أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - مخلوع بائد ...و مخلوع مؤبّد ...و البقية تأتي














المزيد.....

مخلوع بائد ...و مخلوع مؤبّد ...و البقية تأتي


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3752 - 2012 / 6 / 8 - 00:31
المحور: كتابات ساخرة
    




مخلوع بائد ...و مخلوع مؤبّد ...و البقية تأتي ..
لا أظنّ أنّ الشعب التونسي قد نسي أمر محاكمة المخلوع .. رغم كل الأحداث التي تداولت على عقله و على قلبه و على جيبه المثقل بالفواتير ...بوسع هذا الشعب الطيب أن ينسى أنّه جاع و أنّ أكياس القمامة تنتثر في كل مكان من مدنه ..و أنّه أطال الوقوف في طوابير الانتخابات في الصيف الفارط ..و أنّه أخطأ العدّ ..و أنّ وادي مجردة فاض بشكل غير عادل هذا الشتاء ..و أنّ وجدي غنيم جاءه ينشر علم ختان البنات ..و أنّ الرايات السوداء رفرفت في سمائه أكثر من مرّة ..و أنّ علم بلاده أوشك على البكاء فوق جامعة العلوم الانسانية ..و أنّ العلوم الانسانية قد تترك مكانها للعلوم الفقهية .. و أنّ مكر النساء أغيظ من مكر الفقهاء . و بوسعه أن ينسى أيضا أنّ الأسعار قد فاقت الحدّ و أنّ أولاده قد يجوعون و أنّ السياحة مهددة هذا الصيف و أنّ المدارس الدينية قد تتفوق في العدد على المدارس المدنية ..بوسعه أن ينسى خطر السلفية فهم "أبناؤنا " ...لكنه لن ينسى أمرا واحدا : هو ضرورة محاكمة الدكتاتور المخلوع ..و قد احتدّ السؤال هذه الأيّام و اشتدّ باشتداد حرارة فصل صيف لا أحد يدري أيّ الأحداث الغرائبية ستحصل فيه ..فقد يصدرون فتوى جديدة في قصّ بعض الأعضاء المقلقة ..كاللسان الحرّ ..و قد يمنعون فرشاة الرسم التشكيلي و يقطعون دابرها من المكتبات ..و قد يقيمون الحدّ على بعض المفاهيم كالحرية أو الحروف ..و قد يحرمون أكل بعض الغلال..و قد يحرمون النساء من استعمال أقلام الزينة ..فكيف سيتزيّن لرجالهم ؟ ..
و حين سيشتدّ السؤال بالجميع و يستفحل كداء عضال :"متى ستحاكمون المخلوع ؟" سيجيبون حتما و بكل ثلج القطب الشمالي المتجمد : "قل هو من أمر ربّي ..علاّم الغيوب " ..و يواصلون التداول على المكان الذي ينتعش فيه سارق أحلامهم و طاغيتهم العزيز" أطال الله في عمره بين أحضان الحرم الشريف ..و رزق الشعب التونسي الكريم جميل الصبر و السلوان "..و بدلا عن جلبه الى العدالة الانتقالية ينتقل أصحاب التقوى و الصالحون الى الحجّ صوب تراب يواصل احتضانه في قصوره ..و يطلب الشعب ثوبا ..فترفل في الحرير الخليجي الطغاة ..يا لهذا الشعب ؟ هل قدره أن يختار بين التجويع و التكفير ...وبين التسويف و التطهير ..و بين القمامة البائدة و الكذب المؤبّد ..
من أين سندخل في هذا الوطن ؟ من دماء شهداء لم يقع انصافهم ..أم من جراح جرحى بدأ بعضهم في الموت كمدا على ثورة تخيط أفواههم عمدا و بلا خجل ؟ و هذا شعب مصر العظيم الذي اتخذ من ثورة تونس مثلا احتذى به ، يعطينا درسا في ضرورة أن نخجل من أنفسنا لأنّا مستبلهون ..شعبهم يحتجّ على الحكم بالمؤبّد على الطاغية مبارك ..و يرى بأنّه ينبغي اعدامه ..و شعبنا يكتفي بالفرجة كأنّه بصدد مسلسل تركي ..و قصّة حبّ تنتهي دوما بخيبات أمل..
أين خبّئتم أنوفكم أيّها التونسيون ؟ أم ألهاكم تكاثر الخفافيش و بعوض الربيع و ناموس الصيف ..و قد تكونوا مهووسين بعودة القُمّل ..لم لا ؟ لا شيء ينقصكم غير المبيدات الحشرية بعد أن خاب أملكم في البائد و المؤبّد و المؤقّت و الموقوت ..هل أصابكم النسيان دفعة واحدة أم أنتم بصدد ابتلاع خيباتكم بالتقسيط المريح ؟و مهما يكن فالتاريخ لا يرحم الظالمين و الشعوب لا تنسى من قتل أبنائها و نكّل بأقدارها ..و الأرياف المهمّشة لسنين عديدة من عمر البشريين القصير لن تنسى من سرق منها أحلامها و قموحها و من عطّل الحياة في قلوب أهلها ...
اذا كانت الدولة تخجل من جلب رئيسها البائد مدى الحياة لمحاكمته ..فنحن نقترح عليها أن تصنع له تمثالا في كل قرية ..لا يهمّ ..من أيّ شيء من قماش أو من قمامة ..أو من خشب القصور التي عرضت للبيع السياحي ..و قد نوفّر بذلك مواطن شغل للفنّانين المعطّلين عن الثورة أو الذين التحقوا بها بعد أن انتهت في أحضان البلاتوات الوطنية جدّا ..هكذا يستطيع أطفالنا أن يشتموا الطغاة كل صباح ..أن يبصقوا على وجوههم الخشبية..و أن يتحرروا من نظراتهم الكئيبة ..و يبدؤوا يوما جديدا بلا قصص عن المخاليع الهاربين من العدالة ...



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنة بيضاء....وسماء سوداء
- بعد فشل الثورة في خياطة جراحهم.........
- أطفال القرنفل في مدينة لا أنف لها ؟؟
- لم يكن السجن يفرّق بينهم
- تسمع جعجعة و لا ترى الاّ طحينا ...
- كم من بغداد ستلد نساؤكم ....؟
- ترسم شمسا
- الفن والأمل...(سيرة فلسفية مؤقتة)
- أطفال من الكبريت الأحمر
- ماسح السيارات في زمن القحط الديمقراطي ..
- رقص عمومي ..
- حذو الوطن
- تراتيل على روح قديم ..
- غازات الحكومة ..هديّة للشهداء
- عذرا أيّها النهار ...
- الفنّ و الحدث :مقاربة تأويلية
- نجم و أغنية
- قرابين الجحيم
- كوميديا أبكت الجميع
- أخاديد .


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - مخلوع بائد ...و مخلوع مؤبّد ...و البقية تأتي