أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - هل تكفي لوحة تشكيلية لزعزعة أمن البلاد ؟














المزيد.....

هل تكفي لوحة تشكيلية لزعزعة أمن البلاد ؟


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3766 - 2012 / 6 / 22 - 22:17
المحور: كتابات ساخرة
    


من المبكيات المضحكات ..و من الخلط بين السياسات و المعتقدات ..و من هشاشة الحكومات و حمق الايديولوجيات ..أن تُهدّد لوحة فنية أو حتى لوحات أمن بلاد أنجزت ثورة صارت نموذجا لكل الثورات ..فكيف للوحة ليس لها من الوجود غير صمت الألوان ..و لا تملك من الواقع غير الخيال أن تزعزع حكومة ذات رئاسات ثلاث و ثمانين وزير و نيف ممّن في رتبة الوزير ؟ هل تكون هذه اللوحة قد صُمّمت من الاسمنت المسلح أم من الكيميائي المزدوج ؟ قطعة من القماش الأبيض و بعض الألوان المائية و اطار خشبي يتيم ..وراء دماء تُسفك و محاكم تُحرق و حالة طوارئ في المدن الكبرى ..يا لِهذا الشعب ؟؟ .. مناورات و مؤامرات من الجنس المفضوح ..لا أحد كان بحاجة الى أن يكون مثقّفا كي يفهم أنّ ثمّة تلاعب بثورة هذا الشعب و استبلاه له قد طال أمده على امتداد ثلاث أرهاط من الحكم الانتقالي و الموقوت ..
انّ ما يحدث لهذا الشعب شيء أشبه بلوحة تشكيلية من جنس الفنّ التكعيبي.. حيث التقطيع و التشويه و التلاعب بالأشكال و بالوجوه و نشر الهندسات الغريبة .. و تحويل الوجهات ..و احباط الضحكات في مهدها .. سياسات أشبه بالدوائر المربّعة ..و بالمثلثات المنحرفة ..و بالخطوط الجائلة ..كيف سنحيا داخل هذه المستطيلات المسعورة ..؟ وحده الاه تعالى عن حقد الآدميين ..وحده الاه لا يحتاج الى البشر كي يحصنوا قداسته ..كفيل برحمتنا و انقاذنا..
من أساء الى المقدّسات؟ أم من أساء الى الشعب الكريم ؟ و من أساء الى الابداع أم من أساء الى الثورة بوصفها الابداع باطلاق ..و بوصفها أثرا فنيّا كاملا ؟
لقد تبيّن للجميع أنّ وراء حكاية اللوحات المسيئة للمقدسات سياسات لاشعال نار الفتنة و لخلق حدث بوسعه أن يشيع الضباب و يحجب الرؤية ..وقت مستقطع و راحة من أجل ترشّف القهوة على ايقاع الطوارئ ..و أنغام استعراض لقوة الأمن و قدرته على الضرب بالرصاص للردع ..و الاّ ماهي المقدّسات التي وقع المس بها في معرض قصر العبدلية بالمرسى ؟ أنا لم أر غير لوحة واحدة تسبّح للّه على لسان فوج من النمل.. الذي تسرّب بكل فنية من محفظة طفل يطلب المستقبل بدلا عن الماضي ..و ليس في ذاك السرب من النمل أي مسّ من الذات الالاهية بل على عكس ذلك تماما ..فالنمل مخلوق مبارك يسبّح لله و يدلّ على حكمته ..لكن يبدو أنّ اللوحة التي أثارت فزعهم هي تلك التي رسمت وجها ذي لحية كثّة و فم مفتوح على مصراعيه ..هو مجرّد وجه خيالي يمكن أن يكون على شبه بوجوه واقعية لكنه لا يرسم بالضرورة وجها سلفيا أو ماركسيا .وقد لا يكون ذاك وجها أصلا ..ذاك مجرد رسم ..مجاز أو استعارة ..صمت لا ينتظر أحدا كي يغتصب صمته ... فهل ذاك الوجه المكسوّ بالشعر الكثيف من المقدّسات ؟ و هل صارت الوجوه توقيعات سياسية ؟ و متى صارت اللحي ملكا لحزب سياسي وهي يمكن أن تنبت حتى لدى القردة ؟ أضحوكة... هذه الحكاية حينما نتندر بها بشكل شخصي ..لكن حينما يصل الأمر الى زعزعة أمن البلاد و بثّ البلبلة في قلوب أهلها .. و حرق و تخريب و قتل بالرصاص الحيّ .. و أمّ ثكلى تبكي ابنا حلمت به عريسا فجاءها في تابوت ...حينها يصير الأمر الى مندبة سياسية الى صلاة الفجر ..و قد تحضر الصلاة و يغيب الفجر ..
ويحكم ..هل تقتلون القتيل و تسيرون في جنازته ..؟ ويحكم فقد يحقّ لرسّام أعزل أن يخطئ التعبير ..لكن ليس من حق رجل الدولة أن يسيء تحليل الأحداث و أن يخلط بين الايديولوجيا و السياسة ..بين حزبه و شعبه ..ليس من حق السياسي أن يخطئ موقع الجريمة و موقع الخلل ..ثمة خلل ما في المكنة الكبرى ..أنتم مطالبون بتشخيصه تشخيصا موضوعيا ..بعيدا عن انتماءاتكم الحزبية ..هذا الشعب ليس ملكا لأيّ حزب ..متى ستفهم حكوماتنا هذا الأمر ..و كم ستظلّ هذه الشعوب واقفة على حافة أوجاع قديمة ؟



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى -وزير الثقافة -
- نجم بلا محدّقين
- أحذية علمانية.. تُسرق.. بتهمة يوم الجمعة.
- رثائيات قبل أوانها
- مخلوع بائد ...و مخلوع مؤبّد ...و البقية تأتي
- سنة بيضاء....وسماء سوداء
- بعد فشل الثورة في خياطة جراحهم.........
- أطفال القرنفل في مدينة لا أنف لها ؟؟
- لم يكن السجن يفرّق بينهم
- تسمع جعجعة و لا ترى الاّ طحينا ...
- كم من بغداد ستلد نساؤكم ....؟
- ترسم شمسا
- الفن والأمل...(سيرة فلسفية مؤقتة)
- أطفال من الكبريت الأحمر
- ماسح السيارات في زمن القحط الديمقراطي ..
- رقص عمومي ..
- حذو الوطن
- تراتيل على روح قديم ..
- غازات الحكومة ..هديّة للشهداء
- عذرا أيّها النهار ...


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - هل تكفي لوحة تشكيلية لزعزعة أمن البلاد ؟