أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - جُوعوا فقط.. لكن لا تموتوا .














المزيد.....

جُوعوا فقط.. لكن لا تموتوا .


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 18:38
المحور: كتابات ساخرة
    


في زمن القحط و القُمامة ، صارت اللحوم الحمراء موضوع نقاش سياسي في قيمة النجوم السينمائية و في شهرة القصّاص .. و اشتدّت الخصومة بينها و بين اللحوم البيضاء ..و احتدّ النزاع في شأنها بين الحاكم و الجزّار..و أصرّت الحكومة على التعديل في الأسعار بدلا عن التخفيض فيها ..لا أحد كان راضيا بالقرار الحكومي ..لا الجزّار و لا المواطن و لا المجزرة ..و يبدو أنّ اللحوم بذات نفسها لم تكن راضية بالحلّ الحكومي و لا بالسكاكين الجديدة و لا حتى بالمعارضة ..كان يسوئها أن تظلّ معلّقة نهارا كاملا دون أن يقبل عليها أحد ..من فرط غلائها و من فرط فقر المواطن و ضعف قدرته الشرائية ..كانت معروضة للفرجة بل للشماتة الكلبية و لشهوة القرم المكبوتة ..لا العدالة الانتقالية و لا العدالة الاجتماعية و لا التنمية الريفية كانت قادرة على الحسم في ملفّ اللحوم الحمراء ..و من فرط احمرارها خجلا من أسعارها المشطّة قرّرت هذه اللحوم بأن تعتصم في الثلاّجات العملاقة الى حدّ العنوسة و النتونة ...أمّا عن اللحوم البيضاء فكانت أكثر حظّا و أكثر حظوة لدى المواطن المتوسّط الحال ..كان حالها أرحم من حال زميلتها الحمراء لأنّها كانت أرحم على أبناء الشعب من البقرة و الثور المخصي و ابن الثور الأصغر ..الذي سيقع اخصاؤه حتى يكثر لحمه ..بل انّ اللحوم البيضاء أكثر مرحا و بهجة و محبّة للجياع لأنّها ليست لحوما أصلا ، و لا تعاني من أيّ مشكل خاص بالهوية أو بالأصل أو بالنسل و السلالة الأولى ..فهي بلا ذاكرة و لا تنتمي الى أيّ خطّ سياسي أو مانوي أو جيني أو بيئي ..انّها لا تؤمن بأيّ نوع من الحكومة حتى لو كانت ديمقراطية ..
لكن هناك من أبناء الشعب من لا يهتمّ أصلا بمشكلة الخصومة بين اللحوم الحمراء و اللحوم البيضاء ..لأنّه لا ينشغل باللحوم أصلا فهي ليست من مشمولاته و لا من مأكولاته و لا من أحلامه ..و رغم ذلك تراه يتفرّج يوميا على اللحوم بالرغم من كونها عارية تماما .لم يكن يخجل من عرائها لأنّه "عريان" تماما مثلها.. ماذا سيأكل هذا اليوم ؟ شربة بالكلافس ..و ماذا سيأكل غدا ؟ شربة بلا كلافاس ..و بعد غد ..لن يأكل لأنّ الشهر طويل و الشهرية قصيرة جدّا ..لا أحد يلائم الآخر ..لن يحزن لأنّه حزن كثيرا منذ زمن طويل ..سيجوع و سيموت موتة قليلة لكنّه لن يُدفن هذا العام ..سوف يحيا بلحمه و شحمه ..و سوف يستعيد حيواناته الخفية من أجل البقاء ..سيأكل نفسه يوما ..و "كلات بعضها "في كل الحالات ..لا اللحوم ستتنازل قيد أنملة عن علويّتها و حمرتها و سعرها الامبريالي و لا الشعب سيقدر على التصالح مع هذه اللحوم ..أيّها الشعب الكريم لا حرج عليك ستجوع لكنك لن تموت بما يكفي لأنّا نحتاج جوعك كي تصير قطيعا لنا و نحتاج فقرك كي نتصدّق عليك و نحتاج بؤسك كي نشتريك فتنتخبنا ...و نحتاج موتُك كي نمُرّ بسلام ..و نحتاج حزنك كي نستعبدك و نحتاج يأسك كي تصير رعاعا و نصير ملوكا كلما دخلنا قرية الاّ و أفسدناها و خرّبناها و جوّعنا أهلها ..أيها الشعب الكريم سيظلون يصنعون الفقر و البؤس و يأبّدونه بالصدقات ..سيغتصبون حلمك و قمحك و أرضك و سيصنعون منك طابورا لحكومات الخطأ و الحمق .."ما من مأدبة سياسية الاّ و اجتمع حولها أكلة لحوم البشر "..أيها الشعب المجوّع و المعطّش لا تكن لحما ..سيبيعونك بالمزاد العلني دون تعديل للأسعار ..كُن عشبا لكن سيّج حدائقنا بالأشواك جيّدا ..لا تتنازل عن حقّك في أن تكون شعبا آكلا للحوم و لا تتنازل عن حقّك في أن تكون شعبا ضاحكا من كل ثور جاء يعوّض الثورة فصار مخصيّا كل يوم ...



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسات العطش
- ماذا تخبّئ الحكومة في ضحكاتهم ؟
- هل تكفي لوحة تشكيلية لزعزعة أمن البلاد ؟
- رسالة الى -وزير الثقافة -
- نجم بلا محدّقين
- أحذية علمانية.. تُسرق.. بتهمة يوم الجمعة.
- رثائيات قبل أوانها
- مخلوع بائد ...و مخلوع مؤبّد ...و البقية تأتي
- سنة بيضاء....وسماء سوداء
- بعد فشل الثورة في خياطة جراحهم.........
- أطفال القرنفل في مدينة لا أنف لها ؟؟
- لم يكن السجن يفرّق بينهم
- تسمع جعجعة و لا ترى الاّ طحينا ...
- كم من بغداد ستلد نساؤكم ....؟
- ترسم شمسا
- الفن والأمل...(سيرة فلسفية مؤقتة)
- أطفال من الكبريت الأحمر
- ماسح السيارات في زمن القحط الديمقراطي ..
- رقص عمومي ..
- حذو الوطن


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - جُوعوا فقط.. لكن لا تموتوا .