أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رزاق عبود - آن اوان الربيع الفلسطيني!















المزيد.....

آن اوان الربيع الفلسطيني!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3909 - 2012 / 11 / 13 - 01:12
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الان وقد اعيد انتخاب الرئيس اوباما لولاية ثانية، لم يعد هناك مبرر مقبول لتاخر انتفاضة الشعب الفلسطيني البطل. الشعب الذي ادخل كلمة "انتفاضة" الى كل اللغات الحية. صورة اطفال الحجارة الفلسطينية، والمقلاع دخلت ارشيف التاريخ الثوري للشعوب، ومقدمات الاخبار، ومانشيتات الصحف. "ربما"، يكون الرئيس اوباما، قد طلب من عباس، وغيره من القادة الفلسطينيين تأجيل انتفاضتهم، تأجيل نهضتهم حتى الدورة الرئاسية الثانية. كما فعل كل الرؤساء قبله. يعدون الرؤساء العرب، والمسلمين لكبح حماس الفلسطينيين، ويطالبوهم في نفس الوقت ان يتبرعوا لحملاتهم الانتخابية، ويرفدوا البنوك الاميريكة بادخاراتهم واستثماراتهم الملياردية. في حين تعيش بلدانهم مرحلة العصور الوسطى.اوباما، ربما، يعني ما يقول، خاصة، وقد وقف القادة العرب والمسلمين كلهم معه ضد ايران، وليس ضد اسرائيل. وعملوا المستحيل كى لا يمتد الربيع العربي الى الاراضي الفلسطينية. لقد ضخت مخابرات اسرائيل وغيرها، مليارات الدولارات في جيب جبريل رجوب عميلهم المؤتمن، لالهاء، واشغال الشباب الفلسطيني في متابعة كرة القدم، وزرع الخصومات، والشقاق بينهم كفرق، ومجموعات تشجيع متناحرة بدل التوجه الى التظاهر ضد الاستيطان، والاحتلال الاسرائيليان. والتمهيد لانتخابه (تعيينه) زعيما مهادنا.
الان وقد اتضح للعالم كله عدوانية اسرائيل، وتحديها القرارات الدولية في توسيع الاستيطان، بل تحديها الرئيس الامريكي نفسه، الذي كان يخشى اللوبي الصهيوني، ويحسب حسابه، فهادنهم مضطرا خلال السنوات الاربعة التي مرت. ولا بد ان ينتقم للاهانات العلنية، التي وجهها له نتنياهو في عقر داره، والابتزاز الاسرائيلي الفظ، الذي عاد مكشوفا في كل اوربا، وامريكا. الان اصبحت يدي الرئيس مطلقة. ولم يعد هناك مجال للادعاء، ان الشعب الفلسطيني، او القيادة الفلسطينية لا تريد "احراج" الرئيس الامريكي. بل اضافت اربع سنوات جديدة لعشرات السنين، التي انتظر فيها العرب، ان يفي رؤساء امريكا بالوعود بعد فوزهم بالفترة الثانية. الان سيحرج نتنياهو، لان الرئيس الامريكي، لا يحبه ولا يرتاح له، وهو امر معروف عالميا. الشعب الاسرائيلي تهمه العلاقات مع امريكا جيدا. لذلك سيبتعد عن نتنياهو ويقف ضد مغامراته اذا تشنجت العلاقات الامريكية الاسرائيلية. رأينا كيف اجبر المتظاهرون الاسرائيليون في ربيعهم نتنياهو على التراجع. بل اجبروه، حتى على تقليص نفقاته العسكرية. يجب ان يبدأ الربيع الفلسطيني الان، خاصة، وان تعاطف الشعوب الاوربية واضحا مع حقوق الشعب الفلسطيني. ان الازمة الاقتصادية في اوربا، وامريكا ستجعلهم لن يستسلموا للمغامرات، التي تريد اسرائيل جرهم اليها. ان شعوبهم اولى بهذه المساعدات، التي يقدموها لاسرائيل، لذلك ستكون اوربا وشعوبها شاكرة للشعب الفسطيني وربيعه اذا نجح في تعكير العلاقات الاسرائيلية الاوربية. مثلما ستكون امريكا شاكرة. فخطاب اوباما، واشارته في التركيز على الداخل الامريكي رسالة واضحة لمن يريد ان يفهمها، ويستغلها. لكن الحكام العرب مشغولين بمحاربة سوريا، ومحاصرة ايران الدولة الوحيدة، التي تدعم قضية فلسطين قولا، وفعلا. فعلى الشعب الفلسطيني اخذ المبادرة، وعدم الانصات لاي رئيس عربي حتى لو كان محمود عباس نفسه.
يجب ان يكون شعار الربيع الفلسطيني رفض حل الدولتين، لانه لن يضمن الحق التاريخي لفسطين، ولن يضمن عودة اللاجئين، ولن يضمن عودة الحقوق الى اصحابها. يجب التحرك نحو اليسار الاسرائيلي، نحو عرب اسرائيل نحو حركة السلام الان، نحو الشباب الاسرائيلي الذي يجبر على القتل، والارهاب ضد شباب باعمارهم، وقتل اطفال، ونساء، وشيوخ عزل. يجب استمالتهم للنضال ضد يمينية، وعسكرية، وعنجهية اليمين الاسرائيلي المتطرف. ان المظاهرات السلمية التي تطالب بدولة ديمقراطية، واحدة لكل من يريد البقاء، والعيش معا، يجب ان يكون شعار الانتفاضة، وهدف الربيع الفلسطيني. المظاهرات السلمية، والنداءات للتعايش السلمي ستعزل الصهاينة المتشددين ويكون لها صدى، وتاثير ايجابيان في العالم كله. كثير من يهود العالم لا يؤيدون السياسة التوسعية الاسرائيلية. لاحظنا ان سفن غزة نظمها يهود معادين للسياسة الاسرائيلية الصهيونية، ومؤيدة لحق الشعب الفلسطيني. عندما ترفع شعارات التعايش المشترك في دولة ديمقراطية واحدة، كما هو حال جنوب افريقيا الان. فان الشباب الاسرائيلي المتعطش للحياة السلمية، والذي لم يعد يتحمل النفقات العسكرية الضخمة، ولم يعد يقتنع بمبرراتها. الاجيال الاسرائيلية، التي تعبت من الحروب، وتعبت من العيش في ملاجئ تحت الارض. اضافة الى العقد والامراض النفسية، التي يعاني منها الجنود نتيجة اجبارهم على القتل العشوائي. كل هذه القوى ستكون عامل ضغط على حكام اسرائل، ليس فقط المتظاهرين الفلسطينيين.
في اسرائيل يهود من البلدان العربية يعرفون جيدا الحقيقة كاملة، ويتعاطف معضمهم مع من يريد العيش معهم. التاريخ المشترك، والتعايش الذي خبروه مع المسلمين، والمسيحيين قبل الهجمة الصهيونية يؤكد ذلك، ويسمح بدعاوى الانفتاح والتعايش من جديد. تعريفهم، وتذكيرهم بالتاريخ، الذي لايريد حكام اسرائيل ليهودهم ان يعرفوه. ان العرب مسلمين، ومسيحيين، هم الذين سمحوا لهم بدخول القدس واداء شعائرهم عند حائط المبكى، بعد ان منعهم كل الغزات من ذلك. كثير من يهود فلسطين يعرفون ذلك، ولا باس من تذكيرهم، خاصة الاجيال الجديدة المظللة بالدعاية الصهيونية وتصويرهم العرب كمصاصي دماء اليهود. لتكن ارض الميعاد، لكن ليس من الضرورة طرد العرب مسيحيين، ومسلمين منها. يمكن العيش معهم كما عاشوا سوية في جزيرة العرب، والعراق، والشام، ومصر، والاندلس، وكانوا وزراء، واطباء، وحكماء، لازال العرب يتفاخرون باسمائهم. كما يتعايش اليوم الوف العرب اصدقاء، وزملاء، وجيران، ومواطنين متساويين في دول كثيرة خاصة في اوربا، وامريكا. في احيان كثيرة ينتمون لنفس الاحزاب، والمنظمات، والجمعيات، بل يتظاهرون سوية ضد القمع الصهيوني الفاشي لشعب فلسطين، وحصارهم الجائر لغزة. ان فلسطين للجميع، ولا ضروة لتقسيمها مرة اخرى. ان قرار التقسيم، ثم قرار القبول باسرائيل كدولة لليهود فقط اضر بقضية فلسطين كثيرا، ولا داعي لتكرار المأساة. اوربا لم تكن تريد اليهود فهجرتهم بحجج مختلفة الى فلسطين، خاصة بعد وعد بلفور المشؤوم. اما عرب فلسطين، مسلمين، ومسيحيين فلم يطردوا يهودها. بل تعاطفوا معهم بعد جرائم النازية بحقهم، والتي كان زعماء الصهيونية يدعمونها لارغام يهود اوربا للهجرة الى فلسطين. ان يهود فلسطين قبل الهجرة الصهيونية، تعرضوا، ولا زالوا يتعرضون للتمييز على يد عتاة الصهاينة، بعد تاسيس الكيان الصهيوني. وهذا عامل مهم ومشترك لكل سكان فلسطين التاريخيين مهما اختلفت اديانهم. لقد رحل من لم يشأ، او يقبل حكم الاغلبية في جنوب افريقيا، لكن من قبل واعتبر نفسه جزء من تلك الارض بقي وله حقوقه الكاملة. هذا الخطاب نفسه يجب ان يوجه للشباب، لليسار، لقوى السلام، لامهات الجنود، بان ارض فلسطين اولى بشعبها بسكانها من اليهود والعرب من موجات الهجرة، والمستوطنين الذين يعاني من تطرفهم ليس الفلسطينيون فقط، بل الاسرائيليون ايضا.
الربيع الفلسطيني يجب ان ينطلق في كل فلسطين التاريخية بالتنسيق مع كل قوى اليسار، والسلام بغض النظر عن اديانهم، او اتجاهاتهم السياسية. ليرحل نتنياهو الى حيث يريد، وليعود المتطرف ليبرمان الى روسيا. ليخرج الشباب الفلسطيني من يهود، ومسلمين، ومسيحيين، رافضين حل الدولتين العنصري، والتمسك بارض واحدة، بوطن واحد لشعب واحد متعدد الديانات، والقوميات. فهذا مصير كل العالم هاهي امريكا الشمالية، وهاهي اوربا، وهاهي افريقيا، وهاهي اسيا، وهاهي استراليا، وامريكا الجنوبية، تتعايش فيها الاديان، والقوميات، والاجناس، والطوائف، والافكار في ظل دول ديمقراطية علمانية، فلماذا لا يتحقق ذلك على ارض السلام والتعاش الاولى في العالم؟
قولوا حلما، قولو خيالا، قولوا غير واقعي، لكن تجربة جنوب افريقيا، والربيع العربي، وامريكا اللاتينية حطمت كل الثوابت المفتعلة. لم ينجح الصهاينة في منع انتخاب اوباما، فلا تدعوهم ينجحون في منع اعادة فلسطين الى كل من يريد العيش فيها متساوي الحقوق، والواجبات مع الاخرين. سقطت النازية، والفاشية، والعسكرية، والتوتاليتارية، وستسقط الصهيونية العنصرية بالربيع الفلسطيني الشامل مهما طال زمنه! لكنه يجب ان يبدأ الان، ولو على الفيسبوك، فالقتل الاسرائيلي اليومي لايمكن مواجهته بالتنديد فقط! شعوب العالم كلها تنتظر ثورة شعب فلسظين لتتضامن معه. الجماهير العربية الان ليست مقيدة كما كانت، وحكامها الجدد يخشون صوتها، الذي كان، وسيظل دائما الى جانب قضية فلسطين العادلة.



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوري المالكي يقطع رؤوس الفقراء العراقيين!
- لا، لا، لا،لا لحازم القمرچي في الكاظمية!
- اختطاف ثورة الشعب السوري السلمية!
- وطن ضاع وايام مضت
- لماذا وكيف يحتفل المعذبون بالعيد؟!
- حذاء اليهودي السويدي برور فيلر افضل من رؤوس كل الحكام العرب ...
- خواطر على ضفاف الطفولة
- رابطة المرأة العراقية مصنع المعجزات!
- والي بغداد كامل طلفاح الزيدي يغلق بيت الجواهري!
- غزوة المالكي على الحريات المدنية!
- لماذا يصوم الجياع في رمضان؟!
- في العراق شعب واحد، لاشعوب متعددة!
- قليلا من المرونة، وسعة الصدر يا قادة الحزب الشيوعي!
- متى يمتلأ -زنبيل- حميد مجيد موسى؟!
- الشاعر طالب عبدالعزيز يعلن برائته من البصرة، ويسخر من شطها ا ...
- قتلتنا الفتاوي ما بين الحائري والقرضاوي!
- الحلة، عماد هجول، جواد بكوري، وباعوك يا وطني!
- البصرة يحرقها جحيم حزب الدعوة الاسلامي!
- يهمني جدا من يحكمنا ايها الزميل وليد يوحنا بيداويد! لن نستبد ...
- سوريا:مجازر بعثية برعاية الامم -المتحدة- وصمت الامم -المتحضر ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - رزاق عبود - آن اوان الربيع الفلسطيني!