سريانيات - درس سرياني - 6

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 3912 - 2012 / 11 / 15 - 12:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

سريانيات : درس سرياني – 6
أرضنا جسر السريانية ..
كان ذلك نهاية الدورة الأولى لعام 1964 – 1965 , يوم أخذت نتيجة الإمتحان للسنة الأولى في جامعة دمشق كلية الاّداب – مادة اللغات القديمة – اللغة السريانية .
يوم تعرفت عليها وفكيت رموزها وتعلمت أبجديتها وحفظتها . أحببتها عشقتها فرحت بها , لا أدري لماذا كانت عندي مادة الفرح ؟ هل لأنها كانت لغة السيد المسيح ؟ هل لأنها لغة أجدادنا واّباؤنا وأهل بلدتنا ووطننا منذ مئات بل اّلاف السنين !؟
أم لأنها لغة سَلسة , سهلة بسيطة دون تعقيد , حقيقة هي كل هذا ...
ففي هذه اللغة عبق ورائحة وأسرار وخفايا واكتشافات وماّثر , فيها جمال ومتعة وبساطة وعلاقة في لهجاتنا وكلماتنا الشعبية العامية اليومية في الجذور والأصل والإنتماء .
إنه ليشرّفني ومن دواعي فرحي واعتزازي بانتماؤنا وثقافتنا وجذورنا الحية الخصبة بكل القيم والمبادئ والخطوط الأولى في هذا الشرق العريق بحضاراته وبصماته الأولى في كل الميادين .. أن أكتب عنها ما يختلج في فكري وما أحب أن يصل للقراء من جمال في حروفها وثقافتها ( شذرة ) كنموذج يعبّر عن عمق وأصالة هذا الحرف ورسمه ولفظه الذي كان يوماً لغة العالم القديم كله من حدود الصين حتى حدود أوربا مروراً بأفريقيا ومنطقتنا الشرق أوسطية كلها ..


بعد نجاحي في الشهادة الثانوية ونيلي العلامة العليا في مادةي العربي و التاريخ في عام 1964 كان يحق لي حسب المعدل أن أقبل في كل الإختصاصات من الحقوق والفلسفة إلى أي مهنة ..فكان الميل يشدّني إلى التاريخ وهكذا تم تسجيلي .
ففي العام الأول ندرس كل شئ عن التاريخ القديم والحضارات ولغاتها القديمة بالإضافة إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية . كان أيضاً إختيار الطالب بين اللغات القديمة ( الفارسية , أو العبرية أو السريانية ) فكان الإختيار اللغة السريانية .. وحسن ما انتخبت –

..... حبذا لو كان جهاز الكمبيوتر الذي بين يدي مجهزاً بالحرف السرياني لأنقله لكم بلغته , ولكن !؟ , اّمل مستقبلاً ..
الاحرف السريانية 22 حرف :
أولف , بيث , كومل , دولت , هيه , واو , زين , حيث , طيث , يوث , كوف , لام , ميم , نون , سين , عين , فيه , صودى , قوف , ريش , شين , تاو ث .
أبجد ( أبكد ) هوّز حطّي كلمن سعفص قرشت -
الجيم = كاف , الكاف المصرية
الخط السرياني هو أقدم الخطوط , إلا أنه تغيّر على مدى الزمن .
أرضنا ... جسر السريانية
اّرام ..
اّرام إسم سوريا القديم قبل تنصّرها ,
والاّراميون , سكان سوريا القدماء ,
وبعد تنصّرهم عُرفوا بالسريان – أي سكان سوريا , ولغتهم السريانية – أي لغة سوريا .
:

أحببت اليوم في هذه السلسة السريانية التي كتبت عنها عدة أبحاث , أن أنقل للقارئ العزيز نموذج من اللغة السريانية لغتنا الأم ... ليتذوق القارئ رهافة اللغة وعمق مضمونها التربوي والإنساني والثقافي .. درس في الأمانة والتربية السريانية . لفظه بالسرياني كما يلي :

العنوان : الكيس بيده - أو بيده الكيس :
هركو شتيثويو = الدرس السادس
كيسو أبيدو
روذى , قوعى , أودي , قابل , شوقي – أفعال

كبرو نوش عاتيرو كاذ أوزل هوو .
بحاذ يوم لشوقو , نفل منه كيسو .
ملى زوزى ولو يذع به , وروذى هوُ بوتره .
شبرو زعورو , وكاذ حزي لكيسو . دنفل من عاتيرو , محذو شقله ورهط , بوتار عاتيرو كاذ قوعى :
دودو دودو هو كيسو , دنفل منُخ . وشقل عاتيرو لكيسو , وأودي له لشبرو .
وكاذ صبو دنثل له ميدم لو قابل شبرو .
إلو إمار : لو عبدت ميدم , دشووى لا كرو , !
وحور به عاتيرو , واّنيذ ريشه وإمار : طوبو لأبهى ديث لهون بنيّو , طوبى أخ هونو .

الترجمة :
كان رجل غني من الناس, عندما كان يذهب في أحد الأيام للسوق , سقط منه كيس النقود , وهوملئ بالنقود .
وكان ولد ( شاب صغير ) يمشي بإثره أو خلفه . رأى الكيس يسقط من الغني , عندئذ , أخذه وأسرع بإثر الغني وهويصرخ :
يا عم .. يا عمّ , هوذا الكيس الذي سقط منك , فأخذ الغني الكيس وشكر الشاب ,
وكاد يعطيه أو يناوله شيئاً منه , فلم يقبل الولد وقال له : لا شئ عملت لكي أستحق الأجرة !
فنظر إليه الغني وهزّ رأسه قائلاً : طوبى لوالديك لأن لهم إبن صالح مثلك أو مثل هذا ..!
صفرو طوبو : صباح مبارك
مريم نجمه / هولندة / خريف 2012

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل