أم الزين بنشيخة المسكيني
الحوار المتمدن-العدد: 3849 - 2012 / 9 / 13 - 00:15
المحور:
الادب والفن
كل الأمواج ترقص في عينيه ..
و أعراس قادمة تدغدغ الأعماق
سرّا ..
كم ثمن هذا الموت حرقا ؟
و على من تبكي المدينة ؟
على الذين رحلوا أم على من عادوا جثامين ؟
أم على الذين لن يعودوا من فرط الحنين ..؟
كم من الجثث ..
كي نعيد الياسمين
الى وجه القمر ؟
و المدينة تبكي ..
شموع أشعلوها ..
لحرائق ..أشعلوها ..
لقلوب تحترق ..
غرق... غرق ...
و عيون اللمبدوزا تحدّق في عيون روّادها ..
الى حدّ الغرق
ذهبية الشعر ..هيفاء ..عاشقة
في عيون من صدّق حلمه و من صدق ..
الى متى ستظلّ الأعماق تبتلع
أرواحا بلا ورق ..
و لا آيات من علق ..
رحلوا ..
بلا حكومات
و لا صلوات
بلا مواعيد
و لا توابيت و لا صناديق ..
رحلوا الى حدّ الغرق ..الى حدّ النزق
رحلوا قاصدين ربّ الفلق ..
رحلوا الى حدّ انتحار الغسق ..
هل ستبيع موتك هذا اليوم ؟
ومن سيطعم حيتان البحر بعدك ؟
قال أحد المفقودين :
كم ثمن هذا الموت يا أمّي ؟
مائة ..مائتان ..ثلاث مائة ..
من دنانير
جمّعتها من حزن الشفق ..
أجابته و نزيف الدمع يسّاقط بحرا
" لا ثمن للموت يا ولدي غير الموت
عمدا بلا أفق "..
سأل المفقود :
و ما طعم الموت يا أمّي
بكت الأمّ و قالت :
لا طعم للموت غير الموت يا ولدي ..
ردّ عليها في حزن : لا تبكيني ..يا أمّي ..
سأعود حاملا نعشي بيدي ..
و بحر من الأقحوان ..
و حلوى فضيّة من بطون القروش ..
و ألف أغنية للعبور
الى عيون لمبدوزا ..
#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟