أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - في العراق شعب واحد، لاشعوب متعددة!















المزيد.....

في العراق شعب واحد، لاشعوب متعددة!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3790 - 2012 / 7 / 16 - 18:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بات مألوفا، للاسف، واحيانا بحسن نية استخدام البعض مصطلح "شعب" من قبل متحدث، او كاتب، اوصحفي، وهو يقصد احد مكونات الشعب العراقي الاثنية.
منذ ان، افتى الشيخ مسعود البرزاني بعد الاحتلال، واستعمل عبارة "شعوب العراق" امعانا في تقسيم العراقيين على اساس قومي، وطائفي يخدم مصالح حزبية ضيقة. صار مباحا، كما يبدو، تقسيم، وتمزيق، وتقزيم العراق بشكل منهجي، ومخطط. ينجر له البعض دون تمحيص، وبحسن نيه. المقولة كانت طعما، وبالون اختبار مر بسبب انشغال العراقيين بالتطورات المتسارعة منذ الاحتلال، وسقوط الصنم، وحتى الان. لم يرض الجميع عما قاله مسعود، واراد البعض استغلالها لصالحه، واجنداته السرية. رغم خطورة، وخطأ الاستخدام. فالشعب كلمة قانونية تعني المجموعة البشرية التي تضمها حدود دولة ما. تعدد القوميات لا يعني تعدد الشعوب. هي مكونات قومية، لا مكونات سياسية. المكونات السياسية، لاي بلد، هي الاحزاب، التي تمثل طبقاتها، وفئاتها الاجتماعية. المثير للقلق تكرر اطلاق كلمة الشعب على مكونات العراق القومية، او الدينية، او الطائفية. على الطريقة الصهيونية، التي اعتبرت اليهودية دينا، وعنصرا. صرنا نسمع شعبنا الكردي، وشعبنا الاشوري، وشعبنا السرياني، وشعبنا الكلداني، وشعبنا التركماني، وهكذا. وربما نسمع قريبا شعبنا المندائي، او شعبنا الشيعي، اوالسني، اواليزيدي، اوالفيلي، او الشبكي، او الهوراماني، او البصري(استخدمت) هكذا، دون الاعتبار لتداعيات التمزيق، والفرقة، والانعزال، والمواجهة، التي قد تنسحب على التفكير الجمعي، وتخدش لوحة الفسيفساء الجميلة، التي يتباهى بها شعبنا العراقي. ان العراق يضم قوميات، وعناصر، واثنيات متعددة توحدت في بوتقة الشعب العراقي الواحد. ان دس السم بالعسل قد يبدوا للوهلة الاولى مغريا، لكنه يؤثر على الانتماء الوطني، وشعور، وروح، وحق المواطنة، ويعيدنا الى نغمة "التبعية" وهو ما ترغب به القيادات الضيقة النظرة. تنفذ بذلك المشروع الامريكي الصهيوني في العراق، والمنطقة عن قصد، او بدونه. وخبرابناء شعبنا الاصلاء من الفيلية التعامل العنصري معهم، والجرائم ضد الانسانية، والابادة الجماعية، التي ارتكبت بحقهم من قبل النظام الصدامي، وقبلها التمييز الحقوقي زمن الحكم الملكي. وكأن انقلابي شباط الاسود كانوا يريدون شطب اخر منجز، كان باقيا، لثورة14 تموز الذي اقر مواطنة الجميع لمن يرغب بها، دون التمييز بين عرق، او دين. ولا احد يريد تكرار تلك الماساة، التي لم تنطو فصولها لحد الان. كما ان ذلك قد يؤثر على روح التضامن، التي عرف بها الشعب العراقي عندما تعرض الاشوريون، او البرزانيون، واكراد العراق عامة اثناء حروب الشمال، والانفال، او جريمة حلبچة. كذلك ما تعرض له الفيلية من ظلم فاحش. حيث شملت الاحتجاجات، والادانات كل المدن العراقية. ابرزها صور التعاطف مع المهجرين قسرا من ارضهم، وديارهم، ووطنهم.

الشعوب تعيش داخل حدود بلدانها بخارطتها المعروفة حتى، وان اختالف الجيران على الحدود المرسومة. لم نسمع احد يقول، مثلا، شعوب الولايات المتحدة الامريكية رغم التعدد الهائل لقوميات ذلك البلد، او جارته كندا. حتى دولة المانيا الفيدرالية، وسويسرا الكونفدرالية، لم نسمع، او نقرأ احد يقول شعوب المانيا، اوشعوب سويسرا. المعروف، ايضا، ان ايطاليا، وفرنسا، واسبانيا فيها قوميات متعددة، ولم نسمع احد يقول "شعوب" اذا استثنينا الباسك في اسبانيا. حتى المتطرفين منهم تخلوا مؤخرا عن مطالب الانفصال، ولم ينجحوا بكسب جماهير قوميتهم في اسبانيا، او في الجزء التابع لفرنسا ان يسموا انفسهم شعبا مستقلا. وهاهم الاسبان جميعا يناضلون ضد الازمة الاقتصادية، رغم الارث الفرانكوي البغيض. فكيف، ونحن بلد صغير، قياسا، بالدول المشار اليها نقول الشعوب العراقية. هذا ليس تعاليا، ولا اغفالا للحقيقة، ولا شوفينية، او طمس حق احد، او نكران انتماء احد، بل العكس تماما. فالعراقي في زاخو هو نفسه العراقي في الفاو من ناحية الحقوق، والواجبات، والانتماء الوطني. العراقيون ينتمون لقوميات، واثنيات عديدة فهم عرب، واكراد، وتركمان، وكلدواشورين، وارمن، وهناك الكثير من اصول فارسية، اوهندية، او شركسية او..او..او، لكن هذا لايجعلهم شعوبا متعددة، بل قوميات، واثنيات متاخية تعيش في بلد واحد، كشعب واحد.

الاديان السماوية، وغير السماوية تضم قوميات، وشعوب متعددة لكن لايمكن القول مطلقا، ولم نسمع، الشعب الاسلامي، اوالشعب المسيحي، وحتى الصهاينة في اسرائيل يسمون انفسهم الشعب الاسرائيلي رغم انهم يمزجون بين الدين، والقومية. الشعب مصطلح قانوني، لاعلاقة له بالانتماء الديني، او الطائفي، او القومي.الهند، التي تتفوق على أي بلد في العالم بتعدد الاديان، والطوائف، والقوميات، لم اسمع، او اقرا يوما، من يقول، او يكتب "الشعوب" الهندية. كانت تسمى شعوب شبه القارة الهندية قبل انشاء دولة الهند الحديثة بعد الاستقلال من بريطانيا، والانفصال الدموي، باسم الدين الاسلامي لباكستان. وهي الاخرى متعددة القوميات لكن مصطلح الشعب الباكستاني هو السائد. ثم انفصلت بنغلاديش عن الباكستان. ولا زال البلدين يزحفان في حين تتقدم الهند بفضل ديمقراطيتها بخطوات واثقة لتكون قوة اقتصادية جديدة في العالم، يحسب لها حسابها، رغم محاولات المتطرفين التي تتاكل امام التكامل الاقتصادي، والاجتماعي.

دول اوربا الان، وبسبب الهجرة المتزايدة اليها تضم مزيجا من كل القوميات، والاديان يبلغ الملايين احيانا مثل الاتراك في المانيا، او العرب في فرنسا، او الهنود في بريطانيا. كل منهم يحمل جنسية البلد الذي يعيش فيه وينتمي لشعبه، ولا احد يكتب، او يقول الشعب الهندي في بريطانيا، او الشعب التركي في المانيا، او الشعب العربي في فرنسا. يشار لهم بالعرب، او الاتراك، او الهنود، او الافارقة، ويضاف لهم اسم بلدهم الجديد لتحديد انتمائهم، وتثبيت مواطنتهم. فالاكراد العراقيون، والتركمان العراقيون، والعرب العراقيون، ليسوا شعوبا مختلفة، بل قوميات متاخية متشاركة في هذا الوطن المضياف المتسامح. لايهم من نزح اولا الى ارض الرافدين. فكل مواطن هو عراقي، قبل ان يكون كردي، او عربي، او تركماني، او أي انتماء اخر. كلنا ضيوف عند ابناء الوطن الاصليين، الذين ازحناهم على مرالتاريخ، بطرق مختلفة، وحولناهم، واسميناهم "اقليات"، بل وصفهم بعض الحمقى ب"الجاليات". لقب، وروح المواطنة هو الاهم، والاصح، وهذا حالنا منذ السومريين. حتى اليهود، بعد السبي البابلي، الذي ندفع ثمنه الان على يد الصهاينة، ومخططاتهم، وجواسيسهم، وعملائهم، واذنابهم. حتى اولئك الاسرى ذابوا في بوتقة الشعب العراقي، الذي فتح لهم ذراعيه، حتى اصبحت قبور حاخاماتهم مزارا لكل الاديان، وصاروا "انبياء الله" يتبرك بهم الجميع، ويصلون في اضرحتهم، ويقدمون لهم العطايا، والنذور.

ان محاولة "خطيئة" اذا لم نقل "جريمة" تمزيق العراقيين الى شعوب متعددة، لا تخدم احد. وتضر بتطور العملية السياسية، وتعرقل مسيرة البلد نحو دولة مدنية ديمقراطية. ان بعض غلاة القوميين، والعنصريين يستغلون المشاعر القومية، لخدمة مصالحهم الشخصية، او مصالح احزابهم فقط. لقد راينا كيف نفخت الاصوات، والشخصيات، والزعامات المتعصبة في نيران الحرب الطائفية، فلم يجن منها العراقيون غير المذابح، والمآسي، والالام، والتشرد، والتغرب. في حين يتربع اولئك المجرمون على كراسي السلطة، والنفوذ، ومصادر الثروة، ويتصافحون مع امثالهم بايديهم الملوثة بدماء حروبهم الطائفية التي اشعلوها.

لقد دفع العراقيون ثمنا باهضا جدا لتلك الحرب القذرة، فلا تبذروا لحروب عنصرية، قد تزيل خارطة العراق السياسية الى الابد، وتعود بلاد الرافدين مثل لغاتها القديمة، الى صفحات التاريخ. اتمنى من الاصدقاء الصحفيين، والكتاب الانتباه الى هذا المنزلق الذي يحاول البعض ان يجرنا اليه، عن سوء، او حسن نية. الاسكندر الكبير عندما احتل بابل، تمنى انه ولد فيها لتغنيه عن كل حروبه، والمعروف انه عاد، ومات فيها. ولا زال يسمى المقدوني رغم اغريقيته.



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قليلا من المرونة، وسعة الصدر يا قادة الحزب الشيوعي!
- متى يمتلأ -زنبيل- حميد مجيد موسى؟!
- الشاعر طالب عبدالعزيز يعلن برائته من البصرة، ويسخر من شطها ا ...
- قتلتنا الفتاوي ما بين الحائري والقرضاوي!
- الحلة، عماد هجول، جواد بكوري، وباعوك يا وطني!
- البصرة يحرقها جحيم حزب الدعوة الاسلامي!
- يهمني جدا من يحكمنا ايها الزميل وليد يوحنا بيداويد! لن نستبد ...
- سوريا:مجازر بعثية برعاية الامم -المتحدة- وصمت الامم -المتحضر ...
- الا يفتقد احد الشاعر خلدون جاويد؟!
- بغداد اكبر مدينة كردية في العراق، فليخرج منها الطائفيون والع ...
- ثمانية وسبعون شمعة ماسية عند اضرحة الخالدين ومثلها عند صرائف ...
- بشار -الاسد- يستأسد على حمص مثلما استأسد اباه على حماه!
- المرأة اسمى
- العام العاشر على الرحيل المفجع للرائد المجدد محمود البريكان!
- مسلسل خيال علمي مصري من اخراج السلفيين وانتاج الاخوان المسلم ...
- مسلسل خيال علمي مصري من اخراج السلفيين وانتاج الاخوان المسلم ...
- الى الخلد يرحل الشهداء!
- مسلسل خيال علمي مصري من اخراج السلفيين واانتاج الاخوان المسل ...
- الشعب السوري يذبح والعالم يتفرج(2)
- الشعب السوري يذبح والعالم يتفرج!


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - في العراق شعب واحد، لاشعوب متعددة!