أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - يقتاتون من المزابل ..و الحكومة تحتفل ..














المزيد.....

يقتاتون من المزابل ..و الحكومة تحتفل ..


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3900 - 2012 / 11 / 3 - 00:43
المحور: كتابات ساخرة
    


التاريخ ههنا على قدم و ساق و أعضائه الباقية معلّقة بين حوانيت الحكومة و اللحوم الحمراء ..التاريخ في ديارنا يُضطّرونه أحيانا الى الزحف على بطنه المنتفخة بأحشاء كئيبة ...متى ستصير أحشاؤنا أحشاءا مرحة ؟ لا أحد قادر على التحديق بهذا السؤال لأنّ المزبلة تنمو و تسطو على كل المدى البصري الذي بحوزتنا ..و دائرة فارغة تثير الغثيان ..في أيّ زمن سقط هذا الشعب ؟ و من دفع به في هذه الدوّامة التي لا تنتهي ؟ مسرح للجريمة الساخرة ..عبث بالأرواح و الأقدار ..عمّال جدد و رهط من البشر يولد تحت أنظارهم ..و العمى الديمقراطي يستولي على كلّ العيون .. و الحكومة تحتفل بمسودّة الدستور ..بماذا سوّدوها ؟ و بأي حبر يخطّون تاريخ هذا الشعب ؟و القمامة تزحف في كلّ الاتجاهات ..هل تكون صناديق القمامة أرحم من صناديق الاقتراع ؟؟ هاهم يلجؤون الىى المزابل يبحثون عن قوتهم ..و أضاحي معلّقة بعناية على الجدران ..كلّ و كبشه و كلّ و نوع القرون التي تزيّن جمجمة خروفه..يعلّمون أطفالهم أنّ العلاليش لعبة يتباهون بها أمام الجيران ..لاحمون و مُلتحون و حمّالون للحطب ..و دخان كثيف يلفّ المدينة و رائحة الرؤوس المشوية و الأدمغة المقلية تمتزج بروائح العرق البشري الحالم بقطعان محلية جديدة ..و بمذابح أكثر ثورية و أقلّ بؤسا و أزيد في الشهرية و أخفّ في أسعار السوق الأسبوعية ..
"القماميون " طبقة جديدة وُلدت بفضل "الثورة المجيدة " و في عهد الخلافة الرشيدة ..و من فيض الخيرات يلجؤون في نوع من" الرفاه الديمقراطي" الى المزابل ..أطفال و كهول و شيوخ ..نساء و رجال ..يوحّدهم البؤس و يجمع بين قلوبهم الجوع الثوري ..عمّ يبحثون يا تُرى ؟ لا شيء يشغلهم غير بقايا عشاء عائلي ..لبطون متخمة و قلوب شجعة .. المزابل أرحم من الدساتير المسوّدة و من الحكومات الزرقاء ..انّ المزابل لا تفرّق بين النساء و الرجال و لا تنشغل بهوياتهم و لا بطقوسهم و لا بدعواتهم .. ليس ثمّة نساء عورات في المزابل و لا متنقبات ..لا أحد سيشتكي من سعادة العميد بعد اليوم ..في المزبلة ..كل الناس مواطنون ..و كل العمّال الأحرار بشر كونيّون في مزبلة تتسع للجميع ..
طبعا كلّ القماميون يعلمون أنّ مزابل العيد الكبير أكرم من مزابل الأعياد الأخرى ..فالقماميون أذكى من الفقراء ..لأنّهم ليسوا من الفقراء ..لقد قرّروا أن يستقلّوا بطبقة اجتماعية خاصّة بهم ..هم لا يسكنون ..هم لا يعيّدون ..ليس لهم رؤوس " للشوشطة" و لا مصارين للحشو بالسبانخ ..و لا أدمغة طريّة لطبخ الطواجن ..انّهم متفرّغون للبحث في المزابل عن الجلود المرمية و عن الرؤوس الملقية المصابة بالصداع النصفي ..و عن الرئات المرضيّة الحاملة لدماء فاسدة ..هم سعيدون لأنّهم مستقلّون عن الأحزاب السياسية و هم سعيدون لأنّهم لا يُبالون بالدستور المسوّد و لا المبيّض ..و هم سعيدون لأنّهم ليسوا من طبقة الفقراء ..بل هم أفسد حال منهم .. هم ليسوا "فقراء " لذلك لا أحد من الأحزاب التجارية سيصادر أصواتهم .انّهم مختلفون و لذلك هم سعيدون ..اختاروا المزبلة على البطاقة الحزبية ، و اختاروا المزبلة الحقيقية لأنّها أصدق من المزبلة الرمزية ..
لقد قرّر " القماميون " هذا اليوم اعلان ولادة طبقتهم الجديدة ..سيظلون يعيشون في المزابل الجديدة الى أن يقع تكنيس البلاد من كل المزابل القديمة ..انّهم قماميون مبدعون ..سرّيالون جدُد يطمحون الى رسم لوحات عابثة بكلّ ما بحوزتهم من موضوعات قُمامية ..
من يريد الانتماء الى القماميين ، عليه أن يكون موهوبا جدّا ، مقتدرا جدّا و من نوع خاص و استثنائي جدّا.. غير شبيه بالترويكا و لا بأعضاء الحكومة المؤقتة .. القماميون لا يقبلون بينهم غير الضاحكين و المتفائلين ..لا مكان لطبقة الأغنياء و الكذّابين ..و لا لتجّار الدين القماميون : قدرة على العبور دون أن تتلطّخ أقدامكم بأوحال المستنقع ..لا تتخلّفوا ..كلّكم مدعوّ و كلّكم داعية الى السخرية من المزبلة حيثما ثمّة مزبلة ..



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاليش علمانية تبحث عن أعيادها ...
- و... تضحكين...
- من هم الفاسدون ؟؟؟
- كلمات كاريكاتورية للمسّ بالمدنّسات ...
- الدلالة الفلسفية لمفهوم المواطنة ..
- هل نحن مواطنون ؟
- ما هي مقدّسات الحكومة ؟؟؟
- انتدبوهم للموت غرقا ...
- و تبكي السماء ..
- كم ثمن هذا الموت غرقا ؟..
- الحلزون يلحس لُعابه و يتكلّس ؟؟؟
- حوار خاص مع الاكاديمية التونسية ام الزين المسكيني
- شعب مع سابق الاضمار و الترصّد .
- جُوعوا فقط.. لكن لا تموتوا .
- سياسات العطش
- ماذا تخبّئ الحكومة في ضحكاتهم ؟
- هل تكفي لوحة تشكيلية لزعزعة أمن البلاد ؟
- رسالة الى -وزير الثقافة -
- نجم بلا محدّقين
- أحذية علمانية.. تُسرق.. بتهمة يوم الجمعة.


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - يقتاتون من المزابل ..و الحكومة تحتفل ..