ويسألونني ؟

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 3872 - 2012 / 10 / 6 - 19:21
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

ويسألونني ؟
كثيراً ماأسأل من الأصدقاء على الفيس بوك أين صيدنايا في الثورة ؟ لماذا صيدنايا..؟ أين دورها التاريخي ... الى غير ذلك ..؟
وأحيانا يكون السؤال غير برئ !! فكنت أجاوب باختصار جداً , فكان لا بد من تعليق مطوّل اليوم بمناسبة عزيزة علينا وهذا الجواب لديكم ..
تعريف :

عيد سيدة صيدنايا عيد بناء الدير والبلدة قديم وعريق ويوافق 8 أيلول وهو يوم ميلاد السيدة العذراء الذي أخذ إسمها .. يأتيها الحجّاج والزوار من كل أنحاء العالم , وتقام المهرجانات على مدى أسبوع قبل وبعد العيد وتزدحم البلدة بالزوار والضيوف والباعة والفعاليات الإجتماعية ..

في بلدة صيدنايا هناك اليساريين والشيوعيين والتقدميين والأحرار والمناضلين والمناضلات , تعذبوا واضطهدوا وشُردوا واستشهدوا وانسجنوا في كل معتقلات وسجون الديكتاتوريات في سوريا من سجن تدمر إلى المزة إلى عذرا فالقلعة والفروع الأمنية العديدة حتى يومنا هذا , والتوقيف والإعتقال والتعذيب و السجن من سنة – 14 عاماً , في عهد الشيشكلي والأسد الطاغية الأب والإبن , وما زالوا حتى الساعة قبل وبعد الثورة داعمين للإنتفاضة والحراك الشعبي بكل ألوانه ,, منهم للتذكير لا للحصر :
المحامي جريس الهامس , الصيدلي نقولا الزهر , المعلم جريس التلي , المعلم أديب معمَر , المعلّم إيليا سرحان , الطالب ذياب سرية , الطبيب موفق هلالة , الموظف متري الهامس ,, والشهيد عبدو ضاهر .. الذي استشهد في ( الثورة ) الشهر الماضي وغيرهم , , وصديقتكم كاتبة الحروف أول فتاة صيدناوية تشترك في مظاهرة نسائية ضد ديكتاتورية أديب الشيشكلي , ويحقق معها وتوقّف في فرع فلسطين وقدمت للمحاكمة وقد تبرع ودافع عنا عشرات المحامون السوريون أنا ومجموعة من الفلسطينيين .. في عهد الطاغية الأسد الأب ...
وغيرهم الكثير في التاريخ النضالي والوطني وحرب فلسطين48 - وتشرين .. لهذه البلدة النموذج في العلم والتحرر والوطنية والنضال والوعي السياسي والأدبي والثقافي والإخاء والتعاون المجتمعي والأصالة السورية ..
وهناك عشرات المئات من الناشطات والناشطين والكتاب على الفيس بوك مع الثورة وأكثر من ثلاث تنسيقيات : لصيدنايا ورنكوس والمعرّة معاً , أو مع القلمون .
... هناك بعض الأفراد من الحزب السوري القومي جلّهم مع النظام في كل العهود .
هناك الشيوعيين التحريفيين البرجوازيين والإنتهازيين ( جماعة بكداش ) الموالين للسلطة الأسدية وخدّام لهم ( الأسد الأب والإبن ) , ومدافعين عن النظام أكثر من البعثيين مع الأسف - المفروض هم من يقود الثورة منذ زمن !؟

هناك الشيوعيين العرب - الماركسيين اللينينين , والشيوعيين – المكتب السياسي – وحزب العمل , والمستقلين السياسيين وغيرها من التنظيمات السياسية السرية ..
الشيوعية قديمة في سوريا وصيدنايا خاصة , فمنذ عشرينات وثلاثينيات القرن الماضي أتذكّر بأن الجيل القديم كان يحمل هويات الإنتساب للحزب الشيوعي - وأحياناً بشكل عاطفي , فشباب صيدنايا والسياسة أصدقاء ولهم تجارب غنية تاريخية في هذا الحقل..!

بعد اغتصاب عائلة الأسد السلطة , بدأت السلطة الأسدية تشتري بعض المخبرين التابعين لجهازها الأمني الذي تضخم في عهد هذه الأسرة الطاغية بما لا يضاهى ويقارن عن بقية العهود - فبعضهم حزبيين منتفعين بعثيين وبعضهم موظفين . والبعض الّاخر شركاء تجارة وعمل مع الحزبين الكبار أو مع المخابرات . وبعضهم منتفعون ومهربون على دول الخليج بدعم والإشتراك مع أجهزة السلطة الأمنية والحزبية –
وبعد استلام البعث السلطة أيضا ركّزت على الأشخاص المغمورين والمغرورين والأمييّن , والذين يحبوا الظهور والمنفخة على فراغ وسطحية وجهل , ولا ننسى البرجوازيين الذين يخدموا كل العهود ولا يهمهم الخط السياسي الوطني للدولة المهم تمشي مصالهم ولو كانت على حساب اّلام الأكثرية من الشعب المضطهد الفقير , وإذا كان المثقف البرجوازي البعثي متعلماً فيجمع أكثرأقرباءه وأصدقاءه حوله " للزعامة " , ومنهم من توّصل لمجلس الشعب أو للسلك الديبلوماسي ,, والكل خدم السلطة القمعية بقصد وبغير قصد مع الأسف !!

هذه اللوحة في صيدنايا مثلها مثل بقية المدن والبلدات في سوريا , فلا نستغرب تصرفات البعض من مواقفه , ناس مع , وناس ضد , وناس على الحياد إما خوفاً أو حياد سلبي لا أعلم ؟
فتاريخ كل بلدة ومدينة يجب أن يكتب بأمانة وصدق للأجيال الجديدة والشباب الثوري الناهض للمعرفة والتغييرالديمقراطي التعددي بعد تحطيم وزوال مرحلة التعتيم والتضليل التي اعتمدها النظام الشمولي الفاسد ل 42 عاماً ..

فالحوار والقناعات تأتي نتيجة الممارسات الصحيحة ولنقد البنّاء والأفكار النيّرة المنفتحة على كل اتجاه وانتماء ...
ندائي في هذا اليوم المبارك عيد السيدة العذراء.. أن يقف أهالي المدينة الواعون والشرفاء وكل المستقلين الأحرار مع الثورة الشعبية ثورة الحرية والكرامة والحق , لإسقاط الدولة القمعية والإستبداد الطويل , وتضامنا وانتصاراً للشعب الثائر الذي غيّر وجه العالم وأصبح ( صيت ) الشعب السوري في " الأوج " في الأعالي .. لأن إسقاط النظام الديكتاتوري الأسدي الهمجي سند الدول الكبرى والرجعية والرأسمالية النهّابة والطائفية , وحامي دولة إسرائيل و حدودها , عملاً جباراً لا يستهان به والنصر للثورة الديمقراطية دائماً .. وكل عام وأنتم بعطر المحبة تتزّينون ............ 8 أيلول 2012
مرين نجمه / هولندا

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات