؟
......
تومئُ لعيني بارتعاشة ِ رمش ٍ
رجلٌ من عسل ٍ أنت
كيف لي، وأنا السجينة بقفص الحيرة، الامتناع عن النظر إليك ؟
......
تومئ لفلسفتي بالاختراق
رجلٌ من عسل ٍ أنت
كيف لي ألاّ أعبدك
وهل أعبدك
وأنا الرافضة لكل وثن ؟



#عوني_الداوودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهير كاظم عبود يطرق أبواب لم تُطرق من قبل
- التمييز الجنسي كارثة لا نعي أبعادها المدمرة
- عروس الثورات، الثورة السورية
- كحيوان الكسلان مر عام 2010 على أعصابي
- التمدن يكشح التخلف
- إلى جندي مجهول يتربع القمم
- عاللي جرى
- إيران، إيران. أين السعودية ؟؟
- تقييم الحوار المتمدن في سنته السابعة
- أمثل أبا فرات يُقتل ؟
- كركوك وتوابعها حكم التاريخ والضمير ، دراسة وثائقية عن القضية ...
- سيبقى الدكتور سلمان شمسة حياً بيننا
- جريمة التعذيب في العراق
- يقال عن السعودية ، والعهدة على الرواة
- متى ستستريح هذه المعبودة ، الأم العراقية ؟
- شهداء قلعة دمدم
- المسيجية في بلاد الرافدين شجرة باسقة وعملاقة ، ووارفة الضلال
- الأرقام والأحصائيات ، ياليتها نطقت، لكنها تفصح ، وتقول الكثي ...
- ما دخل تركيا بتمتع الكورد في العراق بالتمتع بالحكم الذاتي
- القرار 137 = العودة الى عصر الحريم


المزيد.....




- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...
- يحقق أرباح غير متوقعة إطلاقًا .. ايرادات فيلم احمد واحمد بطو ...
- الإسهامات العربية في علم الآثار
- -واليتم رزق بعضه وذكاء-.. كيف تفنن الشعراء في تناول مفهوم ال ...
- “العلمية والأدبية”.. خطوات الاستعلام عن نتيجة الثانوية العام ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عوني الداوودي - بلقيس العاشقة