-مرسى- يتفاوض مع -الإرهابيين- !!!

مجدى نجيب وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 3910 - 2012 / 11 / 13 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

** كارثة جديدة فى مسلسل الكوارث التى طالعتنا عليها جريدة "المصرى اليوم" ، بالعدد الصادر بتاريخ 13 نوفمبر 2012 .. وبالصفحة الرئيسية .. خبر بالبنط العريض يقول "أوامر عليا بالتفاوض مع الجهاديين فى سيناء" ..

** أما مضمون الخبر يقول .. "مرسى كلف "عبد الغفور" بالبدء فى حملة واسعة للتفاوض والتواصل مع قبائل سيناء" .. فى الوقت الذى أكد فيه اللواء "أحمد حلمى" مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام .. إنه يسعى من خلال وسطاء لمبادرة تهدف إلى الحوار مع الجهاديين والجماعات الأصولية بمدينتى "الشيخ زويد" ، و"رفح" .. من أجل وقف العنف فى المنطقة ..

** فى نفس الوقت .. أكدت مصادر أمنية أن قوات الأمن تتمركز حاليا داخل مدينة العريش ، وعلى أطرافها .. لكنها ترفض التوجه إلى المنطقة الشرقية "الشيخ زويد" ، و"رفح" ..

** ويؤكد الخبر أنه للمرة الثانية خلال 24 ساعة .. تعرض أمس 12 نوفمبر 2012 ، معسكر الأمن المركزى بمنطقة الأحراش برفح ، إلى هجوم كثيف بالأسلحة النارية من جانب مسلحين .. وتمكن الجناة من الهرب !!! ...

** والكارثة أن قوات الأمن قامت بالرد الفورى والتعامل مع مصدر النيران ، وإجبار المهاجمين على الفرار .. ولم يسفر الحادث عن أى إصابات بين صفوف قوات الأمن ..

** هذا جزء من مضمون الخبر المنشور بجريدة المصرى اليوم .. ونتساءل ، هل مازالت هناك دولة إسمها مصر .. وهل بالفعل قامت ثورة تسمى "25 يناير" .. وهل هى ثورة قامت من أجل إسقاط نظام مبارك ، لصالح جماعة الإخوان المتأسلمين ، والجماعات الجهادية السلفية ، وكوادر تنظيم القاعدة ، وإرهابى أفغانستان ، وكل التنظيمات الإرهابية فى العالم ؟!! .. أم أن الحقيقة هى ثورة من أجل هزيمة مصر ، وإسقاطها ، وتدميرها بطريقة "السم البطئ" ..

** ياترى .. مصر بلعها الإخوان ، وحماس ، والسلفيين ، ياترى .. هل مازال هناك شعب إسمه الشعب المصرى .. ياترى .. هل مازال هناك جيش إسمه جيش مصر ، وشرطة مصرية ، وإرادة مصرية ، وحكومة مصرية ، وقضاء مصرى ، ورجال مصريين .. أعتقد أن الإجابة واضحة وصريحة ، ومعلنة .. وعلى عينك ياتاجر !! ..

** الحقيقة .. أن مصر الأن محتلة من قبل معسكر الإخوان .. وأكبر دليل على ذلك ما يحدث فى سيناء الأن .. وهو ما لا يستطيع أن يصدقه أى عاقل مصرى ، أو هندى ، أو ماليزى .. والجميع صامتون .. وكأن كان الهدف من إسقاط مبارك ، هو نهاية ليس ثورة 23 يوليو فحسب .. بل نهاية الكرامة المصرية ، ونهاية الدولة المصرية ، ونهاية الإرادة المصرية .. ونهاية كل شئ فى مصر .. وتحويل مصر إلى دولة إرهابية جهادية سلفية إخوانية .. بعد تطهير كل الدول التى تأوى الإرهاب فى العالم ..

** علينا أن نعترف .. وننحنى لأمريكا ، والرئيس الأمريكى ، اللقيط والحقير ، الكينى المولد "أوباما" .. بل وننحنى لكل أعضاء الإدارة الأمريكية التى إستطاعت بدون إطلاق رصاصة واحدة أن تركع أكبر دولة فى الشرق الأوسط .. إستطاعت بدون أن ترسل جندى مرتزقة واحد ، أن تهزم مصر وتسقطها من أول جولة بالضربة القاتلة ..

** ياللوكسة والخيبة .. هل لأحد مصرى حر أن يتصور هذه التصريحات التى بالقطع تخرج من جعبة الرئيس "مرسى العياط" .. وهو يصنف الإرهابيين بأنهم جزء جهادى سلفى ، يتحرك نحو سوريا ، والجزء الأخر جهادى سلفى يتحرك نحو فلسطين .. وهؤلاء ليس لنا معهم أى مشاكل ، فهم إخوان لنا .. وهناك طرف ثالث يحاول أن يسقط النظام من الداخل والخارج .. وهؤلاء ليس لنا تفاهم معنا .. ونريد أن نتساءل ، أى نظام يتحدث عنه الرئيس مرسى .. هل ما يجرى فى سيناء هو شئ من النظام .. هل سيطرة الجماعات التكفيرية والتخريبية والإستهانة بالقوات المسلحة والشرطة هو من النظام ؟!! ..

** لقد أعلنتم صراحة أن هؤلاء هم أصدقاء لنا .. فمن تكون أنت ومن يكونوا هؤلاء .. هل تعود وتتحدث بإسم الشعب .. هل أنت رئيس لجماعة محظورة روعت مصر وأسقطتها بجرائم عديدة .. أم إنك رئيس لجمهورية مصر العربية ... هل نحن فى حالة حرب مع إسرائيل وأمريكا .. أم مع مجموعة مرتزقة من الإرهابيين ، تدعوهم بأبناء عشيرتك ..

** كيف يتجرأ أى مسئول أيا كان .. حتى لو رئيس الجمهورية .. أن يتفاوض مع جماعات إرهابية تهدد الوطن .. هل التفاوض على ترك سيناء لهم بعد ذلك .. وترك بعض المحافظات التى تقع على خط القناة .. ثم بعد ذلك الإعلان عن مكتب للجماعات الجهادية السلفية التكفيرية فى قلب القاهرة .. أين هى مصر .. هل رضخت مصر كلها لمؤامرة البومة الأمريكى ، وهو يستخدم إشارة من إصبعه لتدمير الشعوب العربية وتدمير مصر ...

** من الذى أصدر أوامر للجيش المصرى بالإنسحاب من سيناء ، والتقوقع داخل ثكناته .. هل ما يحدث فى سيناء لا يرتقى إلى مستوى الخيانة العظمى لتدمير مصر .. من سمح لهذه الجماعات الجهادية بالتمركز والتوغل فى سيناء ..

** للأسف الشديد .. لقد حذرت مرارا وتكرارا أن مصر تضيع من أيدينا .. ولقد نبهت أن هناك علاقة بين ما يجرى على الحدود ، وبين ما يثار بميدان التحرير .. والذى أطلق عليه البعض مليونيات "مطالب الثوار" .. وقد كتبت مقالا بعنوان "إغلقوا الحرير قبل إحتلال الوطن" .. ولكن ظل التحرير مفتوحا وظل الوطن مهدد بالضياع .. ولا حياة لمن تنادى .. هل أصاب المصريين غباء وبلاهة مفرطة .. هل وصلنا إلى حد بيع شرفنا وأرضنا ومصريتنا بزجاجة زيت وكيلو سكر ومائدة رحمن ...

** المعنى ببساطة .. أن ما يحدث فى سيناء هو الإعتراف رسميا بجماعات الإرهاب ، ومنحهم سيناء فى مقابل أن يكفوا عن ضرب قواتنا المسلحة والشرطة المصرية ..

** المعنى ببساطة .. أن الرئيس مرسى ينظر لهؤلاء بوصفهم رفاق وزملاء فى جماعة الإخوان المسلمين .. وهو لذلك يدعوهم للتفاوض بزعم الوعظ والإرشاد ..

** هل الجيش المصرى بعد أوامر الرئيس مرسى صار عاجزا عن حماية مصر .. نعم ، نرى ذلك أمام أعيننا .. فقوات الجيش تبدو فى وضع مهين .. وكذلك الشرطة تتلقى الضربات ولا تستطيع أن تواجههم .. فالأوامر لا تصدر بالقضاء على الإرهاب .. بل بالصمت .. لأنها صدرت من القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وهو الرئيس مرسى العياط .. الذى نصب نفسه قائدا أعلى للقوات المسلحة ..

** نعم .. ما يحدث فى سيناء هو جريمة وخيانة عظمى .. وهى البداية لتدمير وتغيير خارطة الهوية المصرية ، وتدمير الشعب المصرى بالكامل .. والكارثة أن الإعلام يستضيف كل هؤلاء ومازال يمارس دوره الحقير فى إسقاط مصر ، لنفاجئ أن كل ملتحى يخرج علينا بكل بجاحة ويقول "نحن نمثل الشعب المصرى" .. أى شعب الذى تمثله ..

** ماذا أقول .. فالإعلام الحقير هو نفسه الذى قام بالدور الذى أسقط مصر فى بداية تظاهرات الشباب .. وإذا كان غير ذلك .. لما سمح بتواجد "محمود سعد" ، و"خالد صلاح" ، وعودة "معتز مطر" ، و"دينا عبد الرحمن" ، و"يسرى فودة" ، و"ريهام السهيلى" ، و"عمرو الليثى" .. كل هؤلاء مازالوا حتى هذه اللحظة يفتحون أبواب برامجهم لكل من يدمر ويخرب فى مصر ..

** إن ما يحدث فى سيناء يكشف عن وجود جماعات إرهابية .. جزء منهم تم الإفراج عنهم مؤخرا لسبب لا يعلمه إلا الذى أفرج عنهم ، وهو الرئيس "مرسى العياط" .. ليؤكد أن هذه الجماعات تستقوى بصلتها الظاهرة والخفية بمؤسسة الرئاسة ، أو بالرئيس مرسى شخصيا ..

** إن ما يحدث فى سيناء الأن .. يكشف أن قوات الجيش والشرطة تحولت إلى خيال مآتة .. وديكورات للزينة .. وكل ما يجرى ببركة الرئيس الدكتور "محمد مرسى العياط" ..

** هل يمكن أن يحدث ذلك فى مصر .. من يحكم مصر .. هل الرئيس أم مكتب الإرشاد .. أم د. "عصام العريان" .. أم د. "محمد البلتاجى" .. أم جراح الإخوان "د. عبد المنعم أبو الفتوح" .. أم الجماعات السلفية التكفيرية ..

** هل هذه هى مصر التى تطارد الفريق "أحمد شفيق" ، وتتآمر مع أمريكا .. لقتل اللواء "عمر سليمان" ، ويسجن كل الشرفاء والفاسدين فى زنزانة واحدة لتصفية الحسابات .. وتسيب الجيش والشرطة لتنفيذ سيناريو تقسيم مصر وتدميرها ..

** هل هذه هى مصر التى تحولت إلى دولة هشة .. فاشلة .. ساقطة .. تعجز عن حماية شعبها .. وتصمت على ما يجرى فى شوارعها .. وفى سيناء وفى كل المحافظات ..

** أعتقد أن كل شئ أصبح على عينك ياتاجر .. دستور يتم طبخه بالإكراه والبلطجة ، بالإستقواء بالرئيس "مرسى" ، وملاحقة كل من يكشف حقيقة الإخوان .. وتحطيم القضاء وتحطيم السياحة ، وضرب المنشأت الوطنية ، وإسقاط العلم المصرى ، وإرتفاع علم حماس وحزب الله وتنظيم القاعدة على أرضها ..

** لقد صمت الجميع .. وإختفى كل المفكرين والشرفاء والوطنيين .. ولم نعد نرى فى الساحة والإعلام إلا المرتزقة والسفلة والمأجورين .. لقد إحتلت مصر وفاز اللقيط "أوباما" .. وصفق له الشعب الأمريكى لفوزه بفترة ولاية ثانية .. حقا .. إنه شعب حقير لا يستحق سوى البصق عليه .. ولا نستطيع إلا أن نقول "لكِ الله يامصر" !!!.....

#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات