أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عوني الداوودي - عروس الثورات، الثورة السورية














المزيد.....

عروس الثورات، الثورة السورية


عوني الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 3488 - 2011 / 9 / 16 - 08:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



لماذا هذه المكانة البارزة للثورة السورية في الوجدان، وفي أدبيات الثوار والأحرار في العالم، وما بين الثورات العربية !!؟؟ ... طالما أن الدكتاتوريات لا هوية لها وجميعها تنتمي لعائلة الطغيان الكريهه، حسب ما علمتنا كتب التاريخ، والإستبداد هو نفسه مهما تسربل بجديد الديماغوجية، وكل سلطة مفسدة، والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة، على حد قول المؤرخ الإنكليزي " لورد أكتون " ... وما نالته المجتمعات الشرق أوسطية على يد حكامها تعد من المراحل والفترات المظلمة في مسيرة التاريخ البشري، لا على التعيين سواء في العراق أو سورية، أم في مصر، أو باقي البلدان العربية، إلا في حالات نادرة، وبشكل نسبي، بنسبة دموية و وقاحة هذا الحاكم عن ذاك.
لكن. لماذا الثورة السورية بالذات ؟ ذلك أن النظام السوري أبرع وبشكل ملفت للنظر بالخباثة والكذب وقلب الحقائق مصحوبة بقمع وحشي متميز لم يضاهيه قمع في المنطقة، إلا في نظام حكمه التوأم، وأعني حكم البعث في العراق.
كما أن الموقع الجيوبولتيك لسورية تاريخياً أعطتها ميزة اللعب بأكثر من ورقة ضمن محيطها الإقليمي والدولي، فلهذا ليس من السهل على الشعب السوري الحصول على دعم دولي مباشر كما حصل وما رأيناه في ليبيا، دون دراسات وخطط مرسومة بدقة لما بعد نظام الأسد.
وأن النظام السوري كان السباق، أو بالأحرى النظام الوحيد الذي إستطاع توريث الحكم في بلد نظامه جمهوري بدون أي ضجة تذكر ، وأن دل هذا على شئ، أنما يدل على مدى تحكم قبضة النظام على مفاصل الدولة والمجتمع السوري، والتي بدورها تعطينا صورة واضحة عن طبيعة هذا النظام العائلي، أو المافيا العائلية حسب توصيف الكاتب السوري الدكتور محي الدين اللاذقاني.
وأن هذا النظام يمتلك أثنتي عشرة جهاز أمن ومخابرات وإستخبارات، تتجسس على بعضها البعض، وفي نفس الوقت دُربت وأُهلت بعناية فائقة لتحصي أنفاس الشعب السوري، وعلى مدى أكثر من أربعة عقود إستطاع هذا النظام المافيوي القضاء على كل أشكال التذمر والمعارضة، بالحديد والنار، والتصفيات الجسدية، والتغييب في السجون، والخطف من البيوت والشوارع، ويكفي القول أن الآلاف من السوريين واللبنانيين المفقودين منذ عقود في سوريا ولليوم لا أحد يعلم ما حل بهذه الجموع البشرية على يد أجهزة هذا النظام.

كما برع أيضاً بترويض بعض النخب المثقفة للسير في ركابها، وخداع البعض الآخر من المثقفين السطحيين تحت شعار محاربة العدو الإسرائيلي، والجولان المحتل، وتحرير فلسطين وعاصمتها القدس وما شابه ذلك من خطاب ثورجي فارغ، والحقيقة التي لمستها الشعوب العربية في ربيع ثوراتها أن هؤلاء الحكام وعلى رأسهم النظام السوري كانوا بمثابة الحارس الأمين لوجود وديمومة إسرائيل.
والترويض شمل أيضاً شرائح ليست بالقليلة من المجتمع السوري بالترغيب والترهيب، وأن هذا النظام له أطراف إختبوطية تلعب بمهارة في جميع دول الجوار السوري، لا سيما في لبنان والعراق، وله باع في تضليل الرأي العام، كما له تحالفات قوية وأستراتيجية مع النظام الإيراني الذي يُعتبر من اللاعبين الرئيسيين في منطقة الشرق والأوسط.
إضافة إلى إتفاقات عسكرية على المدى الطويل مع روسيا الدولة الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والتي أجهضت حتى هذه الساعة أي قرار أممي يمكن له الحد من بطش هذا النظام ضد أبناء شعبه العزل.
تُعتبر الثورة السورية من وجهة نظري، عروس الثورات، ذلك أنه قل لشعب أن يصمد ويستمر في ثورته أمام جبروت جلاوزة النظام، وشبيحة غلاض قساة عديمي الضمير والإحساس، لا يتورعون بإتيان أشنع الأفعال الوحشية لقاء فتات موائد أسيادهم، هذا الشعب يقابل الرصاص بالموسيقى والغناء، ويودع شهدائه بالتصفيق والهتاف، شعب تبنى سلمية الثورة شعاراً وممارسة.
إنها حقاً عروس الثورات
بوركتم أيها الأحرار ... آن لكم قبر سوريا الدولة المافيوية، وإحياء سوريا التاريخية، سوريا الحضارات، وشعبها المعطاء الكريم الأبي الذي قال كلمته ... كفى، ولا ... للدكتاتورية.



#عوني_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كحيوان الكسلان مر عام 2010 على أعصابي
- التمدن يكشح التخلف
- إلى جندي مجهول يتربع القمم
- عاللي جرى
- إيران، إيران. أين السعودية ؟؟
- تقييم الحوار المتمدن في سنته السابعة
- أمثل أبا فرات يُقتل ؟
- كركوك وتوابعها حكم التاريخ والضمير ، دراسة وثائقية عن القضية ...
- سيبقى الدكتور سلمان شمسة حياً بيننا
- جريمة التعذيب في العراق
- يقال عن السعودية ، والعهدة على الرواة
- متى ستستريح هذه المعبودة ، الأم العراقية ؟
- شهداء قلعة دمدم
- المسيجية في بلاد الرافدين شجرة باسقة وعملاقة ، ووارفة الضلال
- الأرقام والأحصائيات ، ياليتها نطقت، لكنها تفصح ، وتقول الكثي ...
- ما دخل تركيا بتمتع الكورد في العراق بالتمتع بالحكم الذاتي
- القرار 137 = العودة الى عصر الحريم
- قراءة في مؤتمرات المعارضة العراقية - سابقاً - حول الفدرالية ...
- النفط وكركوك كانتا ولا تزالان، وبالاً على الشعب الكوردي
- إمارة سوران في عهد الباشا الكبير محمد كور باشا الراوندوزي


المزيد.....




- كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية
- باستخدام العصي..الشرطة الهولندية تفض اعتصام جامعة أمستردام ...
- حريق في منطقة سكنية بخاركيف إثر غارة روسية على أوكرانيا
- ألمانيا تعد بالتغلب على ظاهرة التشرد بحلول 2030.. هل هذا ممك ...
- في ألمانيا الغنية.. نحو نصف مليون مُشّرد بعضهم يفترش الشارع! ...
- -الدوما- الروسي يقبل إعادة تنصيب ميخائيل ميشوستين رئيسا للوز ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود إضافيين في صفوفه
- مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي يقرر توسيع هجوم الجيش على رفح
- امنحوا الحرب فرصة في السودان
- فورين أفيرز: الرهان على تشظي المجتمع الروسي غير مُجدٍ


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عوني الداوودي - عروس الثورات، الثورة السورية